عدد كريات الدم البيضاء عند الأطفال

عدد كريات الدم البيضاء عند الأطفال
عدد كريات الدم البيضاء عند الأطفال

جهاز مناعة الطفل

يتكون جهاز المناعة في جسم الأطفال من عدد كبير من الخلايا والأنسجة والأعضاء والتي تعد مسؤولة عن حماية الجسم من العديد من مسببات الأمراض المختلفة،[١] ومن أهم مكونات جهاز المناعة كريات الدم البيضاء التي تقسم إلى نوعين مختلفين؛ الخلايا البلعمية أو الخلايا الملتهمة التي تلتهم الكائنات المسببة للمرض، والخلايا اللمفاوية التي تعد المسؤولة عن تذكر مسببات الأمراض التي هاجمت الجسم مسبقًا، ويولد الطفل مع نظام مناعة فطري أو طبيعي، ومع الوقت يبدأ باكتساب قوة إضافية في جهازه المناعي التي تكون أكثر تخصصًا في محاربة العدوى وتعرف بالمناعة المكتسبة. [٢] ويختلف مستوى المناعة من شخص إلى آخر اعتمادًا على عدة عوامل، ويمكن قياسها من خلال التحاليل المخبرية التي تقيس عدد خلايا كريات الدم البيضاء وعدد كل نوع منها ومقارنتها بالمستويات الطبيعية، فقد تشير زيادة كريات الدم البيضاء أو نقصانها إلى وجود مشكلة ما في الجسم.[٣] في هذا المقال سنذكر عدد كريات الدم البيضاء الطبيعي وأسباب تغير عددها وغير ذلك.


عدد كريات الدم البيضاء عند الأطفال

على الرغم من أن كريات الدم البيضاء لا تُشكل أكثر من 1% من حجم الدم، إلا أنها تبقى من بين أهم مكونات الدم بسبب الدور الحيوي الذي تلعبه فيما يخص مقاومة الأمراض والأجسام الدخيلة، وهذا دفع بالكثير من الخبراء إلى إطلاق اسم الخلايا المناعية على كريات الدم البيضاء، وعادةً ما يحصل الجسم على حاجته من هذه الخلايا من خلال تصنيعها داخل نخاع العظم وتخزينها داخل الدم والأنسجة اللمفاوية، لكن مع الأسف لا يتعدى عمر بعض أنواع هذه الخلايا أكثر من 1- 3 أيام فقط، مما يعني أن نخاع العظم سيضطر إلى إنتاج المزيد من هذه الخلايا بوتيرة مستمرة ودون انقطاع، وعلى أي حال تشتمل أهم أنواع كريات الدم البيضاء على[٤]:

  • الخلايا الوحيدة: تمتاز هذا الخلايا بقدرتها على القضاء على البكتيريا وبعمرها الطويل مقارنة بغيرها من أنواع كريات الدم البيضاء.
  • الخلايا اللمفاوية: تُعد هذه الخلايا مسرولةً عن إنتاج ما يُعرف بالأجسام المضادة القادرة على الوقوف بوجه البكتيريا والفيروسات.
  • الخلايا المتعادلة: تشتهر هذه الخلايا بكثرة أعدادها وبقدرتها على مواجهة البكتريا والفطريات.
  • الخلايا الحمضية: تتخصص الخلايا الحمضية، بمهاجمة الطفيليات والخلايا السرطانية.
  • الخلايا القاعدية: تعمل هذه الخلايا كأجهزة إنذار طبيعية مهمتها جلب اهتمام خلايا الدم البيضاء الأخرى نحو الأجسام الغريبة داخل الجسم.

وتتميز أجسام الأطفال الرضع باحتوائها على أعلى عدد من كريات الدم البيضاء وبمقدار قد يصل إلى ما بين 9000 - 30000 كرية لكل ميكروليتر من الدم، لكن هذا العدد يبدأ بالانخفاض ليصل إلى ما بين 6200 - 17000 كرية لكل ميكروليتر من الدم عند وصول الأطفال إلى عمر سنتين، ثم يصل عدد كريات الدم البيضاء إلى 5000 - 10000 كرية لكل ميكروليتر من الدم بعد تخطي الأطفال لعمر سنتين وأكثر، أما بالنسبة إلى نسب أنواع كريات الدم البيضاء التي تُشكل هذه الأعداد عمومًا، فبالإمكان ذكرها على النحو التالي[٥]:

  • الخلايا الوحيدة: 2 - 8% من مجموع عدد كريات الدم البيضاء.
  • الخلايا اللمفاوية: 20 - 40% من مجموع عدد كريات الدم البيضاء.
  • الخلايا المتعادلة: 55 - 73% من مجموع عدد كريات الدم البيضاء.
  • الخلايا الحمضية: 1 -4 % من مجموع عدد كريات الدم البيضاء.
  • الخلايا القاعدية: 0.5 - 1% من مجموع عدد كريات الدم البيضاء.


أمراض كريات الدم البيضاء عند الأطفال

تؤدي إصابة الأطفال بأمراض كريات الدم البيضاء إلى حدوث زيادة أو نقصان بأعداد هذه الكريات داخل أجسامهم، وعمومًا يُمكن ذكر أهم هذه الأمراض على النحو التالي[٦]:

  • اضطرابات الخلايا الوحيدة: تحوم وظيفة الخلايا الوحيدة أساسًا حول التخلص من الأنسجة المتضررة أو الميتة، بالإضافة إلى تنظيم الاستجابة المناعية داخل الجسم، وهذا يعني أن زيادة عدد هذه الخلايا قد يكون مؤشرًا على الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، أو السرطان، أو الالتهابات، بينما قد ينجم الانخفاض بعدد هذه الخلايا عن التعرض للسموم أو الخضوع للعلاج الكيماوي على وجه التحديد.
  • قلة اللمفاويات: ينجم انخفاض عدد الخلايا اللمفاوية عن الإصابة ببعض الأمراض أو عن تناول بعض الأدوية، كما قد ينجم أحيانًا عن الإصابة ببعض المتلازمات الوراثية أيضًا.
  • قِلة العدلات: يشير هذا المرض إلى انخفاض أعداد الخلايا المتعادلة المسؤولة عن مقاومة البكتيريا والفطريات، وكثيرًا ما ينجم هذا الأمر عن الإصابة بالسرطان، أو الأمراض، أو الالتهابات التي تمس نخاع العظم، كما قد ينشأ هذا الأمر عن تناول أنواعٍ معينة من الأدوية.
  • كثرة الخلايا الحمضية: تنجم كثرة الخلايا الحمضية بسبب التعرض لردة فعل تحسسية أو بسبب دخول أحد أشكال العدوى الطفيلية إلى الجسم.
  • اضطرابات الخلايا القاعدية: على الرغم من قلة عدد الخلايا القاعدية، إلا أنه يبقى لها دور مهم في التئام الجروح، ومواجهة العدوى، والحساسية، لذا، فإن الانخفاض الكبير بعدد هذه الخلايا يُمكنه أن يحدث نتيجة لحدوث ردة فعل تحسسية أو التهابات، بينما قد يشير ارتفاع عددها إلى الإصابة بأنواعٍ محددة من السرطانات أو الأمراض الأخرى.


أعراض تغير العدد الطبيعي لكريات الدم البيضاء

تختلف أعراض انخفاض وارتفاع عدد كريات الدم البيضاء عن بعضهما، فمن أعراض انخفاضها:[٣]

  • الصداع
  • الحمى
  • القشعريرة
  • آلام الجسم

أما بالنسبة لارتفاع عدد كريات الدم البيضاء، فعادة لا توجد أعراض خاصة ترتبط بهذه الحالة، لكن قد يعاني الطفل من الأعراض المرتبطة بالمرض الذي تسبب ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء.[٣]


أسباب تغير العدد الطبيعي لكريات الدم البيضاء

يرتبط ارتفاع وانخفاض عدد كريات الدم البيضاء بوجود اضطراب في الدم أو مرض ما، فمن أسباب نقص كريات الدم البيضاء:[٣]

  • فيروس نقص المناعة البشري.
  • ورم الغدد اللمفاوية.
  • اضطرابات جهاز المناعة الذاتية.
  • اضطرابات نخاع العظم.
  • العدوى الشديدة.
  • أمراض الكبد والطحال.
  • مرض الذئبة.
  • العلاج الإشعاعي.
  • بعض أنواع الأدوية، مثل المضادات الحيوية.

أما زيادة عدد كريات الدم البيضاء فقد يرتبط بِما يلي:[٣][٧]

  • التدخين.
  • العدوى مثل مرض السل.
  • أورام نخاع العظم، مثل التليُّف النقويّ.
  • سرطان الدم (اللوكيميا).
  • بعض الحالات الالتهابية، مثل التهاب المفاصل وأمراض الأمعاء.
  • التوتر أو الضغط النفسي.
  • ممارسة الرياضة.
  • الحساسية.
  • الربو.
  • بعض أنواع الأدوية؛ مثل الكورتيكوستيرويد، والليثيوم، وناهضات بيتا.
  • استئصال الطحال من الجسم.
  • العدوى البكترية أو الفيروسية.
  • الحروق.
  • مشاكل الغدة الدرقية.
  • السمنة.


نصائح لتعزيز المناعة عند الأطفال

نظرًا لعدم اكتمال الجهاز المناعي للأطفال عند الولادة فإنهم يحتاجون إلى رعاية صحية خاصة، وذلك بإعطائهم المطاعيم اللازمة لحمايتهم من الأمراض الشائعة بحسب جدول المطاعيم الذي يعطى من قبل طبيب الأطفال،[١] والاعتماد على الرضاعة الطبيعية على الأقل في الأشهر الستة الأولى التي تزودهم بالأجسام المضادة التي تقوي الجهاز المناعي، كما تساعد الفحوصات الدورية في التأكد من سلامتهم، لكن مع ذلك قد يعاني الكثير من الآباء من مشكلة تكرار إصابة الطفل بالعدوى البكتيرية وأمراض البرد والأنفلونزا، لذا ينصح باتباع ما يلي لتقوية مناعة الطفل:[٨][٩]

  • الحفاظ على نظافة الطفل وتشجيعه على غسل يديه باستمرار قبل تناول الطعام وبعد اللعب، واستخدام الحمام وبعد العطس والسعال، إذ تسببب الجراثيم المنتقلة عن طريق اللمس ما يقارب 80% من الأمراض المعدية.
  • النوم بقدرٍ كافٍ؛ لأن ذلك يساعد في تعزيز جهاز المناعة؛ فخلال النوم ينتج الجسم بروتينات تسمى السيتوكينات التي تساعد في مكافحة العدوى وتقليل الالتهابات، لذا على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3-5 سنوات أن يحصلوا على 10-13 ساعة من النوم في الليل، أما الأطفال ما بين 6-13 سنة يجب أن يحصلوا على 9-11 ساعة نوم في الليل.
  • تعويد الطفل على تناول نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على المعادن و الفيتامينات مثل فيتامين أ و فيتامين هـ؛ كالخضار والفاكهة والحبوب الكاملة.


المراجع

  1. ^ أ ب "Kids and the Immune System", choc, Retrieved 3-1-2020. Edited.
  2. "Immune System", kidshealth, Retrieved 3-1-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "WBC (White Blood Cell) Count", healthline, Retrieved 3-1-2020. Edited.
  4. "What Are White Blood Cells?", Stanford Children's Health, Retrieved 13-3-2019. Edited.
  5. Deborah Weatherspoon, PhD, RN, CRNA, COI (6-3-2017), "WBC (White Blood Cell) Count"، Healthline, Retrieved 13-3-2019. Edited.
  6. "Pediatric white blood cell disorders", Mayo Clinic,13-6-2017، Retrieved 13-3-2019. Edited.
  7. "High White Blood Cell Count: Results and Follow-Up", clevelandclinic, Retrieved 4-1-2020. Edited.
  8. "5 Ways to Boost Your Child’s Immune System for Life", clevelandclinic,2017، Retrieved 3-1-2020. Edited.
  9. "Immunity-Boosting Snacks for Kids", webmd, Retrieved 3-1-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :