محتويات
ارتفاع نسبة السكر في الدم
يُعدُّ ارتفاعُ نسبة السّكر في الدّم أحدَ أهمّ المؤشرات الدّالة على إصابة الفرد بمرض السّكري أو بما قبل السّكري، لكن يُمكن أيضًا لمشاكل صحيّة أخرى أن تُسبّبَ ارتفاعًا في نسبة السّكري في الدم، مثل الإصابة بالتهاب البنكرياس أو سرطان البنكرياس، كما أنّ البعضَ يُصاب بارتفاع نسبة السّكر بعد تناولهم لأدوية معيّنة أوعند إصابتهم بأشكالٍ شاذة من الأورام التي تمتلكُ قدرةً على إفرازِ هرموناتٍ تؤثّر على مستوى السّكر في الدم،[١]وعادةً ما يُصنّفُ الخبراءُ ارتفاع نسبة السّكر في الدم عند مرضى السّكري إلى نوعين رئيسين، هما:[٢]
- ارتفاع سكر الدم أثناء الصّيام: تصل نسبة السّكر في الدم في هذه الحالة إلى أكثر من 130 ملغ / ديسيلتر بعد الامتناع عن تناول الطعام أو الشراب لمدة 8 ساعات.
- ارتفاع سكر الدم بعد تناول الطعام: تصل نسبة السّكر في الدم في هذه الحالة إلى أكثر من 180 ملغ / ديسيلتر بعد ساعتين من تناول الطعام.
أعراض ارتفاع نسبة السكر في الدم
لا يتسبّبُ ارتفاعُ السّكر في الدّم بظهور أعراضٍ واضحة إلا عند ارتفاع السّكر في الدم إلى مستويات كبيرة تتخطى حاجز 180-200 ملغ / ديسيلتر، وعادةً ما تتطوّرُ الأعراض شيئًا فشيئًا على مدى أيامٍ أو أسابيع عديدة، وتتضمّن أبرز الأعراض المبكرة المرتبطة بارتفاع نسبة السكر في الدّم كلًا ممّا يلي:[٣]
- الإجهاد.
- تكرار الحاجة للتبول.
- العطش الشديد.
- عدم وضوح الرؤية.
- الصداع.
- خسارة الوزن.[٤]
- صعوبة التركيز.[٢]
أما في حال تجاهل ارتفاع نسبة السّكر في الدم إلى حدِّ إعطائها فرصة للجنوح نحو مزيدٍ من الخطورة فإنّ ذلك يؤدي إلى معاناة الفرد من ما يُعرف ب "الحماض الكيتوني"، الذي يظهر كثيرًا عند الأفراد المصابين أصلًا بسكري النّمط الأوّل، وعادةً ما تحدث هذه الحالة بسبب اضطرار خلايا الجسم لاستعمال أنواعٍ سامة من الأحماض بدلاً من الغلوكوز تُدعى " الكيتونات"، التي تتراكم في الدّم وتؤدي إلى ظهور أعراضٍ خطيرة، منها:[٥]
- ارتفاع مستوى الكيتونات في البول.
- خروج رائحة كريهة من الفم.
- ألم في البطن.
- ضيق النفس.
- جفاف الفم.
- الغثيان والتقيؤ.
- الارتباك.
ومن الجدير بالذّكر أنّ نسبةَ السّكر في الدّم تستمرُّ في الارتفاع أحيانًا لتصل إلى مستويات خطيرة جدًا تؤدي إلى إصابة الفرد بحالة نادرة تُعرف ب "متلازمة ارتفاع سكر الدم الأسمولية اللاكيتونية - Nonketotic hyperosmolar coma"، خاصةً في حال كان الفردُ كبيرًا في السّنّ أو يُعاني من سكري النّمط الثاني، وعادةً ما تدفع هذه المتلازمة الجسم إلى التّبول بكثرة للتّخلص من الفائض من الغلوكوز، ممّا يؤدي إلى حدوث جفافٍ كبيرٍ وزيادة بخطر الوقوع في غيبوبة، وقد تتضمّن الأعراض الأخرى المصاحبة لمتلازمة ارتفاع سكر الدّم الأسمولية اللاكيتونية كل من:[٥]
- وصول نسبة السكر في الدم إلى أكثر من 600 ملغ / ديسيلتر.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم لأكثر من 38.3 درجة مئوية.
- الشّعور بالنّعاس.
- فقدان القدرة البصريّة.
- جفاف الفم.
وبالإضافة إلى هذا كلّه، فإنّ بعض الباحثين يشيرون إلى وجود أعراضٍ أخرى نادرة قد تصيبُ بعض الأفراد عند مرورهم بفتراتٍ من ارتفاع السّكر في الدّم، مثل:[٦]
- الشعور بالتنميل في الأطراف.
- الإصابة بمشاكل جلدية، كالحكّة، وجفاف الجلد، وبطء التئام الجروح.
- الإصابة بالتهاباتٍ فطرية.
- الإصابة بضعفٍ في الانتصاب وانخفاض الرغبة الجنسية.[٤]
- المعاناة من مشكلات في الجهاز الهضمي على مستوى المعدة والأمعاء، مثل الإمساك أو الإسهال المزمن، بالإضافة إلى تضرر الأوعية الدموية والكلى.[٢]
أسباب ارتفاع نسبة السكر في الدم
ثمة مجموعة متنوعة من الأسباب التي يمكن أن تقود إلى ارتفاع سكر الدم عند الأشخاص المصابين بالسكري، وهي تتضمن:[٧]
- المعاناة من الضغط النفسي.
- الإصابة ببعض الأمراض مثل نزلات البرد.
- الشراهة والإفراط في تناول الطعام، ولا سيما الطعام غير الصحي بين الوجبات.
- قلة ممارسة التمارين الرياضية.
- عدم التقيد بالجرعات الدوائية لعلاج السكري، وهذا يشمل أخذ جرعة زائدة أو نسيان تناولها كليًا.
- المبالغة في علاج حالات انخفاض سكر الدم، مما يؤدي إلى حدوث رد فعل عكسي.
علاج ارتفاع نسبة السكر في الدم
من الممكن علاج مرض السكري من خلال العديد من الطرق العلاجية أو المنزلية، وهذه العلاجات كالآتي:
- العلاج الطبي: ويشتمل على كل من:[٨]
- الإنسولين: يُعد الإنسولين من الطرق العلاجية الرئيسية للتحكم بمرض السكري من النوع الأول؛ ويرجع ذلك لتضرر البنكرياس وعدم قدرته على إنتاج هرمون الإنسولين، ولذلك تُعد أدوية الإنسولين داعمةً لخلايا الجسم وتساعدها على امتصاص الجلوكوز واستخدامه على شكل طاقة، وتتعدد طرق استخدام أدوية الإنسولين، وتشمل مضخات الإنسولين، وحقن الإنسولين، إضافة إلى أجهزة الاستنشاق، وغيرها.
- الميتفورمين: وهو من أنواع الأدوية المُستخدمة للسيطرة على كميات الجلوكوز في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني غالبًا، إذ يُقلل من نسب السكر في الدم ويزيد من فعالية الإنسولين، كما أنه ينقص من الوزن، ويقلل من مضاعفات مرض السكري.
- أدوية فموية أخرى: تتعدد أنواع هذه الأدوية وآلية عملها، وهي غالبًا تستخدم لعلاج السكري من النوع الثاني، وتقلل بعض أنواع هذه الأدوية من نسب السكر في الدم كثيرًا، كما تؤدي إلى انخفاضه عند تناوله في غير أوقات الوجبات.
- العلاج المنزلي: يوجد العديد من الطرق المختلفة التي يمكن اتباعها والتي تقلل من مستويات السكر وتخفّضها، ومنها ما يلي:[٩]
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: إذ إن التمارين الرياضية تسهم في إنقاص الوزن، ورفع حساسية الجسم للإنسولين، وكذلك ترفع التمارين الرياضية من القدرة على التحكّم بمستويات السكر في الدم من خلال إنتاج الطاقة من قبل العضلات أثناء تقلصها، ومن هذه التمارين الرياضية المشي السريع، أو ممارسة تمارين الركض، أو رفع الأثقال أو ركوب الدراجات، أو السباحة وغيرها.
- شرب المياه: يساعد شرب المياه على الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن المعدلات الطبيعية، وهو أيضًا يمنع الجفاف ويساعد الكلى على التخلص من السكر الزائد في الجسم عن طريق التبول.
- التحكم بالقلق أو الإجهاد: يسبب القلق والإجهاد إفراز الجسم للعديد من الهرمونات التي تتسبب برفع مستويات السكر في الدم كالجلوكاجون والكورتيزول، وأشارت الدراسات إلى أن أداء تمارين التأمل أو الاسترخاء يقلل من التوتر والقلق مما يؤدي إلى خفض مستويات السكر في الدم.
الوقاية من ارتفاع نسبة السكر في الدم
تُعدُّ مراقبةُ مستوى السّكر في الدّم من بين أبرز الأمور المهمة للوقاية من ارتفاع السكر في الدم، ومن بين الأمور الأخرى التي ينصحُ بها الخبراء من أجل الوقاية من ارتفاع السكر في الدم، ما يلي:
- ارتداء أساور طبية أو بطاقات تعريفية للإشارة للفرد على أنّه أحد مرضى السّكري لتسهيل تعرف الأطقم الطّبيّة على المريض والتّعامل بسرعة مع حالته.[١٠]
- تناول الأدوية في وقتها وفق الجرعات التي يحددها الطبيب، وفي بعض الأحيان، يلجأ الطبيب إلى تعديل كمية الجرعات إذا استمرت أعراض ارتفاع سكر الدم بالظهور عند المريض.[٣]
- اتباع الحمية الغذائية الخاصة بمرضى السكري، التي تقوم عادة على تناول كميات أقل من الطعام، والابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر، فضلًا عن تجنب الوجبات السريعة، وإذا واجه المريض أي صعوبات في الالتزام بهذه الحمية، فيجب عليه أن يراجع طبيبه أو اختصاصي الحميات الغذائية ليحصل على النصائح المطلوبة.[٣]
- الفحص الدوري والمتكرر لمستويات سكر الدم، فمن شأن ذلك أن يساعد الطبيب في الحد من ارتفاعه والحفاظ عليه عند الحدود الطبيعية، ولا بد من زيادة عدد الفحوصات إذا شعر الشخص بالمرض، أو شعر بأعراض ارتفاع مستويات سكر الدم بصورة حادة.[٣]
- تعديل جرعات الإنسولين للسيطرة على ارتفاع سكر الدم، فإحداث تلك التعديلات في برنامج جرعات الإنسولين اليومية عند المريض، أو أخذ جرعات داعمة من الإنسولين ذات تأثير قصير الأمد، قد تساهم جميعًا في علاج ارتفاع سكر الدم (الجرعات الداعمة هي جرعات إضافية من الإنسولين تُساعد مؤقتًا في تنظيم مستويات الغلوكوز في الدم، ولكن طبعًا يجب سؤال الطبيب أولًا حول عدد مرات استخدامها).[٣]
مَعْلومَة
يضم مرض السكري أنواعًا مختلفة، لكل منها سبب معين وطريقة علاج مختلفة، وتتمثل هذه الأنواع بـ:[١١]
- السكري من النوع الأول: يصيب هذا النوع الأطفال، ويترتب عليه أخذ حقن الإنسولين الصناعي لمدى الحياة، ويحدث عند فقدان قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين.
- السكري من النوع الثاني: يُعد النوع الأكثر شيوعًا من مرض السكري، وهو يرتبط كثيرًا بالسمنة والوزن الزائد، ويحدث عند عدم استجابة خلايا الجسم للإنسولين على الرغم من إنتاجه في الجسم.
- مقدمات السكري: يشخص بعض الأطباء الإصابة بمقدمات السكري الأولي عند تراوح مستويات السكر في الدم ما بين 100 إلى 125 مليغرام لكل ديسيلتر أثناء الصيام، وبما أن المستويات الطبيعية في الجسم تتراوح بين 70 إلى 99 مليغرام لكل ديسيلتر فإن ذلك يدل على مقدمات مرض السكر، وهي حالة ترتقع فيها نسبة السكر في الدم أعلى من مستواها الطبيعي ولكنها لا تسبب مرض السكري، وعلى الرغم من هذا فإنه يعد أحد العوامل المؤدية للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، إلا أنه يوجد مجموعة من عوامل الخطر الأخرى تجعل الشخص مُصابًا بهذا المرض، ومنها:
- المعاناة من السمنة، والوزن الزائد.
- العوامل الوراثية والتاريخ العائلي.
- انخفاض مستويات الكوليسترول الجيد أو عالي الكثافة إلى ما نسبته (40-50) مليغرام لكل ديسيلتر.
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- تقدم العمر إلى ما يزيد عن 45 عامًا.
- نمط الحياة الخامل وقلة ممارسة التمارين الرياضية.
المراجع
- ↑ Jerry R. Balentine, DO, FACEP (28-3-2018), "Hyperglycemia (High Blood Sugar) Symptoms, Levels, Diet and Causes"، Medicine Net, Retrieved 28-1-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Michael Dansinger, MD (25-3-2017), "High Blood Sugar and Diabetes"، Webmd, Retrieved 28-1-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Hyperglycemia in diabetes", mayoclinic, Retrieved 2018-11-20. Edited.
- ^ أ ب Stephanie Watson (October 4, 2018), "Everything You Need to Know About Diabetes"، healthline, Retrieved 27-11-2019. Edited.
- ^ أ ب Brigid Gregg MD (7-9-2018), "Hyperglycemia: When Your Blood Glucose Level Goes Too High"، Endocrine Web, Retrieved 28-1-2019. Edited.
- ↑ Barbie Cervoni, RD, CDE (16-8-2018), "Symptoms of Hyperglycemia"، Very Well Health, Retrieved 28-1-2019. Edited.
- ↑ "Hyperglycaemia (high blood sugar)", nhs. Edited.
- ↑ Adam Felman (16-11-2018), "How to treat diabetes"، medicalnewstoday, Retrieved 17-11-2019. Edited.
- ↑ Arlene Semeco (May 3, 2016), "15 Easy Ways to Lower Blood Sugar Levels Naturally"، healthline, Retrieved 1-7-2019. Edited.
- ↑ Peggy Pletcher, MS, RD, LD, CDE (3-8-2016), "Hyperglycemia and Type 2 Diabetes"، Healthline, Retrieved 28-1-2019. Edited.
- ↑ Rachel Nall (8 November 2018), "An overview of diabetes types and treatments"، medicalnewstoday, Retrieved 27-11-2019. Edited.