معنى إسم الخذلان

معنى الخذلان

إنّ اسم الخِذْلَان في اللغةً قد أُخذ من المصدر خَذَل يَخْذُل خَذْلًا وخِذْلَانًا، وهو ترك عون أخيك وعدم نُصْرته، والخَاذِل: ضدُّ النَّاصر، وخِذْلَان الله سبحانه وتعالى للعبد هو ألَّا يعصمه مِن ارتكاب السَّيِّئة فيقع فيها، والتَّخْذِيل هو حَمْل الشخص على خِذْلَان صاحبه، وتَثْبِيطُه عن نُصْرَته، وأصل هذه المادة يدلُّ على القُعود عن الشَّيء وتركه، أما معنى الخِذْلَان اصطلاحًا، فقد قال النَّوويُّ عنه: قال العلماء: الخَذْل: ترك الإعانة والنَّصر، وقال الرَّاغب: الخِذْلَان: ترك مَن يُظنُّ به أن ينصرَ نصرَتَه، وقال الشوكانيُّ: الخِذْلَان: ترك العون، وقال كذلك: الخَذْل: ترك الإغاثة.[١]


حكم الخذلان

إنّ حكم خِذْلَان المسلم لأخيه المسلم حرامٌ في الشرع والدين، وذلك مثل أن يراه وهو يرتكب مخالفة شرعيَّة ولا ينهاه عنها، وبقدرته على أن يدفع عدوًّا يريد البَطْش به فلا يدفعه، وقد اعتبر ابن حجر الهيتمي ذلك من الكبائر، وقال المناوي كما جاء في كتاب فيض القدير: خِذْلَان المؤمن حرامٌ شديد التَّحريم دنيويًّا كان مثل : أن يَقْدِر على دفع عدوٍّ يريد البطش به، فلا يدفعه، أو أخرويًّا : كأن يَقْدِر على نُصْحِه مِن غيِّه - بنحو وعظٍ -، فيترك، إلّا أنه ينبغي تقييد تحريم خذلانه ووجوب نصرته، إذا لم يوجد هناك عذر شرعي، قال النَّوويُّ، في شرح النووي: قال العلماء : الخِذْل : أن يترك المرء إعانة أخيه ونصرته، ومعناه : إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه، لزمه إعانته إذا أمكنه، ولم يكن له عذر شرعيٌّ.[٢]


صور الخذلان

من صور الخذلان ما يلي[٢]:

  • خِذْلان المظلوم: وقد عدّها الهيتمي مِن الكبائر، وقال في الزواجر: الكبيرة السَّادسة والسَّابعة والثَّامنة والتَّاسعة والأربعون والخمسون بعد الثَّلاثمائة : ظُلْم السَّلاطين والأمراء والقضاة وغيرهم مسلمًا أو ذِمِّيًّا بنحو أكل مال أو ضرب أو شتم أو غير ذلك، وخِذلان المظلوم مع القُدْرَة على نصرته، والدُّخول على الظَّلَمة مع الرِّضا بظلمهم وإعانتهم على الظُّلم والسِّعَاية إليهم بباطل.
  • الخِذْلَان في الجهاد: صفة خِذْلَان المسلمين في الجهاد، وعدم نصرتهم مِن صفات المنافقين، قال الله سبحانه وتعالى فيهم: وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [آل عمران:167-168].


أسباب الخذلان

إنّ السبب في الخذلان يكون في عدم صلاحية المحل، وقبوله وأهليته للنعمة، بحيث لو منّ الله سبحانه وتعالى عليه بالنعم، وأعطاه من فضله لقال هذا لي، وإنما أوتيته لأني مستحقه وأهله، وينكر فضل الله تعالى عليه، كما قال الله عزّ وجل: ‏‏قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي [القصص:78]؛ أي على علم علمه الله سبحانه وتعالى عندي أستحق به ذلك، وأستأهله، وأستوجبه، قال مقاتل‏:‏ يقول على خير علمه الله عندي‏، وقال الفراء‏:‏أي على فضل عندي أني كنت أهله ومستحقا له إذ أعطيته، وذكر عبد الله بن الحارث بن نوفل سليمان بن داود، فيما أعطي من الملك، ثم قرأ قول الله سبحانه وتعالى: ‏هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ [النمل:40]، ولم يقل هذا من كرامتي ، ثم ذكر قارون، وقول الله عزّ وجل: ‏‏قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي [القصص:78]، يعني أن سليمان رأى أنّ ما أُعطي من نعمة هو من فضل الله عزّ وجل عليه، وكرمه، ومنته، وأنه قد ابتلي به فشكره، وكذلك قول الله سبحانه وتعالى: ‏وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَٰذَا لِي‏ [فصلت:50]، أي أنا أولى به، وحقيق به، فاختصاصي به مثل اختصاص المالك بملكه‏، والمؤمن يرى ذلك فضلًا وملكًا لربه، منّ به على عبده من غير أهليةٍ منه، بل إنه صدقة تصدق بها على عبده، وله ألا يتصدق بها، فلو لم يعطه إياها، لم يكن قد منعه شيئًا هو له يستحقه عليه، فإن لم يشهد ذلك رأى فيه مستحقًا، وأهلا فأعجبته نفسه، وعلت وطغت بالنعمة، واستطالت على غيرها؛ فكان حظها منها الفخر والفرح، كما قال الله سبحانه وتعالى: ‏وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ، وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي ۚ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ [هود:9-10].[٣]


المراجع

  1. "معنى الخِذْلَان لغةً واصطلاحًا"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-30. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "" الخِــذْلَان ""، kalemtayeb، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-30. بتصرّف.
  3. "التوفيق والخذلان"، al-eman، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-30. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :