أين عاش قوم نوح

الأنبياء والرسل

لقد أرسل الله تعالى الأنبياء والرّسل للنّاس لهدايتهم وإخراجهم من طريق الظّلمات والظّلال إلى نور الإسلام وطريقه، وقد أرسل الله- عزّ وجلّ- لكل قومٍ من هذه الأقوام رسولًا منهم لحثّهم على عبادة الله تعالى وترك عبادة الأصنام، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [إبراهيم: 4] فمنهم من آمن واتبع الرّسول، ومنهم من طغى وتكبّر وتجبّر وألحق الأذى اللفظي والجسدي به، فحقّ عليه غضب الله وعقابه في الدّنيا والآخرة.


المكان الذي عاش فيه قوم نوح عليه السّلام

لم يذكر في القرآن الكريم لفظ صريح للمكان الذي كان يعيش فيه قوم نوح عليه السّلام، ولكن توجد اجتهادات من العلماء والدّارسين والمؤرخين رجّحت على أن مكان معيشتهم كان في العراق، وتحديدًا جنوب العراق بما يُسمّى الكوفة الآن، استنادًا إلى الآية الكريمة قال تعالى:{وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [هود: 44] والجودي هي اسم منطقة تقع في العراق، وبعض الرّوايات تحدّثت عن أنّ قوم نوح قد عاشوا في تركيّا؛ لأنّ سفينة نوح عليه السّلام رست داخل الأراضي التّركيّة.[١]


قصّة نوح عليه السّلام مع قومه

ذكر الله تعالى في القرآن الكريم الكثير عن قصص الأنبياء والرّسل مع أقوامهم، ومن بين هؤلاء الأنبياء سيّدنا نوح وقصّته مع قومه، قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأعراف:59-60] فقد أرسل الله تعالى سيّدنا نوح إلى قومه ليتركوا عبادة الأصنام ويعبدوا الله وحده، وبقي نوح عليه السّلام يدعو قومه قُرابة الألف عام، مستخدمًا كل الأساليب والطّرق من التّرغيب والتّرهيب، ودعاهم أيضًا بالحكمة والموعظة الحسنة، فواجه نوح عليه السّلام كل أنواع الرّفض، والصّد، والسّخرية منه ومن دعوته، وأصرّ قومه على عبادتهم للأصنام ولم يُسلم منهم إلا القليل، فأمر الله تعالى سيّدنا نوح أنّ يصنع سفينةً ويأخذ معه كل من أسلم من قومه، فنجّى الله تعالى نوح عليه السّلام ومن آمن معه، وأغرق قومه الكافرين. [٢]


الحكمة من إرسال الرّسل

لقد أرسل الله تعالى الأنبياء والرّسل ليؤمنوا بالله الواحد الأحد ويتركوا عبادة الأصنام، وليكون هؤلاء الرّسل حجّةً وبرهانًا على النّاس يوم القيامة، وجاء الرّسل لإرشاد النّاس لطريق الحق و الهداية والنّجاة، وأرسل الله رسله ليجتمع النّاس على دينٍ واحد وتحت راية رجلٍ واحد، ومن أجل أن يكونوا يدًا واحدةً وقلبًا واحدًا تحت راية الإسلام، ومن أجل أن يكون للنّاس قدوةً حسنةً يقتدوا بها، وأُرسل الرّسل رحمةً ورأفةً بالنّاس من أجل أن يدخلهم الله الجنّة ويبعدهم عن النّار، ولتعليم الناس الأعمال الصالحة التي تنفعهم في دنياهم وآخرتهم، وجاء الرسل مبشّرين ومنذرين، مبشرين من يؤمن بالله ويتّبع الرّسول ويصدق رسالته، ومنذرين ومحذّرين لكل من يخالف أمر الله ويعصيه. [٣][٤]


==المراجع==
  1. reem ، "أين عاش قوم نوح"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2019.
  2. "قصة نوح عليه السلام في القرآن"، slamweb، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2019.
  3. "حكمة إرسال الرسل"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2019.
  4. "ما الحكمة في إرسال الرسل عليهم السلام؟"، ejaaba، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2019.

فيديو ذو صلة :