الشيب
توصّلت الدراسات الحديثة إلى أن الأبيض هو لون الشعر الأصلي عند الإنسان بعكس الاعتقاد الأكثر انتشارًا بأنّه الشعر الأبيض أو ما يعرف بالشيب، أو أنّه حدث طارئ على الشعر، والسبب في تلوين الشعر هو وجود صبغة الميلانين في بصيلاته بكميات مختلفة تؤدي إلى تلوّن الشعر بدرجاته المختلفة التي يتميز بها كل فرد عن الآخر، ومع التقدّم في السن تصاب الخلايا المسؤولة عن إفراز الميلانين بالهرم مما يقلل من نسبة تركيزه في بصيلة الشعرة والتسبّب بابيضاضها، وتقل كمية الميلانين في الشعر تدريجيًّا حتى تنعدم بالكامل ليعود الشعر إلى لونه الطبيعي وهو الأبيض المائل إلى الرمادي[١].
علاج الشيب بالليزر
يعتقد بعض الناس أن للعلاج بالليزر فاعلية في علاج الشيب، لكن الحقيقة هي أن العلاج بالليزر لا يستطيع تحويل الشعر الأبيض إلى لونه الطبيعي، وإنما باستطاعته إزالة الشعر من جذوره، وهذا بالطبع أمرٌ لا يطمح له الناس غالبًا[٢]، وفي الحقيقة فإن الكثير من أخصائي الأمراض الجلدية باتوا يرون بأن العلاج بالليزر ليس فعالًا حتى لإزالة الشعر الأبيض، أو الأشقر، أو الأحمر؛ لأن تكنولوجيا الليزر ليست قادرة على استهداف الشعر ذي اللون الفاتح، وهذا يعني في المجمل ضرورة الشك عند سماع الإعلانات التي تسوّق للخضوع للعلاج بالليزر بهدف القضاء على الشيب أو إزالة الشعر الأبيض تمامًا من الرأس، ومن الجدير بالذكر أن إزالة الشعر بالليزر ليست متاحة للأفراد الذين يمتلكون بشرة داكنة اللون؛ بسبب ارتفاع خطر تعرضهم للحروق الجلدية أثناء جلسات العلاج بالليزر[٣].
أسباب الشيب
قد يصاب الشخص في سن مبكرة بالشيب وهو ما دعا الطب إلى تناوله في الدراسات والأبحاث للتعرّف على أسبابه، التي من أهمّها ما يأتي:
- الضغوطات النفسية التي تلعب دورًا كبيرًا في التأثير على التقليل من إفراز صبغة الميلانين، مما يؤدي إلى ظهور الشعر الأبيض بسن مبكّرة، وتدخل ضمن هذه الضغوطات فقد عزيز إما بموت أو خسارته وهو على قيد الحياة، والهموم والضغوطات المادية[٤].
- يعدّ العامل الوراثي من أهم أسباب ظهور الشيب في سن مبكرة، فإن كان في العائلة من الجدود ممن ظهر عنده الشعر الأبيض في سن صغيرة، سيزيد من فرص إصابة أبناء سلالته به[٥].
- سوء التغذية وافتقار النظام الغذائي اليومي للأطعمة الصحية، خاصة تلك التي تحتوي على فيتامين ب 12 وحمض الفوليك، إذ لهما تأثير مباشر في تحفيز الخلايا على إفراز صبغة الميلانين في الشعر[٦].
- اعتلالات الغدة الدرقية والاختلالات الهرمونية[٥].
- فقر الدم أو الأنيميا الذي يُمكن أن ينشأ عن نقص فيتامين ب12[٥].
- أدوية الملاريا[٤].
- الالتهابات[٤] والأورام[٧].
- الإفراط في تعريض الشعر للصبغات والعلاجات الكيميائية القاسية عليه مثل علاجات فرد الشعر، مما يؤدي إلى إضعاف بصيلة الشعرة وبالتالي تأثر بصيلتها التي تفرز صبغة الميلانين تأثرًا سلبيًّا ينتج عنه ظهور الشيب باكرًا، وتشتهر الصبغات التي تحتوي على بيروكسيد الهيدروجين بكونها من أشهر المنتجات الضارة بالشعر والتي يُمكن أن تتسبب في حدوث الشيب[٨].
- الإفراط في استخدام مجفف الشعر بدرجة حرارة عالية، إذ من المعروف أن صبغة الميلانين في الشعر تتأثر سلبًا عند تعرّضها لدرجات حرارة مرتفعة، لكن بعض الباحثين وجدوا أن استخدام مجفف الشعر يجب أن يكون بعيدًا عن الشعر بمقدار 15 سنتيمترًا وبتحريك مستمر قد يكون أمرًا مفيدًا ولا يُسبب الكثير من الضرر للشعر[٩].
طرق علاج الشيب
وقف العلم عاجزًا أمام هذه الحالة مع التسليم بأنه لا يمكن علاجها في حال كانت ناجمة عن التقدم بالعمر أو الوراثة[٨]، فبمجرد أن ينتشر الشيب بالشعر تكون الغلبة والانتصار له، ولكن مع الثورة العلمية التي نشهدها لا يوجد مستحيل، فقد اجتهد الباحثون في دراسة الشيب والتعرّف على خصائصه، إذ وجدوا أن الشيب يظهر نتيجة إجهاد تأكسدي يحصل للشعرة عن طريق تجمّع فوق أكسيد الهيدروجين في بصيلة الشعرة يكون هو المسؤول عن تحوّل لونها إلى الأبيض من الداخل إلى الخارج[٤].
وعندما نشرت الأبحاث عن هذه النتائج بنى عليها علماء من جامعة برادفورد في بريطانيا بالتعاون مع العلماء من جامعة إرنست موريتز أرندت (غريفسوالد) في ألمانيا واستكملوا الدراسة، وقد أكّدوا أنهم توصّلوا إلى علاج جديد للتغلب على الشيب يعتمد على استخدام الأشعة فوق البنفسجية أطلقوا عليه اسم بسودوكاتاليز النشط، وقد سبق نجاحه في علاج البهاق وهو مرض جلدي ينتج عن نقص صبغة الميلانين في خلايا البشرة مما ينتج عنه انعدام لون البشرة الطبيعية وزواله، وتتأثر بصيلات الشعر التي تقع ضمن نطاق البهاق في الجلد، مما يؤدي إلى ابيضاضها وقد يصيب البهاق العيون ويؤثر على ابيضاض الرموش، وقد أثبتت هذه الأشعة فاعليتها في إرجاع اللون الطبيعي للرموش وعلاجها من الجذور، وبالتالي فإن نجاحه بالنسبة للرموش يجعله ناجحًا بالنسبة للشيب بدرجة قوية وإرجاع اكتساء الشعرة بلونها المألوف الاعتيادي، ولا زالت الدراسات قائمة بهذا الخصوص[١٠].
وعلى الرغم من صعوبة علاج الشيب، إلا أنه توجد الكثير من الطرق البسيطة التي يُمكن اللجوء إليها لإيقاف تمدد الشيب في الشعر، منها[٨]:
- التركيز على مضادات الأكسدة: يجب على الراغبين بعلاج مشكلة الشيب التركيز على تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة؛ كزيت الزيتون، والأسماك، والشاي الأخضر، وسائر أنواع الفواكه والخضراوات الطازجة والمفيدة التي تشتهر باحتوائها على كميات عالية من مضادات الأكسدة.
- التغلّب على سوء التغذية: لا بد من علاج نقص الفيتامينات أو العناصر الغذائية التي تسببت في حدوث الشيب، ويمكن تحقيق هذا الأمر عبر التركيز على تناول الأطعمة الغنية بهذه العناصر؛ فمثلًا يُمكن الحصول على حاجة الجسم من فيتامين ب 12 عبر التركيز على تناول البيض، واللحوم، والمأكولات البحرية، كما يُمكن التركيز على تناول منتجات الألبان والأسماك بهدف الحصول على كميات أكبر من فيتامين د، أو قد يكون من الأنسب الحصول على المكملات الغذائية والفيتامينات من الصيدليات لعلاج نقص أحد الفيتامينات والعناصر الأخرى.
- الاستعانة بالصبغات والمكملات الطبيعية: تتوفر في الأسواق حاليًا أنواع كثيرة من صبغات الشعر الطبيعية التي يُمكن الاستعانة بها بدلًا من الصبغات الصناعية التي تؤدي إلى زيادة الشيب وإيذاء الشعر أحيانًا، ومن بين أفضل أنواع الصبغات الطبيعية ما يأتي:
- ورق الكاري: يُمكن الحصول على ورق الكاري من محلات بيع المنتجات الهندية والشعبية، وقد دأب الناس على استخدام ورق الكاري لصبغ الشعر وإخفاء الشيب منذ قرون طويلة، وقد نشرت إحدى المجلات العلمية دراسة تتحدث عن إمكانية استخدام ورق الكاري بهدف إعادة اللون الأسود الطبيعي للشعر ومنع الإصابة بالشيب.
- الشاي الأسود: يُساهم الشاي الأسود في تنعيم الشعر وإكسابه لونًا أسود مميزًا، ويُمكن استعمال الشاي الأسود لهذه الأغراض بسهولة عبر نقع 3-5 أكياس من الشاي الأسود في كوبين من الماء المغلي، ثم تركها لتبرد قليلًا لوضعها على الشعر النظيف فيما بعد.
- عنب الثعلب الهندي: تُعرف هذه الثمار أيضًا باسم الأملج الشائع أو الكشمش الشائك، وهو لا يأتي على شكل صبغة توضع مباشرة على الشعر، وإنما يأتي على شكل مكملات غذائية يمكن تناولها عبر الفم بهدف إيقاف الشيب؛ وذلك بسبب احتوائه على الكثير من مضادات الأكسدة والمواد المقاومة للشيخوخة.
المراجع
- ↑ "Why Does Hair Turn Gray?", Kids Health, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ↑ Jyoti Gupta, Kavish Chouhan, Amrendra Kumar, C Ariganesh, "White Hair Removal with Follicular Unit Extraction", Journal of cutaneous and aesthetic surgery, Issue 3, Folder 9, Page 209–210. Edited.
- ↑ "Hair today, gone tomorrow: Dermatologists debunk common misconceptions about laser hair removal", American Academy of Dermatology Association,26-11-2018، Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث Anagha Bangalore Kumar, Huma Shamim, Umashankar Nagaraju, "Premature Graying of Hair: Review with Updates", International journal of trichology, Issue 5, Folder 10, Page 198–203. Edited.
- ^ أ ب ت Sarah Taylor, MD (22-5-2017), "What Causes White Hair?"، Healthline, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ↑ "Fighting Gray Hair With Vitamins", Everyday Health,14-11-2017، Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ↑ Robert H. Shmerling, MD (18-9-2017), "Why does hair turn gray?"، Harvard Health Publishing, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Cynthia Cobb, APRN (12-12-2017), "What you should know about white hair"، Medical News Today, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ↑ Maria Fernanda Reis Gavazzoni Dias, "Hair Cosmetics: An Overview", International journal of trichology, Issue 1, Folder 7, Page 2–15. Edited.
- ↑ "No evidence of cure to prevent hair going grey", nicswell,7-5-2013، Retrieved 21-10-2019. Edited.