ظاهرة الزواج المبكر

ظاهرة الزواج المبكر
ظاهرة الزواج المبكر

الزواج المبكر

يعرف الزواج المبكر أو زواج القاصرات أو الأطفال بأنه الزواج قبل إتمام سن 18 عامًا، وفي معضم الحالات يكون قبل إتمام الفتاة سن 8 أو7، إذ تجبر الفتاة على الزواج من رجل يكبرها سنًا، وقد اختلفت أسباب الزواج المبكر، إذ يعتقد الآباء أنه عند زواج القاصر يحمي طفلته ويزيد من فرصهم الاقتصاديّة، وبهذا الزواج تتعرض الفتاة للعديد من المشاكل في حياتها الزوجية من أمراض وغيرها والتي سوف نوضحها في هذا المقال، فوفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة فإن 3700 فتاة تتزوج قبل إتمامها سن 18، وما زالت العديد من الفتيات معرضات لخطر زواج القاصرات.[١]


أسباب الزواج المبكر

تتعد أسباب الزواج المبكر؛ منها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية، وفي نهاية الأمر يعقد الزواج وتنتهي حياة الأطفال في سجن الزواج دون موافقتهم، وفي هذا المقال سنوضح الأسباب وراء الزواج المبكر أو زواج القاصر:[٢]

  • العادات والتقاليد والثقافة، ما زالت بعض المجتمعات تنبض بالكثير من العادات البالية والتي تفرض على الفتاة الزواج بعد الحيض، إذ يصبحنَّ نساء بأعين المجتمع، وتظهر هذه العادات والتقاليد والتي ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا في جنوب إثيوبيا، وعادة ما يتبع زواج الأطفال عادة بتر الأعضاء التناسليّة للفتاة، فقد كانت تلك العادات والتقاليد جزءًا من هويتهم.
  • الفقر والحالة الاقتصادية السيئة، إذ تبيع الأسر الفقيرة أطفالها لكسب المال أو لتسوية الديون، وبالتالي فإن زواج الأطفال يعزز الفقر؛ وذلك لأنه لا يضمن حق التعليم للفتيات اللآتي يتزوجن في سن مبكر، وبالتالي لن يشاركن في القوة العاملة.
  • الحروب والصراعات، إذ تصبح الفتيات والأطفال في أوقات الحروب والصراعات أكثر عرضة للزواج؛ لأن النزوح والعنف والظروف القاسية تدفع الآباء لتزويج بناتهم لحمايتهن من العنف والظروف السيئة التي قد تصيهم، وكذلك لتخفيف العبء المادي.
  • التجارة بالبشر، إذ تميل بعض الأسر الفقيرة إلى بيع بناتها ليس للزواج فحسب وكذلك لبيوت الدعارة، مما يتيح لهم الحصول على مبالغ مالية كبيرة. [٣]


الآثار المترتبة على الزواج المبكر

توجد العديد من الآثار العائدة على الفتيات المتزوجات مبكرًا منها:[٤]

  • الفشل المحتم؛ وذلك بسبب عدم النضوج الفكري والثقافي لكلا الزوجين وعجزهما عن تحمل المسؤوليات الأسرية كما يجب.
  • الفقر؛ نتيجة قلة فرص حصول الفتاة على التعليم والفرص الاقتصادية، وبالتالي من المحتمل أن تعيش مع عائلتها بفقر.
  • الحدّ من إمكانيات الفتيات من مساهمتهنَّ والمشاركة بالنمو والاستقرار والتحول.
  • حرمان الفتيات من حقوقهنَّ الأساسيّة في التعليم والصحة والسلامة.
  • هضم واضح لحقوق المرأة في اختيار شريك حياتها، وشعورها اللاحق وفهمها بأن الزواج كان قسريًا، فتسعى إلى التخلص من زوجها وقد يصل الأمر إلى ارتكاب جرائم كبيرة.
  • تكون الفتاة غير جاهزة بدنيًا أو عاطفيًا للزواج.[٥]
  • إصابة الفتيات بأمرض مثل سرطان عنق الرحم، والالتهابات المنقولة جنسيًا، وكذلك مرض نقص المناعة المكتسبة، الفايروسات، والكلاميديا، والإكتئاب، بالإضافة إلى أن الحمل المبكر يعرّض الفتيات للخطر؛ نظرًا لأن حوض الفتاة يكون صغيرًا، فهي غير قادرة على الحمل مما يعرضها للموت، وكذلك يمكن أن يكون الموت بسبب سوء التغذية.[٦]


الحدّ من الزواج المبكر

لقد أدركنا في ما مضى أن إنهاء زواج الأطفال يترتب عليه معالجة العديد من التحديات التي تعد من الإنتهاك الحقوقي للأطفال؛ مثل عدم المساواة بين الجنسين والفقر ونقص التعليم، وترى اليونسيف وجوب إنهاء زواج الأطفال؛ وذلك لتمكين الفتيات ودعم رفاهيتهنَّ، كما ويجب معالجة هذا الانتهاك الحقوقي من خلال التركيز على الفتيات الأكثر عرضة لخطر الزواج المبكر من خلال إبراز حقهن في التعليم، بالإضافة إلى تعزيز دورهنّ في المجتمع، وقد اتخذت عدّة بلدان إجراءات للحدّ من الزواج المبكر للأطفال مثل أرمينياء والبوسنة والهرسك، أذربيجان، بلغاريا، ومقدونيا وغيرها من الدول، ومن هذه الإجراءات؛ دعم الخط الساخن لتقديم الدعم المباشر للفتيات، ووضع برامج تعتمد على أدلة قوية متخذة من آراء الفتيان والفتيات المهمشين؛ وذلك لتعزيز النظم التي تحمي الأطفال من الزواج المبكر، وقد يجري العمل على النحو الآتي:[٧][٨]

  • دعم الفتيات وتنمية مشاركتهنَّ.
  • تعزيز النظم القانونية لحماية حقوق الفتيان والفتيات، بالإضافة إلى إجراء عدّة بحوث متطورة لبناء أدلة قوية وراسخة للدعوة والسياسات.
  • تعزيز الخدمات لمساعدة الأطفال المعرضين لخطر الزواج المبكر.
  • زيادة الوعي بضرورة تغير التوقعات الاجتماعية للفتيات اللاتي تهضم حقوقهن.
  • تحديد أسباب زواج الأطفال وتطوير آليات للحدّ منه.
  • في جمهورية مقدونيا قُدّم برنامج "تمكين أطفال روما وعائلاتهم لممارسة حقوقهم".
  • في بلغاريا استفادت مراكز الأسر من الأبحاث التي تقدمها اليونسف حول أسباب زواج الأطفال والآثار المترتبة عليه؛ وذلك لإنشاء برامج عدّة للحدّ منه والتوعية بحصول الفتيات على حقهنَّ في التعليم.
  • يتعين على الحكومات تحديد السن القانوني للزواج إلى 18 عامًا لكلا الجنسين، وذلك لحماية الأطفال من الزواج المبكر.
  • يتوجب على الحكومات توفير خدمات الصحة الجنسية والإنجابية للشباب؛ وذلك للحدّ من حمل المراهقات.
  • تثقيف الأطفال والمراهقين بالزواج المبكر؛ لتمكينهم من مواجهة مشكلة الزواج المبكر، بالإضافة إلى منحهم جميع السبل التي يحتاجونها لإحداث تغير في حياتهم.

وتعد بنغلاديش من أكثر الدول التي يعد زواج الأطفال فيها أمرًا أساسيًا، وقد طبّقت برامج للحدّ من زواج الأطفال، وهي تقديم الدعم التربوي للأطفال خاصة للفتيات، وكذلك التوعية بحقوق الفتيات والأطفال، وقد ظهرت نتائج إيجابية لتلك البرامج، إذ قللت من ظاهرة زواج الأطفال بصورة ملحوظة، وقد شارك في تلك البرامج أعداد كبيرة من الأطفال، وفي نهاية الأمر بينت الدراسات أن الحدّ من زواج الأطفال وانتشاره من الممكن أن يحدث بفترة زمنية قصيرة، وذلك من خلال التعاون مع المجتمع المحلي في تطبيق البرامج التي من شأنها الحدّ من زواج الأطفال.[٩]


المراجع

  1. "The Facts on Child Marriage", iwhc, Retrieved 2019-10-11. Edited.
  2. "WHY DOES CHILD MARRIAGE HAPPEN?", girlsnotbrides, Retrieved 2019-10-11. Edited.
  3. "Child Marrriage Facts, Causes and Consequences", thoughtco,2019-8-8، Retrieved 2019-10-10. Edited.
  4. "Disadvantages Of Early Marriage.", gistmania,2011-4-7، Retrieved 2019-10-12. Edited.
  5. "WHAT IS THE IMPACT OF CHILD MARRIAGE?", girlsnotbrides, Retrieved 2019-10-12. Edited.
  6. "What are the disadvantages of child marriage?", quora,2019-5-8، Retrieved 2019-10-11. Edited.
  7. [https://www.unicef.org/eca/what-we-do/child-marriage "Preventing child marriage"], unicef, Retrieved 2019-10-12. Edited.
  8. "HOW TO STEP UP FIGHT AGAINST CHILD MARRIAGE", plan-international,2018-5-2، Retrieved 2019-10-12. Edited.
  9. "Skills-Building Programs to Reduce Child Marriage in Bangladesh: A Randomized Controlled Trial.", ncbi.nlm.nih,2018-5-13، Retrieved 2019-10-12. Edited.

فيديو ذو صلة :