جزيرة جيجو الكورية

جزيرة جيجو الكورية
جزيرة جيجو الكورية

جزيرة جيجو

تقع جزيرة جيجو صاحبة لقب هاواي كوريا في كوريا الجنوبيّة في آسيا الشرقيّة، وتشتهر بكونها معلمًا سياحيًا ثقافيًا جذّابًا، وهي المدينة الأكثر زيارة سنويًا في كوريا الجنوبية بعد العاصمة سيول، اختيرت هذه الجزيرة البركانيّة كواحدة من عجائب الدنيا السبع قبل ثماني سنوات لطبيعتها الخلّابة والفريدة من نوعها، وسُجِّلَت العديد من معالمها الطبيعية كمواقع تراثيّة عالميّة، ويعود السبب في احتوائِها على تلك المعالم إلى طبيعة نشأتها، فحدث قبل مليوني عام انفجارٌ بركانيٌّ عظيمٌ أدّى إلى تكوين هذه العروس البيضاء في وسط المحيط الهادىء ومعالمها السياحيّة مثل الجبال البركانيّة الأعلى ارتفاعًا في كوريا الجنوبيّة، الفوهات الجبليّة، الكهوف البركانيّة، الشّلالات المعدنيّة والشُعُب المُرجانيّة الجميلة.[١]


تاريخ جيجو

تروي أراضي جيجو المُلَطّخة بالدّماءِ قديمًا صراعات وتاريخ عميق يخالف حاضرها المسالم وشعابها المرجانيّة المُتلَألئة، وقد أدّت الصّراعات السياسيّة القديمة بين قوّات الحُلفاء ودول المحور في الحرب العالميّة الثانية إلى انفصال الكوريتين الشماليّة التابعة للنظام الشيوعي عن كوريا الجنوبيّة التّابعة للنّظامِ الرأسماليّ في مُنتصف الخمسينات، وأدّت إلى حوادث أليمة ما زالت راسخة في ماضي جيجو وقلوب مواطنيها، وتُعَدُّ أكبرُها الثورة المحليّة الانتخابيّة التي كانت اعتراضًا على الرّئيس الجديد لكوريا الجنوبيّة، نتَجَ عنها مقتل أكثر من خمسةٍ وعشرين ألف مواطنٍ من المحليين في جيجو، فَبُنِيَت المُعسكراتُ الأمريكيّة في أراضي جيجو للدّفاعِ عن حليفتها كوريا الجنوبيّة من الدّول المجاورة، مما أدّى إلى تَغيُّرِ التَّركيزِ الاقتصاديّ من الزّراعة وصيد الأسماك إلى الخدماتِ المُتعلِّقةِ بالمراكزِ العسكريّة وخدمات السُيّاح.[٢]


الطعام والثقافة الكوريّة في جيجو

تَتميّز كوريا الجنوبيّة بالطعام البحري حار المذاق المُعَدّ من مكونات طبيعيّة محليّة وصناعات عالية الجودة، بالإضافة إلى ثقافتها المُميّزة مثل لغتها العريقة "الهانغول" ولباسها التَقليديّ المُسَمّى "هانبوك" وطبيعة جيجو الساحليّة والبركانيّة، يُمكن الاستمتاع بالعديد من الأطباق والعادات والتقاليد السّائدة فيها، والتي نذكر منها:[٣][٤]

  • الأكلات المميزة: وأشهرها:
    • جالتشي هوباك جوك: ويعني حساء السمك واليقطين، يُصطاد السّمك لصنع هذا الطّبق في نهاية موسمِ الخريفِ، لذلك يُفضّل تناوله في موسم الشتاء، ويصنع هذا الطبق حارّ المذاق بسلْق اليقطين والفلفل الحار والملفوف والسّمك والثّوم، ويُؤكَل ساخنًا مضافًا إليه مسحوق الفلفل الأحمر الحار، ويُسمَحُ في بعض الأسواق الشعبيّةِ المشاركةُ في صُنع مثل هذا الطبقِ عن طريق شواء السّمك قبل وَضعه في الحساء.
    • أوكدوم جوي: تنحصر صناعة هذا الطبق فقط في جزيرة جيجو لعدم وجود المُكَوِّن الرئيسيّ في أيّ مكان آخر، وهو نوع من أنواع السّمك الموجودِ فقط في ساحلِ جزيرة جيجو، يُجَفَّف تحت أشعةِ الشَّمسِ الحارقةِ ثمّ يُسلَق ويضاف إليه زيت السمسم، يتميز هذا الطبق بقيمته الغذائيّة العاليّة وطعمهِ الفريد من نوعه، ويُحبَّذُ تناوله من قبل المرضى أو الأشخاص المرهقين عمومًا.
    • لحم الخنزير الأسود: يُعَدّ هذا الطبق من أشهر الأطباق وأقدمها تاريخيًّا في جيجو، وذلك لقيام سكان جيجو الأصليين قديمًا برعي الخنازير ذات الشعر الأسود في حظائر منازلهم وتقديمها للضّيوف تقديرًا لهم، يُصنَع هذا الطّبق بشواء لحم الخنزير الأسود باستخدام القشِّ المحروق، مما يمنحهُ الطعم المميز والفريد من نوعه، ويَدَّعي البعض أنَّ لحمهُ طريٌّ ومليئٌ بالعصارة مقارنةً بلحم الخنزير التقليدي.
  • الملابس التقليديّة لسكان جيجو: تُصنع هذه الملابس عن طريق صبغ الزيّ التقليديّ الكوريّ الرسميّ المدعوِّ بالهانبوك بِمُستخلصٍ من فاكهة الكاكا البُنّية، مما يُكسبها نفسَ هذا اللون، كما أنها تَكتسب خاصية فريدة من نوعها بعدم قابليتها للالتصاق بجسم من يرتديها أثناء تعرّقه، وذلك يجعلها ملائمة للارتداء أثناء القيام بالأعمال الشاقة في النهار أو الليل.
  • مستحضرات جيجو التجميليّة: تشتهر كوريا الجنوبيّة باهتمامها بصحة البشرة والشعر وجماليتهما، ويُفضِّل سكَّانُها المكوِّنات الطبيعيةِ بدلًا من الصناعيّة، تُستَخلصُ المواد النقيّة الخام من بيئة جيجو الطبيعية وتدخل في صناعة مستحضرات العناية بالبشرة، فَيُستَخدم الشايُ الأخضرُ المستخلصُ من تربة جيجو المعدنيّة والبركانيّة في صناعة مستحضرات العناية بالبشرة الحساسة، كما تدخل نبتة الكاميليا في صناعة مُرطِّباتِ البشرة والشعر، والغبارُ البركانيُّ في مُقَشِّراتِ البشرة المزيلة للشوائب.


أهم المعالم في جزيرة جيجو

تُعَدُّ جزيرة جيجو مكانًا مثاليًّا للسياحة ولزيارة العديد من المعالم الطبيعيّة؛ بسبب تكوينها البركانيّ الفريد، وتحتوي على مئاتٍ من التشكيلات الطبيعيّة والمعالم السياحيّة التي بُنِيَت بسبب ارتفاع عدد الزوار في كل عام، وبالرغم من أنًّ 70% من السياحة في جيجو محليّة، إلا أنَّه يهبط في مطارها أكثر من 170 طائرة مليئة بالزوار يوميًّا، ومن أشهر هذه الأماكن السياحيّة:[٥]

  • قرية سيونجيب: تُعَدّ هذه القرية مميزة في بنائها، إذ يعيش سكانها في منازل بُنيت قديمًا من جدرانٍ بازلتيّةٍ صلبةٍ متينة التحمل، وغُطِّيت أسقفها بمادة القش، مما يجعل شكلها فريدًا من نوعه، كما يجعلها صديقة للبيئة الخضراء، بالإضافة إلى أنّها تُضفي طابعًا محليًا مميزًا لسكانها ليستمتع السائحُ بالحقولِ الخضراءِ ورؤية هذه البيوت القشيّةِ العجيبة.
  • جبل هالاسان: يَحتوي هذا الكهف على أكبر فُوَّهة بركانيّة في العالم، ويمتاز بجماله الفريد، وطوله الذي يصل إلى أكثر من عشرة كيلومترات، ويعود تاريخُ تَشكُّلهِ بفعل الحمم البركانيّة إلى أكثر من مليوني عام، وهو مكانٌ مناسبٌ لمُحبي الطبيعة والمغامرات، إلا أنَّ الجزيرة لا تسمحُ سوى بزيارة مكان محدد من الكهف يَصلُ طوله إلى كيلومترٍ واحدٍ فقط.
  • شلالات شونجيون: تُعرَف هذه الشلالات باسمها الآخر "بركة إمبراطور الجنّة"، وتعود هذه التسميّة في أصلها إلى الأسطورة الكوريّة التي تتحدث عن كون وظيفة هذه الشلالات بأنها حمام للاستجمام لسبعِ حورياتٍ من جواري الإمبراطور أثناءَ منتصف الليل، وحفرت تماثيل للحوريات على جسر مقّوس يقع فوق هذه البركة.
  • الحديقة النباتيّة: وهي حديقة يوميجي للنباتات الطبيعية، وواحدة من أكبر البيوت الخضراء في آسيا الشرقيّة، تحتوي على أكثر من ألفي صنفٍ من النباتات النادرة المهددة بالانقراض، منها 1700 وردة، ويعني اسمُها "حديقةَ الجنة" نظرًا لاحتوائها على حدائق فرعيّة شاملة للصبار والنباتات الاستوائيّة وغيرها من المزروعات النادرة، فهي تحفةٌ ربانيّة.


المراجع

  1. "Jeju Island", unesco, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  2. Lorraine Murray, "Jeju, South Korea: Island of Peace and of Controversy"، Britannica 24-11-2019. Edited.
  3. "Food, Lodging and Clothing", ijto, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  4. "NATURAL SKINCARE WONDERS FROM JEJU ISLAND", stylestory.com.au 24-11-2019. Edited.
  5. "Travel Information", iccasce, Retrieved 24-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :