كل ما يهمكَ معرفته حول القزع

كل ما يهمكَ معرفته حول القزع
كل ما يهمكَ معرفته حول القزع

تعريف القزع

حث الشارع الحكيم الشاب المسلم على التفرد بقيمه ولباسه وشكله عن باقي الأمم، وللتعرف على القزع وحكمه، لا بد من معرفة معناه اصطلاحاً: ويعني السحاب المتفرق، فيقال لا يوجد في السماء قزعة، أي جزء من غيم، أما اصطلاحاً: فيقصد به حلق بعض الرأس وترك مواضع أخرى مليئة بالشعر.[١]

وقد ذكر ابن عمر -رضي الله عنهما- تعريف القزع في الحديث الثابت: (قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: قُلتُ: وما القَزَعُ؟ فأشَارَ لَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قالَ: إذَا حَلَقَ الصَّبِيَّ، وتَرَكَ هَاهُنَا شَعَرَةً، وهَاهُنَا وهَاهُنَا، فأشَارَ لَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ إلى نَاصِيَتِهِ وجَانِبَيْ رَأْسِهِ).[٢]

حكم القزع

اتفق الفقهاء على كراهة القزع؛ وذلك لنهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن القزع في مجموعة من الأحاديث الثابتة في السنة النبوية، وترجع العلّة في النهي عن القزع للصغار والكبار على حد سواء إلى سببين رأسيين، وهما كما يأتي:[٣]

  • تغير وتبديل في خلق الله -تعالى-؛ فالله -سبحانه وتعالى- كرم الإنسان وجملّه بالشعر، وأمره يتسريحه والاعتناء به.
  • تشبه في أهل الكفر؛ وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن تشبه المسلم بأهل الكفر، فالمسلم له قيمه الإسلامية الراسخة التي تنعكس على شكله ولباسه.

الأحاديث التي ذكرت القزع

ثبت في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تنهى عن القزع، وسنذكر بعضها فيما يأتي:

  • ثبت عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: (سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يَنْهَى عَنِ القَزَعِ).[٢]
  • ثبت عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: (أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- رأى صبيًّا قد حلَقَ بعضَ شَعرِه وترَكَ بعضَه؛ فنهاهم عن ذلك، وقال: احلِقوه كلَّه، أَوِ اتركوه كلَّه).[٤]

أحكام حلق الرأس للرجل

تتعدد أحوال حلق الرجل لشعر رأسه؛ فمنه ما هو سنة باتفاق الفقهاء، ومنه ما هو مباح باتفاق الفقهاء، ومنه بعض الأحوال التي تعددت آراء العلماء فيه، وسنذكر هذه الأحوال بأحكامها فيما يأتي:[٥]

  • الحلق في الحج والعمرة

أمر الله -سبحانه وتعالى- المسلمين بحلق الشعر في مناسك الحج والعمرة، وحثهم على ذلك، وقد ثبت ذلك في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وإجماع علماء الأمة، قال -تعالى-: (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ).[٦]

  • الحلق عند الحاجة

تتغير أحوال الإنسان، وقد يضطر في بعض الأحيان لحلق شعر رأسه؛ وذلك للتداوي والشفاء، وذلك مشروع في القرآن الكريم والسنة المطهرة، وإجماع أهل العلم، وقد رخص الله -تعالى- للمحرم حلق رأسه إذا كان به أذى؛ وذلك لدفع ورفع الضر عنه.

  • الحلق على وجه التدين والزهد

قد يظن البعض أن حلق بعض الرأس أو تركه دليل على الزهد والتدين، وهذا مما لم يأمر به الله -تعالى-، ولا رسوله الكريم، فهو ليس بواجب ولا مستحب، ولم يفعله أحد من الصحابة والتابعين، ولم يقل به أحد من علماء الأمة.

  • الحلق في غير النسك والحاجة

ذهب الحنفية والشافعية إلى القول بإباحة حلق شعر الرأس، وذلك استناداً لما ثبت في السنة النبوية بأن النبي الكريم أخبر عندما رأى صبية قد حلقوا شعر رأسهم؛ بحلق جميع الرأس أو تركه كله، ونهيه عن القزع.

المراجع

  1. دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 498. بتصرّف.
  2. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5920، صحيح.
  3. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1461. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4195، صحيح.
  5. "أحوال حلق الرأس وأحكامها"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/7/2022. بتصرّف.
  6. سورة الفتح، آية:27

فيديو ذو صلة :

74 مشاهدة