أين تقع دولة بورما

موقع بورما

تقع بورما في الجانب الغربي من جنوب شرق آسيا من البرّ الرئيسي، وتعد مدينة ناي باي تاو هي عاصمة البلاد الرسمية الّتي اعتمدت في عام 2006 ميلاديًا بدلًا من مدينة يانغون الّتي كانت عاصمتها قبل هذا العام، وحصلت بورما في عام 1885 ميلاديًا على اسم اتحاد بورما، ثم تغيّر بحلول عام 1989 ميلاديًا ليصبح اسمها اتحاد مينامار، إذ يذكر أنّ هذا الاسم مستوحى من اسم ميانما أو مرانما بران في اللغة البرومية، والجدير بالذكر أن مساحة بورما تبلغ حوالي 680 ألف كيلو متر مربّع، وبهذا تُعدّ ثاني أكبر دولة في جنوب شرق آسيا، ولها سبع حدود سياسية مع الكثير من البلدان، إذ تحدّها تايلاند ولاوس من الجهة الشرقية والجنوبية الشرقية، أما من الجهة الشمالية والشمالية الجنوبية فتحدّها الصين، وبنغلادش من الجهة الغربية، وبحر أندامان من الجهة الجنوبية، وتعد بورما ذات مناخ متنوّع في كل مناطقها ومن شمالها إلى جنوبها؛ بسبب وجود الغابات الاستوائية في جنوبها، وجبال الألب المتجمّدة في شمالها.[١]

تُعدّ بورما جمهورية رئاسية موحدة، إذ يُنتخب الرئيس من قبل الشعب بواسطة انتخابات عامة، إذ تمارس السلطة التشريعية من قبل المجلس التشريعي المؤلّف من مجلسين؛ مجلس القوميات المكوّن من 224 عضوًا، ومجلس النواب المكوّن من 440 عضوًا، ويُعيّن جزء منهم من قبل الجيش، بينما يتولّى البقية مهامهم من خلال الانتخابات، ويعد النظام التعليمي في بورما شبيه بالنظام التعليمي في المملكة المتحدة، وتُدرّس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية لرياض الأطفال، ويعد التعليم إلزاميًا للجميع حتى انتهاء المرحلة الابتدائية.[١]


تاريخ بورما

سكنت حضارة مون منطقة جنوب بورما على ضفاف نهريّ سالوين وسيتونغ حوالي 300 عام قبل الميلاد، ثم استقر شعب بيو في شمال بورما عام 100 قبل الميلاد، وبنوا معالم المدينة الأولى من القرن الأول من الميلاد وحتى القرن التاسع عشر، ويعد شعب بورمان وبارام الّذين كان أصلهم من الصين والتبت، أمّا اليوم فيعود حوالي ثلثيّ سكّان البلاد إلى أصل بورمان، واعتبر هذه المنطقة موحدة تحت حكم سلالة باغان من القرن الحادي عشر وحتى القرن الثالث عشر، كما تلاها حكم سلالة تونغو في القرن السادس عشر، وكونباوتغ في القرن الثامن عشر، وأسسها ماندلاي كعاصمة خلال حكم كونباونغ لتصبح آخر عاصمة للملوك البورميين، وفي أوائل القرن التاسع عشر بدأت بريطانيا بغزو المنطقة، وبحلول عام 1886 ميلاديًا أصبحت بورما مقاطعة في الهند البريطانية.[٢]

أنشأ مجموعة من المزارعين الفقراء تجمّعًا يسمّى بدوهاماما آسيايون في الثلاثينيات من القرن الحالي، إذ أصبح أونج سان رئيسًا لها قبل الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1947 ميلاديًا أصبح سان نائبًا في المجلس التنفيذي في بورما، إذ نُقل هذا المجلس من الحكم البريطاني إلى استقلال بورما تمامًا، واغتيل سان في تموّز عام 2019، وبحلول عام 1962 ميلاديًا كان هناك انقلابًا ناجحًا للبلاد تحت الحكم العسكري، ثم تغيّرت اسم بورما إلى ميانمار عام 1989 ميلاديًا، وتولّت حكومة عسكرية بحكم المنطقة، إذ حُلّ المجلس العسكري في عام 2011 ميلاديًا، وأنشئت الجمهورية الديمقراطية الحاليّة.


السفر إلى بورما

بقيت بورما مغلقة أمام السيّاح لفترة من الزمن، إذ بدأت بالانفتاح السياحي عندما سلّم الجيش الحكومة للشعب، وتعد مدينة يانغون الّتي كانت عاصمة بورما السابقة هي المدينة الأكثر زيارة في البلاد، وتشتهر بهندستها المعمارية والآثار التاريخية، كما تحتوي هذه المدينة على المعبد الأكثر تكريمًا في جنوب شرق آسيا، والّذي يقال أنه بني خلال فترة حكم بوذا، إذ يرجع بناؤه إلى 2500 عامًا، ويبلغ طوله حوالي 326 ميلاديًا، وتعد باغان مدينة أخرى من بورما، وهي أكثر مدينة تحتوي على معالم دينية في بورما، ويبلغ عدد المعابد فيها أكثر من 2000 معبدًا، ومن أشهر المعابد الّتي بنيت هو معبد أناندا في عام 1019 ميلاديًا، ومعبد شوي سانداو.

ويجتمع كلّ من السكّان المحليين والسيّاح لمشاهدة غروب الشمس في خليج البنغال، أمّا بالنسبة لمدينة ماندالاي تعد المركز الجغرافي لميانمار، كما أنها المركز الاقتصادي والثقافي للبلد، والمعروفة بأنها تحتوي على أكثر من نصف رهبان البلاد، وأنها مدينة ركوب الدرّاجات؛ إذ يفضّل معظم سكّان هذه المدينة التجوّل في الدرّاجات بدلّا من السيّارات، كما تحتوي بورما على العديد من الشواطئ الجذّابة، إذ يُعدّ شاطئ نجواوسونغ من أطول الشواطئ الموجودة في جنوب شرق آسيا، إذ يبلغ طوله حوالي 9 أميال من الرمال، أمّا عن شاطئ نغابالي فيقع على خليج البنغال، ويبلغ طوله حوالي 3 كيلو متر مع مياه بلورية ورمال بيضاء ناعمة، كما أصبحت المفضلة للسياح القادمين من المدن الحضرية.[١]


الاقتصاد في بورما

تُعدّ بورما بلدًا زراعيًا، إذ يعيش ثلاثة أرباع سكّنها على الزراعة، كما يعمل في مجال الزراعة 43% من القوة العاملة، وتشتهر بورما بإنتاج الأرز الّذي يعد الغذاء الأساسي لمعظم سكّنها، كما أن هذه المحاصيل تفيض عن حاجتهم، فيصدرونها بكميات كبيرة جدًا، وتحتل بورما المكان الرابع بين الدول في العالم الّتي تصدّر الأرز، كما تزرع بورما الذرة، والبذور الزيتية، والمطّاط، والشاي، إضافة إلى قصب السكّر، ويعد الخشب من أهم صادراتها؛ بسبب احتواء المنطقة على مساحات شاسعة من الغابات الّتي تغطّي نصف البلاد تقريبًا، بجانب صادراتها من المعادن مثل؛ الرصاص، والبترول، والأنتيمون، وغيرها.[٣]


المناخ في بورما

يندرج المناخ في بورما تحت قائمة نظام المواسم، إذ تنخفض درجات الحرارة في الأجزاء الشمالية من البلاد وترتفع في الأجزاء الجنوبية منها، وتتساقط الأمطار بغزارة في فصل الصيف، ويمكن تقسيم الأحوال المناخية في بورما إلى ثلاثة مواسم، وهي كالتالي:.[٤]

  • الموسم الحار: يبدأ في نهاية شهر شباط ويستمر حتى منتصف شهر أيار، إذ ترتفع درجات الحرارة وتبلغ ما يزيد عن 40 درجة مئوية في بعض المناطق في البلاد.
  • الموسم الممطر: يبدأ في نهاية شهر أيار، ويستمر حتى شهر تشرين الأول من كل عام، ويختلف معدل تساقط الأمطار من منطقة لأخرى.
  • الموسم البارد: يبدأ في نهاية شهر تشرين الأول، ويستمر حتى منتصف شهر شباط، إذ تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون معدلاتها الطبيعية على الرغم من أنّ المناخ مداري.


الطبيعة في بورما

تتعرض بورما للعديد من العوامل الطبيعيّة المدمّرة، إذ تكثر فيها الفيضانات والأعاصير التي تكون مدمّرة في الغالب، وتتعرض كذلك للزلازل بكثرة، وتعد انجرافات التربة من العوامل الطبيعية الأكثر شهرة في البلاد لدرجة أنها أصبحت مألوفةً للسكّان، وخصوصًا أثناء المواسم المطريّة التي تمتدّ من شهر حزيران إلى شهر أيلول من كلّ عام، وعلى الرغم من كل هذه الأمطار الغزيرة والفيضانات فإن الدولة تعاني من الجفاف الذي يصيب البلاد بمواسم متكرّرة ودوريّة، وتعاني بورما كثيرًا من الظروف الطبيعيّة البيئيّة، وأكثر ما يؤثر فيها هي الغابات وما تتعرّض له من إزالة، وكذلك الهواء الّذي يتعرّض للتلوّث بالملوّثات الصناعيّة، الأمر الذي يؤثر في مياه الشرّب وكذلك التربة.[٥]


الديانة واللغة في بورما

يوجد في بورما العديد من الديانات المختلفة، إلا أن الغالبية العظمى من السكان البورميين ينتمون للديانة البوذية، وتوجد أعداد قليلة جدًا يعتنقون الدين الإسلامي الحنيف، ويتمركز المسلمون في عاصمة البلاد رانغون ومدينة ماندلاي، إضافة إلى إقليم أراكان في الجزء الشمالي على الحدود الهندية، ويعتنق حوالي 89% الديانة البوذية من إجمالي عدد السكان في البلاد، ويعتنق 4% فقط الدين الإسلامي ويعتنق 4% الديانة المسيحية، وشكّل الملحدون ما نسبته 1% من إجمالي عدد السكان، ويعتنق ما نسبته 1% من السكان ديانات الأخرى مثل؛ الديانة الصينية الشعبية، والديانة الإحيائية، وتعد اللغة البورمية التي تعود أصولها للتبتية والصينية هي اللغة الرسمية للدولة، إضافةً إلى تحدث الكثير منهم اللغة الإنجليزية، كما يستعمل العديد من سكان التلال بعض اللغات التي تخصهم، ويبلغ مجموع اللغات التي تستخدم في بورما حوالي 107 لغات.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Myanmar Map", mapsofworld, Retrieved 26-8-2019. Edited.
  2. "A Short History of Burma", newint, Retrieved 26-8-2019. Edited.
  3. "ميانمار.. معلومات أساسية"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 26-8-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "أين تقع دولة بورما"، almagnon، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-1. بتصرّف.
  5. "أين تقع بورما"، al3nan، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-1. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :