محتويات
الفاتيكان
الفاتيكان هي أصغر دولة مستقلة في العالم، كما أنها مقرّ القيادة الروحية للكنيسة الكاثولوكية الرومانية الواقعة على الضفة الغربية لنهر التيبر، تُحاط الفاتيكان بروما، وفيها العديد من المباني الفخمة على الرغم من صغر مساحتها الجغرافية، ويتكوّن معظم سكانها من الراهبات والكهنة من جنسيات مختلفة، ويمكن العثور على العديد من المباني الأثرية في مدينة الفاتيكان، بما في ذلك متحف الفاتيكان وبيت المعارض الفنية وكنيسة القديس بطرس وتتميز متاحفها باحتوائها على أشهر اللوحات والمنحوتات في العالم، كما تعدّ كاتدرائية القديس بطرس موقعًا للحج يأيتها الحجاج من جميع أنحاء العالم، وفد استقلت في 11 شباط 1929 ميلادي وحصلت على السيادة الكاملة على أراضيها.[١]
تاريخ الفاتيكان
بدأ تاريخ الفاتيكان كمقرّ للكنيسة الكاثولوكية؛ وذلك ببناء كاتدرائية فوق قبر القديس بطرس في روما في القرن الرابع الميلادي، وتطوّرت المنطقة إلى موقع حج وأصبحت منطقة تجارية أيضًا، في عام 1309 ميلادي تم التخلّي عنها بعد انتقال المحكمة الباباوية إلى فرنسا، ومع ذلك عادت الكنيسة عام 1377 ميلادي وأقيمت آنذاك العديد من المعالم الشهيرة؛ كالقصر الرسولي وكنيسة السيستين وكنيسة القديس بطرس الجديدة، وقد تأسست مدينة الفاتيكان في شكلها الحالي كدولة ذات سيادة بتوقيع معاهدة لاتران عام 1929 ميلادي، ويمكن اختصار الجدول الزمني لتاريخ الفاتيكان كما يلي:[٢]
- عام 313 ميلادي بعد اعتناق المسيحية بدأ الإمبراطور قسطنطين الأول ببناء كاتدرائية فوق قبر القديس بطرس.
- عام 846 ميلادي دمرّ هجوم للقراصنة كاتدرائية القديس بطرس، وبعدها أمر البابا ليو الرابع ببناء جدار لحماية الكاتدرائية المقدسة والمقدسات المرتبطة بها، وانتهى بناء الجدار عام 852 ميلادي وتم توسيع وتعديل الجدار باستمرار حتى عهد البابا أوربان الثامن.
- بنى البابا سيماشوس مسكنًا مجاورًا لسانت بيتر فيها في أوائل القرن السادس.
- عام 1309 ميلادي حُوّلت المحكمة البابوية إلى فرنسا وتم التخلّي عن روما وسانت بيتر لأكثر من قرن، ومع ذلك عاد الباباوات إلى روما عام 1377 ميلادي، وطُرحت إمكانية إعادة بناء سانت بيتر بالكامل لأول مرة في منتصف القرن الخامس عشر.
- بين عام 1471 و1492 ميلادي بدأ البابا سيكستون الرابع ببناء كنيسة صغيرة تدعى سيستينا، وهي التي تسمى كنيسة سيستين اليوم، وقد زُيّنت جدرانها بلوحات فناني عصر النهضة البارزين وافتتحت عام 1483 ميلادي
- عام 1503 وبعد أن أصبح يوليوس الثاني بابا الفاتيكان بدأ بهدم الكاتدرائية القسطنطينية، وبدأ العمل على سانت بيتر الجديدة وبنى فناء بلفيدير الشهير واستدعى رافاييل ومايكل أنجلو إلى روما للعمل على اللوحات الجدارية للشقق البابوية وكنيسة سيستين، واستمر العمل طوال قرن، كما تم التخطيط وبناء كنيسة القديس بطرس من قبل مايكل أنجلو في منتصف القرن السادس عشر.
جغرافية الفاتيكان
تبلغ مساحة الفاتيكان 0.44 كيلومتر مربع، وتبلغ أعلى نقطة فيها 75 مترًا فوق سطح البحر وأدنى نقطة 19 مترًا تحت سطح البحر، وهي من المناطق المبنية على تلّة طفيفة الارتفاع، فاختلاف الارتفاعات في جميع أنحائها أقل من 60 مترًا، وحدودها البرية مع إيطاليا تبلغ 3.2 كيلومتر، وليس لها حدود بحرية أيّ أنها عبارة عن جيب غير ساحلي مُحاط بمدينة روما بالكامل، وتقع الفاتيكان في منطقة حضرية غير ساحلية على الضفة الغربية لنهر التيبر، كما تتميز الفاتيكان بعدم وجود أيّ بحيرات أو صحارى فيها، بينما يتدفق فيها نهر التيبر بالقرب من الكرسي الرسولي، كما لا يوجد فيها أية تضاريس مسطحة أو منحدرة، ولا تحتوي على جبال أوبراكين أو كهوف أو أخاديد أو هضاب أو تكوينات صخرية، وتتمتع الفاتيكان بمناخ معتدل، ويبلغ متوسط هطول الأمطار فيها 50 سم في السنة، كما يبلغ متوسط درجات الحرارة فيها في شهر يناير حوالي 7 درجات مئوية، و24 درجة مئوية في شهر يوليو.[٣]
اقتصاد الفاتيكان
يُقدّم الدعم المالي للفاتيكان من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك الاستثمارات والدخل العقاري وتبرعات الأفراد الكاثوليك والأبرشيات والمؤسسات، وتموّل هذه المصادر الفاتيكان بما فيها من البعثات الدبلوماسية ووسائل الإعلام، كما تُجمع بعض الأموال من التبرعات المباشرة إلى صندوق غير متعلّق بالميزانية يستخدمه البابا للأعمال الخيرية والإغاثة وحالات الكوارث ومساعدة الكنائس النامية، وتشمل ميزانيتها المنفصلة على متاحف الفاتيكان ومكاتب البريد، وتُدعم ماليًا من بيع الطوابع والعملات المعدنية والميداليات والتذكارات السياحية ورسوم دخول الأماكن السياحية.
ومع ذلك تعاني الفاتيكان من عجز في ميزانيتها لعام 2011 ميلادي البالغ 20 مليون دولار، ولكنها حققت فائضًا متواضعًا عام 2012 ميلادي قبل تسجيل عجز قدره 32 مليون دولار في عام 2013 ميلادي مدفوعًا في المقام الأول بانخفاض قيمة الذهب، وفي عام 2014 ميلادي أنشأ البابا فرانسيس اقتصادًا للإشراف على العمليات المالية والإدارية للكرسي الرسولي كجزء من حملة أوسع لإصلاح الوضع المالي للكرسي الرسولي أو مدينة الفاتيكان.[٤]
عدد سكان الفاتيكان
بلغ عدد سكان الفاتيكان عام 2019 ميلادي 799 نسمة، وأكثر من 450 شخصًا من بينهم هم مواطنين، في حين أن البقية لديهم إذن إقامة مؤقت أو دائم، ويعيش المواطنون فيها إما داخل أسوارها أو يخدمون في الخدمة الدبلوماسية للكرسي الرسولي في السفارات حول العالم، ويتألف سكان الفاتيكان من رجال دين يعمل معظمهم في خدمة الكرسي الرسولي وعدد قليل جدًا من مسؤولي الدولة والحرس السويسري، وتعيش بقية القوى العاملة في الفاتيكان خارجها وهم مواطنون من إيطاليا أو دول أخرى، كما أن جميع المواطنين ودور العبادة الموجودة فيها من الكاثوليك، ويتحدّث سكان الفاتيكان بشكل رئيسي اللغة الإيطالية واللغة الفرنسية بالإضافة إلى الإنجليزية والإسبانية والألمانية، ولا توجد لغة رسمية بعد.[١]
السياسة في الفاتيكان
الفاتيكان دولة ملكية كهنوتية أيّ أن البابا هو الملك مع كبار أعضاء هرمية الكنيسة المعنيين من قبل البابا، وينتخب البابا نفسه من بين المرشحين في جميع أنحاء العالم من قبل 120 عضوًا في كلية الكرادلة وهو رئيس الدولة ورئيس الكنيسة، ويتمتع البابا بسلطة تنفيذية وتشريعية وقضائية عليا على دولة الفاتيكان والكنيسة الكاثولوكية الرومانية العالمية، والكرسي الرسولي مُعترف به بموجب القانون الدولي ويدخل في اتفاقيات دولية معينة، ولكنه ليس دولة مدنية تعمل بموجب القوانين المدنية، بل له ملكية مطلقة تسيطر على الكنيسة الكاثولوكية الرومانية تحكم وفقًا للدستور الرسولي لعام 1967 ميلادي.
رئيس الحكومة هو الكاردينال أو رئيس الأساقفة الذي يمنح البابا تعيينه وسلطته، وهو وزير الخارجية ويرأس اللجنة البابوية أو الحكومة، تأسس النظام القانوني الذي يحكم شؤون الكنيسة في القانون الكنسي، ولكن المسائل القضائية خارج الكنيسة يتم التعامل معها من قبل القضاء الإيطالي في روما، ولا توجد أحزاب سياسية في البلاد، ولكن جميع الكرادلة الذين هم تحت سنّ 80 عامًا لهم حقّ التصويت في القضايا الانتخابية داخل الكنيسة، ولا يوجد لدى الفاتيكان سلاح عسكري، وتتحمّل إيطاليا مسؤولية الدفاع، والكرسي الرسولي هو عضو في العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية، وله صفة مراقب دائم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك ومكاتب جنيف.[٥]
الثقافة في الفاتيكان
تراجعت الحياة الثقافية في الفاتيكان في عصر النهضة عندما كان الباباوات من أبرز رعاة الفن في إيطاليا، ومع ذلك تجذب متاحف ومعارض الفاتيكان واللوحات الجدارية التي رسمها مايكل أنجلو في كنيسة سيستين وغيرها من المعالم الثقافة والفنية عيون النقاد والسياح من جميع أنحاء العالم، كما تحتوي مكتبة الفاتيكان الرسولية على مجموعة ضخمة من الكتب التي لا تقدّر بثمن، إذ تضم حوالي 150,000 مخطوطة و1.6 مليون كتاب مطبوع، ويعود الكثير منها إلى عصور ما قبل المسيحية، كما ينشر الفاتيكان صحيفته اليومية المؤثرة، ويمكن لصحافته أن تطبع الكتب والكتيبات بأي لغة من اللغات الثلاثين من الكنيسة الجورجية والكنسية القديمة إلى التاميل الهندية، ومن الجدير بالذكر أن الفاتيكان أنتج عام 1983 ميلادي برامجه التلفزيونية الخاصة، ويُسمع البث الإذاعي لها في حوالي 40 لغة بأجزاء كثيرة من العالم، كما اختيرت مدينة الفاتيكان كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 1984 ميلادي.[٦]
السياحة في الفاتيكان
تجذب مدينة الفاتيكان الكثير من السياح سنويًا يأتي بعضهم لأسباب دينية وبعضهم الآخر لمشاهدة المواقع الثقافية، كما أنها تعد موقعًا للحج وخصوصًا في عيد الفصح وعيد الميلاد، ويأتي الكثير من السياح في فترات الأحداث الهامة كانتخاب البابا أو جنازته أو إعلان السنة المقدسة، بالإضافة إلى ذلك توجد العديد من الأشياء التي يمكن رؤيتها في الفاتيكان مثل؛ كنيسة سيستين وكنيسة القديس بطرس وبعض المتاحف العالمية التي توجد فيها أعمال أشهر الفنانين مثل مايكل أنجلو، كما يمكن رؤية حدائق الفاتيكان الغريبة التي تطلّ على كنيسة القديس بطرس والقصر الرسولي، وعلى الرغم من أنه لا توجد أرقام محددة للسياح الذين يزورون الفاتيكان سنويًا، ولكن توجد حوالي 4.3 مليون سائح زاروا متاحف الفاتيكان في عام 2007 ميلادي، وفي عام 2011 ميلادي زارها حوالي 5 ملايين سائح، كما أنه في موسم الذروة يزور كنيسة سيستين لوحدها 30,000 سائح، وتُدخل السياحة إلى مدينة الفاتيكان عائدًا ماديًا جيدًا، فتشير الأرقام إلى أن رسوم المتاحف تولّد حوالي 80 مليون يورو كلّ عام، وتكسب المدينة حوالي 20 مليون يورو من بيع الهدايا التذكارية للسياح.[٧]
أسباب استقلال مدينة الفاتيكان
يعود السبب في استقلال الفاتيكان واعتبارها دولة مستقلّة ذات سيادة لأنها تعدّ جزءًا صغيرًا عند مقارنتها بالولايات الباباوية الواسعة في وسط إيطاليا التي خسرتها الكنيسة عندما احتلتها القوات التي وحدت إيطاليا في منتصف القرن التاسع عشر، ونتيجةً لذلك حبس الباباوات أنفسهم داخل الكرسي الرسولي ولم يرغبوا بمغادرته حتى عام 1929 ميلادي وسمي الباباوات آنذاك بسجناء الفاتيكان، وقد غادر الباباوات الفاتيكان في عام 1929 ميلادي بعد أن تفاوضت الحكومة الفاشية الإيطالية على إبرام اتفاقية لاتران التي أدت إلى تأسيس دولة الفاتيكان كدولة مستقلة ذات قيادة.[٨]
معلومات عن الفاتيكان
تثير مدينة الفاتيكان فضول الكثير من الأشخاص وتوجد العديد من المعلومات والحقائق المثيرة للاهتمام عنها:[٩]
- الفاتيكان هي دولة داخل مدينة، وهي دولة مستقلة وذات سيادة، لكنها تقع داخل مدينة روما الإيطالية.
- مدينة الفاتيكان هي عبارة عن تلّ مُحاط بسور.
- عدد سكان الفاتيكان أقل عدد سكان في العالم.
- لدى مدينة الفاتيكان أكبر مكتبة في العالم.
- البابا هو ملك الفاتيكان.
- البابا الأول للفاتيكان كان غير إيطالي، وكان اسمه يوحنا بولس الثاني.
- تعد الفاتيكان الدولة ذات الطابع الأكثر عسكرية في العالم.
المراجع
- ^ أ ب "VATICAN CITY POPULATION 2019", pope2you, Retrieved 14-5-2020. Edited.
- ↑ "Vatican: The history", gulfnews, Retrieved 14-5-2020. Edited.
- ↑ "Vatican City", nationsencyclopedia, Retrieved 14-5-2020. Edited.
- ↑ "Holy See (Vatican City) Economy 2020", theodora, Retrieved 14-5-2020. Edited.
- ↑ "Vatican City - Politics, government, and taxation", nationsencyclopedia, Retrieved 14-5-2020. Edited.
- ↑ "Vatican City", britannica, Retrieved 14-5-2020. Edited.
- ↑ "HOW MUCH DOES THE VATICAN MAKE FROM TOURISM?", pope2you, Retrieved 14-5-2020. Edited.
- ↑ "Vatican country profile", bbc, Retrieved 15-5-2020. Edited.
- ↑ "Interesting Facts About Vatican City That Will Blow Your Mind!", karolinapatryk, Retrieved 14-5-2020. Edited.