من هو القائد الذي فتح جزيرة صقلية

• ذات صلة
• جزيرة آيانابا
• أين تقع جزيرة صقلية

جزيرة صقلية

صقلية هي جزيرة إيطاليّة، ومن أكبر جزرِ البحر الأبيض المتوسط، وكانت الجزيرةُ في مرحلة تاريخيّة معيّنة دولةً قائمةً بذاتها، واسمها الرّسمي هو منطقة الحكم الذاتي؛ لأنَّها كانت مستقلةً في الحكم في المملكة الإيطاليّة، وتتمتع صقلية بموقع استراتيجيٍّ نظرًا للطّرق التّجارية المتوسطة فيها، وما يُميّز صقلية أيضًا ثقافتها الغنيّة والفريدة من نوعها؛ وخاصةً فيما يتعلق بالفنون والموسيقى والأدب والمطبخ والعمارة واللغة، إذ إنّها وُصفت بأنها أعظم وأجمل مدينة في اليونان القديمة، وتبلغ مساحة صقلية حوالي 25,460 كم مربع؛ فهي أكبر الأقاليم الإيطاليّة من حيث المساحة، ويبلغُ عدد سكانها أكثر من خمسة ملايين نسمة.^[١]

القائد الذي فتح جزيرة صقلية

القائد الذي فتح جزيرة صقلية وقاد الحملة للفتح؛ هو أسد بن الفرات الفقيه المُتميّز بالعالم بأمور الدّين والقاضي العادل وأمير المجاهدين وهذه مجموعة من المعلومات عنه:^[٢]

• اسمه ونشأته: هو أبو عبد الله أسد بن الفرات بن سنان، ولد أسد بن الفرات في عام 142 هـجرية في مدينة حران في بلاد الشام، وانتقل ابن الفرات في صغره إلى بلاد المغرب العربي، مع أبيه في عام 144 هـجرية؛ إذ كانت نشأته وبداية حياته في مدينة القيروان، وأنشأهُ والده على حبِّ الله والدين وتعلم القرآن والسّنة وأصبح معلمًا للقرآن الكريم وهو في عمر الثامنة عشر من عمره.
• تعليمه: حفظ أسد بن الفرات القرآن الكريم وهو مازال صغيرًا، وبدأ في دراسة علوم الفقه والحديث وكان نهجهُ في أمور الدّين والعلم، وإعمال العقل والفكر، ومن أهمِّ الأمور التي أَثرَت على علمه وفقهه؛ حضوره لمجالس العلم ومجالسة العلماء، ورجال الدّين، فقد تلقى تعليمًا على يدِّ الإمام أنس بن مالك، وحرص على حضور مجالسه وحفظ أحاديثه، وفي العراق التقى بتلاميذ الإمام أبي حنيفة النّعمان وأكمل تعليمه على أيديهم.
• أهم أعماله: وفيما يأتي أهم أعمال أسد بن الفرات:
  • حارب أسد بن الفرات البِدع والضّلالات، وعُرف عنه حرصه الشّديد على تطبيق السّنة النبوية، ونشر التّعاليم الصّحيحة للدين الإسلامي، ومحاربة البدع والبعد عن كل ما هو دخيل على الدين.
  • جهاده في سبيل الله: فقد كان أسد بن الفرات مجاهدًا مغوارًا لا يهاب، يُحب الجهاد في سبيل الله، إذ إنّه شاركَ في كثيرٍ من الفتوحات، من أهمّها فتح جزيرة صوقرة، ومن أبرز ما ذكره التاريخ عنه مشاركته في فتح صقلية؛ وكان عمره وقتها يناهز السبعين عامًا، فلم يمنعه ذلك من المشاركة في الفتح والالتحاق بالجيش لفتح صقلية، في معركة صقلية برزت بطولاته فكان له صولاتٌ وجولاتٌ في هذه المعركة.
  • عمل ابن الفرات قاضيًا في وقت من الأوقات التي حُكمت فيها الدولة العباسية.
• وفاته: أثناء معركة صقلية قام بعض الأعدء بمُساومته للانضمام إلى صفوف العدوِّ؛ لأجل تحقيق مصالح ومنافع مشتركة، فرفض ابن الفرات العرض أسوةً بالنبي صلى الله عليه وسلم، واستمرَ في فتوحاته؛ إذ تمكن من فتح سرقوسة وبلرم وغيرهم، وقد كان ابن الفرات يُحارب بنفسه رغم تقدمه في السّن، وكان يخطب في الجيش ويرفع من معنوياته وعزيمته، إلى أن انتشر وباءٌ قضى على الكثير من المسلمين وكان أسد بن الفرات من بينهم توفي رحمه الله وهو يدافع عن الإسلام والمسلمين، عام 213 هجرية.

الفتح الإسلامي للجزيرة بقيادة أسد بن الفرات

حرص قادة المسلمين على فريضة الجهاد في سبيل الله؛ لنشر رسالة التّوحيد، ومن أجل تأمين حدود دولتهم من أيِّ عدوانٍ خارجيٍ محتمل، وكانت وجهتهم هي كل البلاد لنشر الإسلام، فعندما قرروا غزوَ جزيرة صقلية كان عليهم بدايةً التّحلل من الهدنة التي مازالت قائمةً بين أفريقيا وصقلية، فجمع زيادة الله الأغلبي والي تونس وجوه القيروان وفقهائها وكان من بينهم أسد بن الفرات؛ لاستشارتهم في الأمر، وبعد نقاش الفقهاء واختلاف في وجهات نظرهم، أفتى الشّيخ القائد أسد بن الفرات بالغزو، وذلك بعد أن يتحللوا من الهدنة التي كانت بينهم وبين صقلية، بذريعة وجود أسرى لدى حكام صقلية، ولم يتم الإفراج عنهم إلى ذلك الوقت، فكان ابن الفرات صاحب المشورة بالغزو، وكذلك أسندت قيادة الحملة إليه، وقاد ابن الفرات أسطولًا ضخمًا يضمُّ نحو مئة مركبة، من مدينة سوسة بتاريخ العاشر من ربيع الأول عام 212 هـجرية، ففتح الجزيرة وحكم فيها، ودام حكم المسلمون للجزيرة قُرابة 264 سنةً، وبالرّغم من هذه الفترة الزّمنية القصيرة بالمقارنة مع الفترة الزمنية في حكم بلاد الأندلس؛ إلا أنّهم تركوا بصمةً واضحةً في معالم الحياة هناك؛ وبقيت آثارُ هذه الفترة الزّمنية باقيةً إلى الوقت الحالي.^[٣]

المراجع

1. ↑ "Sicily", britannica, Retrieved 6-4-2020. Edited.
2. ↑ "أسد بن الفرات أشهر قادة العرب"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2020. بتصرّف.
3. ↑ "أسد بن الفرات .. فاتح جزيرة صقلية"، alwaei، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2020. بتصرّف.