الجزائر
تقع الجزائر شمالي إفريقيا من جهة ساحل البحر الأبيض المتوسط والذي يعيش معظم سكان الدولة على امتداد طوله، وتعد غالبية سكانها من المسلمين، كما أن تاريخها وعاداتها وتقاليدها يجعلها تشكل جزءًا كبيرًا من المغرب والعالم العربي ككل، لكن هذا لا يعني أن البلاد لا تحتوي على سكان غير عرب، فيوجد عدد من البربر (الأمازيغ) في المنطقة ومنذ القدم، واحتلت الأجيال العربية الأمازيغية الجزائر، إذ أصبحت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، لكن في عام 1830م، شنت القوات الفرنسية الحرب عليها وتراجع حكم العثمانيين حينها، وتمتد الجزائر في عمق الصحراء من الجهة الجنوبية والتي تشكل أكثر من أربعة أخماس من مساحة الدولة، كما يحيط بها من الجهة الشرقية دولتي تونس وليبيا، ومن الجنوب موريتانيا والنيجر ومالي، ومن الغرب الصحراء الغربية والمغرب، ومن الجهة الشمالية البحر الأبيض المتوسط، وصُنفت الجزائر بأنها عاشر أكبر دولة في العالم، أما بالنسبة للعاصمة فهي الجزائر، وتعد مدينة مزدحمة تحيط بها الأماكن السكنية وناطحات السحاب، وبالنسبة لمناخها تهب فيها الرياح الشديدة لأنها قادمة من الصحراء على شكل عواصف قوية جدًّا، أما الأمطار فهي موزعة على مدار السنة كاملة، وبالنسبة للمناطق الساحلية والجبال الشمالية في الجزائر فمناخها متوسط، إذ أن صيفها دافئ وفصل الشتاء فيها معتدل.[١]
مدينة جيجل
تعرف مدينة جيجل الجزائرية بأنها مدينة عربية ساحلية، إذ تقع على البحر الأبيض المتوسط شرقي الجزائر، تبلغ مساحتها 2577 كيلومترًا مربعًا وذلك حسب إحصاءات عام 2005، ويبلغ عدد سكانها قرابة 110،000 نسمة، تنتمي جيجل إلى مقاطعة جيجل، وتهتم المدينة بصناعة المواد الصلبة ودباغة الجلود ومعالجة وصناعة الفلين، الأمر الذي جعل المنطقة محاطة بشجر الفلين المزروع، بالإضافة اإلى اهتمامها بالزراعة مثل زراعة الحبوب والحمضيات، كما تشتهر بالصيد أيضًا، ويحدها جهة من الشمال البحر المتوسط ومن الجنوب بلدية قاوس، وشرقًا بلدية الأمير عبد القادر، وغربًا بلدية العوانة، واسمها يعمم على الولاية كاملةً، كما أن الموقع الملفت للانتباه في جيجل هو المقابر الفينيقية الموجودة خارج المنطقة، إذ نجت هذه المعالم من الزلازل التي مرّت عليها عبر الزمن، أما عن أصل تسميتها وهو كلمة "إجيلجلي" فيرجح البعض بأنها فينيقية وتعني "شاطئ لدوامة"، بينما يرجح البعض الآخر بأنها أمازيغية وتعني "من ربوة إلى ربوة" أو "من جبل إلى جبل"، وذلك نسبة للسلاسل الجبلية التي تمثل 82٪ من المساحة الكلية للولاية، ويناقش هذا المقال جوانب عديدة تتعلق بمدينة جيجل الجزائرية.[٢][٣]
نشأة مدينة جيجل
يشير المؤرخون إلى أن نشأة هذه المدينة تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد وذلك على يد الفينيقيين، إذ كانت حينها بمثابة مركز تجاري ومرفأ آمن لهم على الساحل الشمالي لغرب المتوسط، وبعد ذلك انتقلت جيجل لتصبح للعرب والرومان، وفي القرن السادس عشر انتقلت الى القرصان خير الدين وبقيت حتى عام 1839م، إذ استولت عليها القوات الفرنسية، ومن ناحية أخرى يمكن الاستدلال على الوجود الفينيقي في المدينة قديمًا وذلك بالنظر إلى قمة صخرية موجودة في الجهة الشمالية الغربية للمدينة تسمى الرابطة، إذ تضم هذه القمة مقبرة تاريخية تحتفظ بعدد كبير من القبور المحفورة في الصخور مما جعلها واحدة من المعالم التاريخية للمدينة.[٤][٥]
المعالم السياحية في مدينة جيجل
من أهم المعالم السياحية في مدينة جيجل ما يلي:
- كورنيش جيجل: تشكل مدينة جيجل بمعالمها السياحية المتنوعة لوحة فنية متكاملة ساهمت في جذب السياح إليها على الدوام، وعلى الرغم من أنها معزولة بعض الشئ إلا أنها متصلة بطرق مع مدينة سطيف وبجاية وقسنطينة، ومن هذه المعالم السياحية كورنيش جيجل، وهو شريط ساحلي يمتد على مسافة تصل إلى 120 كيلومترًا، وينتصب الكورنيش على ضفاف شبه جزيرة جيجل الساحلية التي تطل على البحر الأبيض المتوسط شمالًا الذي يوحد ما بين زرقة البحر وخضرة الطبيعة بمشهد جذّاب للغاية، وعلى الرغم من ارتداء الكورنيش لحلته البهية في جميع الفصول إلا أنه يكون في قمة الروعة بحلول فصل الصيف، وهذا ما يجعل الاستجمام على ضفافه العتيقة أمرًا لا يمكن تفويته.[٦]
- المنار الكبير: يعد شاطئ المنار الكبير الذي يمتد على طول الساحل لأكثر من 120 كم من المعالم السياحية في مدينة جيجل، وعلى الرّغم من كون المنار هيكلًا مهتما بتوجيه البواخر وإعطاء الإشارات للملاحة البحرية إلا أن المنار الكبير في جيجل يعد واحدًا من أهم المعالم السياحية التي يقصدها الزوار من مختلف الجنسيات وخصوصًا في فصل الصيف؛ لاحتوائه على 22 شاطئ استحمام، كما يتميز بالرمال الناعمة الدقيقة، ويعد المنار الوحيد في السواحل الجزائرية الذي يمكنه إرسال إشارات ضوئية باللون الأحمر لتحذير السفن المارة من الصخور والشعاب المرجانية خاصة وقت الغروب، كما أن أغلب محبي التصوير يتواجدون في المنطقة وقت الغروب مما يدل على جمالية المناظر في المنطقة، بالإضافة إلى وجود العديد من المركبات على طول الطريق الذي يربط بين مدينتي جيجل وجاية، لكن تكمن المشكلة في الوصول إلى الشاطئ هو أن الطريق ضيق وليس من السهل أن تمر مركبتين في الوقت ذاته، ويمتلئ الشاطئ بالأصوات والألوان والألعاب الرملية والشاطئية، بالإضافة الى إمكانية جمع الصدف وقنافذ البحر وغيرها.[٧]
- مغارة الكهوف العجيبة: تعد هذه المغارة واحدة من أهم المعالم السياحية في جيجل وقد اكتشفت عام 1917 ميلادي خلال عمليات إنشاء الطريق الوطني الذي يربط ما بين جيجل وبجاية، إذ اضطر عمال الجسور والطرقات إلى ثقب نفق يتوسط كورنيش جيجل على بعد 25 كيلومترًا مما أدى إلى اكتشاف هذه الكهوف، وبفعل تسرب مياه الأمطار المحملة بالكلس والأملاح المعدنية تشكلت داخل هذه الكهوف العديد من الصواعد والنوازل إضافة إلى أشكال أخرى غريبة منها: برج بيزا بإيطاليا، وتمثال الحرية بأمريكا، ومجسّم لسمكة مجمدة، ومجسّم للفظ الجلالة، وآخر لجنين في بطن أمه، وأرجل الجمل الأربعة وغيرها الكثير.[٨]
المراجع
- ↑ "Algeria", britannica, Retrieved 31-20-109. Edited.
- ↑ "Jijel", looklex, Retrieved 31-10-2019. Edited.
- ↑ "JIJEL – A SECLUDED GETAWAY", algeria, Retrieved 31-10-2019. Edited.
- ↑ The Editors of Encyclopaedia Britannica (13-10-2019), "Jijel"، britannica, Retrieved 13-10-2019. Edited.
- ↑ "The paleotsunami evidence at the level of the Rabta marine terrace in the Jijel region (East Algeria)", researchgate,13-10-2019، Retrieved 13-10-2019. Edited.
- ↑ "La corniche de Jijel", dziri-dz, Retrieved 31-10-2019. Edited.
- ↑ By dz breaking (13-10-2019), "The Great Lighthouse Beach in Jijel, first destination of tourists"، dzbreaking, Retrieved 13-10-2019. Edited.
- ↑ "Grotto of Jijel", khadarl3winat,13-10-2019، Retrieved 13-10-2019. Edited.