محتويات
تلوث الهواء
يحدث تلوث الهواء عند وجود مواد كيميائية أو جزيئات صغيرة في الهواء، وتضر هذه المواد بصحة الإنسان والحيوان والبيئة ككل، والملوثات الموجودة في الهواء تكون على شكل إما غازات أو جزيئات صلبة أو قطرات سائلة، ويمكن أن يتلوث الهواء بعدة طرق ولكن الملوث الأول والأخير هم البشر ببنائهم للمصانع التي تصدر الأدخنة الملوثة للأجواء، وقد يكون التلوث ناتجًا عن انبعاثات السيارات والطائرات والقطارات أو حتى دخان السجائر .
ويوجد أيضًا تلوث طبيعي تحدثه الطبيعة دون تدخل البشر كالتلوث الصادر عن البراكين والدخان الناجم عن حرائق الغابات، والتلوث يزداد في المدن المكتظة والكبيرة نتيجة تعدد مصادر التلوث فيها، وتَتركّز الانبعاثات في مناطق معينة؛ إذ إنها تصطدم بناطحات السحب والمباني الشاهقة فتنحصر وتكون غيمة دخانية تسمى الضباب الدخاني، ونسبة التلوث في الدول النامية تزداد عنها في الدول المتقدمة، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية؛ فإن أكثر المدن تلوثًا حول العالم هي كراتشي ونيودلهي وبكين والقاهرة.[١]
آثار تلوث الهواء على البيئة
إن للبيئة نُظم معينة وقد يؤدي الإضرار بهذه النّظم إلى التأثير على البيئة الطبيعية بأكملها، فالضباب الدخاني هو أحد أشكال تلوث الهواء الذي يؤدي لحجب الألوان والأشكال، وجزيئات الهواء الملوثة تعود في النهاية إلى الأرض وتلوثها، وتلوث الهواء يؤثر على المسطحات المائية والبحيرات وحتى التربة وقد يؤدي هذا التلوث إلى قتل المحاصيل الزراعية أو التقليل من إنتاجها للثمار أو قتل الأشجار الصغيرة والنباتات التي في طور النمو.
وبالإضافة لذلك فإن غاز ثاني أكسيد الكبريت وجزيئات النيتروجين الموجودة في الهواء عندما تختلط مع الماء والأكسجين وتصعد للغلاف الجوي فإنها تؤدي لحدوث الأمطار الحمضية، وعندما يسقط المطر الحمضي على الأرض ويروي المزروعات فإن هذه المياه تتلف النباتات والأشجار وتغير من تكوين التربة وتؤدي لصعوبة نمو النباتات فيها وتجعلها غير صالحة للزراعة، وأيضا يؤدي التلوث لتغير جودة مياه الأنهار والبحيرات والجداول وتدهور نوعيتها، وقد يؤدي تلوث الهواء في بعض الأحيان إلى تلف المباني والآثار وتآكلها، بالإضافة لهذه الآثار فإن تلوث الهواء يؤثر على الحيوانات ويؤدي وقد يؤدي لإصابتها بآثار صحية خطيرة كتعسر في الولادة والإصابة ببعض الأمراض وانخفاض في معدل الإنجاب.[١]
آثار تلوث الهواء على الإنسان
تلوث الهواء له تأثير كبير على صحة الإنسان وليس فقط على الأشخاص المصابين بأمراض معينة، ويعتمد خطر تلوث الهواء على الحالة الصحيّة للأشخاص وطول مدة التعرض للتلوث ونوع الملوث وتركيزه، ومن أهم أضرار تلوث الهواء على صحة الإنسان الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي، وإجهاد القلب، وفقدان وظيفة الرئة وانخفاض قدرتها على العمل، والإصابة بالربو والعديد من الأمراض التنفسية كالتهاب الشعب الهوائية، وقصور في أجهزة التنفس، وربما يؤدي تراكم الملوثات إلى الإصابة بالسرطان.
والأشخاص المعرضون أكثر للإصابة بالأمراض نتيجة تلوث الهواء هم الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب ومرض الشريان التاجي وقصور في القلب وأمراض الرئة وأمراض الانسداد الرئوي المزمن والنساء الحوامل والأطفال والأشخاص الذين يعملون في أماكن ملوثة، وعندما تتفاعل بعض الملوثات مع المركبات العضوية وأكسيد النيتروجين فإنها تصعد لطبقة الأوزون فتصبح مصدرًا للإزعاج خاصة في فترات الصباح وساعات المساء، وقد تؤدي إلى انقباض في الشعب الهوائية مما يؤدي إلى إجهاد الجهاز التنفسي وقيامه بعمل مضاعف لتوفير الأوكسجين للجسم، وتؤدي لانتفاخ الرئة، وظهور بعض الأعراض كالسعال الشديد والتهاب وجفاف في الحلق وألم في الصدر وصداع شديد وغثيان وزيادة التعب وانخفاض في مقاومة العدوى وضعف في الأداء الرياضي للأشخاص الرياضيين.
والتعرّض القصير للجسيمات الهوائية الملوثة يؤدي إلى تهيج العينين ومشاكل في الأنف والحنجرة وسعال وضيق في الصدر وضيق في التنفس، وأما التعرّض الطويل للجسيمات والمواد الكيماوية الملوثة فإنه يؤدي إلى مشاكل صحية أكبر واخطر كعدم انتظام في ضربات القلب ونوبات قلبية خطيرة والوفاة المبكرة للأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض وربما الوفاة بسرطان الرئة.[٢]
كيفية الحد من تلوث الهواء
توجد عدد من الطرق والحلول التي يمكن من خلالها الحد من تلوث الهواء والتخفيف، ومن أهم هذه الطرق والحلول:[٣]
- استخدام مصدر نظيف وجديد للطاقة لمحركات السيارت بديل عن الديزل والبنزين؛ لأن أغلب الانبعاثات وتلوث الهواء يأتي من عوادم السيارات، ويمكن استخدام الغاز الطبيعي المضغوط والغاز الطبيعي المسال أو الكحول، ويمكن تشجيع الباحثين والشركات على إيجاد بديل للوقود الأحفوري بمصادر جديدة ومناسبة لتوليد الطاقة، ويمكن توسيع عدد محطات تنقية الهواء في المدن الكبرى مما يساعد في التخفيف من الانبعاثات الضارة والتقليل من آثارها.
- توحيد محركات السيارات ومحركات المصانع مع تخفيض استهلاك الوقود يؤدي لخفض تلوث الهواء بنسب كبيرة، ويمكن بدل استخدام الوقود الإحفوري والنفط والبنزين لمحركات السيارات التحوّل للسيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية والتي تعد صديقة للبيئة وقد بدأت بعض الدول باستخدام هذا النوع من السيارات.
- تحسين أنظمة النقل العام والتخفيف من الحافلات والسيارات واللجوء إلى القطارات أو مترو الأنفاق وخفض التكاليف على الأشخاص الذين يستخدمون وسائل النقل هذه مما يؤدي إلى خفض التكاليف الاقتصادية والحد لدرجة كبيرة من تلوث الهواء.
- فرض عقوبات على المصانع التي تلوث الهواء والبيئة وبالمقابل تخفيض الضرائب على المصانع والشركات التي تستخدم الطاقة النظيفة مما يشجع على الابتعاد عن تلويث الهواء واللجوء لطرق نظيفة، ويمكن للحكومات وضع خطط مستقبلية للحد من التلوث وحث المصانع وشركات السيارات على الالتزام بها.
- إنشاء مجالات أكاديمية متخصصة بموضوع تلوث الهواء والبيئة، فموضوع التلوث البيئي موجود منذ وجدت البشرية وكثرت الصناعات والشركات والسيارات، لذلك لا بد اللجوء لأناس متخصصين في هذا المجال لحل مشاكل التلوث بطرق علمية ومدروسة وقابلة للتطبيق على المدى البعيد، ويمكن أيضًا التعاون بين المتخصصين في العلوم المختلفة كعلم السموم والصحة البيئية والكيمياء التحليلية والميكانيكا والفيزياء التطبيقية لإيجاد حلول جذرية تُخفف من المشكلة وتحد منها.
- المراقبة المستمرة لجودة الهواء وتصميم أدوات خاصة تساعد في تحديد الملوثات ومصادرها وإيجاد جذور هذه المواد الكيميائية وأصلها وإيجاد حلول بناءً على ذلك، ويمكن استخدام فلاتر للسيارات ومحركات الديزل والمصانع للحد من التلوث.
- يجب على الدولة وضع التشريعات والسياسات التي تحد من تلوث البيئة وإلزام المصانع والشركات بهذه التشريعات، لأن أغلب مشاكل تلوث الهواء ناجمة من عدم وجود تشريعات أو عدم كفاية هذه التشريعات مما يؤدي لارتفاع نسب التلوث البيئي وزيادة الأمراض، وذلك يشكل عبئًا على الدولة وعلى المواطنين وهدر الكثير من الأموال، ويلعب قياس جودة الهواء دورًا مهمًا في وضع السياسات التنظيمية.
- فرض ضرائب مرتفعة على كل الوحدات والمصانع الملوثة للبيئة، مما يؤدي لخفض نسب التلوث ودفع تكاليف الإضرار بالصحة والبيئة.
المراجع
- ^ أ ب "Air pollution", nationalgeographic, Retrieved 20-12-2019. Edited.
- ↑ "Health Effects", sparetheair, Retrieved 20-12-2019. Edited.
- ↑ Mahdi Balali-Mood,Adel Ghorani-Azam, Bamdad Riahi-Zanjani,، "Effects of air pollution on human health and practical measures for prevention in Iran"، ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 20-12-2019. Edited.