آثار الأردن

آثار الأردن
آثار الأردن

موقع الأردن

تعرف رسميًا باسم المملكة الأردنية الهاشمية، عاصمتها هي مدينة عمّان، نظامها السياسي ملكي دستوري، نالت استقلالها عن بريطانيا في الخامس والعشرين من أيار مايو، واعتمدت عملة خاصة بها هي الدينار الأردني، تقع في الناحية الغربية من قارة آسيا، تحدها جمهورية سوريا العربية من الشمال، وجمهورية العراق من الشرق، والمملكة العربية السعودية من الشرق والجنوب، ودولة فلسطين المحتلة من الغرب، تزخر بموارد طبيعية هامة أبرزها الفوسفات، والبوتاسيوم، والنفط الصخري، فيما تشتهر بإنتاج الحمضيات، والخضار، والفواكه، والحديد، الأدوية، بالإضافة إلى الفوسفات، الملابس، والأسمدة،[١] بلغت مساحة المملكة الأردنية الهاشمية 89.342 كيلومترًا مربعًا، فيما بلغ عدد سكانها 7.930.491 نسمة تبعًا لتقديرات تموز يوليو سنة 2014، غالبيتهم من العرب بنسبة 98%، مع وجود قومية شركسية بنسبة 1%، وقومية أرمنية بذات النسبة المذكورة أخيرًا، ويتحدثون اللغة العربية كلغة رسمية، فيما يدينون بالإسلام بنسبة 97.2%، مع وجود مسيحيين بنسبة 2.2% غالبيتهم من الأرثوذكس، وأقلية من اليهود وديانات أخرى.[١]


آثار الأردن

تُعدّ الأردن من البلاد الشّابة التي تُشكّل أراضيها تاريخًا قديمًا بآثارها العظيمة، إذ تقع الممالك التوراتية القديمة لموآب وجلعاد وإدوم داخل حدودها، وكذلك مدينة البتراء الحجرية الشهيرة وعاصمة المملكة النبطية، وأصبحت الأردن مملكة مستقلة منذ عام 1946،[٢] وتوجد مجموعة من المواقع الأثرية التاريخية الموجودة في الأردن ومنها:[٣]

  • جرش: تعد مدينة جرش من أفضل المواقع الرومانية القديمة التي ما تزال محفوظة في العالم، عرفت باسم جراسا، ويعتقد بأنها كانت مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري الحديث، ومع ذلك فإن المدينة الرومانية المثيرة للإعجاب التي كانت في جرش تركت أكبر آثارها في المنطقة لتصبح ثاني أكثر المواقع السياحية بعد البتراء شهرة في الأردن، ويأتي الكثير من السياح لرؤية أطلال جرش الواسعة بما فيها معبد أرتميس والمنتدى مع الأعمدة الأيونية الضخمة، كما ويمتد الشارع الرئيسي فيها من خلال منتصف الموقع بعلاماته المرئية ونظام الصرف الصحي تحت الأرض، كما ويوجد في جرش مسرح جنوبي ما يزال إلى الآن، ويحتوي على 3 آلاف مقعد ونافورة.
  • البتراء: هو موقع قديم في جنوب الأردن، وتعد آثار البتراء من عجائب العالم، تأسست على يد مملكة الأنباط البدوية، فقد نحتوا المدينة من الصخور والمنحدرات الصخرية واستقر الأنباط هناك وجعلوا البتراء في عاصمتهم، تظهر فيها المعابد والمقابر المعقدة من الصخور والمنحدرات مع الإضافات اللاحقة من العصر الروماني والكنيسة البيزنطية المليئة بالفسيفساء، إلا أن النصب التذكاري هو الأكثر إثارة للإعجاب، ويتألف مبنى الخزنة من واجهة محفورة في الصخور يعود تاريخها إلى القرن الأول قبل الميلاد.
  • قصر بشير: وهو قلعة رومانية تقع في الصحراء الأردنية، وعلى عكس بقايا الرومان فإن قصر البشير محفوظ، إذ لم يعاد بناؤه من الحضارات اللاحقة.
  • أم قيس: تحتوي أم قيس على بقايا واحدة من المدن التابعة لديبوليس القديمة وهي مستوطنة جدارا اليونانية القديمة، وما تزال في أم قيس بقايا جدارا، ومنها المسرح والكنائس والمتاجر والطرق المعبدة والحمامات، ومن المثير للاهتمام في المواقع الأثرية في أم قيس أن المسرح مبني من البازلت الأسود، كما وتوجد بعض الآثار التابعة للعصر البيزنطي مبنية فوق الآثار الرومانية الأصلية.
  • المغطس: يقع على حدود فلسطين والأردن غربي البلاد، وهو من الآثار التوراتية الهامة في البلاد، وأحد أهم المعالم الأثرية عند المسيحيين؛ لأنه موقع تعميد المسيح عليه السلام حسب معتقداتهم الدينية، علمًا بأنه يضم آثارًا يهودية ومسيحية منها؛ أدير أرثوذكسية تعود إلى العصرين العثماني والمملوكي، ومبانٍ رومانية، وأدرجته الجهات المختصة على لائحة مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو لحمايته.[٤]
  • المدرج الروماني: يقع وسط البلد في العاصمة عمّان، وهو مدرج ضخم مكون من 33 درجة منحوتة في الصخر، ويتميز بكونه أكبر مدرج على مستوى العالم، الأمر الذي أكسبه شهرة كبيرة، وتبلغ تذكرة دخوله دينارًا أردنيًا واحدًا.[٥]
  • قلعة الكرك: توجد في مدينة الكرك، وتعد أحد أكبر القلاع في المنطقة، توفر للسائح إطلالة رائعة على معالم المدينة من علو، كان تسطّر على كل الطرق المؤدية إلى البحر الميت، يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر الميلادي.[٦]
  • وادي رم: يبعد 70 كيلومترًا شمال مدينة العقبة، يتميز بطبيعة مميزة تكمن في لون رماله الحمراء الخلابة مما جعله وجهة سياحية هامة، ومحطة لتصوير الأفلام، ومن أبرز الأفلام التي صورت فيه فيلم لورانس العرب، فيلم المتحولون 2، يشهد إقامة العديد من المناسبات والاحتفالات التي تجذب آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم سنويًا.[٦]
  • قلعة عجلون: تعرف بأسماء كثيرة منها قلعة الربض، وقلعة صلاح الدين الأيوبي، وأما اسمها الأشهر فهو قلعة عجلون كونها تقع في مدينة عجلون وتحديدًا على سلسلة جبال بني عوف، بنيت سنة 1184 على يد القائد عز الدين أسامة أحد قادة صلاح الدين الأيوبي، وكان الهدف منها بالدرجة الأولى هو حماية المنطقة والحيولة دون توسع القوات الصليبية فيها، والحفاظ على خط المواصلات، وطرق التجارة مع شمال سوريا مع تدخل الفرنجة، بالإضافة إلى حماية طرق الحج الواصلة ما بين الشام الحجاز، لا سيما وأن موقعها الاستراتيجي المشرف على وادي الأردن والمسيطر على المنطقة ما بين بحيرة طبريا والبحر الميت، وتجدر الإشارة إلى أن شكل القلعة شبه مربع، وهي محصنة بفضل بوابتها المنيعة، وأبراجها العالية والمكونة من طابقين ذات فتحات ضيقة لإطلاق السهام، ناهيك عن وجود الآبار المائية التي تتسع لآلاف المترات المكعبة من المياه.[٧]
  • قلعة الربض: أو كما تُسمى قلعة عجلون أو قلعة صلاح الدين الأيوبي، بُنيت في زمن صلاح الدين الأيوبي بأمر من القائد عز الدين أسامة لحماية الطريق التجاري وحماية مواكب الحجيج من الصليبيين، بُنيت القلعة على جبل مرتفع يطل على المناطق المُحيطة بها؛ فهي تكشف البحر الميت والأراضي الفلسطينية ووادي الأردن وبحيرة طبيريا، وهي عبارة عن حصن منيع حوله خندق وجدرانها عالية وسميكة تحتوي على فجوات لرمي السهام، وقد صمدت أمام الأعداء وفي معركة حطين، فيها في الوقت الحالي متحف يضم العديد من الآثار كما يمكن للزائر التجول داخل القلعة لرؤية حجارتها وأبراجها المنيعة.[٨][٩]
  • مأدبا: تشتهر مأدبا بالفسيفساء التي ترجع إلى العهد البيزنطي والأموي على أرضيات كنيسة الروم الأرثذوكس، تُظهر الفسفسياء خارطة الأراضي المُقدسة في فلسطين والقدس تعود إلى القرن السادس عشر، تشمل الرسومات منبع نهر دجلة والفرات وصولًا لنهر النيل، بأحجار زاهية الألوان، وهي تُعد أكبر فسيفساء في المنطقة؛ إذ إن طولها يُقارب 16 مترًا وعرضها حوالي 7 أمتار، بجانب المئات من الرسومات والفسيفساء المُنتشرة في مأدبا وكنائسها التاريخية التي يعود تاريخها ما بين القرن الخامس إلى القرن السابع الميلادي والتي تحتوي على رسومات مُختلفة من الأشجار والحيوانات والطيور والأزهار، كما أن مأدبا تحتوي على منابع دافئة للمياه يقصدها السياح للاستمتاع بها وللعلاج بجانب الكنائس الأُخرى بها مثل؛ كنيسة العذراء وكنيسة الرسل، ويوجد في مأدبا متحف يعرض القطع الفخارية والحُلي والفساتين التقليدية القديمة.[٨][٩]
  • جبل نيبو: وهو مكان ولادة النبي موسى عليه السلام، ويحتوي الجبل على آثار قديمة وقلعة مكاور الأثرية والأهم أن الزوار يقصدون المنطقة بسبب أهميتها الدينية والتاريخية للتعمد في المغطس.[٨][٩]
  • أم الرصاص: فيها كنيسة القديس أسطفان التي تُشتهر بالفسيفساء الضخمة المصفوفة على أرضها وتُصور 15 مدينة في الأراضي المُقدسة والقدس، وتُعد الرسمة الثانية بعد فسيفساء مأدبا الشهيرة، يعود تاريخها إلى سنة 718 ميلاديًا.[٨][٩]


تاريخ الأردن القديم

في هذه الفقرة سوف نذكر تاريخ الأردن في العصور القديمة:[١٠]

  • العصر الحجري القديم: (500000 – 17000) سنة قبل الميلاد، وخلال هذه الفترة كان سكان الأردن يبحثون عن النباتات البرية ويصطادون الحيوانات البرية، وكان المناخ في هذه الفترة أكثر رطوبة من يومنا هذا بكثير، فقد كانت المساحات الشاسعة من صحراء العصر الحديث سهولًا مفتوحة مثالية للصيد والتجمع، كما وجدت أدلة على وجود العصر الحجري القديم بالقرب من مساحة كبيرة من المياه في منطقة الأزرق، وأكتشفت عدة أدوات من هذا الفترة مثل؛ محازر الصوان والبازلت والسكاكين وأدوات الكشط.
  • العصر الحجري الحديث: (8500 – 4500) قبل الميلاد، خلال فترة العصر الحجري الحديث حدث للأراضي التي تسمى اليوم بأرض الأردن ثلاث نوبات كبيرة، ففي البداية استقر الناس في القرى الصغيرة مما أدخل مصادر غذائية جديدة كزراعة الحبوب والبازيلاء والعدس وأدى أيضًا إلى ممارسة واسعة الانتشار في رعي الماعز، وأدت الحياة المستقرة والأمن الغذائي للإنسان خلال هذه الفترة إلى تزايد كبير في عدد السكان الذي وصل عددهم إلى عشرات الآلاف، كما وكان سبب التحول الأساسي في أنماط المستوطنات هو التغير في الطقس في الصحراء الشرقية، فقد أصبحت المنطقة أكثر جفافًا ودفئًا، وأصبحت غير صالحة للعيش فيها في معظم أوقات العام، وكانت صناعة الفخار من أهم التطورات في العصر الحجري الحديث المتأخر، فقد اكتشفت محاولات لصناعة الفخار من الجبس، وفي أواخر العصر الحجري الحديث بدأ الإنسان بتكوين أوعية من الطين بطريقة منهجية، ويحتمل أن صناعة الفخار جاءت من الحرفيين الذين جاؤوا إلى المنطقة، ويقع أكبر موقع من العصر الحجري الحديث في عين غزال في مدينة عمان، وهو يتألف من عدد كبير من المباني التي قسمت إلى 3 مناطق متميزة، وكانت البيوت مستطيلة تحتوي على عدة غرف، وكانت بعض الغرف تحتوي على أرضيات من الجبس ويعتقد أن هذه الآثار عمرها 8000 عام.
  • العصر النحاسي: (4500 – 3200) قبل الميلاد، وخلال هذه الفترة صهر النحاس لأول مرة واستخدم في صناعة رؤوس السنانير، وقد كان الاعتماد في هذه الفترة على الصيد أقل منه في العصر الحجري الحديث، وكان التركيز أكثر على تربية الماعز والأغنام وزراعة القمح والشعير والتمر والزيتون والعدس، أما في المناطق الصحراوية فكان نمط الحياة فيها مشابه للغاية مع نمط حياة البدو الحديثين.


تأثير جغرافية الأردن على تاريخها

الأردن هي أرض غارقة بالتاريخ، فقد كانت موطنًا لبعض أقدم المستوطنات والقرى البشرية، وما يزال بالإمكان رؤية آثار الكثير من الحضارات العظيمة في العالم اليوم، إذ كانت الأراضي الأردنية والفلسطينية تعد حلقة وصل بين قارة آسيا وأفريقيا وأوروبا باعتبارها مفترق طرق في الشرق الأوسط، ولهذا فإن الجغرافية الأردنية ومنذ فجر الحضارة أعطت للأردن دورًا مهمًا تلعبه كقناة للتجارة والاتصالات التي تربط ما بين الغرب والشرق والشمال والجنوب، وما يزال الأردن يلعب هذا الدور حتى يومنا هذا، وقد أدرجت بعض الأجزاء من الأراضي الأردنية تحت هيمنة العراق القديم بما في ذلك الإمبراطوريات السومرية والأكادية والبابلية والأشورية وبلاد ما بين النهرين، أما من الغرب فقد وسعت مصر الفرعونية سلطتها وثقافتها إلى الأردن، كما أن الأنباط البدو بنوا إمبراطوريتهم في الأردن بعد أن هاجروا إليها من جنوب شبه الجزيرة العربية، كما دمجت الأردن في الحضارات الكلاسيكية لروما واليونان وبلاد فارس التي تنتشر آثارها عبر الأردن، ومنذ منتصف القرن السابع للميلاد بقيت الأردن بأيدي سلالات عربية وإسلامية مختلفة.[١١]


تأثير مناخ الأردن في تاريخها

كانت مناطق المرتفعات الشمالية ووادي الأردن دائمًا أكثر استقرار من قبل المزارعين والقرويين وسكان البلدة؛ وذلك لأنها كانت هي فقط تتلقى كمية كافية من الأمطار لدعم أعداد كبيرة من سكانها، فكانت معظم الحضارات في الأردن موجودة في هذه الأراضي الخصبة، وفي نفس الوقت فأن مناطق الجنوب والشرق كانت تتلقى كميات قليلة جدًا من الأمطار، ولم يكن يوجد فيها أنهار للريّ، وكانت نادرًا ما تدعم هذه الأراضي أعدادًا كبيرة من السكان المستوطنين، وفي بعض الفترات لم يكن هنالك سكان مستقرون أطلاقًا وضل نمط حياة البدو في هذه الأراضي الصحراوية متشابهًا في بعض نواحي حياة أسلافهم الأدروميين أو النبطيين، كما أن التباين بين الصحراء التي تستخدم للرعي وبين الأراضي الخصبة الزراعية كان واضحًا في الأردن، ويمكن ربط الكثير من تاريخ المنطقة بالتحولات السكانية بين المراكز الحضرية الكبيرة والمجموعات القبلية البدوية المشتته.[١١]


المراجع

  1. ^ أ ب "الأردن"، الجزيرة، 2-12-2010، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.
  2. "Jordan", britannica, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  3. "HISTORIC SITES IN JORDAN", triphistoric, Retrieved 2019-11-14. Edited.
  4. " أهم المواقع التاريخية في الأردن"، المرتحل، 7-1-2018، اطّلع عليه بتاريخ 30-5-2019. بتصرّف.
  5. "6 من أجمل وأهم الأماكن السياحية في الأردن"، ألترا صوت، 6-5-2017، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "معالم لا بُد أن تزورها في الأردن"، ابن بطوطة، 11-1-2015، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.
  7. "قلعة عجلون"، sawwa7travel، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت ث هبة خالد الفاخوري (10-12-2017)، "قلعة الربض.. التاريخ والحضارة"، assawsana، اطّلع عليه بتاريخ 8-7-2019. بتصرّف.
  9. ^ أ ب ت ث "عن جرش"، culture.gov.jo، 22-3-2015، اطّلع عليه بتاريخ 8-7-2019. بتصرّف.
  10. "Ancient Jordan", kinghussein, Retrieved 2019-11-14. Edited.
  11. ^ أ ب "Keys to the Kingdom National Anthem The Office", kinghussein, Retrieved 2019-11-14. Edited.

فيديو ذو صلة :

644 مشاهدة