مدينة مرسين
تقع مدينة مرسين في الناحية الجنوبية من جمهورية تركيا، وهي مدينة ساحلية على البحر الأبيض المتوسط، تبعد عن العاصمة التركية إسطنبول حوالي 942.6 كيلو متر، وهو ما يستغرق رحلة برية مدتها عشر ساعات إلا ربع، فيما تبعد عن عن أنطاليا 482 كيلو متر، ويعدّ اسمها مشتق من نبتة الآس التي تنمو بكثر في المنطقة، وهناك رأي آخر يرجح أن الاسم مشتق من عشيرة مرسين أوغولاري، تحتل المرتبة العاشرة بين المدن التركية من حيث الكثافة السكانية، فقد بلغ عدد سكانها حسب إحصائية سنة 2014 حوالي 915.703 نسمة، يسود فيها مناخ البحر الأبيض المتوسط وهو مناخ شبه استوائي صيفها حار جاف، شتاؤها دافئ رطب، تشهد هطول أمطار غزيرة خلال شهري كانون الأول ديسمبر وكانون الثاني يناير من كل عام، توجد فيها جامعتان، هما؛ جامعة مرسين التي تأسست سنة 1992، وجامعة توروس الخاصة.[١][٢]
تعدّ مدينة مرسين التركية واحدة من أقدم المدن في الجمهورية، فقد شهدت أول استيطان بشري في الألف التاسع قبل الميلاد، وبحسب حفريات أثرية قام بها عالم الآثار جون جارستانج تبين أن المدينة تعرضت إلى 23 احتلالًا أقدمها سنة 6.300 قبل الميلاد، وقد بنيت الحصون حول المدينة سنة 4.200 فيما أزيلت بين عامي 350-300 قبل الميلادي.
ومن الحضارات التي تعاقبت على المدينة السلوقيين، اليونانيين، وقد غيروا اسمها وقتذاك ليصبح زيفيريون، بالإضافة إلى الفرس، والآشوريين، والحثيين، والمقدونيين، اولبطالمة، وغيرهم، وفي عام 1473 حكمها العثمانيون، ثم أصبحت ضمن رقعة الدولة العثمانية رسميًا في عهد السلطان سليم الأول الذي حكم سنة 1517م، وعقب الحرب العالمية الأولى وتحديدًا في سنة 1918 احتلتها فرنسا وبريطانيا حسب بنود معاهدة سيفريس، فيما تمكن الجيش التركي من استعادتها بعد عامين، وأصبحت اليوم واحدة من أكبر المدن في البلاد، وشاطئها هو الأطول في تركيا.[١]
السياحة في مرسين
قبل البدء في سرد أبرز المعالم السياحية في مدينة مرسين التركية، لا بد من التنويه إلى أن درجات الحرارة في المدينة صيفًا تتراوح ما بين 25-30ْ، فيما تصل خلال شهري تموز وآب إلى 40 ْ، وأما فصل الصيف فهو ألطف، إذ يتميز بهطول الأمطار على نحو غزير خلال 50 يومًا، وبالعودة إلى مقومات قطاع السياحة في المدينة، يمكن إجمالها فيما يأتي:[٣]
- الساحل: تعدّ منطقة الساحل وجهة سياحية هامة لدى الوافدين إلى مرسين، لا سيما وأن مياه الشاطئ نظيفة نقية، كما أنها هادئة مناسبة للاسترخاء، ناهيك عن إمكانية ممارسة الأنشطة المائية كالسباحة وصيد الأسماك واللعب بالرمال التي تمتد على طول 108 كيلو متر.
- مدينة ترسوس أو طرسوس: تبعد عن مدينة مرسين حوالي 21 كيلو متر إلى الناحية الشرقية، تقع بين مدينة مرسين وأشنة وتتبع سلسلة جبال طرسوس، يؤمها السياح المهتمون بالحضارات القديمة كونها تحتضن متحف طرسوس الذي يحكي عن تاريخ الحضارات والشعوب التي استوطنت في المدينة منذ العصور الغابرة، كما تضم قبر النبي دانيال.
- مدينة كاينتليس: هي مدينة تاريخية أثرية تعود إلى فترة الحضارة الهيليينية الرومانية، تضم مدرجًا أثريًا، وقصورًا فخمة كان يسكنها النبلاء والأباطرة، بالإضافة إلى حمامات عامة، وبيوت وأديرة منحوتة في الصخور أو في الجبال.
- قلعة بالان كيشليك: تبعد 20 كيلو متر عن ساحل البحر الأبيض المتوسط، يعود تاريخها إلى الحقبة الرومانية، يعدّ بناؤها عسكريًّا بالدرجة الأولى باعتبار أن الهدف منها هو التصدي للأعداء، ويمكن الوصول إلها عبر القوارب.[٤]
- نهر غوكسو: يقع في منطقة سيليفكي، ينبع من جبال طرسوس ليمسي مسافة 250 كيلو متر ثم يصب في مياه البحر الأبيض المتوسط، يمر من مناطق عديدة في المدينة وتصطف الورود الملونة على جانبيه في مشهد يحبس الأنفاس، يمكن للسائح الاستمتاع بالنهر من خلال التقاط الصور التذكارية، والركوب في رحلة نهرية عبر القارب للتعرف على مدينة مرسين، أو ممارسة رياضة التجديف، أو الاستمتاع بجلسة استرخاء قرب النهر بعيدًا عن صخب وضجيج الحياة المدنية.
- قلعة الفتاة: تعد واحدة من أجمل الأماكن السياحية، وعليه فإنها تشهد إقبالًا محليًا وعالميًا، ويعدّ موقعها إستراتيجيًّا مميزًا على جزيرة مقابل سواحل المديمة في منطقة تعرب اسم أردملي، ويعود تاريخها إلى ألف سنة تقريبًا أي أنها بنيت في أوائل القرن العاشر الميلادي كمبنى عسكري تحصيني يهدف إلى الدفاع عن المدينة ضد أي هجمات من العدو، فيما تروي الأساطير أن ملكًا ما خاف على ابنته من الموت فأراد حمايتها فبنى لها القلعة وسط البحر، ويمكن للسائح أخذ جولة في أرجاء القلعة للتعرف على تاريخها، أو الصعود إلى أعلى أحد أبراجها والاستمتاع بإطلالة ساحرة على البحر، أو زيارة البحر نفسه.
- شلال إيليسو: يقع في قرية إيليسو، ويعدّ أحد أهم الوجهات الترفيهية والعلاجية التي يقصدها السياخ بهدف الاستمتاع والاسترخاء وسط المساحات الخضراء اليانعة والمياه الزرقاء الرقراقة من جهة، بالإضافة إلى هدف العلاج والاستشفاء من الأمراض، وتجدر الإشارة إلى أن شلال إيليسو ينبع من الجبال ويصب في بركة مائية تحيط بها الأشجار، وهو ما يشكل تحفة فنية من صنع الخالق جل وعلا، تبعث في النفس البشرية سكينة وراحة، ويمكن للسائح التجول في الغابة المحيطة به لمشاهدة الحيوانات البرية الأليفة كالأرانب والسناجب.
- قلعة معمورة: تقع في منطقة اسكيلي، تعدّ أحد أهم المباني العسكرية التي شكلت خط الدفاع الأول عن المدينة ضد الغزاة من جهة البحر، بناها الأباطرة الرومان إبان فترة حكمهم في المدينة، وأما أول تاريخ معروف لبناء القلعة على شكلها الحالي فيرجع إلى سنة 1191م، وقد استخدمها السلاجقة كمأوى لهم سنة 1225م، إلى أن استولت عليها جيوش بدر الدين محمود بيك وبنت فيها المسجد المذي لا زال شامخًا حتى يومنا الحاضر من عام 1308م، وبحلول عام 1363 استطاع القبارصة الاستيلاء على القلعة لتخضع في سنة 1496 لسيطرة الدولة العثمانية.[٥]
المراجع
- ^ أ ب " معلومات عن مدينة مرسين تركيا … تعرف عن قرب على لؤلؤة البحر المتوسط في تركيا"، المرتحل، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2019.
- ↑ " اين تقع مرسين وما هي المدن القريبة من مرسين"، رحلاتك، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2019.
- ↑ "مرسين.. درّة البحر المتوسط"، ترك برس، 29-3-2017، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2019.
- ↑ "السياحة في مرسين"، رحلاتك، اطّلع عليه بتاريخ 16-4-2019.
- ↑ "السياحة في مرسين"، أم القرى، اطّلع عليه بتاريخ 16-4-2019.