محتويات
تليف الكبد
ينشأ تليف الكبد Liver Fibrosis عن تراكم بعض أنواع البروتينات التي تتسبب بتشكل الندوب داخل الكبد، ويُمكن لتليف الكبد أن يؤدي إلى الإصابة في النهاية بتشمع الكبد، أو الفشل الكبدي، أو ارتفاع ضغط الدم في أوعية أو شرايين الكبد، ولقد أرجع الباحثون سبب الإصابة بتليف الكبد في البلدان الصناعية إلى كثرة استهلاك الكحوليات، والتعرض لفيروسات الكبدي الوبائي، والإصابة ببعض أنواع أمراض الكبد اللاكحولية، ولقد وردت تقارير علمية في سبعينات وحتى تسعينات القرن الماضي تُبشر بإمكانية إصلاح تليف الكبد، وهذا دفع بالباحثين والشركات الدوائية إلى البحث أكثر عن علاجات محتملة للتعامل مع هذه المشكلة، لكن جهودهم لم تقد إلى نتائج مبهرة كثيرة، واقتصر العلاج الأمثل على إيقاف أو إزالة العوامل المسببة لتليف الكبد، وعلى أية حال، يبقى بوسع تليف الكبد أن يتطور إلى تشمع بالكبد خلال 15-20 سنة عند أغلب المرضى، ومن المعروف أن تشمع الكبد Liver Cirrhosis هو حالة خطيرة وجدية ولها انعكاسات سيئة على حياة المصاب، لكن توجد بعض المراحل أو الدرجات التي يمر بها تليف الكبد قبل أن يتطور ليُصبح تشمعًا في الكبد[١].
درجات تليف الكبد
يلجأ الأطباء عادةً إلى أخذ خزعة من الكبد لإرسالها إلى المختبر من أجل تحديد درجة أو مرحلة التليف، لكن الوصول إلى درجة تليف الكبد لدى المريض يبقى أحد المهام الصعبة التي تواجه المختصين؛ وذلك بسبب إمكانية استخدام طرق أو مقاسات كثيرة وضعها العلماء لتحديد مراحل التليف، ومن هذه المقاسات ما يُعرف بمقياس ميتافير، ومقياس إسحاق، ومقياس باتس لودويج Batts–Ludwig scales، لكن في المحصلة تُحاول جميع هذه المقاسات الأخذ بعين الاعتبار درجة تأثير تليف الكبد على الوريد البابي الواصل إلى الكبد، وبالإمكان شرح المزيد عن درجات تليف الكبد وفقًا لهذه المقاييس على النحو الآتي[٢]:
درجات تليف الكبد وفقًا لمقياس ميتافير Metavir
يهدف مقياس ميتافير إلى تحديد درجة نشاط التليف بالتزامن مع تحديد درجة أو مستوى وجود التليف في الكبد، وعادةً ما يمنح هذا المقياس درجة نشاط التليف رمزًا يتراوح بين (A0) و(A3)، بحيث تدل (A0) على عدم وجود نشاط للتليف، وتدل (A1) على وجود نشاط خفيف، بينما تدل (A2) على وجود نشاط متوسط، أما (A3) فتدل على وجود نشاط شديد، وبالنسبة لدرجات أو مستويات التليف، فإن مقياس ميتافير منحها رمزًا بين (F0) و(F3):
- F0: انعدام وجود تليف داخل الكبد.
- F1: تمركز التليف في الوريد البابي للكبد لكن دون وجود حواجز ليفية في الكبد.
- F2: تمركز التليف في الوريد البابي للكبد مع وجود حواجز ليفية في الكبد.
- F3: انتشار الحواجز الليفية في الكبد لكن دون وجود علامات لحصول تشمع في الكبد.
- F4: حصول تشمع في الكبد.
درجات تليف الكبد وفقًا لمقياس إسحاق Ishak
يمتاز مقياس اسحق بدرجة أعلى من التعقيد، وهو يمنح تليف الكبد درجات من 0-6:
- درجة 0: انعدام وجود علامات للتليف في الكبد.
- درجة 1: حدوث توسع للتليف في بعض المناطق البابية داخل الكبد، مع احتمالية وجود حواجز ليفية قصيرة.
- درجة 2: حدوث توسع للتليف في جميع المناطق البابية داخل الكبد، مع احتمالية وجود حواجز ليفية قصيرة أيضًا.
- درجة 3: حدوث توسع للتليف في المناطق البابية داخل الكبد مع تشكل جسور ليفية متقطعة بين الأوعية البابية أيضًا.
- درجة 4: حدوث توسع للتليف في المناطق البابية داخل الكبد مع تشكل جسور ليفية بين الأوعية البابية نفسها وبين الأوعية البابية ومناطق الوسط داخل الكبد.
- درجة 5: تشكل جسور بين الأوعية البابية نفسها وبين الأوعية البابية ومناطق الوسط داخل الكبد فضلًا عن انتشار متقطع لعقيدات أيضًا.
- درجة 6: حدوث تشمع واضح أو محتمل في الكبد.
درجات تليف الكبد وفقًا لمقياس باتس لودويج Batts–Ludwig
يُستخدم هذا المقياس بكثرة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويشتهر بكونه بسيطًا مقارنة بغيره من المقاسات، ولقد منح تليف الكبد درجات من 0-4:
- درجة 0: انعدام وجود للتليف في الكبد.
- درجة 1: حدوث التليف في الأوعية البابية للكبد.
- درجة 2: حدوث تليف حاجزي بين الأوعية البابية للكبد.
- درجة 3: حدوث تليف حاجزي داخل الكبد.
- درجة 4: حدوث تشمع واضح أو محتمل في الكبد.
أعراض تليف الكبد
يفشل الأطباء عادةً في تشخيص تليف الكبد في مراحله المبكرة أو المتوسطة لأن تليف الكبد لا يؤدي إلى ظهور أعراضٍ واضحة، بل وتشير التقارير الطبية إلى أن 6-7% من سكان العالم يُعانون أصلًا من تليف الكبد دون أن يكون لديهم علم بهذا الأمر، مما يعني أن الأعراض لن تظهر إلا عند وصول الضرر إلى مراحل متقدمة داخل الكبد، وقد تتضمن هذه الأعراض[٣]:
- فقدان الشهية.
- تراكم السوائل في البطن والساقين.
- اليرقان أو اصفرار الجلد والعينين.
- الغثيان والضعف.
- خسارة الوزن غير المبررة.
- صعوبة التفكير بوضوح.
أسباب تليف الكبد
تشتمل بعض أهم الأسباب والعوامل المؤدية إلى إصابتك بتليف الكبد على[٤]:
- الاسراف في شرب الكحوليات.
- الإصابة بأحد الفيروسات المسببة لالتهابات الكبد، بما في ذلك فيروس ج وفيروس ب.
- تناول بعض أنواع الأدوية؛ كأدوية الكورتيكوستيرويد مثلًا.
- الإصابة بإحدى المشاكل الأيضية؛ كالمرض المعروف –مثلًا-باسم مرض ويلسون.
- حصول مشكلة في التروية الدموية الواصلة إلى الكبد نتيجة للإصابة بالفشل القلبي مثلًا.
- الإصابة بأمراض الكبد اللاكحولية.
- الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية.
مَعْلومَة
ينشأ تليف الكبد أصلًا عن حدوث التهاب مستمر في خلايا الكبد؛ لأن الالتهاب المتكرر يؤدي إلى ظهور الأنسجة الندبية التي تحل مكان الأنسجة الصحية أو الطبيعية للكبد، والمشكلة في الأنسجة الندبية أنها تبقى عاجزة عن القيام بالأنشطة والوظائف التي من المفترض أن تؤديها خلايا الكبد الطبيعية، كما أن وجود هذه الخلايا يُمكن أن يُشكل عائقًا في وجه التروية الدموية الطبيعية للكبد، وفي حال ازداد عدد هذه الخلايا في الكبد، فإن هذا العضو سيفقد قدرته بلا شك على أداء وظائفه الطبيعية أو ستحمل الأجزاء السليمة منه على كاهلها الوظائف التي كانت منوطة بالجزء الذي أصابه التليف، لكن في حال خضعت إلى العلاج في المراحل المبكرة من المرض، فإن احتمالية إصلاح الكبد ذاتيًا تبقى واردة مرة أخرى[٥].
المراجع
- ↑ Ramón Bataller and David A. Brenner (1-2-2005), "Liver fibrosis", J Clin Invest, Issue 2, Folder 115, Page 209–218. Edited.
- ↑ Saurabh Sethi, M.D., MPH (30-4-2019), "What is liver fibrosis?"، Medical News Today, Retrieved 17-6-2020. Edited.
- ↑ Alana Biggers, MD (12-11-2018), "Liver Fibrosis"، Healthline, Retrieved 17-6-2020. Edited.
- ↑ "Liver Fibrosis", Drugs,3-2-2020، Retrieved 17-6-2020. Edited.
- ↑ "The Progression of Liver Disease", American Liver Foundation, Retrieved 17-6-2020. Edited.