محتويات
وضعيّات النّوم في علم النّفس
لكل شخص وضعيّة نوم يُعرف بها أكثر من غيره، إذ يفعلها بتلقائيّة دون أي حسابات، ولكنّها في الواقع ليست تلقائيّة تمامًا، إذ إنّ وضعيّة النّوم تعبّر عن شخصيّة النّائم، ذلك أنّ الإنسان يقضي ثلث حياته في النّوم، وفيه يفقد النّائم صلته بالواقع ويتغيّر وعيه من الوعي إلى اللّاوعي، فيتصرّف بتلقائيّة ويُعبّر عمّا يعتمل داخل نفسه بوضعيّة النّوم التي يختارها ويرتاح لها، كما يصعب على البعض تغيير صفاته الشخصيّة، كذلك يصعب عليهم تغيير وضعيّة نومهم المفضّلة التي تعكس الكثير من ملامح شخصيّتهم.[١]
شخصيّتك من خلال طريقة نومك
كما أسلفنا فإنّ وضعيّة النّوم تعبّر عن الشخصيّة أو عن الحالة النفسيّة المؤقّتة أو الدّائمة التي يمر بها النّائم، وفيما يأتي أشهر وضعيّات النّوم وارتباطها بالشخصيّة:[٢]
- النّوم على الظّهر: توحي بالثّقة بالنّفس، والإيمان بالقدرات الشخصيّة مع القليل من التعنّت في الرّأي والعناد، ويختلف الاستلقاء على الظّهر حسب وضعيّة الذّراعين، فإذا كان النّوم على الظّهر مع ذراعين ممدودتين على جانب الجسم فإنّه يشير إلى الانفتاح على الآخرين وتقبّلهم.
- النّوم على البطن: يُعد البطن الحلقة الأضعف في الجسم، والنّوم على البطن يُعطي دلالة على اتّخاذ موقف الدّفاع دائمًا من الآخرين، وحساسيّة المشاعر اتجاه النّقد، وغالبًا يشير إلى الإرهاق والتّعب، وعدم إحكام السّيطرة على الحياة.
- النّوم على أحد الجانبين: يشير إلى الاسترخاء والانفتاح، فالنّوم على الجهة اليمنى من الجسم تشير إلى الإدمان على التدخين والنّيكوتين، بينما النّوم على الجانب الأيسر تدل على الإبداع والنّهم للتّعليم، أمّا النّوم على الجنب مع استرسال الذّراعين دلالة على الثّقة بالنّفس والتعنّت بالرّأس، بينما عندما تكون الذّراعان ممدودتين إلى الأمام تشير إلى القسوة على النّفس، وجلد الذّات والفضوليّة.
- وضعيّة الجنين: وهي الوضعيّة التي تقترب فيها الرّكب من الصّدر، تشير إلى القلق والخوف، وعدم الشّعور بالأمان، والرّغبة الدّائمة في البحث عن الرّاحة وحماية النّفس، وتشير وضعيّة الجنين أيضًا إلى الخجل وطيبة القلب، والميل إلى التّفكير والتأمّل في الأشياء.
وضعيّة النّوم المُثلى
عندما يتعلّق الأمر بالأشخاص الأصحّاء في أجسادهم لا توجد وضعيّة مثلى للنّوم، إذ تخضع وضعيّة النّوم لتفضيل الشّخص وأيّهما يمنحه استرخاءً وراحةً أكبر، ولكن للأشخاص الذين يعانون من بعض العوارض الصحيّة يمكن أن تؤثّر وضعيّة النّوم على زيادة وضعهم سوءًا، أو تحسينه، وفيما يأتي أوضاع النّوم المثلى حسب الحالة الصحيّة:[٣]
- أفضل وضعيّة نوم لمن يعانون من آلام العمود الفقري هي النّوم على الظّهر مع وضع وسادة صغيرة أسفل الرّكبتين، أو حتى منشفة ملفوفة، لتخفيف الضّغط على العمود الفقري، ويمكن النّوم على أحد الجانبين مع تبديل وضع الوسادة أو المنشفة لتكون بين السّاقين بالقرب من الرّكبتين بدلًا من تحتهما كما في وضعيّة الاستلقاء على الظّهر.
- وضعيّة النّوم على أحد الجانبين هي المثلي لمن يعانون من انقطاع التنفّس أثناء النّوم، وهو ما ينتج عنه الشّخير، ذلك بسبب استرخاء عضلات القصبات الهوائيّة وعضلات الحلق مما يتسبّب بغلق مجرى الهواء.
- النّوم على البطن من أسوأ وضعيّات النّوم لمن يعانون من آلام الظّهر، وكذلك الأصحّاء، لأنّ الرّأس على الوسادة يكون أعلى من باقي الجسم مما يؤثّر على العمود الفقري، وإن كان ولا بد من النّوم على المعدة فيُنصح بالنّوم دون وسادة، ووضع وسادة أخرى تحت الحوض لتخفيف الضّغط على العمود الفقري والرّقبة.
- النّوم على الظّهر يضر بالأشخاص الذين يعانون من الارتجاع المريئي، إذ يزيد الاستلقاء على الظّهر من تدفّق الحمض باتّجاه المريء فالحلق، والوضعيّة المثلى هنا هي النّوم على أحد الجانبين، وتجنّب الاستلقاء على الظّهر ما أمكن.
نصائح للحصول على نوم مريح وهادئ
فيما يأتي بعض النصائح للأشخاص الذين يعانون من الأرق وصعوبة الدّخول السّريع في النّوم:[٤][٥]
- الانسجام مع إيقاع ساعة الجسم البيولوجيّة بتحديد وقت ثابت للنّوم والاستيقاظ، فالنّوم والاستيقاظ في أوقات محدّدة يمنح الجسم حيويّة ونشاط أكثر ممّا لو كان النّوم لنفس عدد السّاعات ولكن في أوقات مختلفة.
- تجنّب النّوم أثناء النّهار، وإن كان ولا بد فقيلولة بسيطة لا تتجاوز عشرين دقيقة، مع تقييد القيلولة بوقت بعد الظّهر بقليل فقط.
- عند الشّعور بالنّعاس بوقت أبكر من المعتاد، يُنصح بالنهوض من على الأريكة أو السّرير، وإشغال النّفس بأي أعمال، لأنّ النّوم المبكّر جدًّا يجعل صاحبه أكثر عرضة للاستيقاظ في وقت لاحق من اللّيل ومواجهة صعوبة في العودة للنّوم.
- التخلّص من أي مصدر للضّوء في غرفة النّوم، إذ يحفّز الظّلام الجسم على إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن الشّعور بالنّعاس، وبالتّالي وجود ضوء في غرفة النّوم يقلّل من إنتاج الدّماغ لهرمون الميلاتونين مما يزيد من الإحساس باليقظة وعدم النّعاس.
- قضاء ساعات كافية أثناء النّهار بالتعرّض لأشعّة الشّمس الصباحيّة، أو على الأقل فتح السّتائر والنّوافذ للسّماح لأشعّة الشّمس بالدّخول للمنزل أو المكتب، مما يساعد الجسم على الاسترخاء والحصول على نوم مريح ليلًا.
- إبعاد الأجهزة الإلكترونيّة وقت النّوم والأفضل إخراجها خارج الغرفة، إذ يسبّب الضّوء الأزرق المنبعث من التّلفاز، أو الجهاز اللّوحي أو الهاتف الذّكي، وحتى الحاسوب الإزعاج ويعدّ أحد العوامل المؤثّرة في جودة النّوم.
- الانتظام على ممارسة التّمارين الرياضيّة أثناء النّهار لمدّة عشر دقائق على الأقل، وتحتاج الرّياضة إلى وقت حتى تظهر نتائجها في تحسين جودة النّوم، لذلك يُنصح بالاستمرار على الرّياضة البدنيّة النهاريّة عدّة أشهر قبل الحكم عليها في تحسين النّوم، ويُنصح أن تبتعد ممارسة التّمارين الرياضيّة عن وقت النّوم على الأقل بثلاث ساعات، لأنّ الرّياضة في وقت قريب من النّوم يكون له تأثير عكسي في منح الجسم النّشاط والحيويّة ومقاومة النّوم، أمّا الرّياضات التي تعزّز النّوم ويمكن تأديتها مساءً فهي اليوغا، والتأمّل، وتمارين التنفّس العميق.
- الابتعاد قدر الإمكان عن المشروبات الغنيّة بالكافيين، كالشّاي والقهوة في السّاعات السّابقة لموعد النّوم.
- تجنّب تناول وجبات دسمة وثقيلة قبل النّوم بساعتين، ومثلها الأطعمة كثيرة التّوابل أو الحارّة أو الحامضة لأنّ هذه الأخيرة تسبّب حرقة في المعدة إلى جانب السكريّات والأطعمة الغنيّة بالكربوهيدرات.
- تجنّب تدخين السّجائر في موعد قريب من موعد النّوم.
- تجنّب شرب الكثير من السّوائل مساءً، لأنّ مثل هذا الأمر يُجبر النّائم على الاستيقاظ ليلًا لاستخدام الحمام، وقد يواجه صعوبة في العودة للنّوم.
- تخصيص غرفة النّوم للنّوم فقط حتى يترسّخ في العقل الباطن الشّعور بالنّعاس عند الدّخول لغرفة النّوم والاستلقاء على السّرير.
- الحرص على تنظيم الفوضى في غرفة النّوم، مع التّركيز على جعل حرارة غرفة النّوم باردة وتتراوح درجة حرارتها ما بين 60 إلى 67 درجة فهرنهايت.
- الاستعانة بالرّوائح العطريّة التي تتسلّل إلى الدّماغ وتحفّزه على الاسترخاء والشّعور بالنّعاس.
- اختيار الوسائد والمراتب المريحة.
- اعتماد لون طلاء للجدران مناسب للشّعور بالاسترخاء مثل الأصفر، أو الأزرق، أو الأخضر، والابتعاد عن الرّمادي، أو الأرجواني، أو البنّي، وذلك حسب دراسة بريطانيّة أثبتت أنّ الأشخاص الذين ينامون في غرف مطليّة جدرانها باللّون الأزرق استطاعوا الحصول على 7 ساعات و52 دقيقة من النّوم، بينما اللّون الأصفر كانت حصيلته من النّوم 7 ساعات و40 دقيقة، واللّون الأخضر حصد 7 ساعات و36 دقيقة، وكلّها ضمن الضّروري من ساعات النّوم الكافية للإنسان، أمّا الألوان الأخرى فبلغ متوسّط ساعات النّوم للأشخاص بطلاء جدران رمادي مقدار 6 ساعات و12 دقيقة، وللّون البنّي 6 ساعات و5 دقائق، وللّون الأرجواني 5 ساعات و56 دقيقة.
المراجع
- ↑ "SLEEP POSITION - WHAT'S YOUR FAVORITE?", nectarsleep, Retrieved 2019-12-5. Edited.
- ↑ "Your Sleep Position Affects Much More Than You Think", psychologytoday, Retrieved 201912-5. Edited.
- ↑ "Does Sleep Position Affect Your Health?", elemental.medium, Retrieved 2019-12-5. Edited.
- ↑ "How to Sleep Better", helpguide, Retrieved 2019-12-5. Edited.
- ↑ " 9 Tips for Maximizing Your Sleep Environment", alaskasleep, Retrieved 2019-12-5. Edited.