مفهوم العنف ضد الأطفال
يُعرف العنف ضد الأطفال بأنه شكل من أشكال العنف، والذي يتضمن تعرض الطفل لأي شكل من أشكال العنف الجسدي أو العقلي أو النفسي مع قصد الضرر من قبل المعتدي، وهو نوع من أنواع الأوبئة العالمية المنتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، إذ يتعرض ملايين الأطفال من جميع الأعمار والأجناس والجنسيات والسياقات الاجتماعية إلى الضرب أو التعذيب أو الاعتداء الجنسي، وقد يصل العنف ضد الأطفال إلى القتل، ويحدث العنف ضد الأطفال في أي مكان سواء أكان في المنازل ضمن عائلاتهم أو المدارس أو المؤسسات وأماكن العمل، وغالبًا ما يكون ممارسو العنف ضد الأطفال من أقاربهم والمكلفين بحمايتهم؛ كآبائهم أو أقاربهم أو معلميهم، لذلك ظهرت الحاجة لسن العديد من القوانين التي تضمن حقوق الطفل وحمايته من أي ضرر.[١]
أشكال العنف ضد الأطفال
يوجد العديد من الأشكال المتبعة في العنف ضد الأطفال، ومن أبرزها ما يأتي:[٢]
- إساءة المعاملة: وتنطوي إساءة معاملة الأطفال على العنف الجسدي أو النفسي أو الجنسي، بالإضافة إلى الإهمال من قبل الآباء ومقدمي الرعاية، ويتعرض الأطفال لإساءة المعاملة في المدارس أو المنازل أو دور الأيتام.
- التنمر: ويُعرف التنمر بأنه سلوك عدواني من قبل شخص أو مجموعة من الأشخاص وقد يكونون من فئة الأطفال الذين تربطهم علاقة معينة مع الطفل المتعرض للتنمر، وينطوي التنمر على إلحاق الضرر البدني أو النفسي أو الاجتماعي المتكرر، وغالبًا ما تحدث هذه الظاهرة في المدارس وأماكن تجمع الأطفال، كما قد تحدث على الإنترنت.
- العنف من قبل البالغين: ويتركز هذا النوع من العنف بين الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و29 عامًا، وغالبًا ما يتعرض الطفل لهذا النوع من العنف ضمن دائرة معارفه أو من قبل الغرباء، والذي يشمل التنمر والاعتداء الجسدي باستخدام الأسلحة، كما أنه قد يشمل عنف العصابات.
- العنف المنزلي: وينطوي هذا النوع من العنف على تعرض الطفل للعنف البدني أو النفسي أو الجنسي من قبل الشريك، ويحدث عادةً ضد الفتيات اللواتي يتزوجن زواجًا مبكرًا، الأمر الذي يؤثر تأثيرًا سلبيًا على جميع النواحي النفسية والعاطفية والجسدية.
- العنف الجنسي: ويشمل هذا النوع من العنف الاتصال الجنسية أو التحرش الجنسي بالطفل الذي لا يتمكن من ردع المتحرش، كما قد يشمل استغلال الأطفال عبر الإنترنت.
- العنف العاطفي أو النفسي: والذي يشمل تقييد حركة الطفل، أو تشويه سمعته، أو السخرية منه، أو تعريضه للترهيب والتهديد، بالإضافة إلى تعريضه لأشكال التمييز والمعاملة العدائية غير الجسدية.
آثار العنف ضد الأطفال
ينتج عن العنف ضد الأطفال العديد من الآثار النفسية والجسدية، والتي تقسم إلى آثار قصيرة الأمد وآثار طويلة الأمد، وفيما يأتي تفصيل لكل منها:[٣]
- آثار العنف قصرة الأمد: يوجد العديد من الآثار قصيرة الأمد التي يتعرض لها الأطفال نتيجة العنف ضدهم كلٌ وفقًا لعمره، وفيما يأتي أبرز تلك الآثار:
- الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة: فقد تظهر العديد من الأعراض على الأطفال الصغار الذين يشهدون عنفًا من قبل آبائهم أو أقربائهم ومنها؛ التبول في الفراش، وزيادة حدة البكاء والأنين وكثرته، بالإضافة إلى التزام عادة مص الإبهام، كما أنهم قد يصابون بصعوبة النوم، وتظهر عليهم علامات الرعب المتمثلة بالتلعثم أو الاختباء من الغرباء، وعلامات القلق الشديد.
- الأطفال في سن المدرسة: فقد تشعر تلك الفئة بالذنب من الإساءة واللوم الكثير لأنفسهم، الأمر الذي يقلل من احترامهم لذاتهم، مما يؤثر على حياتهم في المدرسة من خلال تجنبهم المشاركة في الأنشطة المدرسية أو مصادقة غيرهم من الأطفال، بالإضافة إلى حصولهم على درجات غير جيدة، كما قد تظهر عليهم أعراض الصداع وآلام المعدة.
- المراهقون: يصبح المراهقون الذين يتعرضون للعنف أكثر حدية وعدوانية، كما أنهم يحاولون الهرب من مدارسهم، وقد ينخرطون في سلوكيات محفوفة بالمخاطر؛ كتناول الكحول والمخدرات وغيرها من السلوكيات السيئة، الأمر الذي يؤدي إلى وقوعهم في مشاكل قانونية، كما أن احترامهم لذواتهم يقل، ويجدون صعوبة في تكوين صداقات جديدة، وقد يتعرضون للاكتئاب.
- آثار العنف طويلة الأمد: يعد الأطفال الذين يتعرضون للاعتداء الجسدي أو الجنسي أو النفسي أكثر عرضة لمشاكل صحية خلال مرحلة البلوغ، والتي قد تشمل مشاكل الصحة العقلية، والقلق، والاكتئاب، كما أنها قد تشمل مرض السكري أو السمنة أو أمراض القلب، بالإضافة إلى ضعف احترامهم لذواتهم، وغيرها من المشاكل النفسية والجسدية.
المراجع
- ↑ "Violence Against Children", defenceforchildren, Retrieved 23-4-2020. Edited.
- ↑ "Violence against children", who, Retrieved 23-4-2020. Edited.
- ↑ "Effects of domestic violence on children", womenshealth, Retrieved 23-4-2020. Edited.