ما علاج مرض السرطان

ما علاج مرض السرطان
ما علاج مرض السرطان

مرض السرطان

ضمن العمليّة البيولوجيّة الطبيعيّة للجسم، فإنّ الخلايا تنقسم لتكرّر نفسها وتتكاثر لتُكمل دورة حياتها الطّبيعيّة، وفي نهايتها تهرم وتتلف لتحل محلّها أخرى جديدة، وعندما يصاب الجين المسؤول عن إعطاء أوامر بالتوقّف عن النّمو للخلايا بطفرة جينيّة تضطرب هذه الخلايا ولا تعرف متى تتوقّف أو تهرم، فتستمر بالتّكاثر أسرع من الطّبيعي دون توقّف لتنتج خلايا أكثر من المعدّل الطبيعي المفترض، وتنتشر إلى الأنسجة المحيطة، وتشخّص الحالة على أنّها سرطان، فالسّرطان عبارة عن كتل من الأنسجة المتراكمة، تبقى فيها الخلايا القديمة الهرمة حيّة ولا تموت بجانب إنتاج خلايا جديدة، مما يسبّب تشكّل أورام خبيثة تتعدّى على الأنسجة المحيطة وتغزوها، وتتغذّى على حصّتها من الأكسجين والعناصر الغذائيّة اللاّزمة لمدّها بالطّاقة للتكاثر؛ لتمنع هذه العناصر عن خلايا الأنسجة المحيطة مما يسبّب تلفها وموتها، ويمكن للأورام الخبيثة أو السرطانيّة الانتشار إلى أماكن بعيدة عن مكان وجودها الأصلي عن طريق الدّم أو الجهاز اللّيمفاوي، مما يسبّب انتشار السّرطان وتكوّن أورام خبيثة في أنحاء مختلفة من الجسم، وتختلفُ أنواع السّرطانات، فمنها ما يكون واضحًا ويسبّب ما يُعرف بالورم السّرطاني، ومنها ما لا يكون ظاهرًا؛ مثل سرطان الدم أو اللوكيميا، وبعض الأنواع تؤدي إلى نمو متسارع في الخلايا دون أن تنقسمَ، ومنها ما يؤدي إلى تسارع في انقسام الخلايا.[١][٢] وقد يتساءل البعض عن دور الجهاز المناعي في مهاجمة الخلايا السّرطانيّة على اعتبار أنّها ذات نشاط شاذ وغير طبيعي، والإجابة هنا أنّ الخلايا السرطانيّة تمتلك القدرة على مناورة الجهاز المناعي والاختباء منه، بل بعض الخلايا السرطانيّة تستخدم جهاز المناعة للبقاء على قيد الحياة، وتستمد منه قدرتها على التكاثر والنّمو وغزو الأنسجة المحيطة. [١]


علاج مرض السرطان

عند تشخيص الحالة بالإصابة بالسّرطان، أول خطوة في العلاج هي تحديد مرحلة المرض التي على أساسها يختار الطّبيب المعالج خيارات العلاج المتاحة، ومن الضّروري إجراء فحص دوري منتظم للأشخاص الذين ترتفع احتماليّة إصابتهم بالسّرطان بسبب عوامل وراثيّة بوجود أفراد من العائلة مصابين بالسّرطان، أو من سبق لهم الإصابة بالسّرطان والشّفاء منه؛ لأنّ احتماليّة عودته واردة، أو أولئك المعرّضين لظروف عمل تحتّم عليهم التعرّض للمواد الكيميائيّة أو الإشعاعات الضّارة، [٣]، ويمكنُ علاجُ السّرطان بالكثير من الطّرق والتي يمكن أن يتعافى عليها الجسم، ومن هذه الطّرق ما يلي:[٤]

  • العلاج الكيميائي: يمنع هذا العلاج الخلايا السّرطانيّة من الانتشار ويبطئ من نموها وقد يقتلها، ويظهر لهذا العلاج الكثير من الأعراض الجانبيّة؛ لأنّه يقتلُ الخلايا التي تنمو بسرعة في الجسم كالخلايا الموجودة في الدّم وخلايا الفم وخلايا الشعر، ويوجدُ أكثر من 100 نوعٍ من أدوية العلاج الكيماوي.
  • العلاج الإشعاعي الخارجي: يهاجم الخلايا السّرطانيّة من خلال جسيمات عالية الطاقة كالبروتونات، ويقتلُ هذا العلاج الخلايا السّرطانيّة مباشرةً دون أن يضرَّ بالخلايا الأخرى.
  • العلاج الإشعاعي الموضعي: وذلك بزرع مادة مُشعة بحجم حبّة الأرز تحت الجلد في مكان الورم، إذ يقتل الإشعاعُ الخلايا السّرطانيّة، وعند وضع هذه القطعة المُشعة يجب على الشّخص البقاء وحيدًا لفترة حتى لا يضرَّ الآخرين.
  • الجراحة : تستخدمُ هذه الطّريقة عند وجود ورم في منطقة واحدة في الجسم، إذ يُستأصلُ الورم أو جزء منه من خلال شقّ الجلد واستئصال الورم.
  • الجراحة الباردة: يستخدمُ غاز النيتروجين أو الآرغون في تجميد الخلايا السّرطانيّة، وتستخدم هذه العملية في علاج الحالات المبكرة من سرطان الجلد.
  • زرع الخلايا الجذعية: تُقتلُ الخلايا الجذعية الخلايا السرطانية وتُوضع في الجسم عن طريق نقل الدم.
  • العلاج المناعي: ساعد هذا العلاج الجهاز المناعي على تحديد الخلايا السّرطانيّة، الأمر الذي يساعد الجهاز المناعي على التّخلص من السّرطان، ويمكن أخذ هذا العلاج من خلال الكبسولات أو مرهم أو من خلال القسطرة.

وتنقسم أهداف علاج السرطان حسب المريض وحالته الصحية، وهي كالتالي:

  • مرحلة العلاج: وهي المرحلة التي تمكّن مصاب السّرطان بتلقّي العلاج اللّازم ليعيش حياة طبيعية، وهو ما يعتمد عليه نوع السّرطان ومرحلته.
  • مرحلة العلاج الأولي: وفيها تستخدم خيارات علاجيّة لقتل الخلايا السّرطانيّة، مثل:[٣]
  • مرحلة العلاج المساعد: الذي يهدف إلى قتل الخلايا السّرطانيّة التي قد تبقى على قيد الحياة بعد العلاج الأولي بالجراحة، أو العلاج الكيماوي أو الإشعاعي لتقليل احتماليّة عودة السّرطان، وتتضمّن خيارات العلاج المساعد العلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الهرموني.[٣]
  • مرحلة العلاج التّلطيفي: يهدف إلى توفير الراحة للمرضى من الألم والأعراض الأخرى بغض النظر عن التشخيص أو مرحلة المرض، وذلك لتحسين نوعية الحياة لكلّ من المرضى وعائلاتهم.[٣]


أسباب مرض السرطان

يسبّبُ السّرطان كلّ ما يؤدي إلى نمو الخلايا بصورةٍ غير طبيعيّةٍ، وبعض أسباب السّرطان ما زالت مجهولةً، وبعضها جرى اكتشافه، وتُعدُّ معرفةُ الأسباب الأوليّة للسّرطان مُهمةً شبه مستحيلة، ولكن كشفت بعض الدّراسات الطّبيّة بعض الأسباب والتي ليست بالضّرورة أن تسبّب السّرطان لكلّ الأشخاص، ومنها:[٥]

  • التعرّض للمركبات الكيميائيّة أو السامة: يؤدي التّعرّض لبعض المواد الكيميائيّة أو السامة مثل؛ البنزين، والنيكل، والكادميوم، والكلوريد الفينيل، والتبغ، إلى الإصابة بالسرطان.
  • التّعرّض للإشعاعات الأيونيّة: ويندرجُ تحت هذا المُسمى كلٌّ من اليورانيوم، والرادون، والأشعة فوق البنفسجيّة، وإشعاعات ألفا وبيتا وغاما، والأشعة السّينيّة.
  • بعض الفيروسات والبكتيريا المُسبّبة للأمراض: تؤدي بعض مُسبّبات الأمراض إلى الإصابة بالسّرطان مثل؛ فيروس الورم الحليمي، وفيروس التهاب الكبد، وفيروس القوباء، والبلهارسيا البكتيرية.
  • الجينات: ترتبطُ بعض أنواع السّرطانات بالجينات البشريّة ومنها؛ سرطان الثدي، وسرطان القولون، وسرطان البروستات، وسرطان الجلد.

وتزداد نسبة الإصابة بالسرطان عند التّعرّض لهذه المُسبّبات، ولكن ليس بالضّرورة إذ يتعرّض بعض الأشخاص للإشعاعات ولكن لا يصابون بالسّرطان، وقد تُضافُ كلٌّ من اللحوم الحمراء والمعلبة إلى المواد التي قد تسبّب السرطان، وقد صُنّفت الهواتف النّقالة كمسببٍ للسّرطانات في عام 2011 من قبل منظمة الصّحة العالمية بعد عدّة دراسات أجرتها المنظمة.


أعراض السرطان

تختلفُ أعراضُ السّرطان حسب مكان الإصابة، ويفضّل زيارة الطّبيب عند ظهور الأعراض التالية:[٥]

  • تغير في عادات الأمعاء والمثانة.
  • التهاب الحلق المزمن.
  • نزيف أو إفرازات غير طبيعيّة مثل؛ إفراز الحلمات.
  • ظهور كتلة أو ورم في الصّدر أو الخصيتين أو في أيّ مكان.
  • عسر الهضم أو صعوبة في البلع.
  • تغير واضح في حجم ولون وشكل البثور أو الشامات.
  • سعال مزعج وبحة في الصوت.
  • فقدان غير طبيعي في الوزن، وفقد الشهية.
  • وجع في العظام غير مسبوق.
  • إعياء وتقيؤ مستمران.
  • حمّى من الدّرجة المتوسطة.
  • عدوى متكررة.

وليس بالضرورة أن تدلَّ هذه الأعراض على السّرطان مباشرةً، إذ يمكن أن تحدثَ من أمراض أخرى.


الاختلاف بين الخلايا السرطانية والخلايا الطبيعية

الفرق الأساسي بين الخلايا السّرطانيّة والخلايا الطّبيعيّة، هو أنّها أقل تخصّصًا من الخلايا الطّبيعيّة، وهو السّبب الكامن وراء تكاثر الخلايا السرطانيّة بسرعة دون توقّف، وذلك عندما تصل الخلايا الطّبيعيّة للنّضج فإنّها تهرم وتموت، وهو عكس الخلايا السرطانيّة، بالإضافة إلى عدم تجاوب الخلايا السرطانيّة للإشارات المرسلة إليها بالتوقّف عن الانقسام والوصول إلى مرحلة موت الخلايا المبرمج، وهي المرحلة الأخيرة من حياة الخلايا الطّبيعيّة، وفيها يستطيع الجسم التخلّص من الخلايا غير الضّروريّة، وهو ما لا يحدث في الخلايا السرطانيّة.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "What Is Cancer?", cancer, Retrieved 2019-7-8. Edited.
  2. Rachel Nall (12/11/2018), "What to know about cancer"، medical news today, Retrieved 13/1/2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Cancer", mayoclinic, Retrieved 2019-7-8. Edited.
  4. "Cancer Treatment Types", WebMD,25-1-2018، Retrieved 13-1-2019. Edited.
  5. ^ أ ب Charles Patrick Davis (2/8/2018), "Cancer"، medicinenet, Retrieved 13-1-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :