محتويات
موقع البتراء
تقع البتراء في جنوب غرب المملكة الأردنية الهاشميّة، تحديدًا في محافظة معان، وتبعد عن مدينة عمّان العاصمة مسافة 225 كيلو متر، ويَعبُر وادي موسى من خلال مدينة البتراء من الشرق إلى الغرب، ويحيط بالبتراء منحدرات من الحجر الرملي تتلون بظلال من اللّون الأحمر والأرجوانيّ والأصفر الباهت، ممّا جعل الباحث الإنجليزي جون ويليام يطلق عليها لقب المدينة الورديّة، واستمرّ معها هذا اللّقب إلى يومنا هذا.
تخدم البتراء بشكلٍ أساسيّ المدينة الحديثة المجاورة لوادي موسى بسبب التدفّق الكبير للسيّاح من داخل الأردن وخارجها لزيارة الموقع الأثرية.[١]
نبذة تاريخيّة عن البتراء
قد تكون مدينة البتراء، والتي تعني مدينة الحجارة باللغة اليونانية، المدينة القديمة الأكثر إثارة في العالم الحديث، وتعدّ مدينة البتراء عاصمة مملكة الأنباط العرب، الذين سيطروا على أراضي الأردن خلال فترة ما قبل العصر الرومانيّ، وكانت مركزًا رئيسيًا لطرق التجارة والاقتصاد بالمنطقة، وتخبرنا النقوش الموجودة فيها عن مكانتها المرموقة بين الممالك في تلك الحقبة، وقد نحت الأنباط مدينة البتراء بدايةً من المعابد والمباني المتقنة والمقابر إلى أنظمة المياه جميعها في الصخور الصلبة الورديّة.[٢]
كان ازدهار المملكة النّبطيّة عظيمًا، إذ كانت البتراء مدينةً تجاريةً ذات طابع معماري مميّز، وامتلكت حكومة ذكية سعت لتوسعة منطقة نفوذها، أثار التوسّع الاقتصادي الكبير للمدينة قلق الرومان الذين هاجموها في عام 63 قبل الميلاد، لكنّ المدينة تصدّت للهجوم، وبعد ما يقارب 170 عامًا تمكّن الرومان من السيطرة على البتراء عام 106م بعد موت آخر ملوك الأنباط رب أيل الثاني.[٣]
لسبعة قرون كانت البتراء مجرد أسطورة لا يعرف عنها إلا البدو سكّان المناطق المجاورة والتجّار العرب، وفي عام 1812م سمع مستكشف سويسري اسمه يوهان بوركهارت السكان المحلييّن يتحدثون عن مدينة ضائعة مخبأة في جبال وادي موسى،[٣] ولكيّ يعثر على الموقع دون إثارة الشكوك تنكّر بوركهارت في لباس حاجّ عربي يسعى إلى التضحية في ضريح هارون، وهكذا استطاع كشف سرّ البتراء للعالم الغربي الحديث.[١]
المواقع الأثرية داخل البتراء
تعدّ البتراء ظاهرة فريدة للفنّ المعماري فهي مدينةٌ كاملةٌ منحوتة في الصّخر، وهي طريقة عجيبة لبناء مدينة بهذا الحجم، وإن دلّ هذا على شيء فهو يدل على مدى اجتهاد الأنباط وتفانيهم في العمل وحبهم للإبداع والتميّز المعماري ومقدار ما يمتلكون من الجمال والذوق الفنّي الرفيع، وتعتبر البتراء معجزة معمارية في عصرنا الحاليّ وقد حفروها بواسطة أدواتهم البسيطة والبدائية، وعُثر على العديد من المعالم التاريخية البارزة داخل المدينة، منها:
- السّيق: وهو شقّ في الصخر، ويعدّ الطريق الرئيسيّ والأسهل للوصول للمدينة الوردية، ويبلغ طوله حوالي 1200 متر، أمّا عن عرضه، فيبلغ ثلاثة أمتار في الأماكن الضيّقة ويصل إلى 12 مترًا في الأماكن الواسعة من الممّر، ويقدّر ارتفاعه إلى نحو ثمانين مترًا، وقد استفاد الأنباط من وجوده كونه شقًّا طبيعيًّا في معظمه، بالإضافة إلى أجزاء نُحتت من قبل سكّان المدينة عند الدخول إلى السّيق يشعر الزائر بعظمة هذا المعلم من خلال الظّلال التي يسببّها تلاقي أشعة الشمس مع الصخور الملوّنة، بالإضافة إلى أيقوناتٍ ورموز تهدف إلى حماية المدخل والمدينة من الزائرين غير المرغوب فيهم.[٢]
- الخزنة: وهي أبرز معلم في مدينة البتراء، وتعدّ أكثر معالمها جمالًا وأهميّة، وهي أول آثار البتراء التي تظهر عند الخروج من السّيق، والخزنة عبارة عن مبنى ضخم محفور في الصخور الصلبة، يبلغ ارتفاعه أكثر من 40 مترًا، وعلى الرّغم من أنّها كانت بمثابة قبرٍ ملكي، إلّا أنّ الخزنة حصلت على اسمها من الأسطورة التي تقول أنّ القراصنة وضعوا كنوزهم في جرّة حجريةٍ عملاقة وُضعت في وسط الخزنة، وفي اعتقاد منهم بصحة هذه المعلومة وأنّ الخزنة مليئةٌ بالكنوز القديمة، وقد كان البدو يطلقون عليها النار بشكل دوري، ويمكن ملاحظة الدليل من خلال ثقوب الرصاص التي يمكن رؤيتها بوضوح على الخزنة.[٤]
معلومات عن مدينة البتراء
اُختيرت مدينة البتراء لتكون واحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة في عام 2007 م، كما أُدرجت ضمن قائمة اليونسكو للتّراث العالمي منذ عام 1985م، وتعدّ البتراء رمزًا أردنيًا وأيقونة سياحيّة تجذب بروعتها وجمالها السيّاح من جميع أنحاء العالم.
تأثّر النمط المعماري لمدينة البتراء بالأنماط الآشوريّة والمصريّة والإغريقيّة، إذ يتّضح هذا في شكل وتصميم المقابر الملكية، كما أنّهم أبدعوا في نحت المعابد والتماثيل والأقواس التي ما زالت شاهدة على حضارتهم حتى يومنا، كما ألهمت المدينة الوردية العديد من كتّاب الأفلام بسبب تميّزها الجغرافي وعدم وجود مواقع مشابهة لها في أيّ بقعة في العالم.[١][٥]
المنطقة المجاورة لمدينة البتراء
يعدّ وادي موسى المنطقة الرئيسة المجاورة لمدينة البتراء، وهي قريةٌ صغيرةٌ تقع عند مدخل البتراء، كما أنّها تحيط بكامل المدينة عامةً، ويتكوّن الوادي بشكل أساسيّ من المرافق المخصصّة للسيّاح، مثل الفنادق والمطاعم والمحلّات التجارية والمخيّمات المجهّزة بالكامل، وذلك لاعتماد اقتصاد وادي موسى على السياحة بالمركز الأول، وإلى جانب المرافق السياحيّة، توجد منازل سكّان الوادي الممتدّة من منطقة عين موسى وحتّى المدخل الرئيسي لمدينة البتراء القريب من أسفل الوادي والمّمتد على مسافةٍ تقدّر بخمسة كيلو متر.
يعود بناء عشرات الفنادق والمخيّمات الجديدة في البلدة إلى أواخر التسعينيّات، إذ اغتنم سكّان الوادي الفرصة في المشاركة والاستفادة من قطاع السّياحة، وذلك بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل وضمان الأمن في المنطقة، ولكن في الوقت الحالي عملت بلدية وادي موسى على وقف بناء الفنادق في محاولةٍ للحدّ من التوسّع في العدد، وتحويل التركيز إلى تحسين الخدمات بدلًا من مجرّد تعبئتها، وهي إستراتيجيةٌ نجحت إلى حدٍ كبير، فالمدينة تأخد الوصاية على البتراء على محمل الجد.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت "Petra", www.britannica.com, Retrieved 16-6-2019. Edited.
- ^ أ ب "Petra", www.kinghussein.gov.jo, Retrieved 16-6-2019. Edited.
- ^ أ ب "Petra", www.infoplease.com, Retrieved 16-6-2019. Edited.
- ↑ "Interesting Facts about Petra, Jordan", www.mapsofworld.com, Retrieved 16-6-2019. Edited.
- ↑ "The Seven Wonders of the World", www.worldatlas.com, Retrieved 16-6-2019. Edited.
- ↑ "Welcome to Wadi Musa", www.lonelyplanet.com, Retrieved 16-6-2019. Edited.