الثآليل التناسلية
تُعد الثآليل التناسلية أحد أكثر أنواع العدوى المنقولة جنسيًا شيوعًا بين الأفراد، ويرجع سبب ظهورها إلى الإصابة بفيروس يُدعى بفيروس الورم الحليمي البشري، الذي يوجد منه قرابة 100 نوع، لكن لا تتسبب جميع الأنواع بظهور الثآليل التناسلية، وفي الحقيقة يُمكن للكثيرين أن يُصابوا بالفيروسات المسببة لهذه الثآليل دون أن يظهر عليهم علاماتٍ دالة على ذلك، لكن في حال ظهرت الثآليل التناسلية فإنها تظهر حول المنطقة التناسلية والشرج، وقد تظهر داخل المهبل، أو الإحليل البولي، أو حتى المستقيم، ومن المعروف أن انتقال الفيروسات المسببة للثآليل التناسلية يجري عبر التلامس الجلدي الحاصل أثناء المعاشرة الجنسية، وقد تظهر الثآليل بعد أسابيع قليلة من ممارسة المعاشرة الجنسية مع شخص آخر مصاب بالمرض أو بعد عدة أشهر، أو قد لا تظهر أبدًا، وللأسف يمكن أن تصيب أنواع معينة من فيروس الورم الحليمي البشري عنق الرحم وتتسبب في حدوث تغييرات في الخلايا قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم بعد سنوات عديدة في حال عجز الجسم عن مقاومة الفيروس والتخلص منه نهائيًا[١].
أسرع علاج للثآليل التناسلية
قد لا يحتاج المصاب أصلًا بالثآليل التناسلية إلى أي علاجٍ في حال لم تتسبب هذه الثآليل بحدوث أعراض ومشاكل مزعجة لديه؛ كالألم والحرقة والحكة، لكن في حال رغب المريض بعلاج هذه الثآليل فإن هناك خياران علاجيان متاحان له؛ يتمثل الخيار الأول بإعطاء الأدوية التي توضع مباشرة على الجلد ومن بين أبرز أمثلتها: دواء الإميكويمود وحمض الخليك ثلاثي الكلور، بينما يتمثل الخيار الثاني بإجراء العمليات الجراحية التي قد يكون مفعولها أسرع وأكثر كفاءة في التخلص من الثآليل التناسلية مقارنة بالأدوية، وعلى أي حال قد لا تتمكن العمليات الجراحية أو الأدوية من القضاء نهائيًا على المرض، وقد تظهر الثآليل التناسلية مرة أخرى بعد مضي بعض الوقت، لكن تبقى العمليات الجراحية قدرة أكثر من الأدوية على التخلص من الثآليل التناسلية، كما أنها الخيار الأفضل لدى النساء الحوامل المصابات بالثآليل التناسلية أيضًا، وعلى العموم تتضمن أبرز الخيارات الجراحية المستخدمة للتخلص من الثآليل التناسلية ما يلي[٢]:
- التجميد باستخدام سائل النيتروجين: يؤدي تجميد الثؤلول بهذه الطريقة إلى دفع أطرافه إلى الانفصال تدريجيًا عن الجلد ليحل محلها خلايا جلد جديدة، لكن البعض قد يُعانون من الآلام والتورم عند الخضوع لهذا النوع من العلاج، كما قد يحتاج المصاب إلى إجراء أكثر من جلسة علاجية للوصول إلى نتائج مرضية.
- الكي الكهربي: بقوم مبدأ الكي الكهربي على استخدام تيار كهربائي لحرق الثؤلول، وهذا بالطبع قد يؤدي إلى شعور المريض ببعض الألم والتورم بعد إجراء العملية.
- الاستئصال الجراحي: تتوفر في مكاتب بعض الأطباء ما يلزم من الأدوات الجراحية التي يُمكن للطبيب استخدامها لاستئصال الثؤلول التناسلي، وقد يضطر الطبيب إلى تخدير المريض تخديرًا موضعيًا أو عامًا عند إجراء عملية الاستئصال.
- العلاجات الليزرية: تستعين العلاجات الليزرية بحزم ضوئية مركزة للقضاء على الثآليل التناسلية، لكن تشتهر هذه العلاجات بتكلفتها الباهظة وعادة تكون مخصصة للبثور صعبة العلاج، وقد تسبب آلامًا وندوب جلدية.
وعلى أي حال تختفي معظم الثآليل التناسلية لوحدها دون الحاجة لأخذ العلاج أصلًا، لكن بعضها قد يستمر بالنمو أحيانًا ويُصبح من الضروري إيجاد حلولٍ لها، كما أن علاج هذه الثآليل يُقلل كثيرًا من خطر انتقال الفيروسات إلى أفراد آخرين، وقد يستطيع المصابون بالثآليل التناسلية الحد من خطر إصابة الأفراد الآخرين بهذه الثآليل عبر الامتناع عن ممارسة المعاشرة الجنسية، واستخدام الواقي الذكري، ونُصح النساء بأخذ المطعوم الخاص بالوقاية من الفيروس الورم الحليمي البشري[٣].
مضاعفات الثآليل التناسلية
يمتاز الفيروس المسبب للثآليل التناسلية بمقدرة استثنائية على تغيير بنية الخلايا المصابة والتسبب بمضاعفات سيئة، منها الآتي[٣]:
- السرطان: يربط بعض الخبراء بين الإصابة بالفيروسات المسببة للثآليل التناسلية وبين الإصابة بسرطانات عنق الرحم، والشرج، والفم، والحلق، والعضو الذكري، لكن بالطبع ليس كل الفيروسات تؤدي إلى السرطان في النهاية.
- مشاكل الحمل: باستطاعة الفيروسات المسببة للثآليل التناسلية أن تنتقل من الأم الحامل إلى جنينها أثناء الولادة، وهذا قد يؤدي إلى إصابة المولود بأحد أنواع الأورام الحنجرية.
المراجع
- ↑ "Genital warts", Better Health,2-2018، Retrieved 11-7-2019. Edited.
- ↑ "Genital warts", Mayo Clinic,9-11-2016، Retrieved 11-7-2019. Edited.
- ^ أ ب Daniel Murrell, MD (21-12-2017), "What you need to know about genital warts"، Medical News Today, Retrieved 11-7-2019. Edited.