التخلص من التعب النفسي

التخلص من التعب النفسي
التخلص من التعب النفسي

التعب النفسي

يعرّف التعب النفسي على أنه شعور سلبي يصيب الفرد نتيجة تعرضه للعديد من الضغوط النفسية والاجتماعية التي لا يستطيع تحمّلها، وتضعه تحت ضغط هائل، ويرافقه إحساس سلبي تجاه الذات وعدم جدوى من الوجود في هذه الحياة، وغالبًا ما ينتج عنه الإتيان بالشيء على غير حالته الطبيعية بسبب الوضعية النفسية التي يمر بها الفرد، فعالم الأعصاب ماثيو ووكر يؤكّد أنّ الأشخاص الذين يعانون من التّعب النفسي والعقلي النّاتج عن كثرة الأفكار المتطفّلة، والالتزامات، والعمل، والقلق، ويكون هؤلاء الأشخاص شديدي الحساسيّة لمحيطهم، ومستنزفين عاطفيًّا أكثر من غيرهم، ويتكوّن لديهم أفكار سلبية عن واقعهم، ويظنون أنّهم سيفقدون السّيطرة على حياتهم، وأنهم عالقون في مرحلة معيّنة لا يستطيعون تجاوزها. [١]


التخلص من التعب النفسي

يمكن التخلّص من التّعب النفسي والإجهاد الذّهني بطرق بسيطة، ولكنّها ضروريّة للتّعامل مع التّعب النّفسي والتغلّب عليه، وفيما يلي أبرز وأهم هذه الطّرق: [٢][٣]

  • تنظيم الوقت: بترتيب الأولويّات من الأهم إلى المهم، إذ يعود هذا الأمر إيجابيًّا على الإنتاجيّة والتركيز، وتقوية الدّافع للإنجاز، ويرتكز تنظيم الوقت بالدّرجة الأولى على إزالة فوضى المهام وترتيبها، وتخصيص وقت ومكان معيّن لكل مهمّة، مثل ترتيب السّرير مباشرةً بعد النّهوض من النّوم، أو غسل الأطباق مباشرةً بعد الانتهاء من تناول الطّعام، فتأجيل الأمور يتسبّب في استنزاف المهام المؤجّلة للوقت المخصّص للمهام الآخرى.
  • الواقعيّة: بملامسة الأهداف والمهام المرجو تحقيقها يوميًا لأرض الواقع، إذ يجب أن تتناسب مع القدرات الشخصيّة، وعامل الوقت، فمثل هذا التفكير يساعد على تقليل الالتزامات الواجب إنجازها، وبالتّالي تخفيض سقف التوتّر من عدم إنجاز ما كان ينوي إنجازه.
  • تخصيص وقت للاسترخاء: سواء البدني أو العقلي والذّهني لتفريغ الطّاقة السلبيّة، وإعادة شحن الجسم والذّهن بالطّاقة الإيجابيّة والنّشاط، وأنسب وقت لذلك هو عطلة نهاية الأسبوع، ويمكن أن تكون قبل النّوم بممارسة التمارين الرياضيّة، مثل التنزّه بالهواء الطّلق، أو ممارسة اليوغا وتمارين التأمّل لمدّة عشرين دقيقة يوميًّا لتفريغ الطّاقة السلبيّة، ويمكن تخصيص ربع ساعة للاسترخاء والرّاحة بعد إنجاز المهام المحدّدة، واستغلالها بتناول كوب من الشّاي أو فنجان من القهوة، أو التحدث إلى أشخاص مقربين لديهم قدرة عالية على إعطاء حلول، مع اطلاعهم على الوضع الحياتي العام للشّخص طالب المشورة، ما يجعلهم قادرين على التجاوب مع تلك المشكلات وإيجاد حلول مناسبة لها تتوافق مع ما يشعر به الشّخص ويواجهه.
  • تقدير الذّات وتقبّلها: من خلال التّساهل مع النّفس وعدم لومها وجلدها على عدم القدرة على إنجاز المهام، وعادة يكون لدى من يعاني من التعب النفسي حالة من الحزن الشديد بسبب عدم تقدير الذات وإعطاء نفسه قيمتها التي يستحقها، لذا فإن تعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات يؤدي إلى تقوية العزيمة وخلق روح انتصارية جديدة قادرة على خلق فرصة من العدم وابتكار حلول جذرية لأصعب المشكلات، مما يؤدي إلى التخلص من الضغوط والتعب النفسي.
  • وضع استراتيجيات جديدة: من خلال خلق فرص جديدة وأساليب أخرى للتعامل مع الظروف والمشاكل الحياتية المختلفة، وابتكار عادات جديدة، والتفكير بطريقة مغايرة عن الطريقة السائدة، وكل ذلك يؤدي إلى إيجاد حلول للمشكلات، ويخلق شعورًا بالراحة بسبب التخلص من تلك المشاكل.


أعراض التعب النفسي

إن حالة التعب النفسي عادة ما تكون ضارة بالجسم حتى على المستوى الجسدي؛ إذ تظهر على الجسد أعراض التعب والإرهاق والهزل والجفاف، ويرافق مرحلة التعب النفسي عدة أعراض نذكر منها:

  • الأعراض النفسيّة: وتتضمنّن ما يأتي: [٤]
    • تغيّر في الرّوتين الغذائي، بفقدان الرّغبة بتناول الطّعام، أو الشّراهة في الطّعام، وهو ما ينعكس إمّا بخسارة الوزن أو اكتسابه.
    • صعوبات في التركيز.
    • الانفعال العصبي غير المبرّر.
    • النظرة السلبيّة للواقع والتّشاؤم من المستقبل.
    • الشّعور الدّائم بالخوف وعدم الأمان.
    • الشّعور بالإحباط والكآبة.
    • فقدان الحافز للحياة، واليأس.
    • اضطرابات في النّوم، سواء بالأرق أو النّعاس والنّوم المستمر.
    • الشّعور الدّائم بالتّعب الجسدي والخمول والكسل.
    • الصّداع المزمن.
  • الأعراض الجسديّة: وتشتمل على ما يأتي: [٥]
    • تسارع في ضربات القلب.
    • ارتفاع ضغط الدم.
    • ضيق التنفّس، مع اضمحلال وتيرته.
    • زيادة إفراز هرمونات التوتّر في الجسم، ما يؤثّر سلبيًّا على الجهاز الهضمي، وينتج عنه آلام وانقباضات في المعدة.


أسباب التّعب النفسي والجسدي

إن الأسباب التي تؤدّي للتّعب النفسي والذّهني والجسدي، فيمكن تلخيصها بالنّقاط التّالية: [٦]

  • طبيعة العمل: التي تتطلّب الكثير من التركيز، والعمل في ساعات غير منتظمة، أو لساعات كثيرة، مثل مهنتي الطب والتمريض، أو العمل في مهنة لا يحبّها الشّخص ويجبر عليها فقط لتأمين متطلّبات حياته، أو الاضطرار للعمل بوظيفتين، أو الأعمال التي يتطلّب إنجازها الكثير من الإجهاد البدني، والظّروف البيئيّة غير المناسبة مثل ارتفاع درجة الحرارة، أو الضّوضاء الدّائمة.
  • السلوكيّات الخاطئة: التي تتعلّق بعدم الحصول على قسط وافر من النّوم ليلاً بسبب النّوم أثناء النّهار، أو الحصول على أكثر من 11 ساعة نوم ما يسبّب الشّعور الدّائم بالنّعاس والخمول، أو عدم تهيئة البيئة المناسبة للنّوم، أو تعاطي المخدّرات، وإدمان المشروبات الكحوليّة.
  • التغذية السيّئة: باتّباع نظام غذائي يفتقر إلى المعادن والفيتامينات التي يحتاجها الجسم للحصول على الطّاقة اللّازمة لإنجاز المهام اليوميّة، وواجبات العمل، مثل اتّباع حمية أو رجيم منخفضة الكربوهيدرات، أو الإكثار من تناول الأطعمة السّريعة، أو الإفراط في تناول المشروبات الغنيّة بالكافيين التي ترفد الجسم بدفعة كبيرة ومؤقّتة من الطّاقة سرعان ما ينتهي مفعولها، وتعود طاقة الجسم للانخفاض.


التستوستيرون والتعب النفسي عند الرّجال

إن تدنّي مستويات هرمون الذّكورة التستوستيرون في الدّم، أو خلل مستويات هرمونات الجسم الأخرى التي تؤثّر على إنتاج الخصيتين للتستوستيرون تعد من الأسباب التي يختص بها الرّجال دون النّساء التي تتسبب في الشّعور بالتعب النفسي، وهو ما يؤثّر سلبيًّا على الصحّة النفسيّة والعقليّة والجسديّة للرّجل، وعادةً يكون انخفاض مستويات التستوستيرون متزامنًا مع التقدّم بالعمر، والدّخول التدريجي في مرحلة الشّيخوخة، ولكن يوجد أيضًا أسباب مرضيّة تؤدّي لانخفاض مستوياته عند الشّباب، ويكون لها نفس التأثير لانخفاضها عند البالغين مثل تدنّي تقدير الذّات والاكتئاب والسّلوكيّات العدوانيّة وسرعة الانفعال العصبي، واضطرابات في النّوم، والقلق، ولا تقتصر هذه الأعراض على انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون عند الرّجال، بل ارتفاعه أيضًا عن المستويات الطّبيعيّة يكون السّبب الرّئيسي في السّلوكيّات العدوانيّة عندهم، والدّخول في دوّامة من الإحباط والتعب النفسي، وحتى الاكتئاب الذي يدفع البعض منهم لتعاطي المخدّرات والعقاقير غير المشروعة. ولتجنّب تعرّض الرّجال لمثل هذه الأعراض أو عند حدوثها دون معرفة السّبب، لابد من إجراء فحوصات للتأكد من مستويات هرمون التستوستيرون في الدّم، وعلاج الحالة إمّا بالمكمّلات الغذائيّة التي تحتوي جرعات مدروسة من هرمون التستوستيرون، أو اعتماد العلاج الهرموني بحقن الجسم بالجرعات اللّازمة منه. [٧]


المراجع

  1. "What Psychological Exhaustion Looks Like", exploringyourmind, Retrieved 2019-10-28. Edited.
  2. "How To Overcome Mental Fatigue, According To An Expert", forbes, Retrieved 2019-10-28. Edited.
  3. "5 Ways to Overcome Mental Exhaustion", psychologytoday, Retrieved 2019-10-28. Edited.
  4. "Emotional Exhaustion: What It Is and How to Treat It", healthline, Retrieved 2019-10-28. Edited.
  5. "8 Symptoms of Mental Fatigue and How to Fix It", medium, Retrieved 2019-10-28. Edited.
  6. "Fatigue", betterhealth, Retrieved 2019-10-28. Edited.
  7. "5 Ways Testosterone Levels May Impact Mental Well-Being", goodmenproject, Retrieved 2019-10-28. Edited.

فيديو ذو صلة :

526 مشاهدة