محتويات
الرياضة ومرضى الباركنسون
قبل أن نذكر علاقة الرياضة بمرض الباركنسون لا بد أن تعرف معلومات بسيطة حول هذه المرض أولًا، إذ يُعد مرض الباركنسون أو الParkinson’s Disease اضطرابًا عصبيًا تدريجيًا يؤثر على حركتك، وتبدأ الأعراض بالظهور تدريجيًا، وأحيانًا تبدأ برعشة بالكاد تبدو ملحوظة في يد واحدة فقط، وتعد الرعشات في اليدين والقدمين شائعة كثيرًا عند الإصابة بهذا المرض، ولكن الاضطراب عادة ما يسبب تصلب أو تباطؤ الحركة، ويتطور المرض في الغالب بعد عمر الستين عامًا، ولقد وجد الباحثون أنّه من خلال تعريض مرضى الباركنسون لروتين رياضي مُكثف فإنه يمكنهم استعادة مهاراتهم الحركية؛ فإذا كنت تريد إبطاء أعراض مرض باركنسون، فالرياضة تعد من الحلول المناسبة.
ويتوجه الأطباء عند اكتشاف مرض الباركنسون عند الأشخاص للتمارين الرياضية المكثفة قبل البدء بالعلاج لثبات فاعليتها وكفاءتها في مساعدة مرضى الباركنسون، كما أن لها فوائد لمهارات المرضى الإدراكية والقوة العضلية وذلك لأن تدفق الدم إلى الدماغ يزداد مع ممارسة الرياضة، مما يوفر المغذيات والخلايا العصبية المؤكسجة، وقد وجدت الدراسات أنّ العلاج الطبيعي أيضًا قد حسّن كثيرًا من الحالة الوظيفية والحركية لدى الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، خاصة فيما يتعلق بالتوازن. [١][٢]
فوائد الرياضة لمرضى الباركنسون
تعد التمارين الرياضية مهمة للحياة الصحية لجميع الأشخاص، أمّا الأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون فإن التمرين لا يعد صحيًا لهم فقط، وإنما يعد مكوّنًا حيويًا للحفاظ على التوازن والتنقل وممارسة أنشطة الحياة اليومية، إلى جانب التأثير العصبي الوقائي المحتمل، كما تعزز ممارسة الرياضة الشعور بالرفاهية، حتى عبر مراحل المرض وشدته المختلفة، ومن أهم فوائد الرياضة لمرضى الباركنسون أنها تساعدهم على التحكم في الأعراض، إذ إنّ التمرين يمكن أن يحسن المشي والتوازن والرعاش والمرونة وقوة القبضة والتنسيق الحركي، وأثبتت جميع التمارين الرياضية مثل التدريب على جهاز المشي وركوب الدراجات أنها مفيدة، إلى جانب اليوغا، كما أن الانخراط بأي تمرين أو نشاط بدني يعد مفيدًا جدًا لتحسين الأعراض الحركية، وأيضًا أظهرت إحدى الدراسات أن دروس رقص التانغو مرتين أسبوعيًا ساعدت الأشخاص الذين يعانون من مرض باركسنون على تحسين الأعراض الحركية والتوازن وسرعة المشي.
وقد تساهم التمارين الرياضية أيضًا بتحسين الإدراك والوقاية من الاكتئاب والتعب إلا أنه يوجد حاجة للمزيد من الأبحاث لتأكيد هذا الأمر، واتفق العلماء والأطباء على أن تحسين الحركة من خلال ممارسة الرياضة قد يحسن التفكير والذاكرة ويقلل من خطر السقوط، وبالتالي تجنب المضاعفات الناجمة عن السقوط، ووجد أيضًا أن الرياضة تساعد مرضى الباركنسون في تغيير وتطوير الدماغ، إذ تحسن التمارين الرياضية على الكفاءة في عمل الدماغ عن طريق تعديل مناطق الدماغ؛ حيث تستقبل إشارات الدوبامين، وتؤدي التمارين الرياضية إلى زيادة نسبة عوامل التغذية العصبية المفيدة في الدماغ ، وخاصة GDNF، مما يقلل من تعرض الخلايا العصبية للتلف. [٣]
تمارين رياضية مناسبة لمرضى الباركنسون
إذا كنت مصابًا بمرض باركنسون، فقد تتساءل عن التمارين التي يمكنك ممارستها للحصول على كل الفوائد التي ذكرناها بالشكل الصحيح؟ وفي الحقيقة تعتمد أنواع التمارين التي تختارها على شدة مرض باركنسون لديك وصحتك العامة، إذ يجب أن تكون التمارين متنوعة، مثل تمارين القلب والأوعية الدموية، وتمارين التوازن ، وتمارين القوة والتمارين الإيقاعية ، وتشمل التمارين الأخرى: [٤]
- المشي أو الركض.
- رياضات المضرب مثل كرة الريشة وتنس الطاولة والإسكواش.
- اليوغا أو التشا تشي .
- ركوب الدراجات في الهواء الطلق.
- الرقص.
- التمارين الهوائية.
- السير بأذرع متأرجحة.
- السباحة بضربات مختلفة.
- ركوب الدراجات على دراجة ثابتة.
- رفع الأثقال باستخدام الأوزان الخفيفة.
- السباحة.
- المشي البطيء على جهاز المشي.
قد يُهِمُّكَ
يؤثر مرض باركنسون على قدرتك على الحركة، لكن التمارين الرياضية يمكن أن تساعدك في الحفاظ على قوة عضلاتك وتحسين المرونة والحركة لديك كما ذكرنا، ويجدر التنويه إلى أن التمارين الرياضية لن توقف مرض باركنسون من التقدم؛ ولكنها، ستحسن توازنك ويمكن أن تمنع تيبس المفاصل، وقبل البدء بأي نظام رياضي عليك استشارة الطبيب أولًا، وتختلف أنواع التمارين الأنسب لك وتلك التي يجب عليك تجنبها حسب عوامل معينة، كما أن مراجعتك لأخصائي علاج طبيعي يمكنها أن تساعدك في إنشاء برنامج تمرين شخصي خاص بك لتحقيق أهدافك من التمرين بالشكل الصحيح والسليم، ويعتمد نوع التمرين الأفضل بالنسبة لك على الأعراض ومستوى اللياقة البدنية والصحة العامة، وعامة، ومن بعض النصائح التي يجب وضعها في الاعتبار عند ممارسة الرياضة إذا كنت ممن يعانون من مرض الباركنسون: [٥]
- ابدأ دائمًا بالإحماء قبل بدء روتين التمرين الخاص بك واختم بالتبريد في النهاية، على سبيل المثال إذا كنت تخطط لممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة، فابدأ بجلسات إحماء مدتها 10 دقائق وبعدها ابدأ بالزيادة على قدر تحملك.
- مرّن عضلات وجهك وفكك وصوتك قدر الإمكان، غن أو اقرأ بصوت عالٍ مع المبالغة في حركات الشفاه وتحريكها، قف أمام المرآة وغيّر وضعيات وجهك، امضغ الطعام بقوة لتحريك العضلات.
- جرب ممارسة التمارين المائية، مثل التمارين الرياضية المائية أو الاشتراك بدورات السباحة، غالبًا ما تكون هذه أسهل على المفاصل وتتطلب توازنًا أقل من غيرها من التمارين.
- تمرن في بيئة آمنة، وتجنب الأرضيات الزلقة والإضاءة الضعيفة والمخاطر المحتملة الأخرى.
- إذا واجهت صعوبة في الموازنة، مارس الرياضة وأنت تمسك قضيبًا في يديك من الوسط ليساعد على التوازن، وإذا كنت تواجه صعوبة في الوقوف أو الاستيقاظ، فحاول ممارسة الرياضة في السرير بدلاً من الأرضية أو استخدام سجادة التمرين على الأرض.
- إذا شعرت في أي وقت بألم أو بدأت تتأذى، فتوقف عن ممارسة الرياضة في الحال.
- حدد هواية أو نشاطًا تستمتع به والتزم به.
المراجع
- ↑ Mayo Clinic Staff, "Parkinson's disease"، mayoclinic, Retrieved 8-7-2020. Edited.
- ↑ Bob Curley (27-12-2017), "Intense Exercise Could Slow Parkinson’s Symptoms"، Healthline, Retrieved 8-7-2020. Edited.
- ↑ "Neuroprotective Benefits of Exercise", parkinson, Retrieved 8-7-2020.Edited.
- ↑ Wendy Handerson (31-7-2017), "12 Types of Exercise Suitable for Parkinson’s Disease Patients"، parkinsonsnewstoday, Retrieved 8-7-2020. Edited.
- ↑ "Exercise and Parkinson's Disease", webmd, Retrieved 8-7-2020. Edited.