محتويات
الثآليل التّناسلية
تعد الثآليل التّناسلية عبارةً عن نتوءات في الجلد تظهر في منطقة الشرج، والخصيتين، والقضيب عند الرجال أو على المهبل أو الشرج عند النساء كما قد تحدث داخليًّا وتصيب منطقة عنق الرحم، والثآليل التناسلية هي أحد الأمراض المعدية ويعدّ من الأمراض الجنسية الأكثر شيوعًا وينتقل عبر الاتصال الجنسي كسبب رئيسي للإصابة، وتظهر الثآليل التناسلية على شكل كروي يشبه القرنبيط وذات حجم كبير أو صغير وفي بعض الأحيان تكون غير واضحة بحجم صغير جدًا، وقد تظهر كمجموعة من الثآليل أو ثؤلول واحد فقط.[١]. ويعد فيروس الورم الحليمي البشري أو فيروس البابيلوما البشري "HBV" العامل الرئيسي الذي يسبب الثآليل التّناسلية، ويوجد أنواع كثيرة من هذا الفيروس تصل إلى 100 نوع، ومنها حوالي 40 نوعًا ينتقل عبر الاتصال الجنسي وقد تساهم في تطور الثآليل التناسلية إلى أورام، وينتقل فيروس البابيلوما البشري عبر الجلد؛ إذ يخترق الخلايا ويبدأ بالتكاثر العشوائي، ممّا يؤدي إلى ظهور الثؤلول وتطوره، ويستطيع هذا الفيروس البقاء فترة أشهر إلى سنوات دون ظهور أي أثر له[٢].
أسباب انتقال الثآليل التناسلية عند الرجال
يعتبر الاتصال الجنسي السبب الرئيسي لانتقال العدوى في معظم حالات المرض، كما يمكن حدوث العدوى من خلال أي ملامسة الجلد للجلد[١]، وقد تسبب الثآليل التناسلية عند الرجل الإصابة بسرطان الشرج أو سرطان القضيب[٣]، وتكون فرصة ظهور الخلايا السّرطانية أكبر إذا كان الرجل المصاب مدخنًا، أو في حال ضعف جهاز المناعة بسبب مرض السكري أو الحمل أو فيروس نقص المناعة البشرية أو من بعض أنواع الأدوية مما يستدعي التدخل الطبي السريع خاصةً عند تغير لون الثآليل وظهور نزيف أو قيح وآلام شديدة مع انتفاخات سواءً في منطقة الشرج أو العضو الذكري[٤]. وعلى أي حال، في أغلب الحالات يبقى بوسع الجهاز المناعي مقاومة الفيروسات المسببة للثآليل التناسلية ومنع ظهور أعراض المرض، ولقد باتت بعض الجهات الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد على احتمالية أن يكون الأشخاص النشطين جنسيًا مصابين بنوع واحد على الأقل من أنواع الفيروسات المسببة للثآليل التناسلية أثناء فترات حياتهم، وتزداد فرص الإصابة بهذه الفيروسات عند الأفراد الذين ينخرطون في أنشطة جنسية مع شركاء متعددين، والأفراد المصابين أصلًا بأمراض منقولة جنسيًا، والأفراد الذين ينخرطون في أنشطة جنسية في أعمار مبكرة من حياتهم[٣].
أهم أعراض الثآليل التناسلية عند الرجال
يُعاني الرجال المصابون بالثآليل التناسلية من ظهور علامات وأعراض كثيرة، منها الآتي[٣]:
- نمو الثآليل التناسلية حول فتحة الشَّرج ومحيط وقمة العضو الذكري وكيس الصفن.
- ظهور تورمات صغيرة ذات لون رمادي.
- عدة ثآليل قريبة من بعضها البعض تأخذ شكلًا يشبه القرنبيط.
- الحكة والشعور بآلام في مناطق الإصابة.
- نزيف عند الجماع.
علاج الثآليل التناسلية عند الرجال
يعتمد علاج الثآليل التّناسلية تبعًا لعوامل عدة؛ كموقع الثآليل وعددها وإذا كانت ظاهرة أو لا، وتعد هذه المشكلة صعبة العلاج عند الثآليل الصغيرة جدًّا غير المرئية وذلك لصعوبة التنبؤ بمناطق وجود هذه الثآليل، ومن بين أهم الطرق المتبعة لعلاج الثآليل التناسلية عند الرجال ما يلي[٥]:
- الكي البارد: ويعتمد هذا النوع من العلاج على استخدام النيتروجين السائل للتجميد؛ إذ تسبب في ظهور بثرة حول الثؤلول، وأثناء شفاء الجلد تزال هذه الآفة الجلدية مما يسمح بظهور جلد جديد.
- الكي الكهربائي: تعد من أفضل الطرق المستخدمة في علاج الثآليل عبر اللجوء للتخدير الموضعي على مناطق الإصابة واستخدام تيار كهربائي لحرق لإزالة الثؤلول.
- الكي الكيميائي: يحرق هذا العلاج الكيميائي الثآليل التناسلية وإزالتها، ويمكن استخدامها للثآليل الداخلية.[٣]
- العلاج بالليزر: وتستخدم أجهزة مختلفة مثل: ليزر ثاني أكسيد الكربون[٦].
- الأدوية الموضعية: تستخدم بعض أنواع من الأدوية للتخلص من الثآليل التناسلية لعدة أيام كل أسبوع ويمكن أن تجرى في المنزل أو في عيادة الطبيب.
- التدخل الجراحي: وتستخدم هذه الطريقة في حالات معينة عبر إزالة الثآليل التناسلية جراحيًا، وعادةً ما يضطر الطبيب إلى استخدام تخديرًا موضعيًا أثناء ذلك.
وعلى العموم، تختفي معظم الثآليل التناسلية الشائعة دون الحاجة أصلًا لأخذ علاجاتٍ طبية خلال 6-12 شهر، بينما قد يلزم استخدام بعض العلاجات الطبية لأسابيع وربما أشهر من أجل التخلص من هذه الثآليل عند حالات أخرى، وتبقى العلاجات الجراحية هي العلاجات الأنسب والأكثر مقدرة على إزالة الثآليل بسرعة، بينما قد يحتاج المريض إلى زيارة الطبيب لأكثر من مرة عند الرغبة بتجربة أنواع أخرى من العلاجات، لكن لن يكون الطبيب قادرًا على ضمان عدم عودة الثآليل التناسلية بعد إزالتها؛ لأن من الصعب التخلص نهائيًا من الفيروسات القاطنة في الطبقات الداخلية في الجلد[٧].
الوقاية من الثآليل التناسلية
لا بد من اتباع طرق الوقاية المناسبة لحماية النفس من الإصابة بالثآليل التناسلية؛ لأن التخلص من الفيروسات المسببة لهذه المشكلة هو أمرٌ شبه مستحيل بعد الإصابة بها، ويُمكن تقليل فرص الإصابة بالثآليل التناسلية عبر الحرص على استعمال الواقي الذكري قدر المستطاع وإحالة المصابين إلى طبيب مختص بالأمراض الجنسية من أجل تقديم العلاج لهم، أما بالنسبة إلى مسألة وجود مطعوم أو لقاح للوقاية من الفيروسات المسببة للثآليل الجنسية، فإن التقارير الرسمية تشير إلى موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 2006 على طرح مطعوم لوقاية الرجال والنساء بأعمار 9-26 سنة من هذه الفيروسات، ولقد نجح هذا المطعوم في مكافحة أربعة أنواع مختلفة من الفيروسات المسببة للثآليل الجنسية عند النساء اللواتي لم يتعرضن من قبل لهذه الفيروسات، كما وُصف هذا المطعوم بأنه آمن على الصحة وغير مسبب للكثير من المشاكل، لكن فاعليته تبقى محدودة للغاية عند الأفراد المصابين أصلًا بالفيروسات، ومن المستحيل أن يكون بوسعه مقاومة جميع أنواع الفيروسات المسببة للثآليل التناسلية[٢].
مضاعفات الثآليل التناسلية
تتسبب الثآليل التناسلية في حصول مضاعفات سيئة للغاية في حال إهمال علاجها نهائيًا، منها[٣]:
- الإصابة بالسرطان: ربط الخبراء بين الإصابة بالثآليل التناسلية وبين الإصابة بسرطان عنق الرحم وأنواع أخرى من السرطانات التي تصيب الفرج، والشرج، والعضو الذكري، بالإضافة إلى أمكنة أخرى من الجسم؛ كالفم والحلق، لكن يجدر التذكير بأن فيروسات الثآليل التناسلية لا تسبب دائمًا السرطان.
- مضاعفات الحمل: تنعكس الثآليل التناسلية سلبًا على عادات التبول وتجعل من الصعب التبول عند المرأة الحامل في حال ازداد حجم هذه الثآليل كثيرًا، كما يُمكن للثآليل التناسلية التي تصيب المهبل أن تؤدي إلى مشاكل أثناء الولادة أيضًا.
المراجع
- ^ أ ب Daniel Murrell, MD (14-12-2018), "Genital Warts"، Healthline, Retrieved 30-9-2019. Edited.
- ^ أ ب William C. Shiel Jr., MD, FACP, FACR (29-8-2019), "Genital Warts (HPV Infection)"، E Medicine Health, Retrieved 30-9-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Genital warts", Mayo Clinic,19-11-2016، Retrieved 30-9-2019. Edited.
- ↑ John D. Jacobson, MD (25-9-2018), "Genital warts"، Medlineplus, Retrieved 30-9-2019. Edited.
- ↑ Daniel Murrell, MD (21-12-2017), "What you need to know about genital warts"، Medical News Today, Retrieved 30-9-2019. Edited.
- ↑ M Azizjalali, GH Ghaffarpour, B Mousavifard (12-2012), "CO2 Laser therapy versus cryotherapy in treatment of genital warts; a Randomized Controlled Trial (RCT)", Iranian journal of microbiology, Issue 4, Folder 4, Page 187–190. Edited.
- ↑ "Human Papilloma Virus (HPV)", Harvard Health Publishing,7-2019، Retrieved 30-9-2019. Edited.