الحكمة من عيد الأضحى

عيد الأضحى المبارك

يحتفل المسلمون كل عام بعيدين اثنين؛ الأول هو عيد الفطر السعيد الذي يعقب شهر رمضان المبارك، أما الثاني فيأتي بعد موسم الحج، ويسمى بعيد الأضحى المبارك، وهو يأتي في العاشر من من شهر ذي الحجة في كل سنة هجرية، ويستمر لمدة أربعة أيام، ولقد كان لزامًا على المسلمين إحياؤه بالطاعة والفرح، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى) [أنس بن مالك، خلاصة حكم المحدث: ثابت]، ولقد كان هذا العيد استذكارًا لحادثة التضحية التي حصلت مع سيدنا إبراهيم عليه السلام، إذ رأى في حلمه أن الله يأمره بذبح ابنه إسماعيل، فلما هم بتطبيق الرؤيا لم يمنعه إسماعيل عليه السلام امتثالًا لأوامر الله، فافتداه الله بكبش عظيم من عنده، ومنذ ذلك الوقت ويسير المسلمون على هدي الأنبياء في عيد الأضحى^[١].

الحكمة من عيد الأضحى المبارك

عندما يتفكر المسلم في جميع الجوانب في حياته فإنه يستقي منها الحكم والعبر، إذ لم يجعل الله فيها أي شيء عبثي أو دون هدف وفائدة، وسنبين الحكمة من عيد الأضحى فيما يأتي: ^[٢]

• يُدخل عيد الأضحى المبارك الفرح والسرور والغبطة في قلوب المسلمين عامةً، إذ لم يخلقهم الله للعذاب والتعب والكَبد في الدنيا، وهو بمثابة تجديد للطاقة الإيمانية وإعادة شحن للهمة والعزيمة.
• يستشعر المسلمون في عيد الأضحى بقوتهم وتكاتفهم وتعاضدهم، فهم جميعًا في مختلف القارات والعادات والتقاليد والألوان والأعراق يشتركون في عبادة الله عز وجل، وهو ما يجعلهم يستشعرون بالكثرة والقوة والبأس.
• يستعيد المسلمون استذكار قصة الأنبياء، ويفكرون بتضحياتهم وبقتدون بإبراهيم عليه السلام عندما امتثل لأمر الله مسلّمًا أمره له، وكذلك سيدنا إسماعيل عندما شجع والده على القيام بما أُمر به بقلب ملؤه اليقين.
• يضحي المسلمون بالكثير من الأضاحي ويوزعون منها على الفقراء والمحتاجين، وبهذا تتوازى القوى وتتكافأ، فيعطف الغني على الفقير ويشعر به في صورة بهية من التكامل والتعاون على البر.
• يشترط بالمسلم عندما يريد أن يقدم الأضحية أن تكون ذات مواصفات معينة جميعها رفيعة وعالية المستوى، وفي ذلك حكمة ورسالة للمسلم أن يقدم لله أفضل ما لديه ليجني بالمقابل الرضا والفوز.
• يصل الناس بعضهم البعض حرصًا منهم على عبادة صلة الرحم، وإحيائها بين الأهل والأقارب.

مظاهر عيد الأضحى المبارك

يتسم عيد الأضحى بالعديد من المظاهر والطقوس الجميلة، التي تختلف من مجتمع إلى آخر، من ذلك:

• يتجه الناس إلى الساحات العامة لأداء الصلاة صبيحة اليوم الأول من عيد الأضحى، ويستمعون إلى الخطبة ويتبادلون التهاني والتحايا بعد الانتهاء.
• يحرص المسلمون على ارتداء ملابس خاصة في عيد الأضحى تعكس العادات والتقاليد الفلكلورية الخاصة بهم.
• يصنع المسلمون أصنافًا مختلفةً من الحلوى، بعضها من الدقيق، أو التمور، أو المكسرات، أو السميد، وغيرها.
• يحصل الأطفال والإناث على العيدية، وهي مبلغ رمزي من المال يمنحه الأهل والأقارب تعبيرًا عن الحب والاهتمام.
• تُزين البيوت ومداخلها بالأضواء الملونة والشرائط الجميلة^[٣].

المراجع

1. ↑ "عيد الضحى فداء ومناسك وأفراح"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-5.
2. ↑ "الحكمة من العيد"، جماعة العدل والإحسان ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-5.
3. ↑ "مظاهر احتفال المسلمين بعيد الأضحى حول العالم"، اليوم السابع، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-5.