الكرك
الكرك هي إحدى المدن الأردنية التي تقع على هضبة مثلثة، يبلغ ارتفاعها 900 متر فوق مستوى سطح البحر، وهي محاطة بأسوار أثرية تشكل المدينة القديمة، وتشكل قلعتها واحدة من آثار مدينة الكرك التي بناها الصليبون بعد سيطرتهم على مدينة الكرك في القرن الثاني عشر للميلاد.
وقلعة الكرك هي إحدى معالم هذه المدينة العريقة إذ يبلغ طول هذه القلعة 220 مترًا وعرضها 125مترًا من الجهة الشماليّة لها، و40 من الجهة الجنوبية، إذ تطل على وادٍ صغير ضيق وعملت قناة المياه على زيادة عمقه وجعلت منه أكثر ارتفاعًا.[١]
قلعة الكرك أو ما تسمى بقلعة صلاح الدين، هي قلعة حصينة بنيت من قبل الصليبيين في الكرك، في أثناء الحروب الصليبية على بلاد الشام في القرن الثاني عشر الميلادي، وذلك حتى يأمنوا احتلالهم للقدس العربية وما يحيطها من مدن والسيطرة عليهم، ولكي تكون أيضًا نقطة اتصال استراتيجية بين قلعة الكرك وقلعة الشوبك.
بناء قلعة الكرك
أُنشئت قلعة الكرك في عصر المؤابيين منذ حوالي (860 قبل الميلاد)، وقد قيل أن الأنباط الذين بنوا البتراء قد استخدموا قلعة الكرك بدليل وجود بعض التماثيل النبطية التي نقشت في الأسس الأولى في القلعة.
وظلت قلعة الكرك في العصر البيزنطي حصنًا واقيًا للأردن وما حوله، وفي الفتوحات الإسلامية في بلاد الشام طرقتها الجيوش الإسلاميّة بقيادة القائد المسلم أبي عبيدة عامر بن الجراح فلم تصمد أمامه واستسلمت له، ففي العصر الإسلامي ظلت قلعة الكرك تؤدي دورها في الدفاع لأن المسلمين في تلك الفترة قد أولوا اهتمامًا كبيرًا وبالغًا بالقلاع القديمة إذ عملوا على تقويتها وأضافوا إليها بنيانًا، وفي سنة (537هـ 1142م) استولى الصليبيون على قلعة الكرك وقد زادوا عليها حتى أصبحت فيما بعد مركزًا لبارونية الكرك والشوبك، اللتين تعدان من أهم القلاع الصليبية في بلاد الشام.[٢]
استغرق الصليبيون نحو عشرين عامًا حتى يبنوا قلعة الكرك وقد انتُهي من بنائها في عام 1161م، وذلك بعد أن قاومت عدة حصارات في بدايات العام 117م، بعد ذلك وقعت تحت حكم القائد رينالد من شاتيون، هاجم الحجاز وهدد بمهاجمة مكة أيضًا، وعلى إثر هذه الاعتداءات قام صلاح الدين الأيوبي الذي كانت مصر وسوريا تحت حكمه في ذلك الوقت، بالهجوم على مدينة الكرك وإحراقها وكانت نيته أن يحرق القلعة أيضًا لكن منعته قوة الدفاع التي واجهها ووقفت في وجهه عائقًا لإحراق القلعة.[٣]
حُوِّلت قلعة الكرك إلى متحف في عام 1980 للميلاد، إذ تعرض فيها الكثير من آثار المسلمين في الفترة المملوكيّة والعثمانية أيضًا، إذ يوجد فيه متحف العصر الحجري والبرونزي والحديدي، والتي تضم مجموعة لا بأس بها من القطع المؤابية الأثرية والرومانية والبيزنطية والصليبية، وفي شهر يناير من عام 2004 ميلادي أُعيد فتح هذا المتحف أمام الجمهور.[٤]
المراجع
- ↑ "الكرك"، هيئة تنشيط السياحة الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019.
- ↑ "قلعة الكرك"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019.
- ↑ ميساء زريقات ( يوليو 25, 2011)، "قلعة الكرك: حامية المدينة.. وحارسة تراثها"، الغد، اطّلع عليه بتاريخ 20-9-2019.
- ↑ "قلعة الكرك"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 20-9-2019.