أسباب سجود السهو

أسباب سجود السهو
أسباب سجود السهو

سجود السهو

يعرف السهو في معاجم اللغة العربية بأنه مصدر مشتق من الفعل الثلاثي سها بمعنى نسي أو ترك شيئًا ما عن غير علم، فنقول: سقط اسم الكاتب سهوًا أي نُسِي ذكر اسمه، ونقول: تلميذ ساهٍ أي تلميذ غافل غير منتبه، وسجود السهو اصطلاحًا حسب تعاليم الشريعة الإسلامية يعرف بأنه سجدتان يؤديهما المصلي لجبر خلل ما حصل أثناء الصلاة النافلة أو الفريضة جراء شرود الذهن أو النسيان لسبب أو لآخر، وقد أسماهما النبي صلى الله عليه وسلم حسب ابن القيم بالمرغمتين لأن أداءهما ترغريمًا للشيطان في وسوسته للعبد كونه حال بينه وبين حضوره في الصلاة.[١][٢]


حكم سجود السهو

اتفق جمهور أهل العلم على أن سجود السهو لمن سها في صلاته فزاد أو نقص منها هو واجب، وقد استدلوا في حكمهم هذا على ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا شَكَّ أحَدُكُمْ في صَلاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أمْ أرْبَعًا، فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ ولْيَبْنِ علَى ما اسْتَيْقَنَ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أنْ يُسَلِّمَ، فإنْ كانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ له صَلاتَهُ، وإنْ كانَ صَلَّى إتْمامًا لأَرْبَعٍ كانَتا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطانِ). [رواه مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وتجدر الإشارة إلى أن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم قد سها مرة وكان في سهوه من تمام نعم الله جل وعلا على أمته ليقتدوا به صلى الله عليه وسلم، مع العلم أن مَن زاد أو نقص من أركان وواجبات الصلاة عمدًا فقد بطلت صلاته بالإجماع.[٣][٤]


أسباب سجود السهو

لسجود السهو 3 أسباب، هي؛ الزيادة، والنقصان، والشك، ويمكن تفصيل كل حالة على النحو الآتي:[٤][٥]

  • الزيادة في الصلاة: ومن حالات الزيادة في الصلاة ما يأتي:
    • زيادة الأفعال التي من جنس الصلاة كالقيام مثلًا في محل القعود، أو العكس، أو زيادة الركوع أو السجود، فمن علم مثلًا أنه زاد في في صلاته ركعة ولم يعلم إلا بعد الفراغ من الصلاة فعليه سجود سهو، وأما من علم ذلك أثناء الصلاة وقبل التسليم فعليه أن يجلس في الحال، ويقرأ التشهد إذا لم يتشهد بعد، ثم يسجد سجود سهو، ثم يسلم.
    • زيادة الأقول على الصلاة بقول مشروع في غير محله.
    • التسليم قبل إتمام الصلاة، فإن كان عمدًا فالصلاة باطلة، وإن كان سهوًا وطال الفصل بحديث أو ما شابه أو نقض وضوء فقد بطلت الصلاة أيضًا، أما إذا تذكر قبل أن يطول الفصل فصلاة تامة وعليه سجود سهو.
    • الحديث في الصلاة من غير جنس الصلاة، فإن كان مقصودًا فالصلاة باطلة، وإن كان سهوًا أو جهلًا ففي ذلك روايتان إحداهما أن الصلاة باطلة، وثانيهما أنها غير باطلة واستند الفريق الثاني على فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما عطس أحد من المصلين فقال معاوية بن الحكم له يرحمك الله، فرماه القوم بأبصارهم إلا رسول الله فقد علمه أن الصلاة لا يصح فيها التلفظ بأي شيء من الحديث العادي، ولم يأمره بإعادة الصلاة لجهله في ذلك، وهو الأرجح.
  • النقص في الصلاة: ومن حالات نقص الصلاة ما يأتي:
    • ترك تكبيرة الإحرام يعني عدم انعقاد الصلاة، وسجود السهو لا يغني شيئًا.
    • ترك ركن من أركان الصلاة كالركوع أو السجود يترتب عليه الرجوع إلى محله والإتيان به فيما بعد طالما أن المصلي تذكره قبل الوصول إلى محله من الركعة الثانية، ومثال ذلك أن يسجد المصلي سجدة واحدة في الركعة الأولى ثم يسرع في قراءة الفاتحة من الركعة الثانية ثم يتذكر أن لم يسجد فعليه أن يرجع ويجلس بين السجدتين ثم يسجد السجدة الثانية، ثم يتم صلاته، وبعد التسليم عليه سجود سهو.
    • إذا نسي المصلي ركنًا ثم تذكره المصلي بعد الوصول إلى محله من الركعة الثانية فيترتب عليه إلغاء الركعة الناقصة واعتماد الركعة التي هو في محلها بدلًا منها، ومثال ذلك أن يقوم المصلي من السجدة الأولى في الركعة الأولى، مما يعني أنه لم يؤدِ السجدة الثانية ولم يجلس بين السجدتين، ولم يتذكر ذلك إلا بعد أن جلس بين السجدتين في الركعة الثانية، فعليه في هذه الحالة اعتماد الركعة الثانية بدل الركعة الأولى مما يعني أن يزيد ركعة في صلاته، وأن يسلم بعد يؤدي سجود سهو بعد التسليم.
    • إذا نسي المصلي ركنًا من أركان الصلاة لم يتذكر ذلك إلا بعد التسليم فعليه الإتيان بما نسي وبما بعده.
    • ترك واجب من واجبات الصلاة كالتكبيرات الأخرى غير تكبيرة الإحرام يترتب عليه الرجوع إليه والإتيان به إذا تذكره المصلي قبل الوصول إلى الركن الذي يليه، وأما إذا تذكره بعد أن الوصول إلى الركن الذي يليه فلا ينبغي الرجوع إليه، ويكفي سجود السهو.
    • نسيان التشهد في الصلاة يوجب على المصلي أداؤه في الحال ما دام تذكره قبل أن تفارق ركبتاه الأرض، وليس عليه سجود سهو في هذه الحالة.
    • نسيان التشهد في الصلاة وتذكره أثناء النهوض وقبل إتمام القيام يترتب عليه الرجوع إلى الحالة وإتيان التشهد، وأداء سجود سهو.
    • إذ أتم المصلي قيامه أو نهوضه ثم تذكر أنه نسي قراءة التشهد، فيكره رجوعه في هذه الحالة، وإن رجع لم تبطل الصلاة، وعليه سجود سهو ليجبر ما أنقص.
    • إذ تذكر المصلي أنه ترك التشهد وكان قد بدأ ركعة جديدة، فلا يجوز الرجوع، بل إن رجوعه إن كان عالمًا يبطل الصلاة.
    • ترك سنن الصلاة لا يبطلها ولا يترتب عليه سجود سهو.
    • نسيان واجب، كالتسبيح مثلًا في السجود وعدم تذكره إلا بعد الرفع من السجود، فعلى المصلي إتمام الصلاة وسجود سهو قبل السلام.
  • الشك بالزيادة أو النقصان في الصلاة: من حالات الشك ما يأتي:
    • إذا كان الشك بعد التسليم أي بعد الانتهاء من الصلاة فليس للمصلي أن يلتقت إليه ما دام غير متيقنٍ من شيء، لأن الشك في هذه الحالة مجرد وهم، وإن كثرت.
    • شك المصلي في زيادة ركن أو واجب في غير المحل الذي هو فيه لا يلتفت إليه أيضًا.
    • شك المصلي في الزيادة وقت الفعل يترتب عليه سجود سهو.
    • شك المصلي في النقص وقت الفعل يترتب عليه إتيان الركن، وأما إذا غلب على ظنه أنه فعل فلا يرجع لإتيانه ويكفيه سجود السهو.
    • شك المصلي في ترك واجب بعد مفارقة محله لا يترتب عليه سجود سهو
    • إذا شك المصلي فعليه أن يبني على اليقين أي على الأقل، ما لم يترجح عنده غير ذلك.


وقت سجود السهو

يجب على المسلم سجود السهو قبل أو بعد السلام على النحو التالي:[٥]

  • يكون سجود السهو قبل السلام في حال ترك واجب، أو الشك في عدد الركعات دون ترجيح أمر على آخر.
  • يكون سجود السهو بعد السلام إذا زاد المصلي في صلاته، أو شك وترجح عنده أمر ما.


المراجع

  1. "تعريف و معنى سهو في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2019.
  2. د.عبدالله الفريح (16-12-2016)، "تعريف سجود السهو والحكمة منه"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2019.
  3. "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2019.
  4. ^ أ ب د.أمين الشقاوي (9-6-2015)، "سجود السهو: تعريفه وأسبابه"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2019.
  5. ^ أ ب "أسباب سجود السهو"، الإسلام سؤال وجواب، 1-9-2004، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2019.

فيديو ذو صلة :