السيارات ذاتية القيادة، كيف تعمل؟

السيارات ذاتية القيادة، كيف تعمل؟
السيارات ذاتية القيادة، كيف تعمل؟

السيارات ذاتية القيادة

هل سعت يومًا بالسيارات ذاتية القيادة أو المستقلة؟ السيارة المستقلة هي مركبة قادرة على استشعار ما حولها والعمل دون تدخل بشري؛ إذ لا يُطلب من الراكب البشري التحكم في السيارة ولا يُطلب من الراكب التواجد في السيارة؛ إذ يمكنها الذهاب لأي مكان دون وجود أي راكب فيها، وهذه السيارة مؤتمتة بشكل كامل؛ أي تشغيلها آلي تمامًا، وتأخذ علامة 5/5 على مستوى الأتمتة أوالتَّلْقَنَة Automation بين جميع نُظم السيارات، ولكن هذه السيارات وتطوريها يواجهان العديد من التحديات، وتحاول النماذج الأولية لهذه السيارات أن تتجاوز كافة المشاكل والتحديات التي من أهمها كلفة السيارة العالية بسبب وجود العديد من التقنيات التي تتحكم بتوازن السيارة ودقة قيادتها.

وتواجه هذه السيارة صعوبة في المشي حينما تواجه طقسًا سيئًا كوجود مطر غزير أو ثلوج؛ إذ ستختفي فواصل ممرات الطريق مما يُسبب تشويشًا لأجهزة الاستشعار في السيارة، وستواجه هذه السيارات المستقلة مشاكل داخل الأنفاق أو على الجسور، وقد لا تستطيع هذه السيارات التعامل مع قوانين المرور وشرطة المرور خاصة إن لم يوجد في السيارة أي أحد، وعندما تقود السيارة العادية بنفسك فإنك تعتمد على الإشارات الدقيقة والتواصل غير اللفظي والبصري مع المشاة والسائقين الآخرين، بينما السيارة ذاتية القيادة ستفتقد لكل هذه النقاط إلا في حالة إضافة مستشعرات فائقة الذكاء للسيارات مما يزيد سعرها كثيرًا.[١]


كيف تعمل السيارات ذاتية القيادة؟

السيارات ذاتية القيادة تعتمد على الأجهزة والبرامج لقيادتها دون الحاجة لوجود قائد ومستخدم فعلي، وتشتمل السيارات ذاتية القيادة على قدر كبير من التكنولوجيا فيها، والسيارة ذاتية القيادة تعمل كالسيارة العادية ويوجد بها نفس القطع الأساسية للسيارة، ولكن هذه السيارات مدعومة بالعديد من الأجهزة المتطورة والأجزاء التي تعمل السيارة عن طريقها، مثل:[٢]

  • الكاميرا: الكاميرات الموجودة في السيارات ذاتية القيادة هي أهم الأجزاء التي تُساعد في عمل السيارة، وتلتقط هذه الكاميرات كل ما تحتاجه السيارة للقيادة، وتُعالج البيانات المرئية حتى يُحرك الكومبيوتر السيارة أو يؤدي المهام أثناء القيادة.
  • جهاز كمبيوتر: تتطلب جميع السيارات ذاتية القيادة جهاز كمبيوتر متطور وحديث على متنها لمعالجة كل ما يحدث في السيارة وتنظيمه منطقيًا.
  • الرادار: الرادار من الوسائل الأساسية التي تستخدمها السيارات ذاتية القيادة في الرؤيا، ورادارها دقيق يُمكن أن يرى من خلال الظروف الجوية السيئة، بسبب اعتماده على موجات الراديو التي من المُمكن انتشارها خلال المطر أو الثلج.
  • المستشعرات: مستشعرات LiDAR تلتقط الضوء وتستخدم الملاحظات الناتجة من الضوء لإنشاء خريطة مُفصلة ثلاثية الأبعاد للمنطقة المحيطة بها.
  • نظام تحديد المواقع العالمي: نظام تحديد الموقع العالمي GPS موجود في السيارة ويعمل آليًا حتى يُحدد وجهات السيارة بشكل دقيق.
  • وحدات المعالجة: وحدات المعالجة الرسومية هي بديلة وحدات المعالجة المركزية التقليدية في الأجهزة التقليدية، وتعدل هذه الوحدات وتخزن جميع البيانات التي تستقبلها السيارة وتتحكم بها، أي إنها كالجهاز العصبي في جسم الإنسان.


أمان استخدام السيارات ذاتية القيادة؟

إن المركبات ذاتية القيادة AVs هي مستقبل السيارات العالمية، وما لا يقل عن 46 شركة تعمل بالفعل على صناعة وتطوير السيارات ذاتية القيادة، ولكن أهم ما يشغل البال قبل قيادة وانتشار هذه السيارات هو بيانات سلامة هذه السيارات، ولهذا بينت الشركات المُصنعة والمُطورة للسيارات ذاتية القيادة عدة فوائد وميزات تُفيد سلامتك وسلامة جميع من يركب فيها أبرزها:[٣]

  • انخفاض الحوادث التي تحدث بسبب حالات ضعف القيادة، وستقلل هذه السيارات الحوادث التي تحصل بسبب الكحول والمخدرات والتعب الشديد لقائد السيارة العادية.
  • تستخدم المركبات ذاتية القيادة أنظمة لتحديد السرعة على الطريق، وتُساعد على تقليل الانبعاثات الضارة للبيئة من السيارة.
  • ما يقارب من 94٪ من الحوادث على الطرق تحدث بسبب خطأ بشري، لذلك ستُقلل المركبات ذاتية القيادة كثيرًا من عدد الحوادث والوفيات التي تحدث على الطرق يوميًا.


مستقبل السيارات ذاتية القيادة

السيارات ذاتية القيادة لها مستقبل كبير؛ إذ تشير التقديرات بأنه ستكون حوالي 10 ملايين سيارة ذاتية القيادة على الطريق في عام 2020، وهنالك عدة طرُق ستُحسن بها هذه السيارات مُستقبلك ومستقبل العالم:[٤]

  • السيارات ذاتية القيادة ستعيد تصميم مدينتك بحيث تترك مساحات كبيرة وسيُصبح من السهل العثور على مكان لاصطفافها، ويمكن لسيارتك الاستمرار بالمشي حتى تحتاج إلى إعادة شحن، وستحول أماكن وقوف السيارات المُعتادة إلى حدائق صغيرة أو مساحة خارجية مُفيدة لك.
  • ستصبح أكثر استعدادًا للذهاب إلى أماكن متعددة وبعيدة، وستصبح إمكانية سكنك في أماكن بعيدة عن عملك أمرًا واردًا بشدة.
  • السيارات ذاتية القيادة تُفيدك في المستقبل بإعطائك المزيد من الوقت للذهاب إلى الاجتماعات والمناسبات بسبب توفير الوقت والجهد من القيادة.


مَعْلومَة

تعود فكرة المركبات ذاتية القيادة إلى عام 1939 ميلاديًا في معرض نيويورك للسيارات، وقد صنعت شركة جنرال موتورز سيارة ذاتية القيادة عرضتها في ذلك المعرض، وربطت الشركة قيادة السيارات دون سائق في جودة الطرق، وكانت هذه السيارة كهربائية الصنع ولكن للأسف بعد أكثر من 80 عامًا لم تُنتج الشركة هذه السيارة، وبحلول عام 1958 بالرغم من عدم إنتاج هذه السيارة حققت جنرال موتورز هذا المفهوم بطريقة أخرى، وضمّنت سياراتها بأجهزة وقطع ذاتية القيادة مثل مقود القيادة الذي يتحرك يمينًا ويسارًا ذاتيًا، وفي عام 1977 حسّن اليابانيون هذه الفكرة باستخدام نظام الكاميرا الذي ينقل البيانات إلى جهاز كمبيوتر لمعالجة صور الطريق التي تظهر في السيارة، ولكن مشكلة هذه السيارة اليابانية بأنها تمشي بسرعة تقارب 50 كم في الساعة فقط، وبعد عقد من الزمان حسّنت ألمانيا هذه الفكرة وصنعت سيارة ذاتية القيادة تستطيع السير بسرعة 87 كم في الساعة.

في الوقت الحاضر العديد من المركبات التي تسير على الطريق هي سيارات ذاتية القيادة بشكل ما؛ إذ يوجد في كل سيارة العديد من ميزات السلامة مثل أنظمة وقوف السيارات المساعدة وأنظمة المكابح والسرعة، كما وجدت العديد من الشركات نماذج لسيارات ذاتية الصُنع تعتمد تقنياتها على نظام تحديد المواقع العالمي GPS بالإضافة إلى أنظمة الاستشعار المتقدمة التي يمكنها اكتشاف الممرات والإشارات والعقبات غير المتوقعة، ويتوقع أن تكون نصف السيارات في جميع أنحاء العالم ذاتية القيادة أو فيها جزء كبير من القيادة الذاتية بحلول عام 2025؛ إذ إن الكثير من الدول لها تشريعات ومخططات بخصوص السيارات ذاتية القيادة، وأهم فوائد هذه السيارات لك، تحسين أنظمة السلامة على الطريق، وتخفيض عدد الحوادث كثيرًا.[٥]


المراجع

  1. "What is an Autonomous Car?", synopsys, Retrieved 17-07-2020. Edited.
  2. Trevor English (11-01-2020), "How Do Self-Driving Cars Work?"، interestingengineering, Retrieved 17-07-2020. Edited.
  3. Are Self-Driving Cars Safe? (02-02-2020), "Are Self-Driving Cars Safe?"، verizonconnect, Retrieved 17-07-2020. Edited.
  4. "5 Ways Self-Driving Cars Will Forever Disrupt the Future of Hospitality", socialtables, Retrieved 17-07-2020. Edited.
  5. Bonnie Gringer, "HISTORY OF THE AUTONOMOUS CAR"، titlemax, Retrieved 17-07-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :