المدينة الفاضلة
تعدّ المدينة الفاضلة هي مدينة تمنى الفلاسفة تحقيقها منذ زمن أفلاطون إلى العصر الحديث، وهي غير موجودة على أرض الواقع بل سعى الفلاسفة لبنائها إنسانيًا، كما خطرت فكرت المدينة الفاضلة على ذهن الفيلسوف الفارابي والملقب المعلم الثاني، ويقول أفلاطون بأن أساس قيام المدينة هو أن يعمل كل فرد بالصنعة أو المهنة التي تؤهله لها مهاراته ومواهبه، وألا يتدخل الشخص في غير تخصصه، وقال الفارابي إن أساس قيام المدينة أن يتمتع السكان بالسعادة وأن يسود العدل لتمكنهم أخلاقهم في الوقوف بوجه المدن الجاهلة، وقد حاول الفلاسفة تنفيذ فكرة المدينة إلا أنها لغاية الآن لم تنفذ، ولم تتمكن المجتمعات من تحقيق المدينة على أرض الواقع، وقد وضع أفلاطون مبادئ المدينة إلا أنها أصبحت بعيدة عن محاكاة البشر مع التطور الكبير الذي حصل منذ زمن أفلاطون إلى يومنا هذا، ويمكن القول بأن استحالة تنفيذ المدينة على أرض الواقع نظرًا لارتباطها بمفهوم اليوتوبيا، وانتشرت الأفكار الخاصة بأفلاطون ضمن الفلسفة الإسلامية، واعتمدت الفلسفة الخاصة به على الفلسفة اليونانية، إذ كان أفلاطون يسافر من أجل زيادة المعرفة والعلم.[١]
أين تقع المدينة الفاضلة
ذكر أفلاطون يتوبيا وهي المدينة الفاضلة في كتابه جمهورية أفلاطون، وقد وضع بعض الأسس للمدينة فقال بأن الدولة كائن حي ولم يتكلم أفلاطون عن تأسيس المدينة عمارنيًا، بل قصد تأسيسها أخلاقيًا وإنسانيًا، وبيّن ضرورة ترابط أبناء المجتمع، وضرورة الولاء والانتماء للمدينة، وقد شبه أبناء المدينة بالخلايا في الجسد الواحد، وأكد على ضرورة التآخي بين الأفراد فلم يتحدث أفلاطون عن سكان المدينة بلفظ الشعب أو القوم، بل قال بأنهم أخوة كالجسد الواحد لتتحقق المدينة الفاضلة، كما أكد أفلاطون على ضرورة المساواة في الفرص، فمن يستغلها فله الحق في التميز، والمساواة بين الذكر والأنثى، فيكون التميز دون النظر إلى جنسه، كما ضمن أفلاطون في كتابه أهمية إعداد القادة وضرورة اهتمام الأجيال السالفة بالأجيال اللاحقة الذين سيكملون الطريق التي بدأها أجدادهم، وأكد أفلاطون على ضرورة بناء مدارس للطلاب المتميزين لإعدادهم ليكونوا قادة الغد، وأكد على ضرورة إلحاق الشباب بسن الثامنة عشر في قوات الحرس حتى بلوغهم سن الثلاثين، كما يُنتقى الفلاسفة منهم، ويُدرّسون بمدارس خاصة حتى يبلغوا سن الخمسين، وتكون ترقية المتفوق منهم إلى رتبة فيلسوف معلم.[٢]
مبادئ مدينة أفلاطون الفاضلة
وضع أفلاطون عددًا من المبادئ الخاصة للمدينة، ومنها:[٣]
- تعمل المدينة الفاضلة مدينة أفلاطون على توفير السعادة للأشخاص الموجودين فيها.
- يمكن لسكان المدينة التعرف على بعضهم نظرًا لعددهم الصغير وهذا أمر غير واقعي.
- إلغاء الملكية الخاصة، فجميع الأشياء الموجودة في المدينة هي ملكية عامة.
- يُقسم الناس لثلاثة أقسام أو طبقات حسب أعمالهم الخاصة، الطبقة الأولى الأوصياء، والطبقة الثانية والتي تضم المحاربين، والثالثة وهم المزارعون، ولكل طبقة أهميتها في المدينة دون ترتيب الطبقات.
- التعاون من الأمور الأساسية المطلوبة داخل المدينة الفاضلة لتحقيق الرفاهية في المجتمع.
المراجع
- ↑ أحمد المنياوي (2010)، جمهورية أفلاطون، القاهرة دمشق : دار الكتاب العربي، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ "لماذا المدينة الفاضلة بفلسفة أفلاطون"، limaza، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2019. بتصرّف.
- ↑ "معلومات عن مدينة أفلاطون الفاضلة"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2019. بتصرّف.