الطلاق الصامت: أسبابه وخطره على الأسرة

الطلاق الصامت: أسبابه وخطره على الأسرة
الطلاق الصامت: أسبابه وخطره على الأسرة

ما المقصود بالطلاق الصامت في الحياة الزوجية؟

لا بد أنّك سمعت بالمثل القائل إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، ولكن عندما يتعلق الأمر بالزواج والحياة الزوجية بين الرجل وزوجته هل تطبيق هذا المثل مفيد كما هو مفيد في علاقتك مع الآخرين؟ أم أنّ له من الأضرار التي لا تعد ولا تحصى؟، يقول الخبراء المختصون في هذا المجال أنّ الطلاق الصامت هو أبشع شيء يمكن أن يحصل بين الأزواج في علاقتهم الزوجية، فعلى الرغم من عدم انفصال الأزواج جسديًا بالنسبة للعالم الخارجي المحيط بهم، إلا أنّهم ينفصلون عاطفيًا عن بعضهم البعض وهنا الكارثة، لأنّ هذا الفعل إشارة إلى انتهاء الاتصال الحقيقي بينهم.

وبهذا الخصوص يقول الأخصائي النفسي تراج شمشيري أنّ الطلاق الصامت يبدأ عندما يكون هناك احتجاجات واعتراضات متكررة حول سلوك الشريك، وغالبًا ما تكون هذه الاحتجاجات مصحوبة بلغة قاسية جدًا تؤدي في النهاية إلى وقوع الزوجين في مشاجرات خطيرة قد يتبعها إساءة لفظية أو جسدية في بعض الأحيان، وعندما يصل الزوجان إلى هذه المرحلة من حياتهم سوف تبدأ معالم الكره المتبادلة في الظهور، وسوف يدخلان في مرحلة اللامبالاة التي تؤدي إلى توقف جميع الأحاديث فيما بينهم، ويصبحان غير مبالين اتجاه بعضهما البعض.[١]


تعرف على أسباب حدوث الطلاق الصامت

الطلاق الصامت هو وسيلة لإحداث الألم للشريك دون وجود كدمات مرئية بالمعنى الحرفي للكلمة، إذ يكون الأذى نفسيًا لا جسديًا، وكثيرة هي الأسباب التي تؤدي إلى حدوث اضطراب في العلاقة الزوجية، فقد يكون السبب الزوج وقد تكون الزوجة، وربما يشترك الزوجان في الأسباب التي أدت إلى ذلك، إليك أهم الأسباب:[٢]

  • الهجر العاطفي: قد يحدث الهجر العاطفي بين الزوجين نتيجة وقوع خطأ ما من أحد الزوجين، وعدم مقدرة الشريك الآخر على المغفرة ومسامحة الطرف الآخر.
  • الإهمال الزوجي وسوء المعاملة: أنت تتصرف بقسوة دائمًا مع الطرف الآخر، أو تسخر منه كلّما سنحت لك الفرصة، ولا تقدم له ما يحتاجه من حب وحنان وعاطفة، وهذا حتمًا سيؤدي في النهاية إلى عزوف شريككَ في الحياة عن مشاركتك في أي شيء وحتى تجنب الرد عليك.
  • اعتبار الشريك أمر مفروغ منه: عندما يصبح الزواج بالنسبة لك أمر مفروغ منه، وتتوقع دائمًا أنّ العلاقة تسير على ما يرام دون أن تسأل حتى رأي شريكك في الموضوع، ستصل في النهاية إلى العيش في جو أسري صامت.
  • عدم تخصيص وقت كافٍ للشريك: لن تزهر حياتك الزوجية دون أن تقدم لها شيئًا من وقتك، ولن تتمكن من معرفة التفاصيل الهامة بشريككَ دون التحدث والاستماع، إذا كنت تعتقد أنّ محادثة سريعة خلال اليوم قد تكون كافية، فأنت على خطأ.
  • الخوف من التحدث: أهم أسباب حدوث الطلاق الصامت خوف أحد الزوجين من طرح موضوع ما على شريك حياته، أو الخوف من المناقشة فيه نتيجة ردة الفعل الغاضبة التي تؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل في نهاية الحديث.


أبرز علامات الطلاق الصامت في الحياة الزوجية

إذا كنت تعتقد أن التزامك الصمت الدائم مع الطرف الآخر الذي يشاركك حياتك قد يوفر لك الحماية الذاتية من كل شيء، وسوف يكون مفيدًا بالنسبة لك فأنت مخطئ، إذ إنّ استخدام الصمت لفترة طويلة من الزمن غير صحي أبدًا في العلاقة بين الأزواج، فهو يؤدي في معظم الأوقات إلى الإساءة العاطفية للطرف الآخر، فإذا ظهرت هذه العلامات على حياتك الزوجية أنت وزوجتك، تأكد من أنكما تعيشان في مرحلة الطلاق الصامت:[٣]

  • أن تستخدم الصمت كأسلوب حياة، تستعمله مرارًا وتكرارًا، ولفترات طويلة من الزمن.
  • أن تستخدم الصمت كنوع من أنواع العقاب للطرف الآخر، وليس بهدف تهدئة الأمور، أو أخذ استراحة لبعض الوقت.
  • الطرف الصامت لا يتخلى عن صمته أبدًا، إلا إذا قام الطرف الآخر بالاعتذار، أو التوسل، أو الاستسلام لمطالبه.
  • أن تلجأ لتغيير سلوكك لتجنب حدوث الطلاق الصامت بينك وبين شريكك ولكن الأمور بقيت كما هي عليه.


إليك طرق التغلب على الطلاق الصامت في الحياة الزوجية

لا تقلق لم تخسر حياتك الزوجية بعد، وبإمكانك إنعاشها وإنقاذها من الموت، إذا كنت راغبًا في ذلك، وإليك بعض الطرق التي تساعدك على تخطي هذه المرحلة الصعبة:[٤]

  • اعترف بوجود مشكلة كامنة في علاقتك الزوجية، وحاول حلها أنت وشريكك معًا، لن تتمكن من حلها دون أن تعترفا كلاكما بوجود مشكلة.
  • لا تحاول أن تعرف رأي الشّريك باتباع النهج الصامت حتى لا تتأزم الأمور أكثر.
  • أظهر لزوجتك أنّك تهتم لأمرها وترغب في معرفة سبب غضبها
  • أظهر لزوجتك أنّك مستعد للتحدث عما يزعجها عندما تكون مستعدة لذلك.
  • لا تتردد باللجوء إلى معالج مختص في العلاقات الزوجية أو مستشار الزواج، لتتفقّه أكثر حول كيفية التعامل مع حالة الطّلاق الصّامت.
  • ابتعد عن القسوة في الكلام واستخدم اللين والهدوء، كن لطيفًا ومهتمًا بنبرة صوتك، وامنح شريكتك الفرصة للتعبير عما يدور في نفسها بحرية.


قد يُهِمُّكَ: ما تأثير الطلاق الصامت على الأبناء؟

يظن الكثير من الأزواج أن الجدال المحتدم والصراخ الدائم فيما بينهم أمام الأطفال هو الذي يؤثر سلبًا عليهم، وما سوى ذلك لا، لذا يلجأ الكثير من الأزواج إلى التعبير عن غضبهم باستخدام الطرق غير اللفظية مثل اللجوء إلى الصمت الدائم تجنبًا لاحتدام المشكلة فيما بينهم، لكن ما أشارت إليه الأبحاث لا يتوافق مع ما يتوقعه الكثير من الآباء، إذ تشير الأبحاث إلى أنّه بالنسبة للأطفال، يمكن أن يكون الصراع غير اللفظي مزعجًا مثل الصراع اللفظي بل أشد، فقد أظهرت الأبحاث أنّ هذا النوع من الخلاف يؤثّر على الأطفال وحالتهم النفسيّة كما يلي:[٥]

  • يمكن أن يتداخل الطّلاق الصّامت مع سلوك الطفل وإحساسه بالأمان العاطفي.
  • يؤدّي إلى ظهور علامات الضيق والغضب والعداء على الأطفال الذين يعيشون في جو أسري يسوده الصمت.
  • قد يعاني الطّفل اضطرابات في النّوم مثل الأرق.
  • قد يؤدي الطلاق الصامت إلى زيادة خطر تعرض الطفل لمشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق والانسحاب الاجتماعي والعدوانية.
  • قد يعاني الأطفال الصغار الذين لم يلتحقوا بالمدرسة بعد من ردود فعل فسيولوجية مثل ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم.


المراجع

  1. "A Warning Sign: Silent Divorce", financialtribune, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  2. "Marriage: Emotional Abandonment", doingfamilyright, Retrieved 3/3/2021. Edited.
  3. "How to Respond When Someone Gives You the Silent Treatment", healthline, Retrieved 3/3/2021. Edited.
  4. "How Do You Deal With the Silent Treatment in Your Relationship?", howloveblossoms, Retrieved 3/3/2021. Edited.
  5. "How Passive Aggression Hurts Children", theatlantic, Retrieved 3/3/2021. Edited.

فيديو ذو صلة :