دمياط: تاريخها واقتصادها

دمياط: تاريخها واقتصادها
دمياط: تاريخها واقتصادها

مدينة دمياط

تعدّ مدينة دمياط من أجمل المدن في مدينة مصر، وهي عاصمة مدينة دمياط، تقع شمال الدلتا وتمتد مزارع وسهول دلتا النهر على الساحل، وتتميز بالسواحل المطلة على النهر وطقسها المعتدل والهواء العذب، والذي بدوره ينعكس على السكان، إذ يمتلؤون طاقة ونشاطًا وحبًا للعمل والإنتاج، ويعد ميناء دمياط من أهم الموانئ، إذ يستقبل السفن، وتكثر فيه حركة التجارة والبضائع، وتتميز المدينة بكثرة المزارع وأشجارالجوافة والبطيخ والنخيل التي تغطي الساحل من الشرق إلى الغرب، وصدّرت المدينة النخيل إلى عدة دول، مثل؛ الصين واليونان[١]، وقد عُرفت دمياط في العصور الرومانية والإغريقية باسم تامياتس، وكانت تعرف أيضًا تاميات وتامياتىوقد وتعني مدينة الإله، ويعتقد العالم نرتيه أن البلدة التي ذُكر اسمها وهو دماطى كانت لمدينة مصرية تقع على الساحل الفلسطيني، وقد سميت تامييت، والتي تقع عند مصب نهر النيل، ويقصد بدمط القدرة على الجمع بين الماء المالح والعذب .[٢]


الثروة الأثرية في مدينة دمياط

تتميز مدينة دمياط بالثروة الأثرية الموجودة فيها، وتنتشر على ربوعها العديد من التلال الأثرية، وخاصةً في منطقة بحيرة المنزلة، وتدل الشواهد الأثرية على غنى المنطقة أثريًا، وفي الآونة الأخيرة أخرجت هيئة الآثار مجموعة كبيرة من الآثار الموجودة في البحر المتوسط، وتوجد العديد من الآثار والمعالم الأثرية في دمياط التي ترجع إلى العصر الإسلامي والقبطي والروماني، وقد افتُتحت ثلاثة مساجد، إذ جرى إصلاحها وترميمها؛ وهي جامع الحديدي ومسجد المعينى ومسجد عمرو بن العاص.[٢]


تاريخ مدينة دمياط

تشير دراسات المؤرخين والآثار الموجودة في الجهة البحريّة أن مناطق الساحل كانت مجزأة إلى عشرين مقاطعة والتي كانت دمياط المقاطعة السابعة عشر منها، وقد عرفت آنذاك باسم تامحيت والتي تعني بلد الشمال، وبعدها عرفت باسم تم أتي والتي تعني مدينة المياه أو مدينة مجرى الماء، وقد وقعت المدينة تحت النفوذ الإغريقي مع مجموعة من المدن المصريّة الأخرى وذلك عام 332 قبل الميلاد بعد فتح الإسكندر الأكبر البلاد، ثمّ حكمت من قبل البطالمة واستمرت في حكمها حتى حلول عام 30 قبل الميلاد، إذ تمّ احتلالها من قبل الجمهوريّة الرومانيّة، وقد شهدت هذه الفترة تحسن العلاقات التجاريّة والثقافيّة بين المدينة وشعب اليونان مما نتج عنه قدوم مجموعة كبيرة من العلماء والسياح والكتاب لدراسة التاريخ المصري والآثار الموجودة فيها، وبقيت البلاد تحت حكم الإغريق قرابة الثلاثة قرون، وفي فترة الحكم الروماني وبسبب زيادة عبئ الضرائب على كاهل السكان أدى إلى نشوب الثورات ضدهم وفي عهد الإمبراطور قسطنطين عام 325 للميلاد دخلت المسيحيّة للبلاد وانتشر بناء الكنائس في دمياط، كما كان لها أسقفية كبيرة ممثلة من قبل المؤتمرات الدينيّة العالميّة وعرفت المدينة وقتها باسم تاميات والتي تعني الأرض الشماليّة التي تنتج الكتان، وفي بداية القرن السابع للميلاد أصبحت دمياط أحد الولايات العربيّة الواقعة تحت الحكم العربي وانتشر فيها الإسلام وتعلم سكانها اللغة العربيّة، وبعدها تعرضت المدينة لغارة من الروم عام 709 للميلاد وغارة أخرى كانت في عام 728 للميلاد ولكن هذه الغارات فشلت، وفي عهد الخليفة العباسي أبو الفضل جعفر المتوكل غزا الروم البلاد من جهة البحر إلى دمياط وقتلو سكانها وحرقو مسجدها والمنبر وأسروا عددًا كبيرًا من نسائها، وتوالت الأحداث عليها إلى أن أصبحت في عام 1954 للميلاد أحد مديريات البلاد وتحوّلت إلى محافظة بعد اندلاع ثورة يوليو عام 1960 للميلاد[٣].


اقتصاد مدينة دمياط

تتميز مدينة دمياط بموقعها الاستراتيجي والطقس المعتدل طوال السنة، مما زاد النشاط الاقتصادي في مدينة دمياط، ويساهم النشاط الاقتصادي في مدينة دمياط في تحسين عملية التنمية، إذ تعتمد دمياط في اقتصادها على الصناعات والأعمال الحرفية والسياحة والتجارة وصيد الأسماك، ويقوم النشاط الاقتصادي على مجموعة من الركائز وهي:[٤][١]

  • توفّر الأيدي العاملة الماهرة للعمل في العديد من الصناعات، مثل: صيد الأسماك والحلويات والألبان والأثاث.
  • توفر حقول الغاز في مدينة دمياط، وبالتالي توفر الوقود المستقبلي للمدينة.
  • تقع دمياط على البحر الأبيض المتوسط، ويمر فرع لنهر النيل منها، وذلك يعطيها فرصة في التميز باصطياد الأسماك، ويساعد وقوعها على البحر الأبيض المتوسط في قدرتها على التميز في مجال السياحة.
  • وجود طرق برية تنتشر في جميع أنحاء المدينة، ويمر فيها الطريق الدولي الساحلي والذي يربط الشرق بالغرب.
  • ساعد وجود ميناء دمياط في ازدياد حركة الاستيراد والتصدير، وازدياد حركة نقل البضائع خلال الميناء، إذ كانت المراكب التي تأتي إلى ميناء دمياط محملة بالأرز والأخشاب ترجع محملة بالمنسوجات، وتوجد شركة دمياط للنسيج والغزل.
  • توفر أراضي واسعة لإقامة المشاريع على طريق دمياط.
  • تشتهر دمياط ومنذ القدم بصناعة المنسوجات، وذلك لمهارة سكانها في صناعة المنسوجات ولقربها من المناطق المخصصة لزراعة العديد من أنواع الكتان والقطن، كما كانت كسوة الكعبة تصنع في مدينة دمياط سنويًا وتنقل في موكب كبير إلى الأراضي الحجازية.
  • يعتمد النشاط الاقتصادي بشكل رئيسي على الموارد البشرية، وتقدم الدولة الدعم من خلال تقديم القروض وتوفير مستلزمات الإنتاج.


المعالم في مدينة دمياط

من أبرز المعالم الأثريّة والتاريخيّة الموجودة في مدينة دمياط والتي تكسبها قيمة ثقافيّة ودينية ما يلي[٥]:

  • مسجد البحر: يقع هذا المسجد على ضفة النيل الشرقيّة، وقد جُدّد لأول مرة عام 1610 للميلاد وكان ذلك في عهد حكم الدولة العثمانيّة، وأهم ما يميّز هذا المسجد طرازه المعماري الأندلسي الذي يتمثل بالنقوش الإسلاميّة على جدرانه، ويمتلك خمس قباب ومأذنتين ويتبع له مكتبة ثقافيّة ودينية.
  • زاوية الرضوانيّة: وهو أحد مساجد المدينة الأثريّة والتي يعود تاريخ تشييدها إلى عام 1640 للميلاد، وأهم ما يميّز هذه الزاوية احتوائها على عدد من الساحات المتقابلة والقسم الشرقي والغربي منها مغطى بسقف خشبي ذو زخارف ونقوش، أما القبة فهي مدعمة على أربعة أعمدة وترتفع مسافة 20 مترًا، ويشار إلى أنّ تصميمها كان على الطراز المعماري المملوكي.
  • قبة الأنصاري: توجد هذه القبة على الجزء الباقي من زاوية الأنصاري والمتمثل في حجرة والموجود في منطقة فارسكور والتي تعود بتاريخها إلى العصر العثماني، وتتميّز هذه القبة باحتوائها على مقصورة مصنوعة من الخشب المخروط المطعم.
  • مسجد وضريح شطا: وهو واحد من أقدم المزارات الدينيّة الموجودة في المدينة وتحديدًا في عزبة شطا الواقعة على بحيرة المنزلة، وقد أقيم هذا المسجد في قرية شطا المسماة نسبة إلى الشيخ شطا الذي قتل في هذه المنطقة على يد الهاموك عام 642 للميلاد في فترة الفتوحات العربيّة الإسلاميّة.
  • طابية عرابي: توجد هذه الطابية في عزبة البرج وتعود بتاريخ بنائها إلى القرن الثامن عشر للميلاد وهي بمثابة حصن حربي كان الهدف من إقامته حماية مصر والمدينة من هجمات الغزاة القادمة من جهة البحر، ويتألف هذا الحصن من سور وعدد من أبراج المراقبة ومجموعة من ثكنات الجنود العسكريّة ومسجد صغير.
  • منطقة تل آثار البراشية: تقع هذه المنطقة في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة من مدينة فارسكور والتي عثر فيها على حمام روماني هو الفريد من نوعه في منطقة شرق الدلتا بأسرها كما تضم خزان سفلي للمياه يمتد منها مجموعة من خطوط الصرف الصحي، كما وجدت منطقة سكنيّة مجاورة لهذا الحمام تضم عدد من الأسواق ومصانع العصير واستخراج زيت الزيتون، ويضاف لذلك العثور على مقبرة تعود بتاريخها إلى العصر الروماني والقبطي.


المراجع

  1. ^ أ ب "دمياط"، domyat، اطّلع عليه بتاريخ 19/8/2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "دمياط المدينة "، archive، اطّلع عليه بتاريخ 19/8/2019. بتصرّف.
  3. "دمياط"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 5-10-2019. بتصرّف.
  4. "النشاط الإقتصادى فى دمياط"، dmiat، اطّلع عليه بتاريخ 20/8/2019. بتصرّف.
  5. "اعرف بلدك.. تعرف على أفضل الأماكن السياحية في دمياط"، albawabhnews، 17-1-2018، اطّلع عليه بتاريخ 5-10-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :