محتويات
موقع مدينة زحلة في لبنان
يقع قضاء زحلة في جنوب لبنان في محافظة البقاع، ومركز القضاء هو قرية زحلة، إذ يقع القضاء في خطوط طول 35.902030، ودوائر عرض 33.846750، وزحلة معلقة على سفح جبل صنين بين جرفي وادي البردوني، تبعد عن بيروت 54 كم شرقًا ما يقارب 45 دقيقة في السيارة، وارتفاعها ما بين 930م-1100م عن سطح البحر، في شمالها يوجد قاع الريم ومنطقة الفرزل، وفي جنوبها بلدات سعد الدين، والمرج، وبر الياس، وسعدنايا، وشتورا وتعلبايا، ومن الغرب يحدها بلدات جديتا، وترشيش و حزرتا، أما شرقها فيحدها بلدتي تربل وكفر زبد.
وللبلدة العديد من الأسماء والألقاب مثل؛ عروس البقاع وعرين الأسود، وتتميز زحلة بجمالها الأخاذ ومناخها الدافئ ورياحها الخفيفة والعليلة، وفيها الكثير من الأشجار خاصةً أشجار الشربين، والجوز، والسنديان، والحور والزيزفون، أُسست في عام 1711م، وتعد محطة ومركز الوصل بين بيروت، بغداد، الموصل ودمشق خاصة بعد إنشاء الخط الحديدي العثماني زمن السلطان عبد الحميد الثاني عام 1885م، يبلغ عدد سكانها قرابة 120 ألف نسمة أي 3% من عدد سكان لبنان، وتشتهر بنهر البردوني النابع من سفح جبل صنين، وتشتهر بالمحلات والمطاعم المترامية على طرفي النهر، وكانت قصيدة أحمد شوقي (يا جارة الوادي) تخليدًا لجمال منطقة زحلة.[١]
تاريخ مدينة زحلة
سميت زحلة بهذا الاسم نسبة للإله زحل الذي يعتقد بوجود معبد كبير له في المنطقة، والفرضية الثانية تسميتها نسبة للاسم زَحل؛ أي المنطقة التي يحصل فيها زحول للأتربة، وهي مدينة قديمة يرجع تاريخها القديم لعام 3000 قبل الميلاد؛ إذ وجدت الكثير من الآثار والأدلة القديمة في المنطقة، لكن المنطقة لم تُسكن لمدة كبيرة، وعدت غابات ومزارع تابعة لمدينة الكرك ومكانًا للتصييف والصيد، وترجح نشأة المدينة الحديث الفعلية لعام 1711م؛ إذ هاجر لها أغلب المسيحيين القادمين من بعلبك، ورأس بعلبك والفرزل، بالإضافة لبعض الدروز والشيعة، وسكنوا في ثلاثة أحياء قرب أول كنيسة بنيت في المنطقة وهي كنيسة بُنيت مع تأسيس البلدة.[٢]
في عامي 1777م و1791م أُحرِقت البلدة وخربت بسبب الزلازل وأحداث طبيعية لكن أعيد البناء سريعًا، وفي عام 1825م استطاع سكان البلدة المارون السيطرة عليها وطردوا الوالي العثماني الأمير الدرزي مصطفى باشا، وشكلوا في عام 1855م مجلسًا لأعيان البلدة وأعلنوا جمهورية في الشرق لها علم خاص ونشيد وطني خاص، بالإضافة إلى سبعة أختام خاصة بالسبع عوائل الرئيسية في زحلة، وأشهرهم آل غرّة الذين قدموا من رأس بعلبك في عام 1800م، وآل بريدي من بعلبك في عام 1760م، وآل الراسيون في عام 1761م على شكل لجوء بعد هدم الزلازل لرأس بعلبك وشكلوا مع أقربائهم حارة الراسية، وسكنوا في حارة سيدة النجاة حول دار الأسقفيّة، بالإضافة لكثير من السكان الهاربين من الأمير حسين حرفوش في رأس بعلبك وبعلبك تباعًا بين أعوام 1756م-1771م.[٢]
دُمرت البلدة في عام 1860م بسبب النزاعات الطائفية بين الدروز وبعض المسلمين من جهة، وبين المسيحين الموارنة من جهة أخرى، وبدأت النزاعات منذ طرد الموارنة للوالي العثماني وسيطرتهم على الأراضي، واشتعلت حدة الخلافات بعدما هدد البطريرك الماروني بولس بطرس، الأمير الدرزي مصطفى باشا بطرد جميع الدروز من لبنا بجيش كبير مؤلف من 300 ألف مقاتل، وبعض الخلافات الصغيرة مع توتر العلاقات الذي أشعل القتال بين الطوائف، ودمرت خلال هذا القتال ما يقارب 60 قرية حول بيروت في أول ثلاثة أيام، ثم امتد القتال لبقية المناطق حتى وصل لزحلة، ودُمِرت أغلب مناطق البلدة وقُتل عدد كبير من سكانها، لكن المدينة نهضت من جديد خاصة بعد إنشاء سكة الحديد وعادت حلقة وصل بين سوريا والعراق ولبنان.[٢]
جغرافيا مدينة زحلة ومناخها
تقع زحلة شرق مدينة بيروت على قاعدة جبل صنين، يحدها قاع الريم ومنطقة الفرزل من جهة الشمال، وتحدها بلدتا تربل وكفر زبد من جهة الشرق، ومن الجنوب وبر الياس وسع دنايل والمرج، ومن جهة الغرب بلدة ترشيش وجديتا وحزرتا، ويبلغ عدد سكانها نحو 120,000 نسمة، وقال بها أحمد شوقي قصيدته المشهورة يا جارة الوادي[٣]، ويتميز مناخ مدينة زحلة بالتعاقب الطبيعي للفصول، إذ يكون باردًا في الشتاء وتنخفض فيه الحرارة لتصل إلى 6 درجة مئوية، كما ويزداد تساقط الأمطار، أما في الصيف فيكون المناخ جميلًا، إذ ترتفع الحرارة قليلًا ليصبح الجو معتدلًا، وتكون أعلى درجات الحرارة في شهر أغسطس، إذ تصل إلى 24 درجة مئوية، ويعدّ شهر يناير الأكثر رطوبة، أما يوليو فهو أكثر الأشهر جفافًا، فالمدينة تعد مناسبة للسياحة طوال العام، فيمكن التمتع بالمرتفعات وتسلق الجبال ضمن درجات حرارة متوسطة.[٤]
أنشطة يمكن ممارستها في مدينة زحلة
توجد العديد من الأنشطة التي يمكن ممارستها في زحلة، ومن هذه الأنشطة:[٥]
- تناول الأطعمة: تتميز المدينة بمطاعمها الرائعة والتي تقدم الأطعمة الشهية في الهواء الطلق، كما يُخبز الخبز الجبلي أمام السياح، بالإضافة إلى القهوة المميزة التي يقدمها رجل يرتدي الزي التقليدي للمدينة، وتوجد العديد من المقاهي التي تقدم المشروبات بأنواعها.
- حضور المهرجانات: تقام العديد من المهرجانات في المدينة كمهرجان الزهور، إذ يزوره محبو الزهور من شتى البقاع، كما يوجد مهرجان كوربوس كريستي، إذ يُحتفل بأول خميس من شهر يونيو، وهو احتفال بنجاة المدينة من مرض معدٍ، وذلك بإنارة الأضواء الجذابة الزاهية، كما يوجد مهرجان لاختيار ملكات العالم.
- زيارة الأسواق: ومن أهم الأسواق سوق البلاط، ويحتوي على السلع المستوردة والمحلية، كما يمكن شراء الهدايا التذكارية والحرف اليدوية.
- زيارة المعالم الأثرية: يمكن زيارة العديد من الأماكن، ومن أهمها؛ كنيسة القديس إلياس، وتتميز بمنظرها الجميل المثير للإعجاب، ويوجد في المدينة أكبر جرس، ويتميز برمزه الرائع للسيدة عذراء، وهذا الجرس هدية من ملك روسي.
مُميزات مدينة زحلة
لزحلة العديد من الميزات؛ منها:[٢][٦]
- تمتلك سوقًا زراعيًا كبيرًا يميزها عن أغلب المنطقة الجنوبية في لبنان؛ إذ يُزرع ويتاجر في زحلة أغلب أصناف الفاكهة والخضرة الشرقية.
- تمتاز بطقسها الرائع والجميل، منذ القدم كان يقصدها الأمراء للتصييف والصيد بسبب هذا الجو الرائع.
- تمتاز بالشعراء والأدب، وقد أُطلق عليها لقب أرض الشعراء بسبب العدد الهائل للشعراء في زحلة.
- تمتاز بصنع النبيذ، ويعود هذا لانتشار العنب في جميع مناطق زحلة.
طبيعة زحلة
مدينة زحلة رائعة الجمال، تتميز بطبيعتها الأخاذة والخلابة، وبطقسها الجميل الدافئ الجاف، وتمتلئ تلالها وسهولها بينابيع وسهول الماء، وبالأشجار الضخمة، حيث كانت زحلة في القدم عبارة عن غابات وأدغال كثيفة ومتشابكة، ومن أشهر أنواع الأشجار فيها؛ نباتات السُماق والبقل، وشجر الجوز، وشجر الزيتون، وشجر المشمش، وشجر الإجاص، وشجر التُفاح، وشجر السنديان، وشجر الشربين، شجر الرُمان، شجر البُطم، شجر العفص، وشجر الحور وشجر الزيزفون، كما تتكون أغلب هضاب وجبال المدينة من الصخور الكلسية البيضاء، مما يعطي جمالًا للمدينة فوق جمالها، كما تشتهر المدينة بتربية الخيول منذ القدم، وطبيعتها القديمة جعلتها مسكن للحيوانات المفترسة كالنمر والأسد والفهد والضبع والذئب، لكن أغلبها انقرض وبقيت أعداد قليلة من الضباع والذئاب، كما توجد أعداد قليلة من النسور والصقور والخنازير والغرير وابن آوي، وتُربى العديد من الحيوانات الداجنة بالمدينة وأريافها، ويساعد في تربيتها الطقس المناسب ووفرة الغذاء والماء لهذه الحيوانات، ومن الحيوانات والطيور التي تربى في زحلة ما يلي: [٧][٨]
- الجاموس والبقر.
- الجمال.
- الماعز والغنم.
- خنازير المزارع.
- الحمام والحجل.
- الدجاج ودجاج الأرض.
مشاهير من مدينة زحلة
أنجبت زحلة الكثير من المفكرين والشعراء والمطربين العرب ومنهم:[٦]
- المؤرخ عيسى إسكندر معلوف.
- الموسيقار والفيلسوف نيقولا يواقيم.
- الشاعر حورج الصايغ.
- الكاتب راجي راحي.
- وزير الثقافة سليم وردة.
- الشاعر سعيد عقل.
- الكاتب هيكل راحي.
- الموسيقار والملحن خليل أبو عبيد.
- المؤرخ خاير المر.
- الشاعر ميشيل طراد.
- الشاعر فوزي معلوف.
- الشاعر إلياس حبشي.
الشِعر في زحلة
تشتهر مدينة زحلة بالشعر والشعراء، إذ ينتمي للمدينة عدد كبير من الشعراء اللبنانيين المشاهير، وقد تغنى الكثير منهم بعراقة وتاريخ زحلة، كما كانوا من الأسباب الرئيسية لتنظيم كمّ هائل من الحفلات والجلسات الشعرية الرائعة، ومن الشعراء المشاهير في المدينة:[٩]
- وزير الثقافة الأديب والشاعر سليم وردة.
- فوزي معلوف.
- جوزيف صايغ.
- سعيد عقل.
- إلياس حبشي
- ميشل طراد.
- رياض معلوف.
- الموسيقي والملحن الشهير خليل أبو عبيد.
المراجع
- ↑ worldatlas Editors, " Where is Zahle, Lebanon?"، worldatlas, Retrieved 03-08-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث Sara (19-09-2017)، "تقرير شامل عن مدينة زحلة اللبنانية"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "زحلة"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 29/8/2019. بتصرّف.
- ↑ "السياحة في زحلة"، takeweek، اطّلع عليه بتاريخ 29/8/2019. بتصرّف.
- ↑ "معلومات عن مدينة زحل"، murtahil، اطّلع عليه بتاريخ 29/8/2019. بتصرّف.
- ^ أ ب مُحرري المعرفة، "زحلة"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.
- ↑ " Zaḥlah", britannica,17-7-2011، Retrieved 23-9-2019. Edited.
- ↑ " Where is Zahle, Lebanon?", worldatlas, Retrieved 23-9-2019. Edited.
- ↑ "قضاء زحلة"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2019. بتصرّف.