نقص التروية
نقص التروية، أو ما يُعرف بالإقفار، أو الإسكيمية (Ischemia)، وهي عبارة عن قصور واحتباس قد يكون نسبيًا أو مطلقًا لتدفق الدم اتجاه جميع أنسجة الجسم، الأمر الذي ينتج عنه نقص في سكر الدم (الجلوكوز) والأكسجين الضروريان لإتمام العمليات الأيضية الخلوية، ممّا يُحدث خللًا في وظائف هذه الأنسجة، وفي معظم الأحيان يحدث نقص التروية بسبب مشاكل في الأوعية الدموية المسؤولة عن توصيل الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة.
علاج نقص التروية
من الضروري ملاحظة تغيرات الجسم والأعراض باكرًا من أجل الحصول على العلاج في الوقت المناسب قبل التسبب بأضرار كبيرة للجسم، ومن ضمن العلاجات التي قد يصرفها الطبيب مانعات التخثر لمنع حدوث تضخّم في هذه الخثرات، كما يمكن إجراء القسطرة، وذلك بإدخال أنبوب عن طريق الجلد إلى الشريان الفخذيّ، ومن ثم دفعه باتجاه مكان التجلّط.
قد تضطر بعض الحالات الطبيب إلى إجراء بضع للشريان لإزالة التجلط مباشرة (Direct Arteriotomy)، أو اللجوء إلى إعادة التروية في الحالات التي يكون الشريان فيها قد وصل إلى مرحلة التهتك، أو باستئصال الطرف المصاب من خلال الجراحة كحل أخير بعد نفاذ كل الحلول الأخرى، وعند معالجة الحالة؛ إذا رأى الطبيب أن المريض مُعرَض لتكرار هذه الحالة مرة أخرى فإنه قد يطلب منه تناول مضادّات تخثّر طويلة الأمد، لمنع حدوث نقص التروية مرة أخرى.
أنواع نقص التروية
يعتمد نوع نقص التروية على العضو الذي لم يصله الكمية اللازمة من الدم المُحمّل بالأكسجين، كما يأتي:
- نقص التروية القلبية: تحدث هذه الحالة بسبب تصلب الشراين التاجية (Atherosclerosis) الذي يتمثل بتجمع لويحات غنية بالكوليسترول على جدران الشرايين التاجية، وعادة لا تظهر أي علامات أو أعراض على الشخص المصاب في بداية الأمر، إلا أنه عند تطوره لاحقًا قد يشعر المريض بألم حاد في عضلة القلب وهو ألم الذبحة الصدرية، كما قد يشتكي المصاب في مثل هذه الحالات من آلام الرقبة أو الفك، وفي الكتف أو الذراع، إضافة إلى تسارع في نبضات القلب، بجانب الإصابة بضيق في التنفس عندما بذل أي مجهود بدني، يصاحبه قيء وغثيان، وتعرّق، وإرهاق.
- نقص تروية الأمعاء: إذ قد يسبّب نقص تروية الأمعاء الدقيقة أو الغليظة التهاب القولون التقرحي.
- نقص تروية الدماغ: تتراوح الأعراض ما بين شلل الوجه النصفي، أو ضعف في الأيدي أو الساقين، أو الإحساس بالتنميل في الوجه، والدوار، وصعوبة الكلام، وفقدان البصر المفاجئ بحسب نوع الخلايا المصابة، وفي حالات كثيرة يكون نقص التروية حاصلًا لمدة يوم واحد فقط، وقد يستمر لمدة أطول من ذلك.
- نقص تروية الأطراف ويؤدي انسداد بعض الشراين المغذية للأطراف، إلى نقص وصول الأكسجين، إلى عضلات القدمين واليدين، وظهور بعض الأعراض بالألم الشديد في الطّرف المُتضرِّر، والعرج عند المشي، والإصابة بالغرغرينا.