
- ذات صلة
- العيد في فلسطين
- مدينة الخليل
عائلات فلسطين
هل تساءلت يومًا عن سبب تسمية بعض العائلات الفلسطينية بأسمائها الموجودة؟ كانت تقتصر أسماء العائلات الفلسطينية قديمًا في تسميتها على المكان أو العشائر والقبائل التي جائت منها إلى فلسطين، وكان النسب يُعد مفخرة في الزمن القديم ولها تُنسب العائلات كعائلة الهاشمي والحجازي والقُرشي والشامي والأنصاري والأيوبي وغيرها الكثير من أسماء العائلات التي تنقلّت في أرجاء بلاد الشام واستقرت للسكن في فلسطين في حين كانت الحدود واحدة، ثم أصبحت العائلات تُنسب للحكام أو الرؤساء على سبيل المثال لا الحصر، مثل: عائلة رضوان وخير الدين وعرفات، وبعد أن زاد عدد العائلات بفلسطين أصبحت العائلات تُنسب بحسب عمل الشخص كعائلة حداد والنجار والحايك والحلاق وما إلى ذلك من أسماء المهن، وبعضها سُميّ بحسب الوظائف أو المراكز كالقاضي والخطيب والمُفتي وغيرها.
وبعض العائلات ارتبطت أسماؤها بصفات الأشخاص كعائلة الأخرس، وكانت تُسمى بعض العائلات بأسماء تُطلق عليهم بحسب ما يشتهرون به أو يُعرفون به فأُطلقت أسماء الخضروات والفاكهة على البعض، والبعض الآخر سُمي على أسماء الحيوانات أو الحشرات، وقد زاد الأمر لأن تُسمى بعض العائلات بأسماء قبيحة وغير مُستحبة مما اضطرهم لاحقًا لتغيير الاسم لمُسمى آخر منعًا للإحراج.[١]
أصول عائلات فلسطين
تعود الحضارة في فلسطين إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد؛ إذ سكنها العرب وازدهرت فيها الصناعات والزراعة منذ القِدم، وكانت تُسمى سابقًا (بالستين) باللغة الآرامية والتي تعني الأرض الساحلية التي امتدّت من جنوب سوريا وشرق الأردن وجنوب مدينة سيناء، وأوّل من سكن فلسطين من العرب الكنعانيون والآراميون والعمونيون، وأقاموا حضارات ومُدنًا كبيرة في الوقت الذي اخترعت به الكتابة وسُميت بعض المدن على أسمائهم، ومن أبرز بعض أُصول العائلات الفلسطينية ومناطق سكنهم:[٢]
- أصول العائلات المقدسية: مدينة القدس بناها اليبوسيون العرب عام 2600 قبل الميلاد وكانوا السكان الأصليين لها، ثم توافد عليها العرب حبًا بها وتبركًا منها، فكانت أُسرة الحسيني من أشهر الأُسر يمنية الأصل وأُسرة الخالدي القيسية، وانقسمت العائلات المقدسية بحسب الحُقبة التاريخية لقسمين؛ وهي العائلات القديمة التي استقرت في مدينة القدس بعد تحرير القائد صلاح الدين الأيوبي لها والعائلات الحديثة والتي سكنت القدس خلال الحكم العثماني، ومن الجدير بالذكر أن العديد من العائلات المقدسية تعود أُصولها لعائلات الأشراف كعائلة الدجاني والشريف والخالدي وغيرهم الكثير، وبعضهم تعود أنسابهم إلى قبيلة بني حسن كعائلة الحسيني ودرويش ووهدان والأطرش وغيرهم على سبيل المِثال فقط، ومن أشهر بعض العائلات المقدسية آل العلمي والطرزي والنشاشيبي والدجاني والبشيتي والخطيب والكثير من العائلات والعشائر الكبيرة.[٣]
- أصول عائلات الخليل: أمّا عن أصول عائلات مدينة الخليل؛ فهي تنقسم للسكان الأصليين فيها وللسكان الوافدين إليها، فالقسم الثاني منهم من قدم خلال فتوحات القائد صلاح الدين الأيوبي واستقروا في المدينة مثل عائلة الكردي والبعض الآخر قدِم للخليل للدراسة وتأسيس دور التكايا كعائلة القواسمة، ومن أشهر العائلات الفلسطينية من الخليل على سبيل المِثال لا الحصر؛ عائلة الدويك وأبو سنينة والحلواني والطويل والصغيّر وغيرها الكثير، ويعود تاريخ مدينة الخليل للعصر الحجري النُحاسي أي للقرن الخامس قبل الميلاد لما يزيد عن 6 آلاف سنة.[٤]
- أصول عائلات مدينة نابلس: نسب سكان مدينة نابلس يعود كما تعود مجمل أنساب سكان فلسطين إلى القبيلة القحطانية والعدنانيين الذين ينقسمون من قبيلة قريش وعنزة، وبعض الأنساب تعود للعرق التركي والكردي والسامري، ويعود تاريخ سكن الإنسان في مدينة نابلس للعصر الحجري، لكن الكنعانيين كانوا أول من سكنها وأسسها قبل ما يزيد عن 9 آلاف سنة وسُميت باسم (شكيم) بما يعني الأرض المُرتفعة أو النجد، وهي أول مدينة نزل فيها سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقد توالت على نابلس العديد من فترات الحكم؛ كالحكم المصري في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وحكم الهسكوس ثم السامريين والرومانيين ثم الفتح الإسلامي والحكم العثماني وجميعهم كان لهم الأثر في أصول العائلات التي تسكنها.[٥]
- أصول العائلات في مدينة غزّة: يعود قسم من سكان مدينة غزّة في الوقت الحالي إلى سكانها الأصليين وما تبقى فقد وفد إليها من مدن فلسطينية بعد النكبة عام 1948 أو سكنوها من بلاد مُحيطة، أما العائلات القديمة فتعود أُصولها كما العائلات المنتشرة في جميع أنحاء فلسطين للفصائل والقبائل العربية القديمة وبعضها جاء من قبائل الأكراد والأتراك كعائلة البورنو ومن البربر كعائلة البربري، ومن أشهر العائلات في غزّة عائلة الشربجي والحايك والترزي والبواب والسرّاج والشوا وغيرها الكثير.[٦]
- أصول عائلات رام الله: العائلات في هذه المدينة عبارة عن (حمايل) فهي عائلات كبيرة يعون نسبها لعائلة واحدة متشعبة وهي تنقسم إلى ثماني حمايل وهي؛ حامولة الشراقة، أبو جغب، آل عوّاد، آل يوسف، آل جريس، آل إبراهيم، آل شقرة وآل حساسنة، ويجدر الذكر بأن كل حمولة من هذه الحمايل كان لها جزءًا من أراضي مدينة رام الله قُسّمت بينهم كما الورث وتلك الحمايل تنقسم لعدة عائلات سُميت بأسماء كبار قوّادها أو لألقاب أُطلقت عليهم أو منطقة سكنهم في المدينة.[٧]
عادات عائلات فلسطين
إن للفلسطسنين عادات وتقاليد عديدة تناقلتها الأجيال واعتنت بها على مر الأزمان رغم التهجير، إلا أنّهم تمسكوا بموروثاتهم وعاداتهم وتقاليدهم إلى الوقت الحالي عدا عن أن هذه العادات والتقاليد مستحبة وأيدتها الشريعة الإسلامية كعادة إكرام الضيف ومُساعدة الفقراء والغريب وحق الجيران وغيرها، وإذا كنت من الباحثين عن عادات وتقاليد العائلات الفلسطينية القديمة والحديثة فقد لخصّنا لك بعضها لمساعدتك، وللعلم اندثرت بعض العادات مع الزمن والبعض الآخر ما زال موجودًا ومنها:[٨]
- عادات الزواج: حين يبلغ الشاب العُمر المُناسب للزواج؛ كان يُبدي رغبته بالزواج ثم يُبحث له عن زوجة مُناسبة من الأقارب كبنات العمومة أو الأخوال والأعمام، يختار منهن ما يلين قلبه لها، وإن لم يُعجبه إياهُنّ، تبحث الأم بمساعدة صديقاتها عن زوجة مُناسبة من الجيران والمعارف في المنطقة، ثم تذهب الأم لمقابلة والدة العروس ولرؤية العروس المستقبلية ولطلب الفتاة بعد أن يوافق ابنهاعلى العروس، ثم يسأل أهل الفتاة عن الشاب وأخلاقه وأهله وتعود الأم في موعد لاحق لتأخذ موافقة أهل الفتاة على الزواج وتحديد موعد ليرى الشاب الفتاة، بعد موافقة الطرفين يزور والدا الشاب أهل الفتاة وغالبًا ما تتفق العائلتان على مقدار المهر وبعض التفاصيل، ثم يُحدد موعد (الجاهة): وهي مجموعة كبيرة من كبار العائلتين والمعارف والأصدقاء في الغالب يُختار أكثرهم حكمة وبلاغة في القول لطلب الفتاة من والدها أمام الجميع ويُرد على الطالب بقبول طلب الزواج وتحديد يوم لقبض المُعجّل من مهر الفتاة وتُقدّم الحلويات وأشهرها الكنافة. ويُوثّق الزواج بالمحكمة أو بكاتب يحضر إلى منزل العروس وتحتفل العائلتان بالخطوبة ضمن احتفال يجمع الأهل والأصدقاء والأقارب، أما بعد تحديد موعد الزفاف فيسبق هذا اليوم احتفال بسيط يُسمى بليلة الحناء للفتاة وبحفلة لأصدقاء العريس للشباب، وفي يوم العرس يُطهى الطعام وتُقام الولائم للمعازيم وتنتهي بأخذ العروس من منزلها إلى منزل زوجها وسط الأهازيج والغناء التقليدية.
- عادات قدوم المولود: من تقاليد قدوم المولود في فلسطين عدم خروجه من المنزل قبل أن يتم الأربعين يومًا إلا في الحالات الطارئة فقط، وعند طهوره تُقام الاحتفالات في المنطقة بمشاركة الجيران والأهل والأقارب، وتُذبح العقائق للمولود ويُوزّع اللحم وتُقام الولائم، ويرتدي الطفل في هذه المُناسبة ملابس خاصة وتُغنى الأغاني الخاصة أيضًا، ويُسمى المولود الذكر على اسم جده كنوع من التقاليد والعادات إذا كان الجد متوفيًا أما إذا كان الجد موجودًا فيُختار اسم مُناسب للمولود وعادة ما يُسمى الولد على أسماء الأنبياء والصالحين والإناث كذلك فيُختار لهنّ الأسماء المُناسبة كأسماء زوجات وبنات النبي عليه السلام.
- عادات رمضانية: وهي من أجمل العادات في شهر رمضان المُبارك؛ إذ تجتمع العائلات والأُسر لتناول الطعام والإفطار سويًا في منزل كبير العائلة أو منزل الأب والأم، كما تكثر عزائم الإفطار والتناوب عليها دلالة على قوة العلاقات الأُسرية والاجتماعية، وتزيد الصدقات وموائد الرحمن وإطعام الفقير في شهر رمضان خاصة وفي الأيام المُباركة، ومن العادات خلال الشهر الفضيل تبادل أطباق الطعام بين الجيران دليل على نشر الصدقات والتلاحم الاجتماعي بينهم.
- عادات عيد الفطر والأضحى: بعد شروق شمس العيد يرتدون ملابس جميلة أو جديدة ويتطيبون ويخرجون لأداء صلاة العيد التي غالبًا ما تكون في ساحات كبيرة أو في المساجد، وبعد أداء صلاة العيد يتوجه الرجال للمقابر للدعاء لموتاهم والتصدق عن أرواحهم ثم التوجه لأرحامهم وزيارة بناتهن وأخواتهن ثم زيارة الأقارب والجيران، وقد جرت العادات في فلسطين عند موت أحد الأقارب من الدرجة الأولى في ذات العام ترديد مقولة تقبل الله طاعاتكم دون جملة كل عام وأنتم بخير والتوجه لمنزل الفقيد تعبيرًا عن مشاعرهم ولمساعدة أهل الفقيد معنويًا.
- عادات الوفاة في فلسطين: بعد إعلان حالة وفاة أحد الأشخاص وتشييع جثمانه ودفنه؛ يزور الجميع منزل المتوفى لتقديم واجب العزاء وغالبًا ما يُقدّم الطعام عن روح المتوفى، بيت العزاء للرجال ثلاثة أيام ويوم واحد للنساء، في اليوم الثالث وبعد صلاة العصر يجتمع الحضور لختم القرآن الكريم عن روح المتوفى عدة مرات وتُقدّم الحلويات وأشهرها الكنافة والطعام عن روح المتوفى. بعد انتهاء الأيام الثلاثة لقبول العزاء خاصة إذا ما كان المتوفى له شأن عظيم أو شاب تتوقف جميع مظاهر الفرح في المنطقة لمدة أربعين يومًا احترامًا لأهل المتوفى، وقد تمتد لسنة بحسب حالة المتوفى وكانت النساء تتوقف عن لبس الملابس المُبهجة والتزيّن والتعطر خاصة إذا كان المتوفى زوجها، كما تُؤجل الاحتفالات خاصة حفلات الزواج لسنة كاملة أو أكثر ولا تُصنع الحلويات في منزل المتوفى ولا تُقبل التهاني في الأعياد لفترة من الزمن، ومن بعض العادات المُندثرة التوقف عن غسل الملابس وطهي بعض الأكلات لمدة أربعين يومًا لكن تلك العادات اندثرت مع مرور الزمن.
- عادات مختلفة: عند ذهاب أحدهم إلى الحج يقصد الأهل والأصدقاء والأقارب منزله لتوديعه وطلب المُسامحة منه، وبعد عودة الشخص من الحج سالمًا يهرع الناس لتهنئته وللمباركة له بأداء فريضة الحج، وفي الغالب كانت تُقام الولائم والاحتفالات بقدوم الحجاج من بيت الله تعالى، ولم تقتصر الولائم على الزواج أو المولود وإفطارات رمضان، لكن كان الجميع يشترك في طبخ الطعام وتوزيع اللحوم كلما استدعى الأمر لذلك فتجد من بنى منزلًا يولم ويذبح الخِراف وفي استقبال الضيف وغيرها من المناسبات المُختلفة.
المراجع
- ↑ آصال أبو طاقية (14-6-2017)، "أسماء العائلات الفلسطينية.. ما هو أصلها؟"، ultrapal.ultrasawt، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2020. بتصرّف.
- ↑ "فلسطين عبر التاريخ"، wafa، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2020. بتصرّف.
- ↑ "عائلاتٌ مقدسّية وأنسابٌ عريقة على مرّ التاريخ"، alray، 30-11-2014، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2020. بتصرّف.
- ↑ شيراز ماضي (27-7-2015)، "ما لا تعرفه عن مدينة خليل الرحمن: بداية الحكاية وأصول عائلاتها .. وصولاً لإفساد جمالها بـ"كريات 4""، alwatanvoice، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2020. بتصرّف.
- ↑ "نابلس (مدينة)"، palestinapedia، 28-10-2015، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2020. بتصرّف.
- ↑ مجد أبو ريا (10-2-2018)، "من أين جاءت أسماء العائلات في غزة؟"، ultrasawt، اطّلع عليه بتاريخ 15-7-2020. بتصرّف.
- ↑ "حمايل أهل رام الله"، ramallah، 24-10-2007، اطّلع عليه بتاريخ 15-7-2020. بتصرّف.
- ↑ "عادات وتقاليد فلسطينية"، info.wafa، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2020. بتصرّف.