ريو دي جانيرو
يعود أول استيطان بشري في المدينة إلى قبائل التوبي الذين استقروا قرب منطقة تعرف حاليًا باسم خليج غوانابارا، وقد وصل المستكشفون البرتغاليون سنة 1503 وشّيدوا قلعة وقرية قرب الخليج ذاته، بهدف إلى السيطرة على الميناء، فيما عثروا على الذهب جنوبي البرازيل خلال حقبة التسعينيات من القرن السابع عشر، الأمر الذي جذب الكثير من السكان الجدد إلى المدينة مطلع القرن الثامن عشر، وعليه اتخذوا ريو دي جانيرو عاصمة لهم، وقد ظل الوضع ساريًا إلى سنة 1960، إذ انتقلت العاصمة إلى برازيليا، لكنها بقيت ذائعة الصيت بفضل مرجان كرنفال ريو، وولع سكانها الكاريوكاس بممارسة الرياضات في الطبيعة، ناهيك عن احتضان أولمبياد 2016، وتجدر الإشارة إلى أن اسمها هو برتغالي الأصل ويعني باللغة العربية نهر يناير، وقيل أنه مشتق من وصول الأساطيل الإسبانية إلى المدينة في شهر يناير حسب بعض المؤرخين.[١]
تساهم مدينة ريو دي جانيرو بصورة أساسية في إنعاش اقتصادي البرازيل ككل، فيه مركز مالي رئيسي في البلاد كونها تشتهر في مجالي التجارة والنقل، وتحتضن أحد أكبر الموانئ البحرية في أمريكا الجنوبية، كما أنها تصنف ثاني أكبر مركز أبجار في البلاد كونها تنتج 17% من الأبحاث الوطنية، فيما يشكل قطاع الخدمات نسبة تزيد عن 65% من الناتج الداخلي الخام للمدينة، يلي ذلك قطاع التجارة، ثم الصناعة، وأخيرًا الزراعة، علمًا بأن إنتاجها الصناعي يصب في مجال الغذاء، المنتجات الكيميائية، الأدوية، المعادن، بالإضافة إلى أحواض السفن.[١]
موقع ريو دي جانيرو
هي مدينة برازيلية، تقع جنوب شرق البلاد في ولاية تحمل اسمها ذاته، موقعها استراتيجي كونها محاطة بمسطحات مائية هامة، إذ يحدها المحيط الأطلسي من الناحية الجنوبية، وخليج غوانابارا من الناحية الشرقية، فيما تحيط بها السلاسل الجبلية المغطاة بالغابات من الجهتين الشمالية والجنوبية، وهي واحدة من أجمل بلدان العالم، وتجدر الإشارة إلى أن شمال المدينة يرتبط بمدينة نيتيروي الواقعة شرقي الخليج من خلال جسر يحمل اسم ريونيتيروي بطول 14 كيلومترًا، فيما يحتضن الجنوب بحيرة رودريجو دي فريتاس وشواطئ خلابة، وأما ما يعيبها فهو وجود الأحياء الفقيرة على سفوح جبال شديدة الانحدار وأراضي ساحلية من المستنقعات، وتعرف هذه الأحياء الفقيرة باسم فافيلاس. ومما لا شك فيه أن موقع المدينة يؤثر بالدرجة الأولى على المناخ، وعليه فإن مناخ المدينة استوائي رطب جاف يعرف بمناخ استوائي سافانا، أي أنه يتميز بتساقط أمطار غزيرة خلال الفترة الممتدة بين شهري كانون الأول ديسمبر إلى آذار مارس، ويلغ معدل الحرارة ما بين 21-27 ْ، كما تشهد خلال فصل الخريف والشتاء رياحًا باردة تلطف الحرارة.[١]
المعالم الهامة في ريو دي جانيرو
- شاطئ كوباكابانا: هي وجهة سياحية مثالية لمحبي الأنشطة المائية، لا سيما وأنه واحد من أجمل شواطئ البرازيل قاطبة ليس فقط على مستوى المدينة، يمتاز برماله البيضاء الناصعة، ومياهه الزرقاء الصافية، بما يضفي عليه رونقًا وجمالًا خاصًا، وهو ما يتيح للزوار الاستمتاع بجلسة هادئة تبعث السكون والراحة في النفس البشرية، كما يوفر لهم فرصة لممارسة الألعاب المختلفة على الشاطئ .
- ملعب ماراكانا: هو استاد خاص بلعبة كرة القدم، يقصده محبو اللعبة المذكورة للاستمتاع بالأجواء الحماسية في المكان.
- جبل سوجار لواف: يقع وسط المدينة في منطقة استراتيجية مطلة على المحيط الأطلسي، يشتهر بوجود نظام التل فريك الذي يأخذ الزائر في رحلة ممتعة لمشاهدة المدينة من علو، والاستمتاع بإطلالة بانورامية على كل المعالم والمناظر الطبيعية الساحرة.[٢]
- الحديقة الوطنية: تتربع على مساحة جغرافية كبيرة لتكون بذلك واحدة من أكبر الحدائق في البلاد، تنعم بالمناطق الخضراء اليانعة التي تبعث الحيوية في المكان، وتوفر للزائر فرصة تنزه ممتعة، وعليه فإنها تشهد إقبالًا واسعًا من السياحة، لا سيما وأنها تضم مرتفعات عالية مطلة على المدينة بكاملها.
- بحيرة Lagoa Neighborhood: هي بحيرة مائية تقع في منطقة أجوا التي تعد واحدة من أغنى أحياء قارة أمريكا الجنوبية ككل، تتميز بمساحتها الكبيرة واحتضانها الكثير من المرافق والخدمات من ترفيه وطعام وشراب وجلسات هادئة.
- حديقة ريو دي جانيرو النباتية: تشتهر بزراعة مختلف أنواع التوابل كالفلفل، جوزة الطيب، الصبار، وغيرها من النباتات النادرة المهددة بالانقراض، فهي بمثابة محمية طبيعية للمحافظة عليها، علمًا بأن عدد نباتات الحديقة يصل إلى 6.500 نوعًا، تخضع للعديد من البحوث، وتضم الحديقة أماكن خاصة بما يجعلها مزارًا سياحيًا، لا سيما وأن موقعها استراتيجي مميز جنوبي المدينة، كما تضم طيورًا جميلة وتحف أثرية وحيوانات مختلفة كالقرود، وأما أكثر ما يجذب السياح فهو جولة التنزه في شارع النخيل الذي يضم عشرات أشجار النخيل، وعليه فإن المنطقة وجهة مثالية لمحبي الهدوء بعيدًا عن الصخب والضجيج، بالإضافة إلى الاستمتاع بممارسة مختلف الأنشطة المسلية من ركوب الدراجات النارية والاستمتاع بجولة في المكان.
- تمثال السيد المسيح عليه السلام: يعد من أكبر التماثيل في العالم، يعتبره البعض واحدًا من عجائب الدنيا، إذ يصل وزنه إلى ألف طن، بينما يصل ارتفاعه إلى 38 مترًا، يقع في مكان استراتيجي مميز على قمة جبل يعرف باسم كوركوفادو، يعود تاريخ بنائه إلى سنة 1922، يمكن الصعود عليه من خلال سلّم مكوّن من 220 درجة ممهدة ومريحة للزوار، وبعد الوصول إلى القمة ومشاهدة التمثال والتقاط الصور التذكارية له أو بصحبته، يمكن للسائح الاستمتاع بإطلالة ساحرة على الشواطئ والمناطق الطبيعية، بالإضافة إلى زيارة المطاعم التي تقدم أكلات شهية، وتجدر الإشارة إلى أن المكان مفتوح أمام الزوار طوال أيام الأسبوع ابتداءًا من الثامنة صباحًا حتى السابعة مساءً أي على مدار 11 ساعة.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت "ريو دي جانيرو .. مدينة الجبال المستضيفة للأولمبياد"، الجزيرة، 1-8-2016، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "أسباب تجعل مدينة ريو دي جانيرو أفضل مدن العالم للسياح"، المسافر العربي، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "أمريكا الجنوبية السياحة في ريو دي جانيرو ..حيث أجمل الوجهات السياحية فى البرازيل.."، المرتحل، 28-2-2018، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.