بحث عن دولة ايران

إيران

معنى إيران هو موطن الآريين المهاجرين من جنوب بحر الآرال إلى الهضبة المرتفعة أسفل بحر قزوين، وهي دولة تقع في غرب آسيا، يحدها من الجنوب الخليج العربي وخليج عُمان، ومن الشمال تحدها أرمينيا وتركمانستان وأذربيجان وبحر قزوين، ومن الشرق أفغانستان وباكستان، ومن الغرب العراق وتركيا، يبلغ عدد سُكانها حاليًا قرابة 80 مليون نسمة، وعاصمتها طهران يقطنها 10 ملايين نسمة، ومن أكبر مدنها: العاصمة طهران، شيراز، تبريز، قم والأهواز،^[١] وإيران أو فارس اسم منطقة تاريخية شهدت أراضيها حضارات كثيرة على مدى العصور، ويُقسم التاريخ القديم لإيران لعدة أقسام وهي:

الحقبة القديمة

وهي الحقبة القديمة قبل الحضارات الكبيرة في الأراضي الإيرانية، وتُقسم هذه الحقبة لحُقبتين وهي:^[٢]

• حقبة ما قبل التاريخ: بدأت حوالي 100 ألف سنة قبل الميلاد وانتهت في الألف الأول قبل الميلاد، وتقسم إلى:
  • العصر الحجري القديم.
  • العصر الحجري الحديث: وتمتد هذه الفترة من الألف الخامس قبل الميلاد حتى الألف السادس قبل الميلاد.
  • حقبة التاريخ البدائي: وتمتد من الألف السادس قبل الميلاد حتى الألف الثاني قبل الميلاد، وبُني فيها أول مدينة مُتحضرة في إيران وهي مدينة سيالك.
• حُقبة الأسر الحاكمة: وتُمتد هذه الفترة من أواسط القرن الثاني قبل الميلاد، وفيها انتقلت طوائف الفرس والميديين للعيش في هضبة إيران قادمين من آسيا الوسطى.

العهد الإخميني

أسس قورش (كوروش الكبير) في عام 550 قبل الميلاد، الإمبراطورية الفارسية كأكبر إمبراطورية عالمية في التاريخ، واحتل أغلب مناطق العالم القديم بدايةً ببابل، وقد تميز هذا العصر بالازدهار الاقتصادي والرخاء المعيشي لسكان منطقة فارس، وبعد وفاة قورش استلم الحكم الملك دارا في عام 522 قبل الميلاد وانشأ البنوك والموانئ، كما بنى نظام ري تحت الماء لينعش الزراعة كثيرًا، وفي عام 490 قبل الميلاد بدأت الحروب ضد اليونانيين، واعتمد الفرس على تقليب المُدن اليونانية ضد بعضها البعض، فسيطرت فارس على اليونان بطريقة دبلوماسية وسلمية بعد الابتعاد عن الحروب الطاحنة.^[٢]

عهد الإسكندر المقدوني والبارثيين

غزا الإسكندر المقدوني دولة فارس عام 334 قبل الميلاد كما غزا أغلب دول العالم في عصره، وأسقط الدولة الأكيمينة في فارس وأعدم أغلب الفرسان الفرس وأحرقت حاضرة الفرس برسيبوليس انتقامًا من إحراق مدينة أثينا، وبعد وفاة الإسكندر في عام 323 قبل الميلاد تناحر جنرالاته على المناطق الخاضعة لمقدونيا، وسيطر الجنرال سلوق على منطقة فارس ومن اسمه قامت الدولة السلوقية في عام 323 قبل الميلاد، وكانت تضم الدولة مناطق آسيا الصغرى، وبلاد الشام، وإيران والعراق، وشيد للقسم الشرقي من البلاد عاصمة جديدة سُميت سلوقية تقع على نهر دجلة في العراق، وشُيد للقسم الغربي من الدولة عاصمة جديدة أُخرى على نهر العاصي سُميت أنطاكية، وتعاقب على حكم المملكة ثمانية عشر ملكًا سلوقيًا، وفي عام 247 قبل الميلاد تولى الأرشكيون حُكم الدولة السلوقية وبلاد فارس، وأسس هذه السلالة أرشك وله تعود التسمية، وأمتد حكمهم لخمسة قرون حتى عام 224 للميلاد، بالرغم من هذا لا يوجد لهم آثار تذكر باستثناء بعض الفنون البسيطة، دليل على عدم اهتمامهم بالعمار والفنون وتركيزهم على القتال فقط.^[٢]

العهد الساساني

في عام 224م أسس الملك أردشير الأول الدول الساسانية، وأحيا الحضارة الفارسية التي انطمست ملامحها في عهد الأرشكيين، وأقام أردشير علاقات تجارية ودبلوماسية مع الأعداء القدامى للفرس وهم الرومان والصينيون، ويحتل أردشير مكانة كبيرة لدى الإيرانيين بسبب تأسيسيه للإمبراطورية البهلوية العظيمة وتشر الدين الزرداشتي وتحطيم الأصنام، في عام 260م غزا الإمبراطور شابور الرومان وأسر إمبراطورهم فاليريان، وأنشأ الكثير من المُدن، وأقام السدود وأصلح النظام التعليمي، وتناوب الحُكام البهلويين الحُكم حتى تولت أُختان الحُكم وهما بورانداخت وأزارماداخت بنات الإمبراطور خسرو برويز، وفي عهدهما تم الصلح مع الدولة البيزنطية في حوالي عام 628م.^[٢]

العهد الإسلامي

مع الامتداد للفتوحات الإسلامية والسيطرة على الجزيرة العربية وما حولها، فتحت الأراضي الفارسية بعد انتصار جيوش المُسلمين عليهم في عام 642م وانتهى حكم الأسرة الساسانية بعد 416 عام من الحكم، ودخل أغلب الشعب الإيراني الإسلام طواعية، وفي عام 661م خضعت الأراضي الإيرانية لحكم الدولة الأموية، وفي عام 750م خضعت الأراضي الإيرانية لحكم الدولة العباسية بعد مساهمتهم الفعالة في إسقاط الدولة الأموية، وبقيت إيران تحت الحُكم العباسي حتى عام 1258م، وكان عصر الدولة العباسية العصر الذهبي لإيران؛ إذ برز فيها نُخبة من العلماء المسلمين، كالخوارزمي، والرازي، وابن سينا، والغزالي، وعمر الخيام، والفردوسي وغيرهم الكثير، وظهر في هذه الفترة حُكم الدويلات لأراضي إيران، كالطاهريين، والسامنيين، والبوهيين، وبعض الأسر التركية كالغنويين، والسلاجقة والدولة الخوارزمية التي ظهرت في أواخر الحكم العباسي الضعيف.^[٢]

عهد المغول والتيموريين

اكتسح المغول العالم القديم، وفي عام 1220م دخلت الجيوش المغولية إيران وقتلت الملايين من الجند والأبرياء، وأحرقوا مدنًا وقرى كاملة، وفي عام 1295م تولى غازان خان حفيد هولاكو الحُكم، وسيطرت الدولة الذهبية على المنطقة، وفي عام 1304م تولى الحكم أولجيتو أخ غازان وقد اعتنق الإسلام وغير اسمه لمحمد خدابنده، وبنى مدينة السلطانية بالقرب من بحر قزوين وأصبحت عاصمة إيران والألخانيين، وفي عام 1405م غزا الملك المغولي التركي تيمورلنك إقليم فارس وبلاد الشام واستولى على المن المهمة، كدمشق وحلب وسمرقند التي جعلها عاصمة له، واتسمت فترته ومن تبعه والتي امتدت قرابة قرن بالقسوة والوحشية.^[٣]

عهد الدولة الصفوية

تُنسب هذه الدولة لصفي الدين الأردبيلي أحد شيوخ الصوفية التقليدين، ومؤسسها هو إسماعيل ميرزا الشاه إسماعيل الأول، تأسست الدولة في عام 1501م، بعد أن سار نحو العاصمة تبريز وهزم القبائل الموجودة في المنطقة واعلن المذهب الشيعي الإثني عشري مذهبًا رسميًا للبلاد، وما لبثت دولته في القوة والانتشار حتى دخل بحروب وصدامات عنيفة مع السلطان العُثماني الجديد سليم الأول، وخلفه بعده ابنه طهاسب الأول الذي اختار أسلوب الإقناع في نشر المذهب بدل من عنف والده، واستمرت في عهده الحروب مع الدولة العُثمانية، وفي عام 1729م اعتلى نادر قلي عرش إيران وأسس الدولة الأفشارية، لكنه قتل بيد حراسه وانهارت دولته العظيمة.^[٣]

عهد الدولة القاجارية والبهلوية

في عام 1795م نجح آغا محمد حان بتوحيد قبيلة القاجار بالعنف والاستيلاء على مدينة طهران وجعلها عاصمة لهم، ونتيجة للاستعمار الأوروبي والتدخلات الكبيرة في الشؤون الداخلية لإيران أجبرت الدولة القاجارية على مُعاهدات تنازل كبيرة، وفي عام 1906م قامت ثورة دستورية كبيرة قادها رجال الدين والشباب المتأثرين بأفكار التحرر الغربية، وتُشكل أول برلمان في البلاد عام 1906م، ومع نهاية الحرب العالمية الأولى دخلت إيران في فترة فوضى اقتصادية واجتماعية كبيرة، وامتدت الفوضى حتى عام 1921م حين ترقى ضابط من الجيش اسمه رضا خان وتسلم وزارة الحربية، وفي عام 1925م إثر انقلاب عسكري سيطر رضا خان على إيران وأصبح الملك محمد رضا شاه الأول، وفي فترة الحرب العالمية الثانية رفض الشاه التنازل للحلفاء، فنفي لجزيرة مورشيوس ثم إلى جنوب أفريقيا؛ إذ توفي هناك في عام 1944م وخلفه ابنه محمد رضا شاه بهلوي، في فترة أعوام 1973م-1979م زادت صادرات النفط الإيرانية أربعة أضعاف؛ إذ بلغت 20 مليار دولار سنويًا بسبب حظر النفط السعودي، وبهذه الثروة واكبت إيران التطور الغربي، لكن الشاه أراد بين عشية وضحاها تحويل إيران لدولة غربية ذات تقاليد وعادات غربية متناسيًا الانتماءات العرقية والدينية في دولته، فقامت ثورة دينية هائلة عليه بقيادة رجل الدين الخميني في عام 1979م، واضطر لمغادرة البلاد نحو مصر وتوفي هناك بعد عام واحد من نفيه.^[٣]

إيران الثورة

بعد الثورة العارمة في البلاد أطيح بالشاه ونفي خارج البلاد، وعين شبهور بختيار رئيسًا للوزراء بانتظار عودة الخميني من المنفى في الأول من أبريل عام 1979م وبعد عودته من المنفى أعلن آية الله الخميني إيران كجمهورية إسلامية، وفي نهايات عام 1979م وصل الشاه المخلوع للولايات المتحدة للعلاج فتوترت العلاقات بين الدولتين، واقتحم بعض الطلاب الإيرانيين السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز 52 رهينة بداخل السفارة، وفي شهر يناير من عام 1980م انتُخب أبو الحسن بني صدر رئيسًا للجمهورية لكنه هرب إلى فرنسا بعد صراعاته مع علماء الدين، وفي شهر أبريل من نفس العام قطعت الولايات المتحدة الأمريكية علاقاتها مع إيران وفرضت عقوبات اقتصادية كبيرة على البلاد، وقامت الحرب مع العراق في عام 1980م ولم تنتهي هذه الحرب إلا بعد 8 سنوات، في عام 1989م توفي الخميني وانتخب آية الله الخامنئي كزعيم روحي جديد في إيران.^[٣]

السياحة في إيران

في الجانب السياحي اهتمت الحكومة الجديدة بالسياحة، وتمتلك إيران العديد من المعالم السياحية الجذابة بفضل تاريخها الطويل المُمتد عبر العصور، ومما يدل على ذلك وجود 16 موقعًا في إيران ضمن التراث العالمي لليونيسكو، ومن المعالم السياحية والطبيعية في إيران:^[٢][٣]

• قصر داريوس الكبير.
• زيجورات تشوغازانبيل.
• مدينة باسارغادي وبريسيبوليس، وهي من أهم المن القديمة التي تحوي معبد دانيال.
• موقع شهردري.
• حديقة جولستان.
• جزيرة قشم التي تحوي غابات هارا البحرية.
• مراكز التسوق الكبيرة في جزيرة كيش.
• منتجع ديزين للتزلج.

المراجع

1. ↑ mapsofworld Editors, "Iran Map"، mapsofworld, Retrieved 11-08-2019. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت ث ج ح} Janet Afary Khosrow Mostofi Peter William Avery (07-08-2019), " Iran "، britannica, Retrieved 11-08-2019. Edited.
3. ^ ^{أ ب ت ث ج} أمين شحاته، "إيران: المسار التاريخي"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 11-08-2019. بتصرّف.