بحث عن الثورة الجزائرية

الجزائر

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، العبارة التي تعبّر عن دولة الجزائر ونظامها العادل عبر التاريخ الذي أسس بعد اندلاع عدة ثورات شعبية وبعد سقوط الملايين من الشهداء، تقع في الجزء الشمالي من قارة أفريقيا، تحتل مساحة أكثر من مليوني متر مربع، تضم أكثر من 38 مليون نسمة، ينطقون اللغة العربية بسرعة، بجانب بعض المناطق التي تتحدث باللغة الأمازيغية القديمة، وجميع السكان يتقنون اللغة الفرنسية، يعتنقون المذهب السني للديانة الإسلامية.[١] بدأت فرنسا بغزو الجزائر في منتصف عام 1830 م من منطقة سيدي فرج الساحلية داخل العاصمة الجزائر، التي نجحت في الاستيلاء عليها بأشهر معدودة؛ بسبب ضعف الحكم العثماني الذي كان يسيطر عليها، واستمرت فرنسا بالتوسع داخل حدود الدولة لمدة ستة عشر عامًا، لتصبح جميع مناطقها تحت سيطرة الحكومة الفرنسية رسميًا، استمر الجزائريون بمحاربة المحتل والوقوف بوجهة حتى عام 1960 م الذي استعاد به الجزائريون دولتهم من أيدي المحتل.[٢]


أسباب اندلاع الثورة الجزائرية

بدأت الثورة الجزائرية في أعقاب عام 1954 م، وتعددت الأسباب التي أدت إلى اندلاعها، أبرزها متمثل بما يأتي:[٣]

  • فشل المفاوضات السياسية: بعدما فشل رجال السياسية وقادة الحركات التحررية في المفاوضات مع الاحتلال الفرنسي لاستعادة بلادهم، أمروا المواطنين بالتحرك ضد الاحتلال بطريقة مسلحة لاستعادة أراضيهم بالقوة.[٣]
  • فشل الإصلاحات: فشلت محاولة الفرنسيين في إصلاح الظروف المعيشية للجزائريين.[٣]
  • ثورة مايو: التي شرع فيها الجزائريون عام 1945 م، تتلخص أحداثها بتوجيه الفرنسيين السلاح باتجاه المتظاهرين السلميين الذين طالبوا باستقلال بلادهم.[٣]
  • الخلافات الداخلية: التي حدثت بين صفوف حركة انتصار الحريات الديموقراطية التي كادت أن تتحول إلى حرب بين السكان إذا لم تبدأ الثورة، لذلك وجهت أعضائها ومنتسبيها للثورة باتجاه عدو لكي يبقى الهدف واحد.[٣]
  • الظروف الخارجية: بعد سماع الجزائريين عن انهزام فرنسا في الفيتنام، شحن ذلك في أنفسهم الهمم، وعلمهم بالثورات التي اندلعت في الدول المجاورة لهم ضد الاحتلال.[٣]


أهداف الثورة الجزائية

تتلخص أهداف الثورة الجزائرية بما يأتي:[٤]

  • رغبة المواطنين بالحصول على الاستقلال.
  • حلم الجزائريين بالتنقل الآمن في دولتهم.
  • الرغبة برفع الظلم عن الشعب.
  • مواجهة الفساد الإداري الفرنسي والقضاء عليه.
  • توجيه الحركة التحررية لقيادة البلاد والتحكم بها.
  • رغبة القادة في المشاركة بالدول المتحدة للدول الأفريقية الشمالية.
  • تصفية العملاء والقضاء على الفتن بين صفوف الثوريون.


ظروف ما قبل اندلاع الثورة

تتمثل ظروف الجزائر والعالم قبل اندلاع الثورة بما يأتي:[٥]

  • هزيمة الفرنسيين: تعرّض الفرنسيين في ذلك الوقت لعدد كبير من الخسارات في المعارك.
  • استقلال الدول: استقلت الكثير من الدول العربية من الاحتلال المفروض عليها في فترة ما بين الأربعينيات إلى نهاية الخمسينيات.
  • الوعي السياسي: تحوّل المجتمع الجزائري من مجتمع يعاني من الغزو الثقافي من المحتل إلى مجتمعٍ واعٍ بقدرٍ كافٍ عن أهمية الوطن ومكانته، وعن ويلات الاحتلال.
  • حركات التحرر: ظهور عددٍ كبيرٍ من حركات التحرر التي أشرفت على تدريب المواطنين على السلاح وتزويدهم به، وتعليمهم الأسس الرئيسية في الخطط العسكرية.
  • سياسية الاحتلال: وذلك بمنع المواطنين من السفر وتهجير عدد كبير منهم، وعدم السماح لهم بالعودة مرة أخرى، ونشر الفقر، وتردي الأوضاع الاقتصادية للسكان، وسجن السكان على أثر اتهامات باطلة.
  • ظهور الهيئات العالمية: مثل هيئة الأمم المتحدة.


مراحل الثورة الجزائرية

مرت الثورة الفرنسية منذ عام 1954م، حتى عام 1962م، بعدة مراحل متمثلة بما يأتي:[٦]

  • العام الأول: ركزت الحركات التحررية، على توزيع المناشير لرفع وعي المواطنين، ونشر المدربين بين أرجاء الدولة لتدريب المواطنين على السلاح.
  • العام الثاني والثالث: انطلقت أسلحة المقاومين بوجه الاحتلال لاستعادة الوطن، وبنت الحركات التحررية القواعد العسكرية لها في عدد من المدن الجزائرية.
  • العام الرابع والخامس: برزت الردود العنيفة للاحتلال، قتلت خلالها مئات الآلآف من المواطنين، وزجّت عدد كبير منهم في السجون، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، ونشرت المتجسسين بين السكان والثوار.
  • العامين الاخرين: ازدادت أعداد الشهداء لتصل إلى أكثر من مليون شهيد، لكن هذا لم يقلل من عزائم المواطنين، واستمروا بمهاجمة المحتل ومقاتلته ببسالة حتى بدأ تدريجيًا بالخروج من المدن واحدة تلو الأخرى، وشرّعت على أثرها حركات التحرر بحضور المؤتمرات العالمية، والمناسبات الرسمية، وتعيين القادة رسميًا كل منهم على منطقة خاصة به، وتأمين الحماية للمواطنين داخل المناطق المسيطر عليها، حتى وصلوا إلى تحرير جميع أرجاء الجزائر في اليوم الخامس من أيار عام 1962م، وشرّعوا بتأسيس الدولة والتحضير لانتخاب الرئيس، وأعضاء البرلمان الخاصة بهم.


نتائج الثورة الجزائرية

تتلخص نتائج الثورة الجزائرية بما يأتي:[٤]

  • استشهاد أكثر من مليون ونصف شهيد.
  • إقامة حكم ذاتي تحت إدارة جزائرية على أراضي الدولة.
  • المشاركة في المؤتمرات الدولية وعقد الاتفاقيات العالمية.
  • الانتساب في الأمم المتحدة.
  • كتابة دستور وقوانين تنظم الحياة الخاصة بالجزائيين.
  • بناء جيش قوي لحماية وتوفير الأمن للجزائريين.


أبرز الثوار الجزائريين

قاد الثورة الجزائرية عدد من الثوار أبرزهم:[٧]

  • كريم بلقاسم: ثائر مثقف وعسكري شجاع، اتجه إلى القبائل الريفية البعيدة عن العاصمة لتدريبهم على السلاح، وإقامة المعسكرات في الجبال، ووزّعت الحكومة الفرنسية اسمه على كافة الحواجز، واجه العدو بعدد من المعارك التي انتهت بالانتصار.[٧]
  • عميروش آيت حمودة: كان يشغل مهمة توزيع المناشير ورفع الوعي لدى السكان حول الوطن، وويلات الاحتلال، وأهمية الاستقلال، زجّته فرنسا أكثر من مرة داخل السجون، ونجح بالهروب منها.[٧]
  • مصطفى بن بولعيد: من مؤسسين الثورة وأوائل من وجّهوا الشعب للكفاح المسلح، وزع المناشير وخطب بصوتٍ عالٍ عن الظلم والقهر الذي تتعرض له الجزائر، صنع المتفجرات وأشرف على مسودعات السلاح، توفي قبل انتهاء الثورة.[٧]
  • محمد العربي بن مهيدي: من أكثر القادة اللذين زجّوا في السجون على يد الاحتلال، لم يتوقف عن المقاومة حتى في داخل السجن، مما دفع الفرنسيين لقتله داخل السجون.[٧]


المراجع

  1. "الجزائر"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.
  2. "أبرز محطات في التاريخ الجزائري منذ 14 حزيران/يونيو 1830"، france 24، 14-3-2012، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "أسباب قيام الثورة الجزائرية"، قلعة التعليم، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "ننائج الثورة الجزائرية"، موثوق، 8-3-2018، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.
  5. "الحركة في ميزان التاريخ الجزائري الفرنسي"، راي اليوم، 17-2-2017، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.
  6. "الثورة الجزائرية "، المعرفة، 24-11-2004، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت ث ج "5 ثوار أمازيغ قاوموا فرنسا في الجزائر.. هذه قصصهم"، أصوات مغاربية، 3-8-2017، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :