محتويات
مفهوم التهاب القولون المزمن
يُدعى التهاب القولون المزمن باسم آخر هو "داء الأمعاء الالتهابي"، ويشير هذا المفهوم إلى مجموعة من المشاكل المزمنة التي تتسبب بالتهاب مزمن في الأمعاء أو الأحشاء التابعة للجهاز الهضمي، ويُعد مرض كرون ومرض التهاب القولون التقرحي من بين أبرز أنواع التهاب القولون المزمن، وتشير بيانات بعض الجهات الرسمية إلى وجود هذه الأمراض عند حوالي 1.6 مليون فرد في الولايات المتحدة الأمريكية، وكثيرًا ما يخلط الناس بين التهاب القولون المزمن وبين القولون العصبي، لكن يبقى القولون العصبي أقل حدة بكثير من التهاب القولون المزمن، كما أنه لا يؤدي إلى مضاعفات سيئة أو خطيرة على صحة القولون[١].
أنواع التهاب القولون المزمن
يُقسم التهاب القولون المزمن لأنواع كثيرة، منها؛ مرض كرون، ومرض التهاب القولون التقرحي، والتهاب القولون اللمفاوي، والتهاب القولون الكولاجيني، لكن على أي حال يبقى مرض كرون ومرض التهاب القولون التقرحي هما الأكثر انتشارًا بين الناس، وبالإمكان إعطاء نبذة عنهما كما يأتي[١]:
- مرض كرون: لا يقتصر مرض كرون على القولون فحسب، وإنما يُصيب أجزاءً أخرى من الجهاز الهضمي أيضًا، لكنه يظهر أكثر داخل الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة والقولون، ويصل عدد المصابين به إلى حوالي 750 ألف فرد في الولايات المتحدة الأمريكية.
- التهاب القولون التقرحي: يشتهر التهاب القولون التقرحي بظهوره داخل القولون تحديدًا، ويصل عدد المصابين به إلى حوالي 907 آلاف فرد في الولايات المتحدة الأمريكية.
أسباب الإصابة بالتهاب القولون المزمن
يبقى العلماء في حيرة من أمرهم فيما يتعلق بالأسباب الحقيقة وراء الإصابة بالتهاب القولون المزمن، لكن البعض منهم يرى دورًا محتملًا لاستجابات الجهاز المناعي الشاذة في التسبب بالمرض، كما يرى آخرون أن للوراثة والجينات أدورًا مهمة في الإصابة بالمرض أيضًا، وعلى أي حال توصل الباحثون إلى وجود كثير من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب القولون المزمن، منها الآتي[٢]:
- العمر: تنتشر حالات الإصابة بالمرض أكثر عند الأفراد بعمر أقل من 30 سنة، لكن بعض الأفراد يُصابون بالمرض في سنوات عمرهم الخمسين أو الستين أحيانًا.
- العرق: ترتفع نسب وجود المرض عند أصحاب البشرة البيضاء، لكن يبقى جميع الأفراد عرضة للإصابة بالمرض بغض النظر عن أعراقهم، بينما تزداد نسب الإصابة بشكل ملحوظ عند المنحدرين من يهود الاشكناز.
- التاريخ المرضي للعائلة: يؤدي وجود المرض عند فردٍ ما في العائلة إلى زيادة بخطر إصابة أقربائه الأخرين بالمرض.
- التدخين: يُعد التدخين أهم أبرز العوامل المؤدية إلى الإصابة بمرض كرون تحديدًا.
- تناول الأدوية: تمتلك بعض أنواع الأدوية المضادة للالتهابات مقدرة على التسبب بحدوث المرض لدى البعض، ومن بين أشهر فئات هذه الأدوية ما يُعرف بمضادات الالتهاب اللاستيرويدية، التي تضم أسماء أدوية معروفة؛ كالايبوبروفين وديكلوفيناك الصوديوم.
- مكان المعيشة: تتفشى حالات الإصابة بالمرض عند سكان المناطق الصناعية والمناطق الشمالية.
أعراض التهاب القولون المزمن
تتباين أعراض التهاب القولون المزمن اعتمادًا على نوع الالتهاب وحدّته وموقع الالتهاب داخل القولون، وتتضمن أبرز العلامات والأعراض المرتبطة بالمرض عمومًا ما يأتي[١]:
- الإصابة بالحمى.
- ملاحظة نزول الدم مع البراز.
- الإصابة بالإسهال والغثيان، والتقيؤ.
- المعاناة من فقدان الشهية والتعب.
- الشعور بالألم أثناء التبرز.
- الشعور بعدم إفراغ القولون كاملًا بعد التبرز.
- الشعور بالألم في المعدة.
- المعاناة من التعرق في الليل.
- الشكوى من فقدان الوزن.
علاج التهاب القولون المزمن
تتضمن طرق علاج التهاب القولون المزمن أساليب وعلاجاتٍ كثيرة، منها[٣]:
- العلاجات المنزلية: لا توجد أنظمة غذائية خاصة بمرضى التهاب القولون المزمن، مما يعني أن مسألة ترك أصناف الطعام أو تناولها ستتوقف على ماهية الأعراض وطبيعية المرض لدى المريض، لكن قد ينصح الطبيب بتجنب الأطعمة الغنية بالألياف وأنواع الأطعمة التي تحتوي على مواد يصعب هضمها داخل القولون، وقد يُصبح من الضروري كذلك التركيز على أهمية تقليل التوتر والمشاكل والهموم الحياتية قدر المستطاع.
- العلاجات الطبية: تهدف العلاجات الطبية إلى تقليل حدة الأعراض المرضية عبر إعطاء المريض أدوية خاصة بذلك، وعادةً ما يبدأ الأطباء بوصف أدوية مضادة للالتهابات؛ كدواء البالسالازيد ودواء الميسالازين، وقد يضطر الطبيب أيضًا إلى وصف أدوية مضادة للأحماض أو أدوية مضادة للإسهال، بل قد يلجأ الطبيب إلى وصف المضادات الحيوية لعلاج بعض حالات مرض كرون، لكن في حال فشلت كل هذه الأدوية عن الإتيان بنتيجة مرضية فإن الأطباء قد يضطرون حينئذ إلى إعطاء أدوية الكورتيكوستيرويد، التي بمقدورها تخفيف الأعراض سريعًا على الرغم من أعراضها الجانبية السيئة في حال استخدامها لفترة طويلة، كما يُمكن للأطباء الاستعانة بالخيارات الجراحية، خاصة عند بعض حالات التهاب القولون التقرحي؛ لأن هذا المرض يقتصر أساسًا على القولون، وعادةً ما يلجأ الأطباء إلى إزالة كامل القولون لمنع رجوع المرض مرة أخرى، لكن الجراحة لن تنفع في حال الإصابة بمرض كرون على الرغم من أن 50% من المصابين بمرض كرون سيحتاجون لإجراء الجراحة في النهاية.
المراجع
- ^ أ ب ت Suzanne Falck, MD, FACP (16-3-2017), "What to know about inflammatory bowel disease"، Medical News Today, Retrieved 18-6-2019. Edited.
- ↑ "Inflammatory bowel disease (IBD)", Mayo Clinic,18-11-2017، Retrieved 18-6-2019. Edited.
- ↑ Minesh Khatri, MD (2-10-2017), "Inflammatory Bowel Disease"، Webmd, Retrieved 18-6-2019. Edited.