من بنى البتراء

البتراء

البتراء أو المدينة الورديّة كما تعرف، سمّيت بهذا الاسم نسبة للون الصّخور التي تشكّلت منها والذي يميل لونها إلى الوردي، خاصة عند غروب الشّمس، وكانت البتراء قديمًا تسمّى سلع، والبتراء هي واحدة من أهم المواقع الأثريّة التي تقع في الجنوب من العاصمة الأردنيّة عمّان، وقد حصدت البتراء المركز الثاني كإحدى عجائب الدّنيا السّبع عام 2007 م، وهي عبارة عن قلعة أو مدينة كاملة متكاملة منحوتة من الصّخر الوردي، وفيها الكثير من الآثار والمعالم السياحيّة، وكل معلم من هذه المعالم يقود الزّائر إلى معلم آخر أكثر جمالاً وإبداعًا ودقّة في التصميم والبناء، وقد اكتشفت البتراء في القرن التاسع عشر للميلاد على يد المستشرق يوهان لودفيج بعد إدعائه بأنه مسلم ويريد أن يقدّم أضحية عند قبر النبي هارون الذي يقع على مقربة من المدينة على جبل هارون، وعند اكتشاف البتراء أُطلق عليها لقب المدينة الضائعة لتأخر اكتشافها من قبل الباحثين والعلماء، وتختفي البتراء خلف حاجز ضخم ومنيع من الصخور الصّلبة والتي ليس من السهولة الوصول إليها أو إكتشاف معالمها. [١]


تاريخ البتراء وبُنَاتُها

كانت مدينة البتراء مأهولة بالسكان منذ آلاف العصور السالفة، فقد كانت موطنًا للآدوميين اللذين اشتهروا وبرعوا بصناعة الفخاريات من الأواني والأدوات الفخاريّة، وبعد الآدوميين سكن البتراء العرب الأنباط، وقاموا ببناء البتراء عن طريق نحتها بالصخر منذ أكثر من 2000 عام، والحضارة النّبطيّة هي واحدة من أقدم وأعرق الحضارات العربيّة، وقد كانت مملكة الأنباط شاسعة الحدود، امتدّت حدودها من الشمال الغربي للجزيرة العربيّة وصولاً إلى شاطئ البحر الأحمر وجزيرة سيناء إلى سهل حوران داخل الحدود السوريّة، وكانت تتمتّع بموقعهاا الاستراتيجي، فقد أحاطت بها الممالك والحضارات من الاتجاهات الأربعة، فكانت البتراء نقطة وصل والتقاء بين تلك الحضارات كالحضارة الفرعونيّة، حضارة مدينة تدمر، حضارة بلاد ما بين النهرين، واشتهر الأنباط بتقنيات هندسة المياه، فجمعوا مياه الأمطار بطرق مبتكرة واستخدموها في الرّي، وبنوا السّدود والخزانات، وابتكروا طرق جديدة لأنظمة الرّي، وشقّوا الطّرق للأراضي الزراعيّة، واستفادوا من هذه الأراضي في زراعة المحاصيل والحبوب. [٢]


أهم المعالم الأثريّة في مدينة البتراء

وتحتوي البتراء على عدد من المعالم الأثريّة داخلها، وأهمّها: [٣]

  • السّيق، وهو عبارة عن شق ضيّق منحوت في الصخر، والسّيق هو الطّريق الرّئيسي الذي يصل منه الزّوار والسّياح إلى البتراء، يبلغ طوله 1200 متر، وعرضه من 3 أمتار إلى 12 مترًا، وإرتفاع السّيق يبلغ 80 مترًا.
  • الخزنة، وهي واحدة من أشهر معالم البتراء، توجد في نهاية السّيق، بُنيت بدقّة وحرفيّة وبطريقة هندسيّة لدرجة أن السّكان المحليين كانوا يعتقدوا بوجود كنز تحت هذا المعلم، وهي عبارة عن طابقين يضم داخله عددًا من الغرف، وتحتها عددًا من المدافن.
  • الدّير، وهو عبارة عن مبنى مكوّن من طابقين، إذ يبلغ طول البناء 50 مترًا، وعرضه 50 مترًا، وفي بعض غرفه الدّاخليّة توجد رسومات ومنحوتات وآثار للصّلبان المنحوتة بالصّخر، وقد سمّي بالدّير لإعتقاد الباحثين بأن هذا المعلم كان يُستخدم كدير للرّهبان في عهد البيزنطيين.
  • المذبح، وهو عبارة عن مسلّتان منحوتتان في الصّخر، والمِسلّة عبارة عن نصب على شكل عامود يحمل كتابات أثريّة، وترمز هاتان المسلّتان إلى آلهة الأنباط، ويعود تاريخ المذبح إلى الفترة الآدوميّة، إذ كان الآدوميين يستخدمونه لذبح الحيوانات وتقديم دمائهم لآلهتهم. [٤]


المراجع

  1. "البتراء .... المدينة الوردية ثاني عجائب الدنيا"، albayan، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019. بتصرّف.
  2. "البتراء"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019. بتصرّف.
  3. ايمان سامي، "اهم معالم مدينة البتراء"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019. بتصرّف.
  4. "المذبح"، pdtra.gov.jo، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :