تهنئة بقدوم رمضان 2020

تهنئة بقدوم رمضان 2020
تهنئة بقدوم رمضان 2020

شهر رمضان

شهر رمضان شهرٌ روحانيٌ عظيمٌ مبارك، جعل الله سبحانه وتعالى صيامه من أركان الإسلام التي لا تصح إسلام المسلم إلاّ بها، لقوله صلّى الله عليه وسلّم، في الحديث الذي رواه عنه عبدالله بن عمر رضي الله عنه وأرضاه: [بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ][١]، وشهر رمضان له ما لغيره من الأشهر في بقيّة العام، ففيه تُغلّق أبواب النّار، وتُفتح أبواب الجنّة، وتُسلسل الشّياطين، وتُضاعف الحسنات، وجميع أيّامه ولياليه مباركة، خاصّةً ليلة القدر، فمن أدرك قيامها تكن له خيرًا من عبادة ألف شهر، يجود فيها الله سبحانه وتعالى على عباده بالكرامات والفضائل، ويجزل عليهم الأعطيات والرّحمات لمن صامه إيمانًا واحتسابًا خالصًا لوجهه الكريم، لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه، عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: [من صام رمضان، وفي لفظ: من قام شهر رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدّم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه][٢].[٣]


تهنئة بقدوم رمضان 2020

كان النّبي صلّى الله عليه وسلّم يُظهر فرحته واستبشاره بقدوم الشّهر ويهنّئ أصحابه بحلوله، وكان الصّحابة يهنّئون بعضهم بعضًا وسائر عموم المسلمين لما له من فضائل ومحو للسيّئات وتجاوز عن الخطايا،[٤] وتوجد الكثير من الصّيغ والعبارات لتهنئة المسلمين بعضهم البعض بقدوم شهر الخير والغفران، ومن أمثلتها:[٥][٦]

  • مُبارك عليكم الشّهر، أو ليهنئكم قدوم رمضان، أو يهنئكم بلوغ رمضان.[٧]
  • اللهم اجعل رمضانك مبارك، وكل لحظاتك تُبارك، وجنّة عدن دارك، والنّبي جارك.
  • أسأل الله الذي أهلّ الهلال، وأرسى الجبال، أن يبلغنا رمضان ونحن في أحسن حال.
  • كل عام وأنتم بخير، بنفحات الإيمان، وآيات القران، وبذكر الرحمن، وبالصّلاة والسّلام على خير الأنام، نهنئكم بقدوم شهر رمضان، شهر الطاعة والغفران.
  • أقرّ الله عينك في رمضان بلذّة القيام بالأسحار، وصحبة الميامين الأخيار، ورحمةٍ من الله الغفّار، وجعلك من مستحقّي جنّة الأبرار.
  • كل عام وأنتم إلى الرّحمن أقرب، وعلى طاعته أدوم.
  • بلّغك الله الشّهر، وأكرمك بالفوز بليلة القدر، ورَزَقَ أمّة الإسلام النّصر.
  • اللهم أتمم علينا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين.


تبشير النّبي صلّى الله عليه وسلّم برمضان

دليل تهنئة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صحابته وتبشيرهم بقدوم رمضان ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّه قال: [أتاكم رمضان شهرٌ مباركٌ, فرض الله عزّ وجلّ عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب السماء، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه مردة الشّياطين، لله فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، من حُرِم خيرها فقد حُرِم][٨]، ومن هذا الحديث يستدل العلماء على فوائد التّهنئة والتّبشير بقدوم رمضان، ويمكن إيجازها بما يلي:[٩]

  • فيه تشجيع لصحابته وعامّة المسلمين بشحذ الطّاقات لاستقبال الشّهر الفضيل بالطّاعات والعمل الصّالح.
  • التّذكير بصيام رمضان إيمانًا واحتسابًا؛ لثبوت أجر طاعة الله سبحانه وتعالى في فريضة الصّوم، وأن يكون خالصًا لوجهه الكريم.
  • التّركيز على استغلال الشّهر الفضيل خير استغلال بالعبادات، والطّاعات، والبعد عن المحرّمات، والذّنوب، فالسّعيد من اغتنم مواسم الشّهور والأيّام والسّاعات للتقرّب من الله سبحانه وتعالى بالنّوافل وما فرض من عبادات، أملاً بالفوز بنفحات الجنّة، والأمن من نفحات النّار، وتكفير السّيئات والذّنوب.


أسئلة وأجوبة

وفيما يأتي بعض الأسئلة المتعلقة باستقبال شهر رمضان وإجابة كل منها:

ما حكم التهنئة بقدوم شهر رمضان المبارك؟

تنص القاعدة الفقهيّة أنّ الأصل في الأمور الإباحة ما لم يرد دليل يخصّها فيُنقل حكمها من المباح إلى حكم آخر، وعليه فإنّ التّهنئة برمضان من الأمور التي الأصل فيها الإباحة، إذ لا يُقصد بها التعبّد، وإنّما هي من العادات الدّارجة بين المسلمين، ويكون فيها دعاء بالخير لبعضهم البعض، وتزيد من تآلف القلوب والرّحمة والمودّة بينهم، ومن هنأه مسلم بقدوم رمضان يجب عليه أن يرد التّهنئة بما يناسبها؛ لأنّ إمساك الرّد يوغر الصّدور، ويُكدّر الخواطر، وعليه فإنّ العادات المقترنة بالمصالح والمنافع لا حرج فيها ولا بأس؛ لأنّ بعض العادات فيها من المضار ما يوقع في الأمور المحظورة، وهي كثيرة وللشّرع الحكم فيها، فإن كانت التّهنئة بقدوم رمضان من باب العادات فلا يُنكر منها إلاّ ما أنكره الشّرع، وبناءً على ما سبق ذهب جمهور العلماء إلى إباحة التّهنئة بقدوم رمضان، بل ذهب بعضهم إلى مشروعيّتها، فحالها حال التّهنية بالعيد، وجوازها نابع من كون رمضان من أعظم الأشهر، إذ فيه تجارةٌ مع الله لا تبور، وفيه تُضاعف الحسنات وتُغفر الزلاّت، وفيه ليلةٌ تعدل عبادة ألف شهر، ويُستحب مع التّهنئة اللّفظيّة المصافحة، وخلاصة الحكم إنّ التّهنئة بقدوم رمضان لا مانع فيها لمن أراد تأديتها، ولا يُنكر على من تركها.[١٠]

ما حكم إقامة والولائم والاحتفالات بقدوم رمضان؟

لم يرد عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم، أو صحابته ولا كان هذا الأمر معروفًا عند السلف الصالح إقامة الاحتفالات فرحًا وبهجةً باستقبال شهر رمضان المبارك ولا أكثر من ذلك، وبالتّالي فإنّ الاحتفالات بقدوم رمضان يدخل في ضابط البدعة، وإن كانت الاحتفالات من العادات المتّبعة بين النّاس فالأولى تركها؛ لأنّ الخير كل الخير باتّباع هدي النّبي صلّى الله عليه وسلّم وتجنّب الابتداع في الدّين وتركه؛ لأنّ في البدع الشّر وكل الشّر، والأولى إنفاق الأموال التي تكلّفها الاحتفالات على وجوه الخير الكثيرة؛ مثل تفطير صائمين، والتصدّق على الفقراء والمساكين.[١١]

ما حكم تعليق الزّينة مثل الهلال والفوانيس ابتهاجًا بقدوم رمضان؟

لا بأس من تعليق الزّينة ابتهاجًا بقدوم رمضان، مع مراعاة الضّوابط التّالية:[١٢]

  • معرفة أنّ تعليق الزّينة من الأمور المباحة وليست عبادة متأصّلة في الدّين.
  • تجنّب الإسراف بصرف مبالغ باهظة لاقتناء زينة رمضان.
  • خُلوّ الزّينة من أي صور لذوات الأرواح، وأن لا يكون فيها معازف.
  • تحييد المساجد عن تعليق الزّينة خارجه أو داخله؛ لتحقيق الخشوع في الصّلاة تجنّب انشغال المصلّين فيها، إلى جانب أنّ تزيين المساجد أمر لم يُعرف من الخلفاء الرّاشدين أو السّلف الصّالح، وأنّ وضع الزّينة على دور العبادة فيه تشبّه للكفّار بما يفعلونه بدور عبادتهم من بِيَع وكنائس، وهو أمر منهي عنه.


المراجع

  1. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
  2. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2201، صحيح .
  3. "فضل شهر رمضان المبارك"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-12. بتصرّف.
  4. "حكم التهنئة بقدوم رمضان"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-12. بتصرّف.
  5. "تهاني شهر رمضان المبارك"، eskchat، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-12. بتصرّف.
  6. "كلمات تهنئة بقدوم رمضان "، thaqfya، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-12. بتصرّف.
  7. "حكم التهنئة بحلول شهر رمضان"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-12. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2105، صحيح.
  9. "تبشير النبي صلى الله عليه وسلم برمضان"، almoslim، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-12. بتصرّف.
  10. "حكم التهنئة بشهر رمضان"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-12. بتصرّف.
  11. "حكم إقامة الولائم احتفالا بقدوم رمضان"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-12. بتصرّف.
  12. "تعليق الهلال والنجمة المضاءة بالكهرباء على واجهات المباني في رمضان"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-12. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :