محتويات
دهون الجسم
على الرغم من السمعة السيئة للدهون بين أوساط الأطباء وخبراء اللياقة البدنية والتغذية، إلا أن لدهون الجسم وظائف حيوية مهمة لا يجب إنكارها؛ إذ بالإمكان اعتبار الدهون كمخازن احتياطية للسعرات الحرارية الفائضة التي يُمكن للجسم الاستفادة منها عند الشعور بالجوع، كما تُساهم الدهون في تصنيع بعض الهرمونات الضرورية للتحكم بالوظائف الأيضية داخل الجسم، ولقد صنف العلماء الدهون إلى خمس أنواع رئيسية، وأطلقوا على النوع الأول اسم الدهون البنية، التي لها دور في الحفاظ على حرارة أو دفئ الجسم، أما النوع الثاني فيُدعى بالدهون البيضاء، التي تختص في تخزين الطاقة وتصنيع بعض الهرمونات، أما النوع الثالث فيُدعى بالدهون تحت الجلدية، التي يُمكن رؤيتها والإحساس بها بسهولة في البطن، والارداف، والمؤخرة، أما النوع الرابع فيُدعى بالدهون الحشوية، التي تتمركز بجوار الأعضاء الداخلية في البطن، أما النوع الخامس فيُدعى بدهون البطن، التي وبكل صراحة تمتاز بسمعة سيئة للغاية بين الناس بسبب منظرها السيئ ومضاعفاتها الصحية السيئة[١].
أسباب زيادة الدهون في الجسم
يرجع سبب زيادة مستوى الدهون في الجسم ببساطة إلى حصول الشخص على عدد من السعرات الحرارية يفوق حاجة جسمه لهذه السعرات، ومن المعروف أن وسيلة الجسم للاحتفاظ بهذه السعرات الحرارية هو تخزينها على شكل دهون، وهذا هو ما يفسر زيادة مستوى الدهون في الجسم عند الإكثار من تناول الطعام وقلة ممارسة الأنشطة البدنية، وعلى العموم يُمكن ذكر أهم الأسباب المؤدية إلى زيادة دهون الجسم أو السمنة كما يلي[٢]:
- قلة ممارسة الأنشطة البدنية: ينخفض مستوى حرق الدهون في أجسام الأفراد الكسالى أو الذين يجلسون لفترات طويلة، ولقد أكد الباحثون على وجود علاقة بين زيادة الوزن وقلة الحركة عند الرجال والنساء معًا.
- كثرة الأكل: من البديهي أن تحدث زيادة في الوزن عند الأفراد الذين يتناولون الكثير من الطعام، خاصة الأطعمة الدسمة أو الغنية بالدهون أو السكريات أو أي من الأطعمة التي تحتوي على تراكيز عالية من السعرات الحرارية.
- الجينات: تزداد فرص الإصابة بالسمنة عند الأفراد الذين لديهم أب أو أم يُعانوا من السمنة، كما تزداد فرص الإصابة بالسمنة عند الأفراد المصابين أصلًا بأحد المشاكل الجينية التي تؤثر على توزيع الدهون في الجسم.
- تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات: يزداد مستوى الجلوكوز في الدم عند تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، وهذا في المقابل يؤدي إلى زيادة إفراز البنكرياس لهرمون الأنسولين، الذي بدوره يُساهم في تشكيل الخلايا الدهنية، وتُعد الكربوهيدرات البسيطة مسؤولة عن زيادة الوزن لدة الكثيرين، وتوجد هذه الكربوهيدرات في الأطعمة السكرية والحلويات وبعض المشروبات السكرية.
- الأدوية: هنالك الكثير من الأدوية التي قد تكون مسؤولة عن زيادة الوزن لدى البعض، وخير مثال على ذلك أدوية الاكتئاب، وأدوية الصرع، وأدوية السكري، وأدوية الكورتيكوستيرويد، وحبوب منع الحمل الهرمونية، وبعض أدوية الضغط ومضادات الهستامين.
- الكحوليات: توصلت دراسة أجريت عام 2015 إلى حقيقة مفادها أن شرب الكحوليات هو أحد الأسباب التي تؤدي إلى زيادة مستوى الدهون في منطقة البطن عند الرجال، ومن المعروف كذلك أن الكحول هو سبب رئيسي للإصابة بمشاكل الكبد أيضًا[٣].
- المشاكل النفسية: تؤثر الاضطرابات النفسية على الأنماط والعادات الغذائية لدى الكثيرين؛ فمن المعروف –مثلًا- أن الشعور بالملل أو التوتر أو الحزن قد يكون سببًا في تحفيز البعض على تناول المزيد من الطعام.
- الأمراض: يوجد بعض الأمراض التي قد تسبب السمنة وتراكم الدهون في الجسم، ومن بين أبرز هذه الأمراض قصور الغدة الدرقية، ومتلازمة كوشينغ، ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
- الإقلاع عن التدخين: يؤدي الإقلاع عن التدخين إلى إصابة البعض بالسمنة، وهذا الأمر يظهر عند الأفراد الذين يلجؤون إلى الطعام كوسيلة للتأقلم مع الأعراض الأنسحابية الناجمة عن الإقلاع عن التدخين، لكن بالطبع يبقى الإقلاع عن التدخين أمرًا صحيًا على المدى البعيد[٤].
- المشاكل الاجتماعية والمادية: لا يخفى عن أحد أن قلة توفر المال والإمكانيات المادية تدفع بالكثيرين إلى شراء الأطعمة السيئة التي تزيد الوزن، كما يُمكن لبعض العوامل الاجتماعية أن تمنع البعض من القيام بالأنشطة البدنية في الهواء الطلق، وهذا في المحصلة يؤدي إلى زيادة في الوزن.
- مشاكل النوم: يُمكن لقلة النوم أو كثرة النوم أن تكون سببًا محتملًا وراء زيادة الدهون في الجسم، وقد يرجع سبب ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تُصاحب مشاكل النوم والتي تؤدي إلى زيادة الشهية والميل أكثر لتناول الأطعمة المليئة بالسعرات الحرارية[٤].
ومن الجدير بالذكر أن بعض الأفراد يقعون ضحية لزيادة الدهون أو الوزن بسبب اتباعهم لحميات غذائية قاسية، ويُمكن تفسير هذا الأمر عبر القول بأن اتباع هذه الحميات يؤدي إلى تحفيز الجسم على القيام باستجابات حيوية أو فيسيولوجية لمجابهة التغيرات المفاجئة الحاصلة في الجسم، وقد يُصاحب ذلك شعور شديد بالجوع وزيادة الرغبة بتناول الأطعمة بعد انتهاء الحمية الغذائية، مما يؤدي إلى زيادة الوزن مرة أخرى بدلًا عن إنقاصه[٥].
أسباب زيادة الدهون عند الأطفال
لا توجد مشكلة تراكم الدهون عند البالغين فحسب، وإنما يُمكن لبعض الأطفال أن يُعانوا أيضًا من هذه المشكلة، وقد تكون أسباب زيادة الدهون عند الأطفال مشابهة إلى حدٍ كبير لأسباب زيادة الدهون عند البالغين، لكن يتحدث الباحثون عن أربع أسباب أو عوامل رئيسية لزيادة الدهون عند الأطفال، هي[٦]:
- الجينات: تزداد فرص إصابة الطفل بالسمنة في حال كان أبويه مصابان أصلًا بالسمنة.
- نوعية الطعام: بات الكثير من الأطفال عرضة أكثر للإصابة بالسمنة نتيجة للسماح لهم بتناول الكثير من الأطعمة السريعة الغنية بالسعرات الحرارية وذات القيمة الغذائية المنخفضة.
- قلة الأنشطة البدنية: أصبحت أولويات الأطفال موجهة نحو ألعاب الحاسوب والتلفاز ووسائل الترفيه الأخرى التي تدفع بهم إلى الجلوس لفترات طويلة دون القيام بأي مجهود بدني.
- البيئة السيئة: تخلت الكثير من المدراس عن برامج التربية الرياضية للأطفال، كما أصبح الأطفال عرضة أكثر لمشاهدة الإعلانات التسويقية للأطعمة والحلويات التي تحفزهم على تناول المزيد من الأطعمة الضارة.
التخلص من زيادة الدهون في الجسم
يطرح بعض الخبراء أساليب كثيرة للتخلص من الدهون في الجسم، منها الآتي[٧]:
- عدم تجاهل تناول وجبة الإفطار.
- التعود على تناول وجبات الطعام في مواعيدها.
- تناول الكثير من الفواكه والخضراوات.
- ممارسة الأنشطة البدنية.
- شرب الكثير من الماء.
- استعمال أوعية وصواني أصغر حجمًا لوضع الطعام فيها.
- تجنب الأطعمة المليئة بالسعرات الحرارية والدهون.
- التوقف عن شرب الكحوليات.
انتشار زيادة الدهون والسمنة بين البلدان
لاحظ الباحثون زيادة في مستويات السمنة على مستوى العالم منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، ولقد وصفت منظمة الصحة العالمية السمنة بأنها وباء مرضي، لكن هنالك تباين في مدى انتشار السمنة بين البلدان والمدن وبين النساء والرجال؛ فمثلًا تبلغ نسبة انتشار السمنة في الصين واليابان حوالي 5% عند الرجال والنساء، لكن نسبة السمنة ترتفع إلى 20% في بعض المدن الصينية، كما وصلت نسبة النساء المصابات بالسمنة في المكسيك إلى حوالي 70% في عام 2005، ووصلت نسبة النساء بالمصابات بالسمنة في جزيرة ساموا الأمريكية إلى حوالي 80%، وهذه بالطبع نسبة كبيرة للغاية[٨].
المراجع
- ↑ Louise Chang, MD (13-7-2009), "The Truth About Fat"، Webmd, Retrieved 28-11-2019. Edited.
- ↑ Melissa Conrad Stöppler, MD (12-8-2019), "Obesity"، Medicine Net, Retrieved 28-11-2019. Edited.
- ↑ Nancy Moyer, M.D (10-10-2018), "How do you lose belly fat?"، Medical News Today, Retrieved 28-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Obesity", Mayo Clinic,22-8-2019، Retrieved 28-11-2019. Edited.
- ↑ Jillian Kubala, MS, RD (7-10-2019), "9 Reasons You May Be Gaining Weight Unintentionally"، Healthline, Retrieved 28-11-2019. Edited.
- ↑ Joel Forman, MD (4-11-2019), "Understanding and Dealing With Childhood Obesity"، Very Well Fit, Retrieved 28-11-2019. Edited.
- ↑ "12 tips to help you lose weight on the 12-week plan", National Health Service (NHS),5-12-2016، Retrieved 28-11-2019. Edited.
- ↑ "Obesity", Encyclopaedia Britannica,10-10-2019، Retrieved 28-11-2019. Edited.