أين تقع طنطا

أين تقع طنطا

تُعد مدينة طنطا من المدن المصرية القديمة جدًا، إذ ترجع في تاريخها إلى العصر الفرعوني، وإلى الحضارة الإغريقية وصولًا للفتح الإسلامي، وما زالت قائمة لهذا اليوم، وهي تُعد عاصمة لمحافظة الغربية، وطنطا مدينة جميلة غنية بالتاريخ، فهي شاهدة على مرور الكثير من الحضارات، وهي أيضًا تحتل المركز الثالث بين مدن الدلتا من ناحية الكثافة بعد مدينة المحلة الكبرى، ومدينة المنصورة كما أنها حلقة وصل بين كثيرٍ من الطرق الحديدية، والطرق البرية لمدن مصر المتنوعة.[١]

تقع مدينة طنطا المصرية في مكان متوسط بين مدينة القاهرة، ومدينة الإسكندرية، إذ تبعد عن القاهرة مسافة 92 كيلو متر، وتبعد عن الإسكندرية مسافة 120 كيلو متر، وهي تتوسط دلتا النيل بين فرع الرشيد، وفرع دمياط، وأيضًا مدينة المحلة الكبرى، ومدينة المنصورة، ويُحيط بها شمالًا محافظة كفر الشيخ ومحافظة المنصورة، وجنوبًا مدينة شبين الكوم، وغربًا مدينة دمنهور، وشرقًا مدينة الزقازيق.[٢]

وفيما يخص التعليم فيسود بمدينة طنطا التعليم الأزهري، فهناك معاهد خاصة بالأزهر، إضافة إلى المعهد الأحمدي، ومعهد المنشاوي، ومعهد لتعليم القراءات القرآنية، وهناك أيضًا جامعة طنطا المشتملة على جميع التخصصات العلمية، وكلية للقرآن الكريم لا يوجد مثلها سوى بالمدينة المنورة، ومن أشهر العلماء والشيوخ الذين مروا على المدينة، وتلقوا العلم منها الشيخ الشعراوي، والشيخ محمد عبده، والشيخ محمد أبو زهرة، ومعظم المقرئين الذين قرؤوا القرآن الكريم في مسجدها، ومنهم القارئ مصطفى إسماعيل، والقارئ محمود الحصري، والقارئ محمود البنا، والشيخ النقشبندي.[٢]


تاريخ طنطا

عُرفت مدينة طنطا في العصر الفرعوني باسم "تناسو"، وكانت مدينة مهمة، فقد اشتملت على قرية اسمها "خورست"، والتي تُمثل أرضًا لعبادة الإله "ست" إله الشر لدى الفراعنة، وفي العصر الإغريقي عُرفت مدينة طنطا باسم "تانيتاد"، وتحديدًا في القرن الرابع قبل الميلاد، وفي زمن الرومان سميت ب "طنتثنا"، وقد زادت شهرتها في فترة الرومانيين، فقد أُسس مجلس أعيان لها، وشُيدت قلعة للجيش الروماني، وفي عهد البيزنطيين سُميت ب "طو"، أما الأقباط فسموها "طنيطاد"، وسبب شهرتها أنها أسقفية مستقلة عن البيزنطية، والحكم البطريركي.[١] وأصبحت طنطا في العصر الإسلامي أقوى حكمدارية، فقد اشتملت على دار للحاكم، وحاشيته، وجنوده، وسميت ب "طنتدا" سنة 641 للميلاد، وازدهرت فامتلأت بالمتاجر، والأسواق، والجوامع الأمر الذي أدى إلى ازدحامها، وفي زمن المنتصر توحد كثير من الأقاليم تحت اسم "الطندتاوية"، وأضحى من أبرز وأهم أقاليم الوجه البحري، واعتمده الفاطميون كقاعدة رئيسية لهم، وأقاموا حاكمًا على طنطا.[١] وفي زمن صلاح الدين الأيوبي تطورت طنطا بخطوات واسعة، فظهرت عليها مظاهر الحضارة الإسلامية، فانتشرت الجوامع، والقصور، وزادت مساحتها إلى مئة فدان، وبقيت كذلك إلى أن جزّأ السلطان الأشرف بن شعبان وسط الدلتا، وتجميع كافة الأقاليم بإقليم واحد سُمي بإقليم الغربية، ومن ضمنها مدينة طنت التي أسماها لاحقًا باسم "طنطا"، والتي بقيت معروفة به إلى عصرنا الحالي.[١]


المعالم السياحية في طنطا

فيما يأتي أبرز المعالم السياحية في طنطا:[٣]

  • متحف طنطا: يُعد متحف طنطا من المعالم السياحية المهمة في المدينة، وقد كان في بدايته وتحديدًا سنة 1913 صالة بمجلس المنطقة تُعرض بها قطع فنية، وقطع أثرية عدة، وبسبب مكانة طنطا الأثرية الكبيرة خُصص بها متحف في شارع محب سنة 1990 للميلاد، وهذا المتحف يتشكل من طوابق عديدة تُقدم الكثير من الآثار الإسلامية، والآثار المصرية القديمة، والآثار القبطية، والآثار الرومانية، وآثار تعود لعصور قديمة جدًا، ويوجد به أيضًا صالة كبيرة الحجم مُخصصة لإقامة المؤتمرات.
  • مسرح طنطا: يوجد مسرح طنطا بميدان الجمهورية، وتحديدًا في شارع البحر، وهو مسرح أثري مُشيد على النمط المعماري الإيطالي، وهو بذلك المسرح الثالث المصمم على الطراز الإيطالي بعد مسرح الأوبرا، ومسرح سيد درويش، ومسرح طنطا يحمل قيمة عظيمة نتيجة لوقوف كثيرٍ من القامات الفنية والسياسية عليه، فقد أدت المطربة أم كلثوم" والملقبة بكوكب الشرق حفلة عليه، وألقى جمال عبد الناصر خطابًا عليه، وقال الفنان المصري الكبير يوسف وهبي عندما وقف على مسرح طنطا: "لو كان بإمكاني أن انقل هذا الصرح إلى القاهرة لفعلت".
  • المسجد الأحمدي: يُعد المسجد الأحمدي من أشهر المساد في مصر وفي طنطا، وقد كان أول بنائه عبارة عن زاوية صغيرة الحجم للطريقة الأحمدية، وعندما جاء السلطان المملوكي الأشرف قايتباي شيد مئذنة وقبة على ضريح المسجد، وفي القرن الثاني عشر للهجرة شيد علي بك الكبير ثلاثة من الأضرحة الأول للسيد البدوي، والثاني لتلميذه، والثالث لإمام المسجد، إضافة إلى زاوية خاصة تابعة للمسجد من أجل تدريس الصغار، وتصل مساحة المسجد الأحمدي إلى 6300 متر، وشكله مربع، ومُحاط بأروقة من كافة الاتجاهات، ويمتلك سبعة من الأبواب، وفي فترة من الزمن أصبح المسجد مركزًا تعليميًا يأتيه الطلاب للتعلم، فقد بلغ عدد الطلاب 2000 طالب، ويزور المسجد الأحمدي عدد كبير من الناس في مولد البدوي الذي يحصل مرتين سنويًا، مرة في منتصف شهر أكتوبر ومرة في بداية إبريل.
  • محطة السكة الحديد: تُعد محطة السكة الحديد في طنطا ثاني محطة للقطار في مصر بعد محطة مصر، وثالث محطة سكة حديد شُيدت في قارة أفريقيا، وطورتها الحكومة المصرية بصورة واسعة، وفرغت من تطويرها سنة 2009، وتربط هذه المحطة بين القاهرة والإسكندرية.
  • سبيل علي بك الكبير: يوجد سبيل علي بك الكبير في شارع الجلاء الذي يُعد أكبر شارع في طنطا، وسُمي على اسم ملك مصر المملوكي علي بك، وهو مُصمم على الطراز الإسلامي.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Me wesam (2018-10-21)، "نبذة عن مدينة طنطا القديمة وأهم المعالم الأثرية بها"، طنطا اليوم، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-17. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "أين توجد وتقع مدينة طنطا"، موسوعة كله لك، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-17. بتصرّف.
  3. "دليل وصور معالم طنطا السياحية"، محتوى، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-17. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :