محتويات
الحكم العام للبس البنطلون للرجل
إنّ الأصل في اللّباس الإباحة إلا ما جاء نصٌّ بتحريمه، ولبس البنطلون للرجل جائزٌ لا حرج فيه إذا راعى ضوابط اللّباس الشرعية؛ كستر العورة، ولا يُمكن القول إن لبس البنطال فيه تشبّه بأهل الملل الأخرى؛ ذلك أنّه لم يعد خاصاً بهم، وهو ممّا يلبسه المسلمون منذ أزمنةٍ طويلة.[١]
وهذا يعني أنّ لبس البنطال للرجل بوجهٍ عام جائز إذا توفّرت فيه الضوابط الشرعية التي نراها عادةً في البناطيل بوجهٍ عام،[٢] وإليك عزيزي القارئ للفائدة أهمّ الضوابط الشرعيّة العامّة الواجب توفّرها في لباس البنطال للرجل:[٣]
- ستر العورة
وحدود عورة الرجل من السُّرّة إلى الرُّكبة، ويرى بعض أهل العلم أنّ الركبة من العورة، ويرى بعضهم الآخر أنّها خارجة من حدود العورة، وبناءً على ذلك يجب أن يستر البنطال عورة الرجل،[٤] فلا يجوز أن يكون أقصر من الركبة، أو ممزَّقاً يُبيّن منطقة الفخذين، أو ساحلاً ونازلاً عن منطقة السُّرّة.
- أن لا يُشبه لباس النّساء
ويُقصد بذلك أن لا يكون البِنطال خاصاً بالنساء دون غيرهم، لأنّ لبسه يعدّ من التشبّه بهم، وقد لعن الرسول الرجال المتشبّهين بالنساء، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: (لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ).[٥]
- أن لا يكون من الحرير
حيث حرّم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لبس الحرير على الرّجال بغير عذر، وكذلك الذّهب، فعن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: (أخذ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذهبًا بيمينهِ، وحريرًا بشمالهِ، فقال: هذا حرامٌ على ذكورِ أُمتي).[٦]
- أن لا يكون مسبلاً لأسفل الكعبين
حيث ورد النّهي عن الإسبال في الإزار، ويدخل في ذلك البنطال إذا كان لبسه للخيلاء والتكبّر بين النّاس،[٧] فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإزَارِ فَفِي النَّارِ).[٨][٩]
حكم لبس البنطلون الضيق أو الشفاف للرجل
يُكره لبس البِنطال الضيّق الذي يصف حجم العورة للرجال، لأنّ ذلك مُخِلٌّ بالمروءة،[١٠] أمّا إذا كان اللّباس يشفّ عمّا تحته من البشرة فلبسه محرّم على الرّجال باتّفاق الفقهاء، لأنّه يُبيّن العورة ويُظهرها، فعن معاوية القشيري -رضي الله عنه- قال: (يا نبيَّ اللهَِ، عوْراتُنا ما نأتي منها وما نذرُ؟ قال: احفظْ عورتَك إلا من زوجتِك ...).[١١][١٢]
اللّباس المستحبّ للرجل
اتّفق الفقهاء على استحباب لبس اللّون الأبيض، فإذا لبسه الرّجل بنية الاقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- يؤجر على ذلك، وقال أهل العلم أيضاً باستحباب لبس اللّون الأخضر من الثياب؛ ذلك أنّه لون لباس أهل الجنة، وقد كان النبيّ يُحبّ لبس القميص، والحبرة؛ وهي ثوب مخطط ومرتّب وليس فيه زينة كثيرة.[١٣]
ويدلّ على ذلك ما جاء عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (كانَ أحَبُّ الثِّيَابِ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَلْبَسَهَا الحِبَرَةَ)،[١٤] وعن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: (كانَ أحبَّ الثِّيابِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ القَميصُ).[١٥]
وكان للنبيّ الكريم لباسٌ خاص يستقبل فيه الوفود، ولباس في يوم العيد، وكان هو وأصحابه يلبسون ثياباً جميلة في يوم الجمعة عند الصلاة، وكان يلبس ما تيسّر من اللّباس دون تكلّف،[١٣] ويُحبّ ما يُسمّى الآن بالدشداشة؛ لاجتماع الضوابط الشرعية فيها، ولكن هذا لا يعني كراهة لباس غير ذلك، فهذا يختلف بحسب الزمن والعادات، وكلّ ما توفّرت فيه الضوابط الشرعية جاز لبسه.[١٦]
المراجع
- ↑ "هل لبس البنطلون للرجال يعد تشبها بالكفار ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 22/11/2022. بتصرّف.
- ↑ "لبس الرجل للبنطلون لا يدل بالضرورة على ضعف الإيمان"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/11/2022. بتصرّف.
- ↑ "الشُروطُ والضَوابِطُ العامَّةُ للِبَاسِ الرَّجُل والمرْأة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 7/11/2022. بتصرّف.
- ↑ "حد اللباس الشرعي وضوابطه"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 22/11/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5885، صحيح.
- ↑ رواه النسائي، في سنن النسائي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:5162، صححه الألباني.
- ↑ "إسبال الثوب جائز إذا كان لغير التكبر والخيلاء"، دار الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 22/11/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5787، صحيح.
- ↑ "هل النهي عن الإسبال يشمل البنطال"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/11/2022. بتصرّف.
- ↑ "لُبسُ الضَّيِّقِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 22/11/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن معاوية بن حيدة القشيري، الصفحة أو الرقم:2794، حسن.
- ↑ "لُبسُ الرَّقيقِ الذي يَشِفُّ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 22/11/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب "آداب اللباس"، الشيخ محمد المنجد، اطّلع عليه بتاريخ 22/11/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5813، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1762، صححه الألباني.
- ↑ "صِفة اللِّباس الشرعي للرجل المسلم"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 22/11/2022. بتصرّف.