محتويات

- ذات صلة
- أين تقع عنابة
- مدينة عنابة
مدينة عنابة
هي واحدة من المدن الجزائريّة الواقعة في أقصى الجهة الشماليّة الشرقيّة من البلاد بالقرب من الحدود التونسيّة، وتبعد عن العاصمة الجزائريّة مسافة 600 كيلو متر مربع، بحيث تشرف على البحر الأبيض المتوسط، وتعدّ هذه المدينة حلقة وصل بالمدن الأخرى من خلال شبكة مواصلات، ويبلغ التعداد السكاني فيها قرابة 257359 نسمة حسب إحصائيّات عام 2008 للميلاد، ويشار إلى أنّ هذه المدينة تحتل الترتيب الرابع من حيث أكبر المدن الجزائريّ مساحة، وفي موضوعنا هذا سنعرفكم على هذه المدينة بشيءٍ من التفصيل[١].
موقع مدينة عنابة الجزائرية
تقع مدينة عنابة بالقرب من مصب وادي سيبوز، القريب من الحدود التونسية، ويقع ميناؤها بين روزا (خليج عنابة) ورأسي كارد، وهي من المدن الجزائرية المهمة، وتُطل مدينة عنابة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتوجد المدينة في أقصى شمال شرق دولة الجزائر، وتصل المسافة بين مدينة عنابة وبين الجزائر العاصمة ما يُقارب 569 كيلو متر، ومن الممكن قطع تلك المسافة من خلال استخدام السيارة في ست ساعات وربع تقريبًا، أو في ساعة واحدة فقط باستخدام الطائرة من خلال الرحلات الجوية المُباشرة، وتصل المسافة بين مدينة عنابة ومدينة تلسمان إلى 1070 كيلو متر، ومن الممكن قطع تلك المسافة خلال 10 ساعات و46 دقيقة على المسار A1 الذي يصل بينهما، كما أنه من الممكن السفر بالطائرة للوصول بمدة 9 ساعات من خلال الرحلات الجوية غير المُباشرة، بينما تصل المسافة بين مدينة عنابة ومدينة وهران إلى 969 كيلو متر تقريبًا، ومن الممكن قطع تلك المسافة باستخدام السيارة للوصول في عشر ساعات تقريبًا، أو باستخدام الطائرة للوصول في ساعة واحدة فقط من خلال الرحلات الجوية المُباشرة، وتُعد قسنطينة من أقرب المدن إلى عنابة، إذ تصل المسافة الأقصر بين قسنطينة وعنابة إلى 152 كيلو متر، أي ما يُعادل مسيرة ساعتين وثلث من خلال السيارة.[٢]
نشأة مدينة عنابة الجزائرية
كانت مدينة عنابة تسمى سابقًا بـ(بونة)، وتعود نشأة المدينة الأولى إلى الفينيقيين الذين أقاموا مرفًأ تجاريًا مهمًا فيها في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وأطلقوا عليه اسم هيبون، وقد كانت المرفأ الرئيسي من أجل تصدير المواشي والحبوب إلى روما في عهد المملكة النوميدية، وكانت العاصمة الثانية بعد سيرتا (قسنطينة حاليًا)، واحتل الرومان المدينة في القرن الرابع الميلادي، واتخذوها مركزًا أسقفيًا للقديس أوغسطين (322- 430 م)، وقد تعاقبت على مدينة عنابة فترات ازدهار وأفول إلى أن أصبحت تحت الحماية العثمانية في عام 1533 م، ثم احتلها الفرنسيون بعد ذلك وطوروا ميناءها الذي بات أهم النقاط من أجل تصدير الثروات المعدنية الجزائرية إلى فرنسا، وخصوصًا الفوسفات من مناجم جبل العنق والكويف، والحديد من مناجم بوخضرة والونزة، وبادروا إلى استغلال سهلها من أجل إنتاج التبغ والكُروم، وتعد مدينة عنابة اليوم مدينة مزدهرة، ومركزًا صناعيًا هامًا، وتحتوي على صرح من أهم الصروح الصناعية الجزائرية، وتحتوي كذلك على خام الحديد والفولاذ والذي ينتشر على مساحة 800 هكتار، وينتج في كل عام مليونا طن من الحديد والفولاذ، ويعمل فيه 15 ألف عامل، بالإضافة إلى وجود مصانع مهمة أخرى مثل؛ مصنع الأسمدة الفوسفاتية، ومعمل الزئبق، والكثير من المصانع الغذائية التي تحوّل المنتجات الزراعية التي تأتي من سهل عنابة إلى مواد صناعية.[٣]
تاريخ مدينة عنابة
أسست مدينة عنابة من قبل الفينيقيين في القرن الثاني عشر قبل الميلاد على يد مستعمرين لبنانيين، وعرفت آنذاك باسم هيبو، وأصبحت هذه المدينة من المدن البونيقية بعد تحالفها مع قرطاجة، ولكن احتلت المدينة من قبل ملك قبيلة الماسيلي النوميديّة خلال الحرب البونيقية الأولى في الفترة الواقعة بين 264 و241 قبل الميلاد، ولكن سرعان ما استعادها أهل قرطاجة منه وبذلك أصبحت مركز مهم للملوك النوميديين، وقد نالت استقلالها بعد انتهاء هذه الحروب لتعرف في العصر الروماني باسم هيبو ريجيوس، ويشار إلى أنّ هذه المدينة كانت في الثلاثة قرون الأولى للميلاد من أغنى المدن الإفريقيّة وكانت بمثابة المركز للفكر المسيحي بسبب إقامة القديس أوغسطين فيها والذي أصبح الأسقف لها منذ عام 396 للميلاد، وفي عام 431 للميلاد سقطت المدينة بيد الملك جينسيرك بعد حصار دام 14 شهرًا، مما ألحق الدمار بالمدينة فلم يتبقى منها إلى الكاتدرائيّة والمكتبة الخاصة بالقديس أوغسطين، وفي عام 533 للميلاد وقعت المدينة تحت السيطرة البيزنطيّة وبقيت كذلك حتى وصلت لها الفتوحات الإسلاميّة عام 697 للميلاد، إذ أطلق عليها السملمون اسم عنابة بسبب كثرة أشجار العنب المزروعة فيها، وقد شهدت هذه المدينة عصورًا من التطور والازدهار إلى أن دخلت تحت سيطرة الدولة العثمانيّة عام 1533 للميلاد، واحتلت بعد ذلك من قبل القوات الفرنسيّة عام 1830 للميلاد الذين بسطو سيطرتهم عليهم وعملو على تطوير مينائها ليصبح مركزًا مهمًا لتصدير المعادن من البلاد إلى فرنسا، والتي من أهمها الحديد الذي كان يستخرج من مناجم الونزة وبوخضرة والفوسفات المستخرجة من مناجم الكويف وجبل العنق، كما زرعو سهولها للاستفادة منها في إنتاج التبغ والعنب، ويشار إلى أنّه تمّ تشييد المدينة الجديدة عام 1870 للميلاد لتصبح في وقتنا الحاضر من أجمل المدن الجزائريّة إذ أطلق عليها لقب بونة الجميلة[٤].
اقتصاد عنابة
تعد هذه المدينة من المراكز التجاريّة والصناعيّة الهامة في البلاد بسبب احتوائها على نسبة كبيرة من الصناعات الاستخراجيّة المتمثلة بمخزون كبير للحديد والصلب، كما تحتوي على مصانع خاصة بتسييل الغاز ومصافي لتكرير النفط، ومصانع خاصة بالمواد الكيماويّة وتعليب المواد الغذائيّة والإسمنت وإنتاج الفلين، كما تتوفر فيها شبكة من السكك الحديديّة التي تخدم هذه الصناعات، بالإضافة إلى دورها البارز في تصدير الحديد والحمضيات والفوسفات، وأخيرًا يعتمد اقتصاد هذه المدينة أيضًا إلى جانب القطاع الصناعي والتجاري على القطاع السياحي كونها من أجمل المدن الجاذبة للسيّاح في البلاد خاصةً في موسم فصل الصيف[١].
أجمل الأماكن السياحية في عنابة الجزائرية
تضم مدينة عنابة العديد من الأماكن السياحية الجميلة، نذكر منها: [٥][٦][٧]:
- الشواطئ: تحتوي مدينة عنابة على عدد كبير من الشواطئ أشهرها شاطئ البطاح، وشاطئ النصر، وشاطئ طوش، وشاطئ رزقي إبراهيم، وشاطئ سانكلو، وشاطئ ريزي عمر، وشاطئ بونة بيتش، وشاطئ الخروبة، وشاطئ عين عشير، وشاطئ لي بريمى روتشى، وشاطئ جزيرة فيفي، وشاطئ دراوش، وشاطئ فلاح رشيد، وشاطئ جنان الباي، وشاطئ سيدي سالم، وشاطئ عين بربر، وشاطئ واد القصب، وشاطئ الخليج الغربي، وشاطئ شطايبي وشاطئ الرمال الذهبية التي من الممكن زيارتها والاستمتاع بجمال الرمال والمياه الزرقاء.
- جزيرة كاف: وهي عبارة عن جزيرة جميلة وصغيرة توجد في شطايبي بولاية عنابة، وهي تطل على مرسى سكيكدة وخليج شطايبي، وتصل مساحتها إلى 20 هكتارًا، وقد كانت تسمى في أيام الإحتلال الفرنسي سانت بيايتر، وتعد الجزيرة مكانًا يصلح للسكن، وقد كانت تُدعى بجوهر البحر المتوسط، كما تُسمّى كذلك بجزيرة الأحلام، ويوجد فيها الكثير من المناظر الجميلة من شواطئ تحفها طيور النورس ومن غابات خضراء نضرة.
- متحف هيبون: يوجد متحف هيبون بجانب كنيسة القديس أوغسطين في ولاية عنابة، ويعد هذا المتحف من أشهر المتاحف في الجزائر، فهو يحتوي على الكثير من المعالم الأثرية التاريخية، وعلى الآثار القديمة العريقة، مثل؛ الأواني المصنوعة من النحاس والفضة، وبعض النقوش من الفسيفساء، والتماثيل البرونزية، وبالرغم من أنه متحف صغير إلا أنه منظم ويُحافظ عليه بصورة جيدة، ولا يُسمح بالتقاط الصور الفوتوغرافية أو بالتدخين داخله، ويوفر المتحف مشهدًا رائعًا على التل، لذا فإن العديد من السياح الذين زاروه ينصحون من يريد زيارة عنابة بزيارة هذا المتحف.
- كنيسة القديس أوغسطين: وهي من المواقع التاريخيّة الأثريّة العريقة التي تضرب بجذورها أعماق الماضي والتاريخ، وأهم ما يميّز هذه الكنيسة طرازها المعماري الفريد الذي يعبر عن الحقبة التاريخيّة التي عاش فيها المسلمون والنصارى على أرض إسلاميّة وهي الجزائر التي تعدّ بمثابة البوابة للشمال الإفريقي، وهي خاصة بالقديس أوغسطين الذي يتبع له حوالي 18مليون تابع أبرزهم من الولايات المتحدة الأمريكيّة، ويمتلكون ما يقارب 500 كنيسة.
- منتزه سرايدي: هو عبارة عن منطقة موجودة في حضن الطبيعة الساحرة المتمثلة بغابات خضراء تتميّز بهواها النقي والتي يتوافد إليها السيّاح بهدف الاسترخاء والهدوء بعيدًا عن ضجيج المدن، ويمكن ممارسة ركوب التلفريك في هذا المنتزه والتمتع بالمناظر الخلابة، ويتوفر في هذه المنطقة فندق وعدد من الشواطئ التي تتيح ممارسة العديد من النشاطات الترفيهيّة عليها.
- متحف هيبون: يقع هذا المتحف بجوار كنيسة القديس أوغسطين والذي يتميّز بحجمه الصغير واحتوائه على عدد كبير من المقتنيات والأدوات الأثريّة العائدة إلى التاريخ القديم، ويشار إلى أنّه من غير المسوح للزائر التدخين في المتحف أو التقاط الصور التذكارية حفاظًا على عراقته وأصالته.
المراجع
- ^ أ ب "عنابة"، aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-9-2019. بتصرّف.
- ↑ "اين تقع عنابة على الخريطة "، urtrips، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-23. بتصرّف.
- ↑ "ولاية عنابة"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-23. بتصرّف.
- ↑ "عنابة"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 14-9-2019. بتصرّف.
- ↑ "أجمل الأماكن السياحية التي ينبغي زيارتها في عنابة"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-23. بتصرّف.
- ↑ "السياحة في عنابة"، urtrips، اطّلع عليه بتاريخ 14-9-2019. بتصرّف.
- ↑ sarah (7-9-2017)، "أجمل الأماكن السياحية في عنابة"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 14-9-2019. بتصرّف.