ما هو حكم القزع في الإسلام؟

حكم القزع في الإسلام

اتفق فقهاء الأمة الإسلامية على كراهة القزع، وذلك لما ثبت في السنة النبوية الشريفة من النهي عن القزع؛ حيث قال عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: (سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يَنْهَى عَنِ القَزَعِ)،[١]ففي الحديث دلالة صريحة على كراهة القزع.[٢]

والمقصود بالقزع؛ حلق بعض الرأس، وإبقاء على بعضه الآخر من غير حلق،[٣] وقد تم استنباط هذا التعريف من قول عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: (إذَا حَلَقَ الصَّبِيَّ، وتَرَكَ هَاهُنَا شَعَرَةً، وهَاهُنَا وهَاهُنَا، فأشَارَ لَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ إلى نَاصِيَتِهِ وجَانِبَيْ رَأْسِهِ).[١]

علة النهي عن القزع

يمتثل المؤمن لأوامر الله -تعالى-؛ تحقيقاً وطلباً لرضاه -سبحانه وتعالى-، ولا ينهى الشارع الحكيم عن أمرٍ إلا لحكمةٍ بالغة، قد نعلمها وقد نجهلها، وقد تعددت آراء العلماء في علة النهي عن القزع، وسنذكر بعض ما ذكروه فيما يأتي:[٤]

  • إن القزع فيه تشويه وتغير لخلقة الله -تعالى-.
  • إن القزع فيه تشبه بهيئة الشياطين، أو هيئة أهل السوء وشكلهم الذي يعرفون به.

أنواع القزع

القزع لا يأتي على هيئة وكيفية واحدة، وإنما تتعدد هيئات القزع لعدّة أنواع، وسنبين أنواع القزع بشيءٍ من التفصيل فيما يأتي:[٥]

  • النوع الأول

هي قيام الشخص بحلق رأسه بطريقة عشوائية غير مرتبة؛ فيحلق بعض شعر رأسه من الجانب الأيمن، وبعض شعر رأسه من الجانب الأيسر، وبعض شعره من الخلف، وبعض شعره من الأمام.

  • النوع الثاني

هو قيام الشخص بحلق جميع جوانب شعره من اليمين واليسار والخلف، وإبقاء شعر رأسه من الأعلى.

  • النوع الثالث

هو قيام الشخص بحلق الجزء الأعلى من شعر رأسه، وإبقاء الشعر في الجانب الأيمن والأيسر والخلف كما هو.

  • النوع الرابع

هو قيام الشخص بحلق مقدمة رأسه، مع إبقاء الشعر كاملاً في باقي الرأس.

ويتبين عند النظر إلى كافة هذه الأنواع أن القزع إذا وقع في أي جانب من جوانب الرأس يُعد من الأمر المنهي عنه في الشريعة الإسلامية؛ فما دام المرء قد حلق بعض شعر رأسه وأبقى على بعض الجوانب الأخرى من الشعر فقد دخل ضمن القزع المنهي عنه.[٦]

الفرق بين القزع والتخفيف

يفترق القزع عن التخفيف بعدّة أمور من حيث المفهوم، والحكم والمظهر، وسيتم التفريق بين القزع والتخفيف فيما يأتي:[٦]

  • من حيث المفهوم

يقصد بالقزع؛ استئصال بعض الشرع بشكل كامل، أو بشكل قريبٍ من الاستئصال، أما التخفيف فيكون بتقليل كمية الشعر وكثافته فقط.

  • من حيث الحكم

القزع من الأمور المكروهة في الشريعة الإسلامية، فقد ثبت النهي بشكل صريح عن القزع في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، أما التخفيف فهو من الأمور المباحة

  • من حيث المظهر

تظهر فروة الرأس في القزع المنهي عنه، أما في حال التخفيف فإن فروة الرأس تبقى مغطاة بالشعر.

المراجع

  1. ^ أ ب رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5920 ، صحيح.
  2. ديبان الديبان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 493. بتصرّف.
  3. ابن عثيمين، الشرح الممتع على زاد المستقنع، صفحة 167. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 165. بتصرّف.
  5. ابن عثيمين، الشرح الممتع على زاد المستقنع، صفحة 167. بتصرّف.
  6. ^ أ ب عبد الله الروقي، اللباب شرح فصول الآداب، صفحة 112. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :

42 مشاهدة