التهاب ذكر الطفل بعد الختان

الختان

يهدف إجراء الختان إلى إزالة ما يُعرف ب"القلفة"، التي هي عبارة عن ثنية جلدية رقيقة تغطي رأس العضو الذكري، ولقد دأب الناس على الختان منذ قرون طويلة لأسبابٍ دينية وأخرى اجتماعية، أما حديثًا فإن موضوع الختان أصبح أحد المواضيع المثيرة للجدل بين الخبراء والباحثين؛ فمؤيدو الختان يرون أن الختان ضروري للحفاظ على نظافة تلك المنطقة من الجسد، كما يتحدثون أيضًا عن خفض الختان لخطر الإصابة بسرطان العضو الذكري، والتهابات المسالك البولية ومشاكل القلفة الجلدية، بينما يرى مناهضو الختان بأن الختان هو ممارسة سيئة ولا يوجد ما يكفي من الأدلة العلمية التي تُساند الفوائد المنسوبة له، كما يشيرون إلى حجم المخاطر والمضاعفات السيئة للختان، بالإضافة إلى مسألة انخفاض الشعور الجنسي للذكر فيما بعد بسبب إزالة القلفة الحساسة[١].


التهاب ذكر الطفل بعد الختان

ينتمي الختان إلى فئة العمليات الجراحية الآمنة التي من النادر أن تتسبب بحدوث مضاعفات عند الأطفال الذكور، لكن يبقى من المحتمل أن يؤدي الختان إلى حصول التهاب في الذكر عند بعض الحالات، خاصة في حال لم يلتزم الطبيب بأساليب التعقيم والنظافة الضرورية أثناء إجرائه للختان، وقد يُعاني الأطفال المصابون بالالتهاب من الألم، والاحمرار، والتورم، وربما نزول القيح أيضًا من مكان الختان، لكن في المجمل تبقى حالات الالتهاب الناجمة عن الختان خفيفة الشدة ومن السهل علاجها باستخدام المضادات الحيوية، وعلى أي حال يوجد بعض المشاكل والمضاعفات الأخرى التي يُعاني منها الأطفال الذكور بسبب الختان أحيانًا، منها الآتي[٢]:

  • النزيف: تحدث مشاكل النزيف غالبًا عند الأطفال المصابين أصلًا باضطرابات النزيف، لذا من الضروري إخبار الطبيب عن اضطرابات النزيف الموجودة أصلًا في العائلة قبل إخضاع الطفل للختان، لكن على العموم لا يستمر النزيف لفترة زمنية طويلة بعد الختان، كما بالإمكان تخييط مكان الجرح لإيقاف النزيف.
  • مشاكل التخدير: لا تحمل أساليب التخدير الموضعي كثيرًا من المشاكل وتُعد آمنة عند معظم الحالات، لكن بعض الأطفال تظهر عليهم علامات سيئة بسبب التخدير الموضعي؛ كالكدمات، والنزيف، وتهيج الجلد، كما يُمكن لبعض الأطفال أن يُعانوا من عدم انتظام بدقات القلب ومشاكل تنفسية أيضًا.
  • إزالة جزئية للقلفة: يفشل الطبيب أحيانًا في إزالة القلفة كاملًا عند الختان ويترك الكثير من الجلد فوق رأس العضو الذكري، وهذا يعني الحاجة إلى إجراء الختان مرة أخرى في المستقبل.
  • تضرر العضو الذكري: على الرغم من ندرة وقوع هذا الأمر، إلا أن الاحتمالية تبقى واردة في أن يؤدي الختان إلى حصول ضرر في رأس العضو الذكري عن طريق الخطأ.

أما بالنسبة إلى حالات الوفاة الناجمة عن الختان، فهي نادرة للغاية لحسن الحظ، ولا يوجد أي داعٍ للقلق بشأنها؛ فوفقًا لبيانات الباحثين لم يؤدي إجراء 500 ألف عملية ختان في مشافي مدينة النيويورك الأمريكية إلى حصول أي حالة وفاة إطلاقًا بين الأطفال الذكور، لكن حالة وفاة واحدة جرى تسجيلها ضمن سجلات لجنة مراجعة موت الأطفال في مدينة أونتاريو الكندية لعام 2007، ولقد تبين أنها ناجمة عن حصول تسمم في الدم بعد الختان[٣].


العناية بالطفل بعد الختان

يُصبح الطفل حاد الطباع وسيء المزاج بعد الانتهاء من إجراء الختان، لذا سيكون من الأفضل الإمساك به بحذر وتجنب وضع مزيدٍ من الضغط فوق عضوه الذكري، وقد يظهر بعض التورم، والاحمرار، والتقرح فوق رأس العضو الذكري بسبب الختان، وهذا العلامات عادةً ما توصف على أنها طبيعية ومن المحتمل أن تختفي لوحدها خلال أسبوع أو 10 أيام، وينصح الأطباء بضرورة غسل العضو الذكري وتغيير ضمادة الجرح في كل مرة يجري فيها تغيير حفاضات الطفل، كما ينصحون بوضع بعض الفازلين فوق مكان الختان حتى لا تلتصق الحفاضة بالعضو الذكري، وفي النهاية يجب التذكير بضرورة التواصل مع الطبيب في حال لم يتبول الطفل خلال 12 ساعة التالية للختان، أو في حال ملاحظة الكثير من الدم في الحفاضة، أو في حال ملاحظة ظهور أعراض الالتهاب والاحمرار فوق العضو الذكري[٤].


المراجع

  1. Melissa Conrad Stöppler, MD (17-10-2018), "Circumcision"، E Medicine Health, Retrieved 9-6-2019. Edited.
  2. Larissa Hirsch, MD (6-2016), "Surgeries and Procedures: Circumcision"، Kids Health, Retrieved 9-6-2019. Edited.
  3. Aaron J. Krill, Lane S. Palmer, Jeffrey S. Palmer (2011), "Complications of Circumcision", Scientific World Journal, Folder 11, Page 2458–2468. Edited.
  4. Dan Brennan, MD (19-5-2019), "Your Baby Boy's Circumcision: What to Expect"، Webmd, Retrieved 9-6-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :