أول من أحدث بدعة المولد النبوي

أول من احتفل بالمولد النبوي

هو اليوم الذي ولد فيه النبي محمد صل الله عليه وسلم، إذ يحرص المسلمون على إحيائه بسبب حبهم الشديد للرسول، وحرصهم على تذكير أبنائهم به وبأهميته، وبفضله عليهم وعلى كافة الناس، ويحييه أهل السنة في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول، وتعلن معظم الدولة الإسلامية في هذا اليوم العطل الرسمية لتنظيم الاحتفالات العامة وتمكين المواطنين من المشاركة فيها، ولعل هذه العادة أصبحت من أجمل العادات المتعلقة بالمجتمع الإسلامي، وكل دولة تنظم الطقوس الخاصة المعتمدة على مجموعة العادات والتقاليد الموروثة من الأجداد.[١]

والفاطميون في منطقة مصر هم أول من نظم طقوس خاصة بيوم المولد النبوي، كانت تتمثل بصناعة الحلوى، وتبادلها مع الأقارب والجيران، والاتجاه إلى زيارة المقربين، والنزول إلى الشوارع العامة للمشاركة بالموكب الذي كان يقوده قاضي القضاة لزيارة جامع الأزهر أولاً وتذكير الناس بالأمور الفقهية، وصلاة الفروض، ثم الاتجاه إلى قصر الخليفة الحاكم للتعييد عليه والدعاء له، ومن الجدير بالذكر أن معظم التجار والمسلمين كانوا ينتهزون الفرصة من أجل توزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين.[٢]


الحضارات الإسلامية التي احتلفت بالمولد النبوي

بعد تنظيم الدولة الفاطمية للمولد النبوي، اتجهت مجموعة من الحضارات والخلافات الإسلامية لإحيائه، أبرزها متمثلة بما يأتي:[٢]

  • الدولة الأيوبية: أمر صلاح الدين الأيوبي بتنظيم احتفالات المولد النبوي لتذكير الناس بمجموعة من المواعظ والحكم وزيادة ثقافتهم بالأمور الدينية، وذلك عن طريق مجموعة الخطباء والفقهاء التي كانت تتخلل اجتماعات العامة في الشوارع والساحات والمدرجات الضخمة لزيادة فرصة المشاركة بالاحتفالات والطقوس، وأعلن صلاح الدين أنه يوم عطلة رسمية، وفي نهاية اليوم يقدم الخليفة على تقديم الولائم الضخمة، للعامة والأمراء بالساحات العامة، كما وتنظم مجموعة من الفرق الموسيقية الاحتفالات على الطبول الإسلامية.
  • الخلافة العثمانية: كان الخليفة ينظم احتفال المولد النبوي عن طريق موكب ضخم من الرؤساء والأعيان الراكبين على الخيول المحيطين بالخليفة الذي يتجه من قصره إلى أحد المساجد الضخمة الذي يعينه الملك، ويعلن عنه قبل يوم من المولد النبوي، وعند الوصول إلى المسجد، ينتشر الفقهاء لتفقيه الناس، والرواة لقراءة سيرة النبي صل الله عليه وسلم وتذكير الناس بفضله عليهم، كما وتنظم الفرق الإنشادية احتفالات لذكر المدائح النبوية، كما ويقدم الناس على تقديم الحلوى لبعضهم البعض.
  • المملكة المغربية: في القدم بدأ السلاطين المغاربة بتنظيم احتفالات المولد النبوي المتمثلة بلبس الملابس التراثية المطرزة، والتجمع بالمساجد للاستماع إلى الوعظ الدينية والمليئة بالدروس والعبر، واستذكار سيرة النبي محمد صل الله عليه وسلم، وفي نهاية الاحتفال يقدم السلطان ولائم ضخمة للمشاركين في الطقوس، ويحرص المغاربة على تقديم الزكاة والعطاءات إلى المحتاجين والفقراء.


حكم الإسلام الخاص بالمولد النبوي

أوضح الفقهاء والمجتهدين والخطباء على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أبدًا ولم يذكر في سيرته حول يوم المولد النبوي، ولم يثبت على أيّ صحابي أو خلافة مقربة من النبي تنظيم الاحتفالات المتعلقة به، لذلك فالمولد النبوي هو أحد الإضافات المحرمة على الدين والتي تتدعى بالبدعة، والمشاركة به حرام شرعًا؛ لأن فيه مخالفة للعقيدة وأصولها الشرعية الواضحة، واستذكار فضل النبي لا يحتاج إلى يوم معين، فهو ظاهر في حياة المسلمين طوال الوقت، وتنظيم الولائم وصنع الحلوى وتبادله من الأفضل أن تنظم في يوم آخر كي لا يقع المسلم في الحرام؛ لأن ذلك فيه تشبه مع عيد مولد المسيح لدى الديانة النصرانية، والتشبه بهم حرام شرعًا.[٣]


طرق الاحتفال بالمولد النبي في الوقت الحالي

توجد مجموعة من الطرق والطقوس التي يقدم المسلمين على اتباعها في يوم المولد النبوي، والتي تختلف من دولة إلى أخرى، أبرز الدول وطقوسها متمثلة بما ياتي:

  • فلسطين: تضيء شوارع فلسطين ملايين الأضواء اللامعة، وتقدم الحلوى إلى الأفراد في الشوارع، وتنظم المساجد الاحتفالات عبر مجموعة من المنشدين والفرق الإسلامية، وتعلنه الدولة كيوم عطلة، وكل مدينة تقريبًا تمتلك مسجدًا رئيسيًا يذهب له معظم سكانها، مثل: مدينة الخليل التي يتجه سكانها إلى المسجد الإبراهيمي، والمسجد الأقصى بالقدس، وتنظم الطقوس الصوفية في الشمال من الضفة الغربية وخاصة في مدينة نابلس.[٤]
  • أندونيسيا: يتجه الملايين من المواطنين إلى المساجد للمشاركة في صلاة الفجر، ويحرص الأشخاص على زيارة المساكين والفقراء وتقديم الهدايا والعطاءات لهم، وتوزع الحلوى على العامة بالشوارع والطرق، ويتجه الشعراء إلى الشوارع ليرددوا المديح النبوي والشعر الإسلامي على صوت الطبول، وينظم الأطباء حفلات الطهور الجماعي للذكور حديثي الولادة، داخل زوايا مخصصة في الشوارع، ويقدم عدد من الفقهاء على قراءة سيرة النبي وتذكير الناس بفضله عليهم وأهميته للعالم.[٥]
  • تركيا: يتجه الناس إلى تقديم الحلوى وتذكير الناس بالصلاة على النبي محمد أثناء تناولها، ويتردد الناس لصلاة العشاء، للمشاركة في الاحتفالات المتمثلة بالاستماع إلى الدروس والمواعظ التي تهذب نفس المسلم وتزيد من إيمانه، وبالاستماع إلى الشعر النبوي والمدائح التي تتغنى بها الفرق على صوت الطبول الضخمة، كما ويقدمون على صناعة الكعك الصغير الخاص بهذه المناسبة، ويتبادل الناس التهاني بهذا اليوم، وينظم الفقهاء حلقات التسابيح والاستغفار والذكر.[٦]
  • تونس: يتجه الناس إلى حفلات الطهور الجماعي للذكور التي ينظمها الأطباء وأولياء الأمور في الساحات العامة، وتكثر فيه الذكر والعبادات عبر مجموعة من الحلقات الفقهية التي ينظمها الواعظين، وتطهو النساء طبخة تسمى العصيدة التراثية، ويتبادل الأشخاص الزيارات لتهنئة بعضهم البعض، ويقدم معظم الأزواج لزوجاتهم الهدايا في هذا اليوم.[٧]


المراجع

  1. "موعد المولد النبوي الشريف 1440/2018"، فكرة، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي"، مجلة سيدتي، 19-11-2018، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2019. بتصرّف.
  3. "الاحتِفالُ بالمَولِد النَّبويِّ - شُبهاتٌ ورُدودٌ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2019. بتصرّف.
  4. "في المولد النبوي...نبلس أكثر بهاءً وجمالاً"، ألترا فلسطين، 30-11-2017، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2019. بتصرّف.
  5. "طقوس الاحتفال بالمولد النبوي في إندونيسيا"، دغري خبر، 13-12-2016، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2019. بتصرّف.
  6. "الاحتفال بالمولد النبوي في تركيا .. عادات عريقة لا تبلى مع الزمن"، TRT العربية، 22-12-2015، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2019. بتصرّف.
  7. "المولد النبوي في تونس....تاريخ...وعادات وتقاليد...طقوس"، نسمة، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :