محتويات
مفهوم الثقافة
الثقافة هي نظام متكامل من الأفكار، والقيم، والعادات، والتقاليد، وأساليب الحياة، والتراث ووسائل الاتصال؛ والثقافة هي سيرورة الفرد في تحوله ونموه وازدهاره وتوسعه في جميع المجالات والقطاعات، فمن يصنع أداة للحرث وينتج ثمارًا هو في حقيقة الأمر يمارس نشاطًا ثقافيًا، وقد عُرفت الثقافة بعشرات الدلالات، لاسيما أنها في الأصل مصطلح حديث أتى من الغرب، ولكن هذا لا يمنع أن نفهمه ونأخذ به ونتعامل معه بما يتناسب مع ما لدينا من موروث، والثقافة في مفهومها البسيط هي سعي الإنسان للأخذ من كل علم بطرف ولا يتعمق في دراسته، وإلا سيصبح متخصصًا فيه، فالثقافة هي معرفة الحد الأدنى من معلومات تساهم في قوة الإدراك والربط بين جميع جوانب الحياة، وذلك تبعًا للمثل القائل: "تعلم شيئًا عن كل شيء لتكون مثقفًا، وتعلم كل شيء عن الشيء لتكون عالمًا".[١]
ثقافة المرأة وأهميتها
تعتمد أهمية ثقافة المرأة على نظرة المرأة لنفسها ودورها في المجتمع، فبعض النساء يجدن أنهن جزءًا لا يتجزأ من منظومة العمل ومواجهة الواقع كالرجل، وبعضهن يجدن أن دورهن وأهميته يكون في بيتها ورعاية أبنائها وزوجها، وبالتدقيق على هاتين النظرتين سنجد أن أحدهما لا يقل أهمية عن الآخر؛ فإذا كانت المرأة تعمل في المؤسسات، والأسواق، والتعليم، والصحة، أو كانت تعمل في بيتها وعلى قناعة بالدور الذي تؤديه، فهي تؤدي دورًا لا يستهان به ولا يقل أهمية عن دور الرجل في المجتمع، وعليه فإنها تسعى لتثقيف نفسها بما يتناسب مع الدور الذي تضع نفسها فيه، ولكن من المهم أن تكون على قناعة تامة بأهمية هذا الدور وتتقن فعله، فعندما قال الشاعر حافظ إبراهيم بيته الأشهر عن المرأة أنها مدرسة ستعد شعبًا طيبًا؛ فالمدرسة في هذا المقام هي فهم جميع جوانب الحياة؛ أي وعيها وإدراكها بالثقافة والمعارف، كما قال عنها الفيلسوف سقراط مقولة مشابهة لما قاله حافظ إبراهيم، إذ قال سقراط :"عندما تثقفُ رجلًا، تكونُ قد ثقفتَ فردًا واحدًا، وعندما تثقفُ امرأةً؛ فإنما تثقفُ عائلةً بأكملها"، فلا بد أن يدرك المجتمع بأن ثقافة المرأة من الأهمية بمكان، ويبادر دائمًا إلى تعزيزها بشتى الطرق والوسائل، وأخيرًا لابد من الإشارة إلى أهمية ثقافة المرأة ومجالاتها لاسيما في المجتمعات المحافظة كالمجتمعات الإسلامية في مواجهة النظام العالمي الجديد، وتحديدًا فيما يتعلق بنظام العولمة الثقافية، فدورها أساسي في مواجهته والتعامل معه برقي وحسن تدبير.[٢]
دور المرأة وحقها في المجتمع
يمكن تلخيص دور المرأة في المجتمع ببيت الشعر الشهير للشاعر حافظ إبراهيم عندما قال :" الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق"، إذ تقع عليها المسؤولية المباشرة في تربية الأجيال ذكورًا وإناثًا، فهي مفتاح الفساد أو الصلاح للمجتمعات بأسرها، فدورها في حياة المجتمعات ومكانتها في غاية الأهمية، وللأسف الكثير من المجتمعات تقلل من أهمية هذا الدور، وفيها تتعرض المرأة للعديد من المظاهر الاجتماعية المتخلفة التي تحط من شأنها ومكانتها، ولكنها هي الزوجة ومصدر سعادة وسكينة الرجال، وهي الأم التي تدخل أولادها الجنة برضاها، وهي الأخت التي لانجد غيرها لنشكي إليه همومنا، وبالتالي فلا يوجد مجتمع سوي مستقر دون المرأة، وفي نفس الوقت فالمرأة إذا لم تحسن تربيتها فقد تكون مصدرًا للفساد في المجتمعات، إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : [مَن كُنَّ له ثَلاثُ بناتٍ يُؤْويهِنَّ، ويَرحَمُهُنَّ، ويَكفُلُهُنَّ، وجبَتْ له الجنَّةُ البتَّةَ، قال: قيل: يا رسولَ اللهِ: فإنْ كانتِ اثنتَيْنِ؟ قال: وإنْ كانتِ اثنتَيْنِ، قال: فرَأى بعضُ القومِ أنْ لو قالوا له: واحدةً، لقال: واحدةً.][٣]، فالرسول صلى الله عليه وسلم قرن دخول الجنة بعناية البنات وتربيتهن التربية السليمة.[٤][٥]
ويجب أن تنال المرأة في جميع مراحل حياتها الحقوق الواجبة لها من تعليم وعناية وصحة، ووضعها على الطريق الصحيح في فهم دينها وواجباتها منذ الصغر، فهي من ستصبح الأم والجدة التي سيلتف حولها جميع أفراد الأسرة ليتعلموا منها أسرار الحياة ومواجهة صعوباتها، فكيف يمكن لها ذلك دون أن تتعلم وتزيد من ثقافتها ومعارفها العلمية أو الاجتماعية على حد سواء، وكيف لها أن تكون سندًا لزوجها إذا بقيت في إطار اجتماعي ضيق بعيد عن التعلم والخبرة الحياتية بجميع ظروفها. إن تعلم المرأة من الأهمية بمكان في زيادة ثقتها بنفسها وشعورها بدورها الفاعل في المجتمع، إذ يكون دروها الفاعل في تربية أبنائها بالدرجة الأولى، وبالعمل ومشاركة الرجل في تسيير أمور الحياة بالدرجة الثانية، ويأتي دورها في تربية الأبناء كونها النواة الأولى التي يكتسب منها الأبناء خصالهم وصفاتهم الشخصية وتستمر معهم حتى يكبروا، وأخيرًا دور المرأة الكبير الذي لا ينكره أحد في رعاية والديها والعناية بهما، فالشواهد كثيرة في هذا المجال، فلا تجد أكثر من المرأة حنانًا على أبيها أو أمها، وذلك لاختلاف مشاعرها وتركبيتها النفسية عن الرجل.[٤][٥]
مجالات ثقافة المرأة
تتعدد المجالات التي يجب على كل إمراة أن تزيد فيها من معارفها وثقافتها، وهي من تحدد هذا المجال تبعًا للمكان الذي تود أن تضع نفسها فيه، وهذه المجالات هي كالآتي:[٢]
- يجب أن تثقف المرأة نفسها في دينها وأصوله وأحكامه، فثقافة المرأة المسلمة في دينها يساعدها على عف نفسها وصيانتها عن ارتكاب المعاصي، وفي نفس الوقت تحافظ على هويتها، فمعرفة المرأة بمعلومات الدين سيمنحها الحد الأدنى في مواجهة التحديات التي تُوصف اليوم في عالمنا الإسلامي بالحرب الناعمة.
- يجب على المرأة أن تثقف نفسها في مجال تربية الأسرة، وفهم متطلبات أسرتها من زوج وأبناء، وهذا أمر يتعلق مباشرة بأصول التربية التي هي اليوم متوفرة للجميع، فكلما زادت من ثقافتها الأسرية، ستستطيع التمييز بين ما هو حق وما هو باطل، وبالتالي تنضج أفكارها ما يساهم في تأثيرها على أسرتها، وبالتالي مجتمعها.
- يجب على المرأة أن تثقف نفسها في عموميات الحياة، فلا بد أن تلم بالقضايا السياسية وتبعاتها على مجتمعها، وكذلك في المجالات العلمية، والاجتماعية والاقتصادية، فكلما زادت ثقافتها في هذه المجالات كلما ألمت وأدركت الدور الذي تقوم به.
المراجع
- ↑ هـيـثـم الـبوسـعـيـدي (14-2-2010)، "مفهوم الثقافة"، diwanalarab، اطّلع عليه بتاريخ 2-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب فهيمة رضا (26-2-2017)، "ثقافة المرأة.. سلاح في حرب العولمة"، bushra، اطّلع عليه بتاريخ 2-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم: 14247، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ^ أ ب Randa Abdulhameed ، "موضوع تعبير عن المرأة ودورها في المجتمع بالعناصر "، thaqfya، اطّلع عليه بتاريخ 2-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "فضل تربية البنات في السنة النبوية "، islamway، 12-7-2015، اطّلع عليه بتاريخ 2-10-2019. بتصرّف.