ذكر الله
ذكرُ الله أي تعظيمه وشكره، وهو مظهر للصّلة الحقّة به ـ سبحانه ـ وعنوان مهمٌّ في عبادته، ومن ضمن الأذكار العظيمة لله قوله صلى الله عليه وسلم:(كلِمتان خفيفتان على اللِّسانِ، ثَقيلتان في الميزانِ، حبيبتان إلى الرَّحمنِ: سبحان اللهِ العظيمِ، سبحان اللهِ وبحمدِه )، وفيما يأتي بيانٌ للمعاني التي تضمنها الحديث، وكذلك بيانُ فوائد ذكرِ الله وتعظيمه، وواجبنا في ذلك.
في ظلال الحديث
- الله، أي الإله، وهو المعبود، المُستحق وحده للعبادة.
- سبحان الله، أي تعظّم وتنزه عن أي نقص أو مشابهة للمخلوق.
- سبحان الله العظيم، أي تعظم الله ذي العظمة والجلال الذي لا شيء أعظم منه .
- سبحان الله وبحمده، أي أسبح الله حامدًا له، فقد جمعت العبارة بين تنزيه الله وتعظيمه، والثّناء عليه.
- ثقل الميزان بهما، لأَنّ فيهما تعظيم لله المعظّم .
- خفيفتان على اللسان، لسهولة النّطق بهما، وقد جمع الحديث بين خفة هاتين الكلمتين على اللسان، وفي الوقت ذاته ثقلهما في الميزان، تشجيعًا للمسلم على الإكثار من هذا الذكر والاستمرارعليه، وقد اعتبر ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنّ ذكر المؤمن بهاتين الجملتين سبب في ثقل ميزانه بالحسنات يوم القيامة، وهذا ينسجم تمامَ الانسجام مع عظمة هاتين الجملتين، فالذّكر يتضمن تعظيمَ المعظّم المُستحق وحده للتعظيم والثّناء، المنزه عن كل النّقائص، ومتى عظّم المسلم خالقه استحق امتلاءَ ميزان حسناته يوم القيامة، فقد ناسب لفظ ( ثقيلتان في الميزان) حقيقة انفراد الله بالتّعظيم والثّناء والتّنزيه .
فوائد ذكر الله سبحانه
إنّ لذكر الله سبحانه فوائدَ وحكمَ عظيمةً، منها:
- تعبير عن افتقار المؤمن لخالقه، وحاجته الشّديدة إليه.
- إقرار من المؤمن بأحقيّة الله وحده بالذّكر والثناء والتّعظيم والتنزيه.
- انتظام عهد المؤمن مع الذكر اليومي لله سبحانه.
- تيسير أمور المسلم الحياتيّة المختلفة.
- تفريج للكروب وإزالة للهموم.
- الإعانة في النّصر على الأعداء.
- دحر للشيطان ووساوسه.
- طمأنينة للنفس، وشعور بالسعادة.
- البركة في الرّزق، إذ يفتح الله للمؤمن الذاكر لله، والساعي في طلب الرزق، آفاقًا عظيمةً في الرزق، فقد استحق بذلك عون الله له في طلب الرّزق.
- تكفير الذنوب والخطايا، فبالذكر يقرُّ المسلم بما وقع منه من ذنوب وآثام، فيعرف أنَّ اللهََ غفورٌ رحيم، فيطلب عفوه ومغفرته.
- ترقيق قلب المسلم، القلب الذي غلبت عليه الشهوات والشبهات معًا، يترقق ويصفو من ذلك كله بالذكر .
- استحقاق رضى الله والفوز بجنته يوم القيامة.
- الثبات على الحق، ففي ذكر الله تقوية وتشجيع للمسلم في الثبات على الحق ونصرته.
- الإعانة في التّخلص من هموم الدّنيا ومكائدها.
إنّ انتماءنا لهذا الدّين العظيم يحتم علينا، تقوية صلتنا بالله من خلال أداء ما فرضه الله علينا، والتأسي بسنّة نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلّم ـ والسير على طريقه، وكذلك إحياء واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصرة الحق وأهله، وكل ذلك وغيره كثير لا يتأتى إلا بحفاظنا على ذكر الله وتعظيمه وتلاوة وتدبر كتابه.