لماذا سميت جزر القمر بهذا الاسم

لماذا سميت جزر القمر بهذا الاسم
لماذا سميت جزر القمر بهذا الاسم

جزر القمر

جزر القمر هي دولة جزرية ذات سيادة في المُحيط الهندي تقع جنوب شرق قارة إفريقيا وهي مجموعة من الجزر تقع في قناة موزمبيق التي تفصل مدغشقر عن قارة إفريقيا، وتتكون جزر القمر من أربع جزر وهي غراند كومور وأنجوان وموهيلي وأخيرا جزيرة مايوت التي لا تزال تحت الإدارة الفرنسية، وتبلغ مساحة جزر القمر 2171 كيلومتر مربع وتقسم أراضيها إلى جزر بركانية وجبال شديدة الانحدار وتلال منخفضة، ويعد البركان النشط لو كارتالا أعلى نقطة في الجزر ويبلغ أرتفاعه 2360 مترًا، وبلغ عدد سكان جزر القمر حوالي 770 ألف نسمة في عام 2015م ويُصنّفون لمجموعات عرقية مختلفة هي الأنتالوتي وكافري وماكاو وأويماتساها وساكالافا، ويشكل المسلمون السُنّة منهم حوالي 98% ويمثل الروم الكاثوليك نسبة 2%، ويعد الإسلام هو الديانة الرسمية للبلاد، ويتحدث سكان جزر القمر لغة جزر القمر السواحلية، كما يتحدث السكان الفرنسية والعربية، وقد حصلت جزر القمر على استقلالها من فرنسا في 6 يوليو 1975م إلا أن مايوت لا تزال تحت الإدارة الفرنسية وذلك من خلال استفتاء أجرته البلاد.[١]


لماذا سميت جزر القمر بهذا الاسم

لمعرفة كيف جاءت تسمية جزر القمر بهذا الاسم لا بد مع معرفة تاريخ جزر القمر والثقافات التي سكنت تلك المنطقة والذين أطلقوا عليها هذه التسمية، إذ لعبت جزر القمر دورًا مهمًا عبر التاريخ وذلك يرجع لموقعها المهم الواقع على مفترق الطرق بين قارة إفريقيا ومدغشقر والدول العربية، ومع مرور الزمن ظهرت ثقافة ولغة فريدة في المنطقة من هذه الجذور المختلفة، وتدل الآثار على وجود المستعمرات البشرية المؤقتة في جزر القمر منذ عام 1000 قبل الميلاد، أما أول دليل على الوجود الدائم يعود للقرن الثامن الميلادي، وكان السكان الأصليون من أصول إفريقية والشعوب الأسترونيزية التي استعمرت مدغشقر.

أصبحت جزر القمر ميناء هامًا للتجارة بين العالم العربي ومدغشقر وآسيا والساحل الشرقي لإفريقيا ونتج عن ذلك الثقافة السواحيلية، وكانت جزر القمر معروفة قديمًا للبحارة العرب؛ إذ ظهرت على خرائطهم قبل فترة كبيرة من اكتشاف الأوروبيين لها ومن هنا جاءت تسمية جزر القمر؛ إذ أطلق عليها العرب هذا الاسم والذي جاء من كلمة (قمر) العربية، وحسب الخرائط القديمة فقد كانت هذه التسمية تنسب لمدغشقر قبل أن تصبح اسمًا لجزر القمر، وكان الأوروبيون الأوائل الذين اكتشفوا الجزيرة هم من البرتغاليين؛ فقد اكتشفوا جزيرة القمر الكبرى في عام 1529م.

وجلب البحارة العرب الإسلام الى جزر القمر وذلك في القرن الخامس عشر ثم تبعهم المستوطنون الشيرازيون الذين جاءوا من إيران وأثروا في مجتمعها بشكل كبير في القرنين الخامس والسادس عشر وبنوا المساجد، وتمكنت فرنسا من جعل جزيرة مايوت وهي واحدة من جزر القمر مستعمرة فرنسية في عام 1841م، وفي عام 1908م أصبحت جميع جزر جزر القمر مستعمرة فرنسية واحدة، ثم أصبحت الجزر تحت سيطرة مدغشقر من عام 1912م وحتى استقلالها في عام 1960م، ثم حدث استفتاء في جزيرة مايوت لتبقى جزءًا من الأراضي الفرنسية، ولا تزال مايوت تحت الإدارة الفرنسية وما زالت حكومة اتحاد الجزر تطالب بالسيادة على جزيرة مايوت.[٢]


معلومات عن جُزُرِ القمر

طبيعة ومناخ جزر القمر

أقل من سدس أراضي جزر القمر مغطاة بالغابات ولكنّها تُهدّد بالزّوال، نتيجة للاستهلاك المحلي من الحطب مما يقلل الأراضي الحرجية في الجزر، وفي المناطق الساحلية توجد أشجار المنغروف وجوز الهند والمانجو والموز، وتوجد أشجار الماهوجني والأوركيد بشكل أساسي على المنحدرات الوعرة للجبال، وفي أعلى القمم يوجد الخلنج والأشنة والمكنسة، كما توجد بعض النباتات العطرية في الجزر مثل؛ فرانجيباني والياسمين وعشبة الليمون، أما فيما يخص الحياة الحيوانية على الجزر فإنها تشبه الحياة الحيوانية في مدغشقر.

وتوجد في الجزر طيور برية وأنواع من الليمور وخفافيش الفاكهة، كما تكثر السلاحف على سواحل الجزر، كما تعد مياه الجزر من مواطن السيلكانث وهي سمكة نادرة كان يعتقد أنها انقرضت، كما تضم الجزيرة السحالي الصغيرة والزباد وسرطان البحر العملاق، ومع التزايد في أعداد السكان على الجزر أصبحت بعض الأنواع تحت خطر الانقراض، أما فيما يخص مناخ الجزر فهو مناخ استوائي يتمتع بموسمين واضحين؛ الأول بارد وجاف يمتد بين شهري مايو وأكتوبر، والثاني دافئ ورطب ويمتد بين شهري نوفمبر وإبريل، وفي شهر نوفمبر تجلب الرياح الموسمية الصيفية أعلى درجات الحرارة بعد الظهر وتصل حوالي 33 درجة مئوية، ويحدث أعلى هطول للأمطار في شهر يناير ويبلغ حوالي 11-15 بوصة بينما يتراوح متوسط هطول الأمطار السنوي بين 43-114 بوصة، ويعد موسم الأمطار هو الموسم الأكثر تكرارًا للأعاصير المدارية، وتنخفض درجات الحرارة القصوى اليومية في موسم الجفاف إلى أدنى مستوياتها وتصل إلى 29 درجة مئوية في شهر يوليو.[٣]

اقتصاد جزر القمر

تتكون جزر القمر من عدة جزر لا تربط بينها مواصلات كافية ويزداد عدد سكانها بسرعة بينما مواردها الطبيعية قليلة، كما ترتفع فيها البطالة، ويقدر نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي فيها حوالي 700 دولار أمريكي وبهذا تعد واحدة من أفقر دول العالم وأقلها نموًا، وبالرغم من اختلاف تكوينات التربة من جزيرة إلى أخرى إلا أن معظم أراضيها غير مناسبة للزراعة، ويكسب معظم السكان رزقهم من الزراعة وصيد الأسماك، وتشكل الزراعة بما في ذلك صيد الأسماك القطاع الرائد في الاقتصاد إلا إنها لا تعد دولة مكتفية ذاتيًا في إنتاج الغذاء.

وتوفر الزراعة حوالي 40% من الناتج المحلي الإجمالي وقرابة 80% من الأيدي العاملة في البلاد، أما قطاع الثروة الحيوانية فهو صغير ويضم 47 ألف رأس ماشية و120 ألف ماعز و13 ألفًا من الأغنام، وبلغت مساحة الغابات في عام 2000م حوالي 200 ألف هكتار وبلغ إنتاجي الأخشاب في عام 2003م حوالي 9 آلاف متر مكعب، أما فيما يخص الصناعة فالصناعات الرئيسية في البلاد كانت خاضعة للسيطرة الفرنسية بالكامل تقريبًا ومن هذه الصناعات تحضير الفانيليا والأيلنغ ولكن مع إغلاق المزارع غير المربحة أقام المزارعون الأفراد العديد من معامل التقطير الصغيرة غير الفعالة، أما فيما يخص السياحة فكانت جزر القمر تحتوي على حوالي 100 غرفة فندقية إلا أن الكثير من الأمور عرقلت السياحة في هذه الجزر الجميلة ومنها عدم الاستقرار السياسي، كما أعاقت الحاجة إلى استيراد معظم مواد البناء والمواد الاستهلاكية نمو السياحة.[٤]


قد يُهِمُّكَ

تُعدُّ جزر القمر من المناطق التي تتعرض لكوارث طبيعية كثيرة ففي يوم20 إبريل 2012م غمرت الأمطار جزر القمر مما تسبب في أسوأ الفيضانات منذ عقود، وأدى هطول الأمطار الغزيرة إلى انهيارات أرضية وانهيار الجسور وفقدان الماشية وتلوث خزانات مياه الأمطار وعزل العديد من المناطق وإعاقة إخلاء المجتمعات المتضررة وقتل 4 أشخاص، وإصابة 83 بجروح بالغة، كما دمر 175 منزلًا بالكامل، وفقدت 307 منازل أسطحها، وغمر 1774 منزلًا بالمياه، وتأثر حوالي 64.987 شخصًا بشكل مباشر جراء هذه الكارثة أي ما نسبته 8% من إجمالي السكان، كما فقد معظم صغار المزارعين محاصيلهم، وبعد ستة أشهر من الفيضانات تحسنت أوضاع البلاد بشكل ملحوظ .[٥]


المراجع

  1. "___ Comoros", nationsonline, Retrieved 2020-5-19. Edited.
  2. "HISTORY OF THE COMOROS", britannica, Retrieved 2020-5-19. Edited.
  3. "Comoros", britannica, Retrieved 2020-5-19. Edited.
  4. "Economy and Business Opportunities from Comoros", globaltenders, Retrieved 2020-5-19. Edited.
  5. "Comoros: Floods - Apr 2012", reliefweb, Retrieved 2020-5-19. Edited.

فيديو ذو صلة :